عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2008-06-01, 11:38 PM
أحب رسول الله أحب رسول الله غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-05-21
المشاركات: 56
أحب رسول الله أحب رسول الله أحب رسول الله أحب رسول الله أحب رسول الله أحب رسول الله أحب رسول الله أحب رسول الله أحب رسول الله
افتراضي


المطلب الثالث:
ضرورة تحكيم السنة النبوية في سائر شؤون الحياة والحكم
<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
<o:p></o:p>
المسلمون مطالبون بتحكيم السنة النبوية في جميع شؤون حياتهم الخاصّة والعامة. ويتنوّع تحكيم السنة النبوية في الحياة الإسلامية إلى أنواع عديدة منها:

<o:p></o:p>
أولاً : العقائد والعبادات والمعاملات والأحكام والقضاء.<o:p></o:p>
ثانياً : الدعوة والالتزام بالمنهج القويم في الهداية والإصلاح.<o:p></o:p>
ثالثاً : التربية والتعليم والتوجيه وتثقيف الناس.<o:p></o:p>
رابعاً : الأخلاق والمسالك والسِّير.<o:p></o:p>
خامساً : أمور السياسة والحكم بين الناس.<o:p></o:p>
سادساً : صبغ الحياة العامّة في الدولة بالسنة النبوية.<o:p></o:p>
سابعاً : ابتناء علاقة الدولة الإسلامية مع غيرها من الدول والمجتمعات الأخرى وفق توجيهات السنة.<o:p></o:p>
ثامناً : حفظ حقوق الإنسان الخاصة والعامة.<o:p></o:p>
تاسعاً : رعاية غير المسلمين في المجتمع المسلم وحفظ ذمَّتهم وحياتهم وعدم الاعتداء عليهم وفق توجيهات السنة.<o:p></o:p>
عاشراً : الرأفة والرحمة في تحكيم السنة بالخلق، والترفق بالناس، والمخلوقات الأخرى.<o:p></o:p>

والسنة النبوية تتطرّق إلى تلك الأمور وغيرها مما لا يتّسع المجال لذكره.<o:p></o:p>

وتبرز أهميّة تحكيم السنّة النبوية في الحياة الإسلامية كونها:
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
· امتثالاً لأمر الله تعالى باتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأنّ ذلك دليل على محبّته، كما قال تعالى: ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) (آل عمران:31).
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
· كما أن تحكيم السنة فيه طاعة لله تعالى وامتثال لأمره بطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: ((مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً )) (النساء:80).
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية الكريمة: ((يخبر تعالى عن عبده ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - بأن من أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله، وما ذاك إلا لأنّه ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى)) ([1]).
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
· بل إنّ الله تعالى جعل تحكيم السنّة في حياة المسلمين من لوازم إيمانهم الدالة على صدق معتقدهم، وسلامة منهجهم، كما قال تعالى: ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاًّ مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) (النساء:65).
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
يقول الشيخ ابن سعدي في تفسيره للآية الكريمة: ((أقسم تعالى بنفسه الكريمة أنّهم لا يؤمنون حتى يحكّموا رسوله فيما شجر بينهم، أي في كل شيء يحصل فيه اختلاف، بخلاف مسائل الإجماع، فإنها لا تكون إلا مستندة للكتاب والسنة، ثم لا يكفي هذا التحكيم حتى ينتفي الحرج من قلوبهم والضيق، وكونهم يحكمونه على وجه الإغماض، ثم لا يكفي ذلك حتى يسلّموا لحكمه تسليماً، بانشراح الصدر، وطمأنينة النفس، وانقياد بالظاهر والباطن، فالتحكيم في مقام الإسلام، وانتفاء الحرج في مقام الإحسان، فمن استكمل هذه المراتب وكملها فقد استكمل مراتب الدين كلها، فمن ترك هذا التحكيم المذكور غير ملتزم له فهو كافر، ومن تركه مع التزامه فله حكم أمثاله من العاصين)) ([2]).
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
والمتأمل في سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجد أنها تهدف إلى صياغة المجتمع صياغة إسلامية نظيفة خالية من الشوائب والمكدّرات، فيها المعنى الحقيقي للحياة النقية، كما قال تعالى))يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )) (الأنفال:24). <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وهكذا يتضح أنه ((لن يتحقَّق الإيمان إلا بتحكيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يُختلف فيه)) ([3])، كما قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )) (النساء:59).
=== انتهى===<o:p></o:p>



<HR align=left width="33%" SIZE=1>
([1]) تفسير ابن كثير ص (510). <o:p></o:p>
([2]) تفسير ابن سعدي ص (184-185). <o:p></o:p>
([3]) المدخل إلى توثيق السنة، د. رفعت فوزي ص (9). <o:p></o:p>
رد مع اقتباس