منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع

 Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2010-02-27, 02:10 PM
الصورة الرمزية طالب عفو ربي
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 854
طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي
افتراضي حن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين‏‏(‏ الواقعة‏:60)‏

حن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين‏
‏(‏ الواقعة‏:60)‏


هــذه الآية الكريمة جاءت في ختام الثلث الثاني من سورة الواقعة‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها ست وتسعون‏(96)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بذكر القيامة‏,‏ و‏(‏الواقعة‏)‏ من أسمائها لتحقق وقوعها‏,‏ ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضية البعث‏,‏ وحتمية وقوعه‏,‏ والرد علي منكريه‏.‏

وتبدأ هذه السورة الكريمة بقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ إذا وقعت الواقعة‏*‏ ليس لوقعتها كاذبة‏*‏ خافضة رافعة‏*‏
‏(‏الواقعة‏:1‏ ـ‏3)‏

ومن معاني ذلك‏:‏ إذا وقعت صيحة القيامة وهي حتما واقعة وذلك حين ينفخ في الصور النفخة الأولي فيدمر الكون‏,‏ ويهلك كل حي‏,‏ ثم ينفخ فيه النفخة الثانية فيبعث كل من في القبور‏,‏ ويقوم الموتي بعد تحلل أجسادهم وبلاها‏,‏ وحينئذ لايمكن لأحد تكذيبها‏,‏ وفيها يخفض أقوام إلي أسفل سافلين‏,‏ ويرفع آخرون إلي أعلي عليين‏.‏

هــذه الآية الكريمة جاءت في ختام الثلث الثاني من سورة الواقعة‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها ست وتسعون‏(96)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بذكر القيامة‏,‏ و‏(‏الواقعة‏)‏ من أسمائها لتحقق وقوعها‏,‏ ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضية البعث‏,‏ وحتمية وقوعه‏,‏ والرد علي منكريه‏.‏

وتبدأ هذه السورة الكريمة بقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ إذا وقعت الواقعة‏*‏ ليس لوقعتها كاذبة‏*‏ خافضة رافعة‏*‏
‏(‏الواقعة‏:1‏ ـ‏3)‏

ومن معاني ذلك‏:‏ إذا وقعت صيحة القيامة وهي حتما واقعة وذلك حين ينفخ في الصور النفخة الأولي فيدمر الكون‏,‏ ويهلك كل حي‏,‏ ثم ينفخ فيه النفخة الثانية فيبعث كل من في القبور‏,‏ ويقوم الموتي بعد تحلل أجسادهم وبلاها‏,‏ وحينئذ لايمكن لأحد تكذيبها‏,‏ وفيها يخفض أقوام إلي أسفل سافلين‏,‏ ويرفع آخرون إلي أعلي عليين‏.‏
ثم تتتابع الآيات بوصف عدد من الأحوال المصاحبة لهذا الحدث الجلل فتقول‏:‏ إذا رجت الأرض رجا‏*‏ وبست الجبال بسا‏*‏ فكانت هباء منبثا‏*‏
‏(‏الواقعة‏:4‏ ـ‏6)‏

أي إذا زلزلت الأرض زلزلة شديدة‏,‏ وزلزلة الآخرة تفوق زلازل الدنيا مجتمعة أضعافا كثيرة‏,‏ بمعدلات غير مسبوقة‏,‏ وبصورة لايمكن مقارنتها بأي من زلازل الدنيا مهما تعاظمت قوتها‏,‏ ويسميها القرآن الكريم باسم‏(‏ زلزلة الساعة‏)‏ ويصفها بأنها‏(‏ شيء عظيم‏),‏

وهذا هو من معاني قوله‏(‏ تعالي‏):‏ إذا رجت الأرض رجا‏*‏ ومن معاني قوله‏(‏ تعالي‏):‏ وبست الجبال بسا‏*‏ فكانت هباء منبثا‏*‏

أي فتتت الجبال تفتيتا حتي صارت هباء منثورا‏,‏ كرهج الغبار الذي ذرته الريح فتشتت وتفرق‏,‏ أو نسفت نسفا فأصبحت كالدقيق المبتل بالماء‏(‏ البسيس‏).‏

وتصنف الآيات الناس في هذا اليوم العصيب إلي أزواج ثلاثة علي النحو التالي‏:‏
‏(1)(‏ السابقون السابقون‏)‏ وهم ثلة من الأولين‏,‏ وقليل من الآخرين‏,‏ رجالا ونساء‏,‏ وهؤلاء ثوابهم من الله‏(‏ تعالي‏)‏ عظيم‏.‏

(2)‏ أصحاب اليمين‏:‏ وهم الأبرار المؤمنون‏,‏ ومنهم ثلة من الأولين‏,‏ وثلة من الآخرين‏,‏ وهم عند الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ من الناجين من النار‏,‏ المكرمين بالجنة‏.‏

(3)‏ أصحاب الشمال‏:‏ وهم أغلب البشر‏,‏ وعامة أهل النار‏,‏ الذين سوف يعذبون في الآخرة ويهانون مهما كانت مناصبهم في الدنيا‏,‏ وذلك بسبب كفرهم بالله‏(‏ تعالي‏)‏ أو شركهم به‏,‏ وتجاوزهم لحدوده بإنكارهم لما أنزل من دين‏,‏ وأخبر خاتم رسله من غيب‏,‏ أو بظلمهم لعباده‏,‏ وتجبرهم علي خلقه‏,‏ وتعديهم علي حقوق الضعفاء‏,‏ أو إفسادهم في الأرض‏,‏ وإشاعتهم للفواحش بين الخلق‏,‏ أو غير ذلك من موجبات سخط الله عليهم

وتفصل الآيات جزاء كل مجموعة من هذه المجموعات الثلاث مؤكدة أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو خالق الإنسان ـ ولو أن كثيرا من الناس لا يسلم بذلك ـ وتستدل علي حقيقة الخلق بخلق النطف‏(‏ الخلايا التناسلية التي تحمل صفات البشر من لدن أبينا آدم عليه السلام إلي آخر إنسان علي وجه الأرض‏),‏ كما تستدل عليه بحتمية الموت الذي فرضه الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ علي عباده ـ وهو‏(‏ تعالي‏)‏ حي‏,‏ دائم‏,‏ باق لايموت‏,‏ ولا يفوت ـ وحتمية البعث في غيب لايعلمه إلا الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ وقد أنكر غالبية الناس إمكانية حدوث ذلك لعجزهم هم عن تحقيقه وقياسهم علي الله تعالي بمعاييرهم الهزيلة‏,‏ ونسيانهم أن قدرة الله‏(‏ تعالي‏)‏ لا تحدها حدود‏,‏ ولو تأملوا حقيقة الخلق الأول ما تشككوا في إمكانية البعث أبدا‏

وفي ذلك تقول الآيات‏:‏نحن خلقناكم فلولا تصدقون‏*‏ أفرأيتم ماتمنون‏*‏ ء أنتم تخلقونه أم نحن الخالقون‏*‏ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين‏*‏ علي أن نبدل أمثالكم وننشئكم في مالا تعلمون‏*‏ ولقد علمتم النشأة الأولي فلولا تذكرون‏*‏
‏(‏الواقعة‏:57‏ ـ‏62)‏

وتضيف الآيات مزيدا من الأدلة الشاهدة علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الخلق ومنها إنبات الزروع‏,‏ ولو شاء الله تعالي ما أنبتها أو أهلكها بعد أن أنبتها وأثمرها‏,‏ ومنها دورة الماء حول الأرض‏,‏ وإنزاله من المزن‏(‏ أي السحب الممطرة‏)‏ عذبا زلالا سائغا للشاربين وذلك من رحمة الله‏(‏ تعالي‏)‏ وفضله‏,‏ ولو شاء لجعله مرا زعافا‏,‏ لولا شكر الصالحين من الخلق‏.‏ ومنها إعطاء الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ للشجر الأخضر القدرة علي تخزين قدر من طاقة الشمس علي هيئة عدد من الروابط الكيميائية التي تتحول بعد جفاف النبات‏,‏ أو تفحمه‏,‏ أو تحوله إلي دهون في أجساد ما يأكله من الحيوانات‏,‏ تتحول بتحللها بمعزل عن الهواء إلي النفط والغاز‏,‏ وهذه كلها من مصادر الطاقة‏(‏ أو النار‏)‏ التي يحتاجها الناس في حياتهم ـ خاصة المسافرون منهم في القفار الخالية من العمران ـ وقد جعلها الله‏(‏ تعالي‏)‏ تذكرة للناس بنار جهنم التي حذرهم من أهوالها‏

وفي ذلك تقول الآيات‏:‏ أفرأيتم ما تحرثون‏*‏ أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون‏*‏ لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون‏*‏ إنالمغرمون‏*‏ بل نحن محرومون‏*‏ أفرأيتم الماء الذي تشربون‏*‏ أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون‏*‏ لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون‏*‏ أفرأيتم النار التي تورون‏*‏ أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون‏*‏ نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين‏*‏ فسبح باسم ربك العظيم‏*‏
‏(‏الواقعة‏:63‏ ـ‏74)‏

ثم تأتي الآيات بقسم من الله‏(‏ تعالي‏)‏ ـ وهو الغني عن القسم ـ ويأتي القسم بمواقع النجوم‏,‏ وليس بالنجوم ذاتها ـ علي عظم شأنها ـ ويأتي العلم مؤكدا أن الإنسان لا يمكنه أن يري النجوم أبدا من علي سطح الأرض ولكن يري مواقع مرت بها النجوم‏,‏ وهذا نظرا لضخامة أبعادها عنا‏,‏ ولأن الضوء‏(‏ كباقي صور الطاقة ومختلف صور المادة‏)‏ لايمكنه التحرك في صفحة السماء في خطوط مستقيمة‏,‏ بينما عين الإنسان لا تري إلا ماهو علي امتداد البصر‏,‏ ومن هنا فإن جميع ما نراه من نجوم السماء هي مواقع مرت بها النجوم ثم غادرتها‏,‏ وقد يكون النجم قد انفجر واندثر منذ زمن بعيد ولايزال الضوء الذي انبثق منه يتحرك إلي الأرض من مواقع مختلفة‏,‏ نظرا لضخامة أبعاد النجوم عن أرضنا‏.‏ وتؤكد الآيات عظم القسم بمواقع النجوم ـ لو علم الناس ذلك ـ ويأتي جواب القسم تشريفا للقرآن الكريم وتعظيما لشأنه‏

وذلك بقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
فلا أقسم بمواقع النجوم‏*‏ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم‏*‏ إنه لقرآن كريم‏*‏ في كتاب مكنون‏*‏ لايمسه إلا المطهرون‏*‏ تنزيل من رب العالمين‏*‏
‏(‏الواقعة‏:75‏ ـ‏80)‏

وبعد ذلك توجه الآيات الخطاب إلي الكفار والمشركين الذين كذبوا بعثة النبي الخاتم والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وأنكروا الوحي بالقرآن الكريم‏,‏ وتتهددهم الآيات بلحظة الاحتضار‏,‏ ونزع الروح‏,‏ وحشرجة الصدر‏,‏ ولا أحد في الوجود يملك دفع قضاء الله وقدره‏,‏ ولا رد الروح الي المحتضر إذا بلغت الحلقوم‏,‏ والله أقرب إلي المحتضر بعلمه وقدرته من جميع من حوله وهم لايدركون ذلك‏

وتتحداهم الآيات أن يعيدوا الروح إلي المحتضر إن استطاعوا وفي ذلك تقول‏:‏ أفبهذا الحديث أنتم مدهنون‏*‏ وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون‏*‏ فلولا إذا بلغت الحلقوم‏*‏ وأنتم حينئذ تنظرون‏*‏ ونحن أقرب إليه منكم ولكن لاتبصرون‏*‏ فلولا إن كنتم غير مدينين‏*‏ ترجعونها إن كنتم صادقين‏*‏
‏(‏ الواقعة‏:81‏ ـ‏87)‏

وكما بدأت سورة الواقعة بتقسيم الناس في يوم القيامة إلي السابقين وأصحاب اليمين‏,‏ وأصحاب الشمال‏,‏ فإنها تقسمهم ساعة الاحتضار إلي المقربين‏,‏ وأصحاب اليمين‏,‏ وإلي المكذبين الضالين‏.‏

وكما أوضحت هذه السورة المباركة في اولها جزاء كل صنف من الأصناف الثلاثة في يوم القيامة‏,‏ أكدت في ختامها أن كل إنسان يدرك جزاءه في الآخرة لحظة احتضاره‏

وفي ذلك يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ فأما إن كان من المقربين‏*‏ فروح وريحان وجنة نعيم‏*‏ وأما إن كان من أصحاب اليمين‏*‏ فسلام لك من أصحاب اليمين‏*‏ وأما إن كان من المكذبين الضالين‏*‏ فنزل من حميم‏*‏ وتصلية جحيم‏*‏
‏(‏ الواقعة‏:88‏ ـ‏94)‏

وتختتم هذه السورة المباركة بتأكيد كل ماجاء بها من حتمية القيامة ومصائر الناس في الآخرة‏,‏ وحقيقة سكرات الموت وأهواله‏,‏ وعجز الدنيا كلها عن رد قضاء الله وقدره‏,‏ ومعرفة كل نفس بمصيرها في الآخرة لحظة الاحتضار‏,‏ وفرحها أو هلعها آنذاك‏,‏ وكل ذلك من حق اليقين الذي أنذر الله‏(‏ تعالي‏)‏ به كل واحد من الخلق المكلفين في حياته الدنيا‏,‏ حتي لايدعي أحد منهم أنه كان جاهلا به‏,‏ وتوجه السورة المباركة الخطاب في ختامها إلي سيدنا محمد‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ـ وإلي كل مؤمن برسالته من بعده ـ أن يسبح باسم ربه العظيم تسبيحا يليق بجلاله‏

وفي ذلك تقول : إن هذا لهو حق اليقين‏*‏ فسبح باسم ربك العظيم‏*‏
‏(‏الواقعة‏:96,95)‏

من ركـــــــــــائز العقيـــــدة في ســـــــــورة الواقعـــــــــــــــــــة
‏(1)‏ الإيمان بحقيقة الآخرة‏,‏ وبحتمية وقوعها‏,‏ وبأهوالها‏,‏ وبتمايز الناس فيها إلي السابقين‏,‏ وأهل اليمين‏,‏ وأهل الشمال‏,‏ والتسليم بجزاء كل منهم

(2)‏ اليقين بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو خالق كل شيء‏,‏ ومدبر كل أمر‏,‏ ومقدر الآجال‏,‏ ومجري الموت علي العباد‏,‏ وهو الحي الباقي الذي لايزول ولا يحول‏,‏ وكل ما سواه عارض زائل‏,‏ ولذلك فهو وحده المستحق للعبادة‏,‏ والتسبيح‏,‏ والتمجيد‏,‏ والتقديس

ـ بغير شريك‏,‏ ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة‏,‏ ولا ولد ـ وهو وحده المستحق للذكر الدائم بكل اسم ووصف يليق بجلاله‏,‏ وذلك من قبيل الشكر له علي عظيم نعمه‏.‏

‏(3)‏ التصديق بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية ـ ولم يقطعه لرسالة أخري من رسالات السماء ـ وحفظه في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏ ـ ولم تحفظ رسالة من الرسالات السابقة في نفس لغة وحيها أبداـ وحفظه علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية وتعهد بذلك إلي قيام الساعة حتي يبقي حجة علي الناس جميعا‏,‏ وشاهدا علي أن كل ماجاء فيه هو حق اليقين‏.‏

(4)‏ التسليم بأن الموت حق علي العباد‏,‏ وهو قرار إلهي لا يستطيع أحد من الخلق إيقافه أو تأجيله‏,‏ وأن كل محتضر يري مكانه عند ربه في لحظة الاحتضار‏,‏ وهو يغادر الدنيا الفانية إلي الآخرة الباقية‏.‏

(5)‏ الإيمان بضرورة تسبيح الله العظيم تسبيحا يليق بجلاله‏,‏ وتنزيهه تنزيها كاملا عن كل وصف لا يليق بجلاله‏,‏ وذكره بأسمائه الحسني التي سمي ذاته العلية وصفاته العليا التي وصفها بها‏.‏

من الإشارات الكونية في سورة الواقعة
‏(1)‏ التأكيد علي حقيقة الخلق‏,‏ وعلي أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ يخلق الإنسان من النطف الذكرية والأنثوية‏(‏ ما تمنون‏)‏ والتي تحمل صفات الجنين من الأبوين إلي آدم وحواء عليهما السلام‏.‏

(2)‏ الإشارة إلي أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قدر الموت علي العباد ـ كل حسب أجله ـ والعلوم الحديثة تثبت أن بداخل كل خلية حية آلية خاصة تتحكم في عمرها علي هيئة غطاء طرفي لكل جسيم صبغي في نهايته‏,‏ وهذا الغطاء يتناقص طوله مع كل انقسام‏,‏ فإذا وصل طوله إلي حد معين توقفت عمليات الانقسام وماتت الخلية الحية‏.‏

(3)‏ التأكيد علي حقيقة البعث‏,‏ والعلوم المكتسبة قد بدأت في تلمس طريقها إلي اثبات ذلك‏.‏
‏(4)‏ الاشارة إلي أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو الذي ينبت النبات بعلمه وقدرته وحكمته‏,‏ والإنبات صورة من صور الخلق بيد القدرة الإلهية المبدعة من تراب الأرض‏,‏ والتي لولاها ما أنبتت الأرض‏,‏ ولا أثمر النبات‏,‏ ولو شاء ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ إفناء النبات بعد إنباته وإثماره لفعل‏,‏ وما ذلك علي الله بعزيز‏.‏
‏(5)‏ ذكر إنزال الماء عذبا زلالا طيبا من المزن‏(‏ وهي السحب المشبعة بالبخار‏),‏ وفي ذلك اشارة إلي دورة الماء حول الأرض‏,‏ ولو شاء الله‏(‏ تعالي‏)‏ أن ينزله مرا زعافا‏,‏ مالحا‏,‏ أجاجا لا يستساغ له طعم‏,‏ ولا تصلح به حياة لفعل‏,‏ ولكن ينزله عذبا رحمة بعباده‏,‏ وإعمارا للحياة علي الأرض‏.‏

‏(6)‏ الإشارة إلي عملية التمثيل الضوئي بإعطاء الشجر الأخضر امكانية خزن جزء من طاقة الشمس بشكل معظم صور الطاقة المتاحة للإنسان‏,‏ والتي عبر القرآن الكريم عنها بتعبير‏(‏ النار‏).‏
‏(7)‏ التلميح إلي حقيقة أن الإنسان لا يمكنه رؤية النجوم من مكانه علي الأرض أبدا‏,‏ ولكنه يري مواقع مرت بها النجوم‏,‏ والعلوم المكتسبة تؤكد ذلك لضخامة أبعاد النجوم عنا‏,‏ وسرعة جريها في مدارها‏,‏ ولتعذر كل من سير ضوء النجوم في خطوط مستقيمة‏,‏ ورؤية عين الإنسان الأشياء إلا في خطوط مستقيمة‏,‏ ومن هنا جاء القسم بمواقع النجوم‏,‏ وليس بالنجوم ذاتها علي الرغم من تعاظم شأنها‏.‏

‏(8)‏ التأكيد علي حقيقة عدم وجود قوة في الوجود ـ غير قدرة الله الخالق ـ تستطيع إنقاذ محتضر من سكرات الموت‏,‏ وذلك لأن الأجل من قدر الله‏(‏ تعالي‏)‏ وقضائه الذي لا يرد‏.‏
‏(9)‏ الجزم بأن كل ما جاء بالقرآن الكريم هو حق مطلق يقيني‏,‏ لأنه كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وتعهد بحفظه بالوعد الذي قطعه علي ذاته العلية‏,‏ فحفظ في نفس لغة وحيه علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية‏,‏ وحفظ حفظا كاملا‏:‏ كلمة كلمة‏,‏ وحرفا حرفا‏,‏ وسوف يظل محفوظا بإذن الله‏(‏ تعالي‏)‏ إلي أن يشاء الله تحقيقا لهذا الوعد الإلهي القاطع‏.‏ وكل ما تم من دراسات لكتاب الله المحفوظ بحفظه‏,‏ واتسمت بشيء من الموضوعية والحيدة أكدت أنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق‏.‏

وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها‏,‏ ولذلك فسوف أقصر الحديث هنا علي النقطة الثانية من القائمة السابقة والتي يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين‏*‏
‏(‏الواقعة‏:60)‏

من الدلالات العلمية للآية الكريمة
تعريف الموت‏:‏
جاء ذكر‏(‏ الموت‏)‏ في القرآن الكريم خمسا وثلاثين‏(35)‏ مرة‏,‏ وجاء الفعل‏(‏ مات‏)‏ بمختلف تصريفاته ـ بما في ذلك الموت ـ في مائة وخمسة وستين‏(165)‏ موضعا‏.‏
ويعرف‏(‏ الموت‏),‏ بأنه مفارقة الحياة‏,‏ وهو مصير محتوم علي كل حي بتقدير من الله تعالي فلا يهرب منه أحد‏,‏ ولا يتأخر أو يتقدم عنه أحد‏,‏ وذلك من أجل استمرارية الحياة علي الأرض جيلا بعد جيل حتي يرث الله تعالي الأرض ومن عليها والموت مرحلة مكملة لمرحلة الحياة الدنيا‏,‏ ونقلة منها إلي الآخرة‏.‏ و‏(‏الموت‏)‏ لغة ضد الحياة‏,‏ يقال‏:(‏ مات‏)(‏ يموت‏)‏ و‏(‏يمات‏)‏ فهو‏(‏ ميت‏)‏ و‏(‏ ميت‏)‏ مشددا ومخففا‏,‏ ويقال‏:‏ قوم‏(‏ موتي‏)‏ و‏(‏ أموات‏)‏ و‏(‏ميتون‏)‏ مشددا ومخففا‏,‏ ويستوي فيه المذكر والمؤنث لقول الله تعالي‏:‏ لنحيي به بلدة ميتا‏...*‏
‏(‏ الفرقان‏:49)‏

و‏(‏الميتة‏)‏ ما لم تلحقه الزكاة‏,‏ و‏(‏ الموات‏)‏ بالضم الموت‏,‏ وبالفتح ما لا روح فيه‏,‏ أو الأرض التي لا مالك لها ولا ينتفع بها أحد‏,‏ و‏(‏ الموتان‏)‏ بفتحتين ضد الحيوان‏.‏ ويقال‏(‏ أماته‏)‏ الله و‏(‏ موته‏)‏ أيضا‏,‏ و‏(‏المتماوت‏)‏ من صفة المرائي المتظاهر بالموت‏,‏ و‏(‏المستميت‏)‏ المتعرض للموت‏;‏ وقد يعبر عن النوم بتعبير‏(‏ الموتة الصغري‏).‏
وذلك لقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ وهو الذي يتوفاكم بالليل‏...(‏ الأنعام‏:60).‏ وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضي عليها الموت ويرسل الأخري إلي أجل مسمي‏...*(‏ الزمر‏:42).‏

كيف يحدث الموت؟‏:‏
يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
أفرأيتم ما تمنون‏*‏ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون‏*‏ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين‏*‏ علي أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون‏*‏ ولقد علمتم النشأة الأولي فلولا تذكرون‏*‏
‏(‏الواقعة‏:58‏ ـ‏62)‏
ولعل من المقصود بقول ربنا‏(‏ وهو أحكم القائلين‏):(‏ ما تمنون‏)‏ أي ما تنتجون من نطف مخصبة‏(‏ أمشاج مختلطة‏)‏ وذلك لقوله‏(‏ تعالي‏)‏ في مقام آخر‏:‏ وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثي‏*‏ من نطفة إذا تمني‏*‏
‏(‏النجم‏:46,45)‏

ولما كانت هذه النطف علي قدر من التعقيد في البناء‏,‏ والدقة في الالتقاء وتكوين النطفة الأمشاج‏,‏ وما يتم فيها من تحديد صفات الجنين بدقة بالغة فلا يمكن أن تكون نتاج الصدفة أو العشوائية‏,‏ بل لابد أنها مخلوقة بتقدير خالق عظيم له من طلاقة القدرة‏,‏ وإحاطة العلم‏,‏ وكمال الحكمة ما أمكنه من خلقها‏,‏ ولذلك جاء السؤال الإنكاري‏,‏ التقريعي‏,‏ التقريري الذي يقول فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون‏*‏
ويأتي الرد قاطعا‏,‏ حاسما‏,‏ جازما‏:‏
نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين‏*‏

مما يشير إلي أن تقدير الموت هو عملية مبرمجة في الشيفرة الوراثية التي تتكون بإلتقاء كل من نطفتي الرجل والمرأة‏,‏ وبتكامل عدد الجسيمات الصبغية إلي‏(46)‏ حيث تحمل كل واحدة من النطفتين نصف هذا العدد‏(23‏ صبغيا فقط‏).‏ وبتكامل عدد الصبغيات يتحدد كل من الصفات السائدة التي سوف تظهر علي الجنين في مستقبل حياته ـ إذا قدرت له الحياة ـ كما يتحدد عدد من الصفات المتنحية التي تختزن في شيفرته الوراثية لتظهر في نسله من بعده‏.‏
ومن هذه الصفات الأجل‏,‏ وفي ذلك يروي الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ قال‏:‏ حدثنا رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وهو الصادق المصدوق قال‏:‏ إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما‏.‏ ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك‏,‏ ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك‏,‏ ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات‏:‏ يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد

وقد بدأت الكشوف العلمية في إثبات حقيقة أن الأجل مبرمج في داخل كل خلية حية بدقة بالغة‏.‏
ففي سنة‏(1971‏ م‏)‏ اقترح العالم الروسي أولوفنيكوف‏(Olovnikov)‏ ضرورة وجود آلية محددة تخرج عملية الانقسام في الخلايا السرطانية عن السيطرة‏.‏

وفي سنة‏(1985‏ م‏)‏ اكتشف كل من جريدر‏,‏ وبلاكبيرن‏(Greider&Blackburn)‏ غطاءين طرفيين لكل جسيم صبغي‏(Chromosome)‏ عرف كل منهما باسم الغطاء الطرفي‏(EndCaporTelomere),‏ واكتشفا إنزيما خاصا ببناء هذين الغطاءين سمي باسم الإنزيم الباني للأغطية الطرفية للجسيم الصبغي أو إنزيم تيلوميريز‏(Telomerase).‏
في سنة‏(1986‏ م‏)‏ اكتشــــف هـــــــوارد كوك‏(HowardCooke)‏ أن طول هذين الغطاءين الطرفيين للجسيم الصبغي يتناقص مع كل انقسام تقوم به الخلية الحية‏,‏ وأن هناك علاقة مطردة بين فقد أجزاء من طول هذين الغطاءين الطرفيين وشيخوخة الخلية حتي وفاتها عندما يصل هذا الطول إلي حد معين يتوقف عنده انقسام الخلية وتبدأ في الاحتضار‏.‏ وتأكدت هذه الملاحظة بإثبات أن طول الأغطية الطرفية في كل من الخلايا الجذعية‏(SremCells)‏ والخلايا المستنبتة من صغار السن أطول منها في خلايا الكهول وكبار السن‏,‏ وأن لها قدرة أكبر علي الانقسام لعدد أكبر من المرات‏,‏ ومن هنا أطلق علي كل واحد من هذه الأغطية الطرفية للجسيمات الصبغية المبرمجة لعدد محدد من الانقسامات اسم عداد المضاعفات‏(Replicometer)‏ أو عداد الأجل‏(LongivityMeter).‏ وثبت بذلك أن الأجل محدد في داخل كل خلية حية بعدد محدد من انقسامها‏,‏ تتوقف بعده عملية انقسام الخلية فتفسح المجال لعمليات الهدم حتي تموت الخلية‏.‏

في سنة‏(1989‏ م‏)‏ لاحظ مورين‏(Morin)‏ أن هناك علاقة واضحة بين زيادة إفراز إنزيم التيلوميريز‏(Telomerase)‏ في الخلية الحية وبين نشاطها في الانقسامات غير العادية المتسارعة والمعروفة باسم النشاط السرطاني‏,‏ وذلك بسبب التعويض المتصل لما يفقد من طول الأغطية الطرفية بتأثير الافراز الزائد لانزيم التيلوميريز‏,‏ ولذلك تستمر الخلية السرطانية في الانقسام المتسارع بلا توقف حتي تقتل أو تموت‏,‏ مما يشير إلي امكانية القضاء علي الأورام والأمراض السرطانية الأخري بإيقاف نشاط هذا الإنزيم الباني للأغطية الطرفية للكروموسومات‏,‏ وذلك بتحضير عقار يوقف عمله أو عمل المورث المتسبب في زيادة افرازه‏.‏
وبإثبات أن الأجل مقدر في داخل الخلية الحية ثبت أيضا أن كلا من الأمراض والشيخوخة وغيرهما من الأحداث الحيوية مقدر‏,‏ وذلك باكتشاف حدود مقدرة لعدد انقسامات كل خلية من الخلايا الحية في جسم الانسان‏.‏ واكتشاف الموت المبرمج لكل من الخلايا الحية وللعضيات الخلوية الدقيقة من مثل المتقدرات‏(Mitochondria).‏

فباستثناء الحوادث التي تنتج عنها اصابات قاتلة‏,‏ فإن الموت يدب بالتدريج في كل جسد حي من عضيات الخلايا‏,‏ إلي الخلايا‏,‏ فالأنسجة‏,‏ ثم الأعضاء والنظم منتهيا بانهيار الكائن الحي إنهيارا كاملا والذي يعلن عنه طبيا بتوقف كل من القلب والرئتين عن العمل‏,‏ وانتشار الزرقة في الأطراف والشفاه‏,‏ وتوقف حركة العينين‏,‏ والانخفاض الملحوظ في درجة حرارة الجسم‏,‏ وتخشبه وتصلبه وظهور عدد من البقع الدموية علي الجلد‏.‏ والسبب الحقيقي في ذلك هو انتهاء الأجل بوصول الأغطية الطرفية للصبغيات إلي نهاية سمكها‏.‏
وباستخدام الأجهزة المتطورة في غرف العناية المركزة يمكن استنهاض عمل كل من القلب والرئتين‏,‏ وعلي ذلك فإن الموت الحقيقي يتحدد بموت الدماغ‏(CerebralDeath)‏ والذي من ظواهره الدخول في إغماء كامل لا فواق منه‏.‏ وقد لوحظ أنه بمجرد فقد الخلية الحية لقدرتها علي الانقسام فإنها تبدأ في الاحتضار وذلك عن طريق فقد جزء من محتواها البروتيني من كل من السائل الخلوي والنواة‏,‏ ثم تتورم الخلية حتي تنفجر ملقية بمحتوياتها في الأنسجة المجاورة‏,‏ ويعرف انفجار الخلية باسم‏(cytolysis),‏ كما يعرف انفجار النواة باسم‏(Karyolysis),‏ وقد تتعرض النواة إلي التفتت‏(Karyorhexis)‏ أو للانكماش‏(Pyknosis).‏
ويعرف ذلك باسم الموت الخلوي المبرمج في داخل الخلية أو‏(Apoptosis)‏ ويتم علي مراحل متتالية منها مايلي‏:‏

(1)‏ انتفاخ الخلية ومابها من عضيات مثل المتقدرات نتيجة لفقد غشاء البلازما قدرته علي التحكم في مرور كل من الماء ومايحمل من الأيونات إلي داخل الخلية أو خروجا منها‏.‏
‏(2)‏ انفجار الخلية وتسرب محتوياتها إلي كل من الخلايا والأنسجة المجاورة ممايؤدي إلي التهابها‏.‏ وقد تلتهم هذه المحتويات بواسطة بعض الخلايا‏.‏

‏(3)‏ وقد تنكمش الخلية مكونة عددا من الفقاقيع الغازية علي سطحها‏.‏
‏(4)‏ انفجار نواة الخلية وتسرب مافيها من جسيمات صبغية‏,‏ وأحماض نووية ومواد بروتينية‏,‏ وكذلك انفجار العديد من العضيات من أمثال المتقدرات‏,‏ والريباسات‏,‏ وأجهزة جولجي‏,‏ والجسيمات الحالة وغيرها‏.‏ وهذه العمليات تتم بدقة فائقة مما حدا بالعلماء إلي تسميتها باسم الموت الخلوي المبرمج‏(‏ أو الموت المقدر

