منتدى السنة للحوار العربى

منتدى السنة للحوار العربى (https://www.alsonah.org/vb//index.php)
-   موضوعات عامة (https://www.alsonah.org/vb//forumdisplay.php?f=34)
-   -   الشمولية من خصائص الشريعة الإسلامية1 (https://www.alsonah.org/vb//showthread.php?t=43517)

محبة الأمة الإسلامية 2013-09-16 06:24 PM

الشمولية من خصائص الشريعة الإسلامية1
 
المتأمل للشريعة الإسلامية يجد أن الشمول أحد خصائصها، ونؤكد هنا أن ما من شئ فى الحياة إلا وللشريعة حكم فيها، ولذا نجد فى نصوصها أحكاما شاملة تنظم علاقات الأفراد فيما بينهم (أفرادا وجماعات ) فنجد فى أحكام الشريعة كل ما يتعلق بحياة الناس، وإقامة الدولة ونظام الحكم فيها كمبدأ الشورى ومسئولية الحكام ووجوب طاعتهم .
كما نجد فى السنة النبوية ألفاظا تدل على ذلك ،مثل السلطان والإمام ، كما نجد فى الشريعة أحكام العقوبات، ووجوب الحكم بين الناس، والجهاد فى سبيل الله ، ووجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ووجود من يرعى أحكام الله وينفذها ويقوم عليها من ولاه .
يتحقق على يديهم الحكم لله – وبناء المجتمع على أساس إسلامى، يتأتى من خلال قيام دوله إسلامية ، وليس من خلال الوعظ والإرشاد، وهذه الدوله بما لها من سلطان وقوة تقيم أحكام الله تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) }الحديد25{.
وإذا عدنا للوراء قليلا فى عهد النبوة ،لوجدنا أن الرسول الكريم قد حقق من خلال صفة النبوة وصفة التبليغ عن الله ،وصفة القضاء والسلطة القائمة على التنفيذ وما صدر عنه صلى الله عليه وسلم بمثابة الأحكام العامة والقوانين الملزمة للأمة، .والخلفاء الراشدين تحقق لهم ذلك بإستثناء صفة النبوة
والتصور لهذه الدولة الإسلامية لا يقف عند توفير الأمن والأمان للأفراد والمحافظة عليهم بل يمتد لتنفيذ أحكام الإسلام ،وحمل الدعوة الإسلامية لباقى الدول مصداقا لقوله تعالى (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) }الحج :41{.
والمتأمل لآيات القرآن الكريم يجد أنها أجملت القواعد العامة للعلاقة بين الرعية وبين الرعاه وبين الأمة وبين ولى الأمر، ومن ذلك قوله تعالى (إِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)} النساء:58{.
وقوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }النساء:29.{
(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) }الشورى:10.{
وتلزم الآيات الكريمة أولى الأمر بأداء الأمانات فيما فرض عليهم القيام به ،كما تأمرهم الأيات بالحكم العادل بين الناس وفى مقابل ذلك تكون طاعة الرعية
ثم تذكر الآيات أن المرجع الرئيس فى الخلافات والتنازع وفى العلاقات بين الحاكم والمحكوم إنما يكون لله تعالى
"ولا تكتفى هذه الآية بهذا التحديد لهذه المرجعية، وهو التحديد الذى يؤكد على إسلامية المرجعية للدولة الإسلامية وحاكمية الشريعة الإلهية فى مختلف ميادين سياساتها، فإسلامية الدوله هى الشرط فى تحقيق الإيمان بالدين (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)}النساء:59.{
فمعيار الإيمان بالله واليوم الآخر هو جعل الشريعة الإلهية المرجعية للدولة، وللتعامل بين الرعية والرعاة والإسلام ليس بالدين الذى نزل ليقف الرسول به عند حدود البلاغ؛ وإنما هو دين جاء ليقيمه الناس ، فصار حاكما للحياة والنظم السياسية ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)} النساء:64.{
ويؤكد القرآن الكريم هذه الحقيقة ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) }النساء:65.{
ويؤكد القرآن هنا التواصل فى إطار الوحى والرسالة ( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) }الشورى: 13{
وليست الشريعة الإسلامية ترفا، بل الأمر بإتباعها جاء واجبا فى صورة تكليف (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)}الجاثية:18- 20 {.
ويقول تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا)} النساء:105.{



...................يتبع


الساعة الآن »05:19 AM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة