الموضوع: سورة الأنفال.
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2013-12-28, 08:01 PM
الصورة الرمزية أبو عادل
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المشاركات: 3,175
أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل
افتراضي

أما المنتصرون فى أول معركة كبيرة بين التوحيد والشرك، بين العقل والحماقة، بين الحرية الدينية والاستبداد الأعمى فإن كتاب الإسلام يوجه لهم النصائح، ويعلمهم الاعتدال.. ونحن نسوق هذا الدرس للمستشرقين الذين عميت قلوبهم فحسبوا "بدرا" أول المظاهر لعنفوان الإسلام وعدوانه....!! وعاد السياق إلى ما قبل بدر أو إلى ما قبل الهجرة ليشرح كيد المشركين للإسلام ونبيه. لقد كان رسول الله بأمر ربه يقول لهؤلاء الكفار: " قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون * قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم " . فماذا كان موقفهم؟ الاضطهاد العام والتهديد للرسول نفسه بالسجن أو القتل أو النفى "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" . والمفروض أن الناس إذا تحيروا وتشابهت أمامهم الطرق أن يقولوا: "اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه. وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه " ولكن هؤلاء الجبابرة يقولون " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم". إن الكفر فنون شتى، وهناك كفر دون كفر! ولعل أقبح أنواع الكفر وأجدرها بالنكال إنكار الألوهية بالله! يليها الشرك بالله والزعم بأن لله أولادا. وهناك رؤساء للكفر يعبدون أنفسهم فى ظل التعطيل والتعديد. وولاؤهم للكفر باق ما بقيت لهم شهواتهم وأهواؤهم التى يقدمونها على كل شىء. وهناك دهماء تعتقد صحة ما تفعل وتخلص لله "أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا... " . وقد كان فى مشركى العرب من يظن مخلصا أن الأصنام تنفع وتضر، وأنها مفاتيح لله الأكبر!! والمعروف أن الأنبياء دعاة إلى التوحيد الخالص، وهم محتاجون إلى زمن يعالجون فيه هذه الأخلاط الشاردة، ولذلك يقول الله لنبيه " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم - تجتهد فى تبصرتهم - وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"
ص _ ص 3
هل يعنى موقفهم هذا أنهم لا يستحقون العذاب؟ كلا، إنهم ظلمة للناس ولأنفسهم " وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون " . إن عبادتهم المغشوشة لا تجديهم، وعبثهم حول الكعبة لا يسقى عبادة، إنه صفير وصدى يتجاوب بالشرك، والطائفون الحقيقيون حول الكعبة هم الذين يذكرون الله وحده، ويحيونه بالباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر... والمشركون لا يفعلون شيئا من هذا... إنهم بذلوا جهودهم فى حرب التوحيد، وأنفقوا أموالا طائلة فى التأليب عليه والإحاطة به وهيهات أن يفلحوا. "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ". وها هم أولاء قد غلبوا وحقت بهم هزيمة ماحقة فماذا هم صانعون؟. هنا يعرض الرسول عليهم التوبة، والانتهاء عن الكفر والفتنة، وعندئذ يعيشون موفورين "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين". إن المصرين على الظلم لن يجنوا إلا الندم، وقد هلكت من قبل عاد وثمود وخير لقريش أن تتوب، وإلا استؤنف القتال حتى تنقطع الفتن، وتستقر حرية التدين " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله... " . * * * * التوى السياق بالمتطلعين إلى الغنائم، وتجاوز تنازعهم فيها، ووجه إليهم نداءات متتابعة أن يستقيموا على منطق الإيمان والفداء الذى التزموا له منذ خرجوا للقتال. وبعدئذ نزلت الآية بتخميس الأنفال فجعلت خمسا فى وجوه الخير وتركت الأربعة أخماس الباقية للمقاتلين " واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.. "الخ وظاهر من سيرة الرسول وصحابته أن هذا التخميس ليس حكما دائما لازما.

ص _ ص 4

__________________








رد مع اقتباس