(TheProgrammedCellDeathorPCD).‏
ويطلق عليه باللاتينية اسم‏(Apoptosis)‏ هو خاصية داخلية في الخلية الحية‏,‏ لازمة لإزالة العديد من الخلايا والأنسجة التي أدت دورها كالأغشية الجلدية بين أصابع اليدين والقدمين في الجنين البشري‏(‏ الحميل‏),‏ وإزالة بطانة الرحم مع كل دورة شهرية في الأنثي البالغة‏.‏ وفي إزالة بعض الخلايا المعترضة لاقامة الوصلات العصبية الدقيقة في المخ‏,‏ وفي التخلص من الخلايا التي غزتها الفيروسات‏,‏ أو من خلايا جهاز المناعة المعطوبة كي لا تبدأ بمهاجمة خلايا الجسد السليمة بدلا من مهاجمتها للأجسام الغريبة‏,‏ وكذلك التخلص من الخلايا التي تصاب بشيء من العطب في شيفرتها الوراثية‏.‏ وعلي ذلك فإن عملية الموت المبرمج للخلايا لازمة في كثير من مراحل النمو المتتالية‏,‏ وتتم بواسطة أوامر خاصة تعرف باسم عوامل الأمر بالموت‏(Apoptosis-InducingFactorsorAIF),‏ ومن هذه العوامل أعداد من المواد البروتينية الخاصة تختزن في المسافات بين الطيات الغشائية في المتقدرات‏(Mitochondria),‏ وعندما تتلقي الخلية الحية الأمر بدنو أجلها يطلق بروتين خاص من المتقدرات ويتحرك ليصل إلي نواة الخلية فيلتصق بالحمض النووي في الصبغيات‏,‏
ويبدأ في تدميره بالتدريج حتي يأذن بموت الخلية فيتفتت الحمض النووي مما يحول النواة إلي كتلة مفرغة من الأحماض النووية فتتفتت الخلية ذاتها إلي عدد من الشظايا تلتهمها بقية الخلايا‏,‏ ويعرف ذلك باسم التنخر الخلوي‏(Necrosis)‏ وبرنامج الموت المقدر يحدد في اللحظات الأولي لخلق النطفة والأمشاج‏,‏ ويظهر بشكل جلي في خلايا الأجهزة المناعية‏,‏ فتفرز خلايا دفاعية تعرف باسم المعدلات‏(Neutrophils)‏ في نخاع العظام بطريقة مستمرة‏,‏ ومنها تنتقل إلي الدم للمساهمة في الدفاع عن الجسم وذلك بالبحث عن مسببات الأمراض الغازية له‏(InvadingPathogens)‏ فإن وجدتها احتوتها وقتلتها وماتت معها موتا مقدرا‏,‏ فإن لم تجدها ماتت بعد يوم واحد موتا مقدرا كذلك ليحل محلها خلايا احدث عمرا‏,‏ وتتعرض الخلايا التي تموت هذا الموت المقدر لسلسلة من التغيرات كالتي ذكرناها من قبل ومنها انتفاخ الأغشية المعروف باسم‏(Zeiosis),‏ ويتم ذلك وفق عدد من السنن والقوانين المنضبطة والمحكمة والتي أودعها الله‏(‏ تعالي‏)‏ في جميع خلايا الأجساد الحية ومنها جسم الانسان‏.‏

ومن قبل ألف وأربعمائة سنة نزل القرآن الكريم مؤكدا أن الآجال بيد الله‏(‏ تعالي‏)‏ وحده ـ حددها مكانا وزمانا قبل أن يخرج الجنين من بطن أمه ومن هنا جاءت الآية الكريمة التي نحن بصددها والتي يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين وجاء التأكيد علي هذه الحقيقة في عشرات من أي القرآن الحكيم نختار منها قوله‏(‏ تعالي‏):‏
وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا‏..‏
‏(‏آل عمران‏:145).‏

كل نفس ذائقة الموت‏...*‏
‏(‏ آل عمران‏:185,‏ الأنبياء‏:35.‏
العنكبوت‏:57)‏
وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون‏*.‏
‏(‏الحجر‏:23).‏
قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلي ربكم ترجعون‏*‏
‏(‏السجدة‏:11)‏

الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضي عليها الموت ويرسل الأخري إلي أجل مسمي إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون‏*‏
‏(‏الزمر‏:42).‏
قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلي يوم القيامة لاريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون‏*(‏ الجاثية‏:26)‏
إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير‏*(‏ ق‏:43)‏

هذه الحقائق تؤكد لكل ذي بصيرة ربانية القرآن الكريم وإعجازه للعالمين في كل أمر من أموره‏,‏ كما تشهد للنبي والرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة‏,‏ فالحمد لله علي نعمة الإسلام‏,‏ والحمد لله علي نعمة القرآن‏,‏ والحمد لله علي بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه وعلي من تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏)‏ وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين‏.‏
__________________
[gdwl]
الاحاديث النبوية علي الفيس بوك
http://www.facebook.com/pages/%D8%A7...01747446575326
[/gdwl]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع: حن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين‏‏(‏ الواقعة‏:60)‏
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
الوجيز فى الميراث معاوية فهمي موضوعات عامة 0 2019-12-14 03:50 PM

*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 شركة كشف تسربات المياه بالرياض   خدمة مكافحة النمل الأبيض   استئجار سيارة مع سائق في اسطنبول   تذاكر ارض الاساطير   رحلات سياحية في اسطنبول   رحلة سبانجا ومعشوقية   رحلة بورصة 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   برنامج محاماة   معلم دهانات   تشليح   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   ربح المال من الانترنت   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   yalla shoot   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 

 الحلوى العمانية   Yalla shoot   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل 

 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 

 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 

 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض

 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 

 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »10:54 PM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى