منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع

 Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2010-05-07, 06:14 PM
الصورة الرمزية طالب عفو ربي
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 854
طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي
افتراضي ﴿‏ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كُفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾ (البقرة:276)

﴿‏ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كُفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾ (البقرة:276)

هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في خواتيم سورة البقرة‏,‏ وهي سورة مدنية وآياتها مئتان وستة وثمانون‏(286)‏ بعد البسملة‏,‏ وهي أطول سور القرآن الكريم علي الإطلاق‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي تلك المعجزة التي أجراها ربنا ـ تبارك وتعالي ـ علي يدي عبده ونبيه موسي ـ علي نبينا وعليه من الله السلام ـ حين تعرض شخص من قومه للقتل ولم يعرف قاتله‏,‏ فأوحي الله ـ تعالي ـ إلي عبده موسي أن يأمر قومه بذبح بقرة‏,‏ وأن يضربوا جسد الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله‏,‏ ويخبر عن قاتله ثم يموت‏,‏ وذلك إحقاقا للحق‏,‏ ودليلا ماديا علي أن الله ـ تعالي ـ قادر علي أن يحيي الموتي‏,‏ وكانت قضية البعث بعد الموت هي حجة الكافرين والمتشككين عبر التاريخ‏.‏
ويدور المحور الرئيسي لسورة البقرة حول عدد من التشريعات الإسلامية في العبادات‏,‏ والأخلاق‏,‏ والمعاملات‏,‏ وإن لم تغفل الإشارة إلي عدد من ركائز العقيدة‏,‏ وإلي عدد من صفات كل من المؤمنين‏,‏ والمنافقين‏,‏ والكافرين‏,‏ كما أشارت إلي قصة الخلق الأول ممثلا في أبوينا آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ‏,‏ وإلي عدد من أنبياء الله ورسله‏,‏ ودعت الناس كافة إلي عبادة الله ـ تعالي ـ وحده وإلي الإيمان به وبملائكته‏,‏ وكتبه ورسله‏,‏ وبختام ذلك كله‏:‏ القرآن الكريم‏,‏ وسيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمين‏;‏ كما تناولت سورة البقرة أهل الكتاب بتفصيل وصل إلي أكثر من ثلث مجموع آياتها‏,‏ وختمت بإقرار حقيقة الإيمان‏,‏ وبدعاء إلي الله ـ تعالي ـ يهز القلب والعقل والروح معا‏,‏ ويرجع النفس إلي بارئها‏.‏
هذا وقد سبق لنا استعراض سورة البقرة‏,‏ وما جاء فيها من تشريع‏,‏ وعقائد‏,‏ وعبادات‏,‏ وأخلاق‏,‏ وقصص‏,‏ وإشارات كونية‏,‏ ونركز هنا علي ومضة الإعجاز التشريعي في تحريم الربا بمختلف صوره وأشكاله ومقاديره انطلاقا من قول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ ﴿‏ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كُفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾ (البقرة:276)



من أوجه الإعجاز التشريعي في الآية الكريمة
أولا‏:‏ تأكيد قيمة المال في الإسلام‏:‏
تشير هذه الآية الكريمة إلي أن للمال في الإسلام قيمة كبيرة لأنه الوسيلة الرئيسية في تقويم جهود الناس وأقدار ممتلكاتهم‏,‏ ومن هنا كان لابد من أن تبقي قيمته ثابتة‏,‏ وألا يتخذ سلعة بذاته تباع بمثلها ويكون من وراء ذلك مكسب مادي‏,‏ كي يبقي من العوامل الأساسية في استقرار الأوضاع الاجتماعية للأمم‏,‏ وفي تقدمها العلمي والتقني‏,‏ ونجاحها المادي والمعنوي‏.‏ والإسلام لا يري المال ـ في ذاته ـ غاية مقصودة‏,‏ ولا هدفا منشودا‏,‏ يطلب بكل وسيلة ممكنة‏,‏ سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة‏,‏ وسواء أضرت بالمصلحة العامة أم لم تضر‏,‏ بل وضع لكسبه من الضوابط ما صان قيمته‏.‏ وبالمثل فإن الإسلام لا يقبل إنفاق المال بلا ضوابط طلبا لتحقيق الشهوات‏,‏ والمتع المادية المجردة من كل غاية‏.‏
وعلي ذلك فإن جمع المال في الإسلام يجب أن يكون منزها عن كل كسب حرام من مثل الربا‏,‏ الرشوة‏,‏ الاحتكار‏,‏ الاكتناز‏,‏ النجش‏(‏ التلاعب بالأسعار‏),‏ الغش‏,‏ أكل أموال الناس بالباطل‏,‏ أكل مال اليتيم‏,‏ أكل المال العام عن طريق التحايل‏,‏ التزوير‏,‏ استغلال النفوذ‏,‏ الخداع‏,‏ السمسرة‏,‏ تطفيف المكيال والميزان‏,‏ وكثرة الحلف بالباطل‏,‏ وغير ذلك من الأساليب الضارة بالمجتمع أفرادا وجماعات وأمما‏,‏ وبقيمه وأخلاقياته‏.‏ ومن ذلك الغيبة والنميمة‏,‏ والظلم بمختلف أشكاله وصوره‏.‏ ولذلك أمر رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ بتحري الحلال في كل شيء فقال‏:‏ الحلال بين والحرام بين‏....‏ كذلك يري الإسلام أن المال الذي يكتسب بالحلال هو أشرف من أن ينفق علي المتع المادية فقط‏,‏ وعلي الانصراف الكلي إلي الحياة الدنيا وزينتها‏,‏ علما بأن الاستمتاع المادي بالطيبات من الرزق في حدود المباح شرعا ليس محرما لأن فيه تقوية للإنسان علي حسن القيام برسالته في هذه الحياة علي الوجه الذي يرتضيه الله ـ تعالي ـ‏,‏ وفيه العصمة من الوقوع في المحرمات من السلوك‏,‏ وحينئذ يندفع الإنسان بإيمان راسخ‏,‏ وعزيمة ماضية إلي تحقيق رسالته في هذه الحياة‏:‏ عبد الله ـ تعالي ـ يعبده بما أمر‏,‏ ومستخلفا ناجحا في الأرض يقوم علي عمارتها وإقامة شرع الله وعدله فيها‏,‏ ولذلك قال المصطفي ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ نعم المال الصالح للعبد الصالح‏.‏
وانطلاقا من ذلك كله‏;‏ فإن الإسلام يعتبر المال مال الله ـ سبحانه وتعالي ـ‏,‏ ويعتبر أصحاب المال مستخلفين فيه‏,‏ ومن ثم فإن الإسلام يأمر بطلب المال بالطرق المشروعة‏,‏ ويحرم أكله بالباطل‏,‏ ويحض علي الإنفاق حسب الطاقة علي ذوي القربي‏,‏ واليتامي‏,‏ والمساكين‏,‏ والعاملين عليها‏,‏ والمؤلفة قلوبهم‏,‏ وفي الرقاب‏,‏ والغارمين‏,‏ وفي سبيل الله‏,‏ وابن السبيل‏,‏ والسائلين‏,‏ وأصحاب العاهات‏,‏ والعجزة‏,‏ واللقطاء‏,‏ والأرامل‏,‏ والأحداث الضائعين‏,‏ والمنكوبين والمكروبين من الخلق أجمعين‏.‏
كذلك حرم الإسلام كنز الأموال وحذر من البخل‏,‏ وأمر بتوزيع الإرث‏,‏ وأقر المساءلة عن أصل المال كما أقر العدالة في توزيع الثروات‏,‏ وأمن المرافق العامة‏,‏ وحرم تحديد الأسعار في الأحوال العادية‏,‏ وعدد طرق الإنفاق في سبيل الله وحض عليها ومنها الزكوات‏(‏ زكاة المال‏,‏ زكاة الزروع‏,‏ زكاة الفطر‏),‏ ومنها الصدقات‏,‏ والنذور‏,‏ والكفارات‏,‏ والأضاحي‏,‏ ومنها الوقف‏(‏ الذري والخيري‏),‏ والوصية‏,‏ العارية‏,‏ والهدية‏,‏ والهبة‏,‏ وإغاثة المحتاجين والجوعي خاصة في أحوال الأزمات‏,‏ وتأسيس الجمعيات الخيرية القائمة علي مختلف الأنشطة النافعة‏.‏ كذلك حبب رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ في إنظار المعسر‏,‏ وفي التجاوز عن غير القادر‏,‏ فقال‏:‏ من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر‏,‏ أو يضع عنه‏.‏

ثانيا‏:‏ التأكيد علي حرمة الربا‏:‏
يقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ في تحريم الربا‏:‏
﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *‏ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كُفَّارٍ أَثِيمٍ *‏ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ *‏ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ *‏ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ *‏ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ (‏ البقرة‏:175‏ ـ‏281).

ويقول ـ عز من قائل ـ‏:‏
﴿ وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُو عِندَ اللَّهِ ‏... ﴾ (‏ الروم‏:39).‏
وفي الحديث القدسي يقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ‏:‏ ثلاثة أنا خصيمهم يوم القيامة‏:‏ رجل أعطي بي ثم غدر‏,‏ ورجل باع حرا فأكل ثمنه‏,‏ ورجل استأجر أجيرا فاستوفي منه ولم يعطه أجره‏.‏
وفي ذلك يقول المصطفي ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏
‏*‏ إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة‏.‏
‏*‏ ويقول‏:‏ مطل الغني‏(‏ أي تسويفه في سداد ما عليه‏)‏ ظلم‏.‏
‏*‏ ويقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ‏:‏ من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين‏.‏
‏*‏ ويقول‏:‏ الراشي والمرتشي في النار‏.‏
‏*‏ ويقول‏:‏ من نبت لحمه من سحت‏(‏ وهو كل ما خبث من المكاسب وحرم‏)‏ فالنار أولي به‏.‏
‏*‏ ويقول‏:‏ إن الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلي قل‏.‏
‏*‏ ويقول‏:‏ لعن الله في الربا آكله وموكله وكاتبه وشاهديه‏.‏
‏*‏ ويقول‏:‏ وإن أربي الربا استطالة المرء في عرض أخيه‏.‏
والربا هو الزيادة علي أصل المال من غير تبايع‏,‏ أو هو فضل مال لا يقابله عوض من جهد أو مخاطرة في معاوضة مال بمال‏,‏ أو هو الزيادة المشروطة علي الدين مقابل الأجل‏.‏
وللربا صور عديدة منها ربا الأجل‏(‏ ربا النسيئة‏),‏ وربا الفضل‏(‏ ربا الزيادة أوربا التجارة‏),‏ والأول ينطبق علي فوائد القروض‏(‏ ولا فرق في ذلك بين عائد ثابت‏,‏ وعائد محدد بنسبة مئوية من أصل القرض‏,‏ ولا بين مبلغ مقطوع يدفع مقدما أو عند حلول الأجل‏,‏ أو في صورة هدية مشروطة‏,‏ أو منفعة مفروضة‏,‏ أو خدمة‏,‏ ولا يتم القرض إلا بأدائها‏),‏ ولذلك قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ من شفع لأخيه شفاعة‏,‏
فأهدي له هدية‏,‏ فقبلها فقد أتي بابا عظيما من الربا‏.‏
أما ربا الفضل فيتم في شراء وبيع السلع يدا بيد في غير تكافؤ كامل وعادل‏,‏ لأن أي زيادة في ذلك هي من ربا الفضل ويعرف بكل زيادة لم يقابلها عوض‏,‏ وتحريم هذا الربا يقصد به تحقيق العدالة الكاملة في جميع المعاملات‏,‏ وإزالة كافة أشكال الاستغلال فيها‏.‏
من هنا قرر الإسلام العظيم تحريم الربا بكل أشكاله وألوانه وصوره‏,‏ ومقاديره‏,‏ ومبرراته إلا في حالة واحدة‏,‏ هي الوشوك علي الهلاك جوعا‏,‏ الذي فسره رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ بقوله‏:‏ أن يجيء الصبوح والغبوق ولا تجد ما تأكله‏.‏
وتحريم الربا فيه حماية للقطاع الغالب من الأمة أصحاب الدخول المحدودة من العمال‏,‏ والموظفين‏,‏ والأيتام‏,‏ والأرامل‏,‏ والمحالين إلي التقاعد‏,‏ لأن الربا هو السبب في استعار الأسعار الذي يكتوي بناره أصحاب الدخول المحدودة الذين يمثلون القطاع الأكبر في المجتمعات الإنسانية‏.‏
ثالثا‏:‏ انتشار الربا في العالم مخالفة لأوامر الله ـ تعالي ـ‏:‏
انطلاقا من إيماننا بوحدانية الله ـ تعالي ـ فإننا نؤمن بوحدة رسالة السماء‏,‏ وبالأخوة بين الأنبياء‏,‏ وبين الناس جميعا‏,‏ ومما يؤكد علي هذه الحقيقة أن علم مقارنة الأديان يثبت أن الربا كان محرما في جميع الشرائع السماوية كما هو محرم في الإسلام‏,‏ وأن إشاعته بين الناس كان من وساوس شياطين الإنس والجن‏,‏ الذين أشاعوه في الحضارتين اليونانية والرومانية القديمتين‏، وحمل وزر إشاعته اليهود، على الرغم من نهيهم عنه نهيا قاطعاً واعتداه العرب في جاهليتهم تأثرا باليهود، ثم جاء الإسلام العظيم بتحريمه تحريما مغلظا باعتباره من السبع الموبقات المهلكات، فحرمه المسلمون، وبقى الربا محرما إلى النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي، وان مارسه اليهود خلسة، ثم بدأت إباحته في الغرب في حدود سنة (1593م )، وحمل اليهود لواء الدعوة إليه حتى تبنته الثورة الفرنسية وجعلته مبدءا رسميا للدولة في سنة 1789م ، ومن ثم انتشر الربا انتشار النار في الهشيم في كافة دول العالم غير الإسلامي، ثم فرضته القوى الغاشمة على جميع الدول المسلمة بالقوة، وعلى الرغم من ذلك بقيت الشعوب المسلمة- في غالبيتها الساحقة- رافضة فكرة البنوك والمؤسسات الربوية، إلا أن هذا الرفض أخذ في التضاؤل تحت ضغط حملات الذين تغربوا من أبناء الأمة، والذين مكنهم الاستعمار من مراكز اتخاذ القرار في بلاد المسلمين، حتى شاع فيها الربا وعمت البلوى، واعتبرت القوى المعادية ذلك انتصارا لها. وأصبحت الدول المسلمة -حكومات، وبنوكا، وشركات، ومؤسسات وأفرادا -تتعامل فيما بينها بالربا فعم البلاء، واستعر الغلاء، ونزعت البركة من كل شيء، وحل القحط، وكثرت الكوارث والنكبات، وتحللت الأخلاق، وتردت السلوكيات، وساءت المعاملات، وضاعت كل القيم النبيلة، وحل محلها النصب والاحتيال، والتزوير والغش، ومختلف صور الكسب الحرام عند غالبية الناس إلا من رحم ربك، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، " ليأتِينّ على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا، فإن لم يأكله أصابه من بخاره أو من غباره ".
ومن كوارث الربا التي حلت بنا في مصر فوائد ديون الدولة إلى الحد الذي أعجزها عن دفع تلك الفوائد المتراكمة عليها بالربا، التي تضاعفت أضعافا كثيرة، وكان ذلك أحد مبررات الاحتلال البريطاني الذي دمر كل شيء في مصرنا الحبيبة، وفى غيرها من ديار المسلمين، فأفسد البلاد، وأذل العباد مسبب في غالبية الكوارث والفتن التي لا نزال نعانى منها إلى اليوم.
وصدق رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ حين حذرنا من هذا الواقع الحزين بقوله الشريف‏:‏ لئن تركتم الجهاد‏,‏ وأخذتم بأذناب البقر‏,‏ وتبايعتم بالعينة ليلزمنكم الله مذلة في رقابكم لا تنفك عنكم حتي تتوبوا إلي الله وترجعوا إلي ما كنتم عليه‏.‏
ولكن من رحمة الله ـ تعالي ـ أن أبقي طائفة من المؤمنين الرافضين للتعامل بالربا‏,‏ الذين ظلوا يدافعون عن النظم الاقتصادية الإسلامية حتي شاء الله أن تقوم أعداد من المؤسسات المالية الإسلامية‏,‏ فاقت أعدادها المئات في مختلف أنحاء العالم‏,‏ وأثبتت نجاحها‏,‏ علي الرغم من الحرب الضارية التي شنت عليها من المتغربين من أبناء المسلمين قبل المعادين من غير المسلمين‏.‏
كل ذلك يشرح ومضة للإعجاز التشريعي في تحريم الربا‏,‏ الذي يجسده قول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ‏:‏ يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم‏(‏ البقرة‏:276).‏




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2010-05-07, 07:58 PM
مرام صالح مرام صالح غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-12
المشاركات: 134
مرام صالح
افتراضي

اقتباس:
وأصبحت الدول المسلمة -حكومات، وبنوكا، وشركات، ومؤسسات وأفرادا -تتعامل فيما بينها بالربا فعم البلاء، واستعر الغلاء، ونزعت البركة من كل شيء، وحل القحط، وكثرت الكوارث والنكبات، وتحللت الأخلاق، وتردت السلوكيات، وساءت المعاملات، وضاعت كل القيم النبيلة، وحل محلها النصب والاحتيال، والتزوير والغش، ومختلف صور الكسب الحرام عند غالبية الناس إلا من رحم ربك، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، " ليأتِينّ على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا، فإن لم يأكله أصابه من بخاره أو من غباره ".

جزاك الله كل خير والله صدق فيما قال عندما انتشر الربا واصبح الغالب يجدد لنفسه مبرر ليتعامل مع الربا انتزعت البركه من البلاد وكثرت الحوادث والكوارث .. والله يحمينا يارب ويغفر لنا ذنوبنا ..


بارك الله فيك ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 استئجار سيارة مع سائق في اسطنبول   تذاكر ارض الاساطير   رحلات سياحية في اسطنبول   رحلة سبانجا ومعشوقية   رحلة بورصة 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   برنامج محاماة   معلم دهانات   تشليح   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   اشتراك شاهد رياضه   ايجار سيارات مع سائق في ماربيا   شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيوت امزويل AMSOIL   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   ربح المال من الانترنت   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   yalla shoot   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 

 الحلوى العمانية   Yalla shoot   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل   jeddah certified translation 

 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 

 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 

 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض

 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 

 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »08:49 AM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى