منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع

 Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2009-08-23, 07:03 PM
أحمد المسلم أحمد المسلم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-01
المشاركات: 34
أحمد المسلم
افتراضي الشفاعة




الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
وبعد ،،،<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
إنَّ أصلَ الشركِ واتخاذَ الأنداد دخل على الناس من مدخل الشفاعة ؛ يعبدون مع الله غيره ويشركون به غيره ، ويصرفون العبادة لغيره ؛ ويقولون إن هؤلاء الذين صرفنا لهم العبادة وتوجهنا إليهم بالسؤال والطلب والاستغاثة شفعاء لنا عند الله .<o:p></o:p>
يعبدونهم من دون الله ، ويسألونهم ما لايقدر عليه إلا الله ، ويطلبون منهم الرحمة والنجاة من النار وسعادة الدنيا والآخرة ؛ وإذا قيل لهم لم تفعلون ذلك ؟ قالوا هؤلاء شفعاء ، هؤلاء وسائط ، هؤلاء يقربونا إلى الله زلفى ، قال الله عنهم : {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } . فهم يقرون أن خالقهم ورازقهم هو الله سبحانه وتعالى ؛ ولهذا جاء في آيٍ كثيرة في القرءان الكريم إقرار المشركين بأن الرب هو الله ، وأن الخالق هو الله ، فكل ذلك يقرون به ، وقد جاء في هذا المعنى آيات كثيرة كقوله تعالى : {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} ، فإذا قيل لهم لم تتخذون الشركاء والأنداد ؟ يجيبون : مانبعدهم إلا ليقربونا إلى الله ، أي أن عبادتهم لهم لا لأنهم ينفعون ويضرون ؛ بل يقولون نعبدهم متخذين لهم شفعاء عند الله عز وجل ، أي ليس لنا غرض آخر إلا أن يقربنا هؤلاء المعبودون إلى الله ؛ ونضير هذا ما جاء في قوله سبحانه وتعالى {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} ؛ فهنا قولهم شفعاؤنا عند الله هذا زعم منهم وإجابة منهم على سؤال من يعترض عليهم من الأنبياء وأتباع الأنبياء في هذه العبادات الباطلة عندما يقال لهم لماذا تعبدون من دون الله ما لا يضركم ولا ينفعكم يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله . <o:p></o:p>
وهذا جواب يجيب به هؤلاء المشركون وهو جواب خال من الحجة ، والبرهان ، وجواب غير صادق وغير صحيح ؛ {ويعبدون من دون الله ما لايضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله } ، فماذا قال الله : {قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون } ، والله عز وجل يختم الآية بتبيان أن اتخاذ هؤلاء شفعاء عند الله شركٌ ، نزه تبارك وتعالى نفسه فقال { سبحانه وتعالى عما يشركون } .<o:p></o:p>
فهذا الذي يفعله هؤلاء هو الشرك ؛ ولهذا قال تعالى في تمام الآية {سبحانه وتعالى عما يشركون}. <o:p></o:p>
ولماذا اتخذ هؤلاء وسطاءَ بينهم وبين الله ؟ أليس رب العالمين سبحانه وتعالى فتح الباب للجميع لدعاءه وسؤاله ومناجاته ؟ قال تعالى {وقال ربكم ادعوني استجب لكم }، ويقول تعالى { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}، فالعبادة ليس فيها واسطة من عبادة وصلاة وغيرهما من العبادات والقربات .<o:p></o:p>
والواسطة بيننا وبين الله نحتاجها في بيان دين الله ، ولهذا الأنبياء واسطة بين الناس وبين الله في بيان دين الله . قال تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } ، { يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض }. لكن لما جاء الدعاء : <o:p></o:p>
{ وإذا سالك عبادي عني فإني قريب }؛ فكلمة قل ارتفعت ، فالدعاء والعبادة ليس فيها واسطة بين الله وبين الناس . <o:p></o:p>
وهي حقيقة واضحة وأمر بيـِّن ظاهر ؛ لكن الشيطان نفذ إلى قلوب من اتبعوه من هذا المنفذ ، نفذ إلى قلوبهم من جهة تعظيم الصالحين تعظيماً فوق قدرهم وفوق منزلتهم بحيث أن يُعطى الصالحون من حقوق الله وخصائصه ، وأن يُطلب من الصالحين ما لا يطلب إلا من الله سبحانه وتعالى . <o:p></o:p>
ومن هنا دخل عليهم قال لهم : أنتم أناس مذنبون مقصرون وخطاياكم كثيرة وهؤلاء لهم مكانة ومنزلة عند الله ؛ فلو طلبتم من الله مباشرة لا يعطيكم ، فلا بد أن يكون بينكم وبينه شفعاء من خلالهم تطلبون لأجل مكانة أولئك عند الله ، فتسألون الله من خلالهم .<o:p></o:p>
ولاحظ هنا أن هؤلاء قاسوا الله تبارك وتعالى بملوك الأرض تعالى الله عن ذلك ، ملوك الأرض والزعماء ، كثير من الأمور التي تُطلب منهم تُطلب من خلال الوسطاء والشفعاء ؛ لأنه هناك أناس لهم تأثير عليهم ولهم مكانة عندهم ولهم قوة ، وأحياناً لهم مشاركة معهم في أمور كثيرة ، فلا يستطيع أن يرد طلب أحدهم ؛ ولهذا يدخلون عليهم مباشرة ويشفعون فيما يريدون . <o:p></o:p>
فهؤلاء قاسوا الله تعالى بخلقه وقالوا نحن في ضعف وتقصير وأهل خطايا ، فلا نتمكن أن نسأل الله مباشرة ؛ بل نتخذ من الصالحين والوجهاء والوسطاء ما يقربونا إلى الله زلفى . <o:p></o:p>
فأصبحوا يصرفون العبادة التي هي لله إلى هؤلاء الوسطاء أو الشفعاء الذين اتخذوهم بينهم وبين الله سبحانه وتعالى . فمن هنا دخل الشرك ودخلت الضلالة، فعُبدت الأشجار والقبور والأوثان ، واتخذت الأنداد ، كل ذلك من هذه البوابة ، قال تعالى {ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله } ، فهذا تعليلهم وتبريرهم لهذا الشرك . <o:p></o:p>
وهذا الأمر يفعلونه عند المقبورين . <o:p></o:p>
فتحولت الزيارة من الزيارة الشرعية المبينة في السنة إلى ذهاب للقبور من أجل طلب الحاجات وعرض الرغبات وشكاية الهموم والأحزان وطلب العون والمساعدة فتحولت زيارة القبور من زيارة شرعية يقصد منها نفع الزائر باتباع السنة ونفع المزور بالدعاء له وتذكر الزائر للآخرة ، إلى أن يذهب للقبر من أجل أن يستشفع به أو يسأله . بل بلغ الحال ببعض الناس أن يكتبوا أوراقاً إلى من هم ذاهبون للزيارة ، وفي هذه الأوراق حاجاتهم ! <o:p></o:p>
لماذا شرعت زيارة القبور ؟ ولاحِظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام منع من زيارة القبور مطلقاً ؛ فلماذا ؟ لأن أساس الشرك وأصله هو تعظيم الصالحين واتخاذهم شفعاء ووسطاء بين الإنسان وبين الله ، وأول شرك وكل شرك يقع في الغالب هذا أساسه ، ولما كان الناس في أول الإسلام حدثاء عهد بشرك وشبهات الشرك رائجة منع مطلقاً من زيارة القبور حفظاً للعقيدة وحفظاً للتوحيد ، ثم قال لهم عليه الصلاة والسلام : " كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة " ، فإذا زرت القبر فأنت تزوره لهذا الغرض المنصوص عليه في هذا الحديث ألا وهو أن يذكرك الآخرة ، فيتهيئ لهذا اليوم .<o:p></o:p>
الأمر الثاني : أن تحسن إلى من تزروه بالدعاء له ؛ ولهذا قال الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم ماذا نقول عندما نزور القبور ؟ قال : " تقولون السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية " ، بل كان عليه الصلاة والسلام إذا دُفن الميت وأهيل عليه التراب قال للحاضرين "سلوا الله له التثبيت فإنه الآن يُسأل ". <o:p></o:p>
جاء في حديث آخر أن نبينا عليه السلام قال " ما من ميت يقوم على جنازته أربعون لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه " .<o:p></o:p>
فلاحظ الحال وحقيقة الأمر في شريعة الإسلام ، وانظر إلى واقع الأمر عند عُبَّاد القبور والأولياء ، ومن صرفوا العبادة لغير الله ، فبدل أن يشفع له بالدعاء يستشفع به ، وبدل أن يدعوا له بالثبات يطلب منه ، فتحولت حقيقة الإسلام إلى شرك وضلال بزعم الشفعاء والوسطاء ، واتخاذ من يقرب إلى الله زلفى . <o:p></o:p>
فهذا مدخل خطير جداً وبوابة خطيرة ، نفذ منها من نفذ إلى الشركيات والضلالات وإلى الأباطيل .<o:p></o:p>
فكان من نصح المصنف رحمه الله للمسلمين أن عقد هذه الترجمة فقال بابٌ الشفاعة . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
والشفاعة أصلها في اللغة من الشفع وهو الزوج (ضد الوتر) ، والأعداد إما وتر أو شفع ، وإذا انضم شيءٌ إلى شيء وخرج العدد من الوترية أصبح شفعاً . <o:p></o:p>
فالشفاعةُ سميت شفاعةً لأجل هذا . <o:p></o:p>
فهؤلاء لما طلبوا من أولئك المقبورين أو الأشجار أو الأحجار ، لما طلبوا منهم أن يقربوهم إلى الله ، ولما عرضوا عليهم حاجتهم التي لا تُطلب إلا من الله سبحانه وتعالى اتخذوهم بذلك شفعاء أي وسطاء بينهم وبين الله سبحانه وتعالى ، فأصبحت حاجة تُطلب من هؤلاء ، وحاجة تُطلب من الشفعاء، فأصبح شفعاً ، ولهذا سميت الشفاعة شفاعة . <o:p></o:p>
والقرءان الكريم جاء فيه ذكر الشفاعة في مواضع عديدة ؛ تارة جاءت في القرءان منفية منها الآية التي بدأ بها المصنف في هذه الترجمة ، قال: { وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا ربهم ليس لهم من دونه من ولي ولا شفيع لعلهم يتقون } ، فهذا نفي للشفاعة . يقول تعالى : { يا أيها الذين ءامنوا أنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه وخلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون } ، فالقرءان الكريم جاء في مواضع عديدة منه نفي الشفاعة ، وهذه يسميها أهل العلم الشفاعة المنفية ؛ أي التي جاء نفيها وإبطالها في القرءان الكريم .<o:p></o:p>
و ماحقيقتها وضابطها ؟ حقيقتها وضابطها هو الطلب من غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله ، فهذه تسمى شفاعة منفية لانها أُبطلت في القرءان الكريم . <o:p></o:p>
النوع الثاني : تسمى الشفاعة المثبتة التي جاء إثباتها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وحقيقتها الطلب من الله سبحانه وتعالى . <o:p></o:p>
لا حظ هنا ملاحظة مهمة ؛ وهي أنك إذا كنت ممن يحب أن تشفع له الأنبياء والملائكة يوم القيامة عند الله ، ممن تطلب ذلك ؟ هل تتجه مباشرة إلى الملائكة وتمد يديك وتقول يا ملائكة الله اشفعوا لي عند الله ؟ أو تمد يديك وتقول يارسول الله إشفع لي عند الله ؟ لا ، تطلب من الله . فكل ذلك من الله ، فلا يستطيع ملك ولا نبي ولا غيرهم أن يشفع عند الله إلا بإذن الله سبحانه وتعالى، وبرضاه عمن يشفعون له ، فلابد من هذين الأمرين . فإذا أحببت أن يشفع لك الملائكة والأولياء والصالحون فتطلبها من الله سبحانه وتعالى ، فتمد يديك إلى الله وتقول اللهم اشفع فيَّ نبيك ، اللهم اجعلني ممن يشفع لهم الملائكة والأنبياء ، فهذا لابأس به ؛ لأنه طلب من الله سبحانه وتعالى . إذاً الشفاعة المثبتة هي طلب من الله سبحانه وتعالى ، والتجاء إليه في أمرٍ هو سبحانه وتعالى حكم به في كونه وقدره ، وحكم به في شرعه ودينه ، أن ملائكته وأنبياءه والصالحين من عباده لهم قدر عنده فيشفعون يوم القيامة بإذنه سبحانه لمن شاء ورضيَ من عباده ، تعليةً لقدرهم ، ورفعاً لشأنهم بين الناس يوم القيامة . <o:p></o:p>
والشفاعة المثبتة التي أثبتها القرءان الكريم لا تقع إلا بشرطين :<o:p></o:p>
الأول : أن يأذن الله عز وجل للشافع ، ومن هذا الذي يستطيع أن يشفع عند الله ابتداءاً بدون أن يأذن الله له ؟ لا يملك أحدٌ شفاعة ابتدائية عند الله ، ولايمكن أن يشفع أحدٌ عند الله إلا إذا أذن الله ؛ ولهذا سيأتي قوله تعالى {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }، وقوله {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له } ، وقوله تعالى {وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشآء ويرضى} . فهي لا بد فيها من إذن الله ، فالشفاعة ملك لله جل وعلا ، نطلبها منه ، نطلبها من المالك للشفاعة ، {قل لله الشفاعة جميعاً}. <o:p></o:p>
الثاني : الرضا عن المشفوع له ، ولا يرضى إلا عن أهل التوحيد .<o:p></o:p>
فهذه ثلاثة أصول في الشفاعة : <o:p></o:p>
الأصل الأول : لا شفاعة لأحد إلا بإذن الله . <o:p></o:p>
الأصل الثاني : لا شفاعة لأحد حتى يرضى عن المشفوع له . <o:p></o:p>
الأصل الثالث : أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى إلا على أهل التوحيد . أما أهل الشرك فلا يرضى عنهم .<o:p></o:p>
والصحابة رضي الله عنهم(وهم أفقه الأمة وأشدهم عقولاً وفهماً) ما أخذوا باب الشفاعة بهذه الارتجالية التي يفعلها الكثير ؛ بل أخذوه مسترشدين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وانظر إلى الاسترشاد في هذا الباب في حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ حيث أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال " من أحق الناس بشفاعتك يوم القيامة " ؛ فهو يدرك رضي الله عنه أن شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام لها أسباب ، فهو يسأل عن الأسباب التي يكون الإنسان بها أحق بشفاعته،<o:p></o:p>
فقال عليه الصلاة والسلام " ماظننت أن أحداً يسألني هذا السؤال أول منك لما أعلمه من حرصك " ثم قال صلى الله عليه وسلم " أحق الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه " أي أهل التوحيد . فلا تكون الشفاعة إلا لأهل التوحيد . <o:p></o:p>
ويقول عليه الصلاة والسلام : " لكل نبي دعوة مستجابة وإني اختبأت شفاعتي دعوة لأمتي يوم القيامة وإنها نائلةٌ إن شاء الله من لا يشرك بالله شيئاً " رواه مسلم <o:p></o:p>
فلا بد من الأمرين، لابد من إذن الله للشافع ؛ ولهذا قال عليه السلام "إن شاء الله" من لا يشرك بالله شيئاً : هذا رضا الله عن المشفوع له ، وأهل الشرك لا يرضى عنهم الله سبحانه وتعالى . <o:p></o:p>
ويقول الله تعالى : <o:p></o:p>
{ وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه من ولي ولا شفيع لعلهم يتقون }.<o:p></o:p>
أنذر به : أي القرءان الكريم . <o:p></o:p>
الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم : هذه نذارة خاصة لأهل الخوف والخشية من المحشر والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى وسؤال الله جل وعلا لعباده . <o:p></o:p>
وهنا تستفيد فائدة عظيمة وهي أن تذكر الحشر والحساب والوقوف بين يدي الله يصلح أحوالك ويبعدك عن الضلال ويجعلك تبحث عن المسلك القويم والصراط المستقيم ، وكلَّ ما كان العبد مستحضراً لذلك تصلح أموره وتستقيم أحواله . <o:p></o:p>
يقول أهل العلم أن الجملة { ليس لهم من دونه من ولي ولا شفيع } جاءت حال ؛ يعني هذه حالهم ، أنهم غير متعلقين بالشفعاء والوسطاء ؛ وإنما هم متعلقون بالله جل وعلا ، معتمدون على الله ، مفوضون أمورهم إلى الله . فهذه حالهم أنهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون : أي بتبصرهم في القرءان وسماعهم لنذارة القرءان وتذكير القرءان ، وهذا فيه أن التقوى تنال وتطلب من جهة العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .<o:p></o:p>
ولعلنا نستفيد من قوله {ليس لهم من دونه} فائدة في قضية الشفاعة المثبتة والمنفية ؛ فإذا قيل لك ماهي الشفاعة الباطلة المنفية ؟ هي التي نفاها القرءان في قوله { ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع}.<o:p></o:p>
والشفاعة المثبتة هي الشفاعة التي بإذنه ، ليست من دونه وإنما هي بإذن الله وبرضاه عن المشفوع له ، فهي ثابتة في كتاب الله عز وجل . <o:p></o:p>
ويقول الله تعالى : <o:p></o:p>
{قل لله الشفاعة جميعاً}أي قل يامحمد للمشركين : لله الشفاعة جميعاً ، تساءل هنا في هذا الخطاب وفي دلالته ؛ لماذا أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين لله الشفاعة جميعاً ؟ أي أن الشفاعة ملك لله عز وجل ، فلماذا أمر الله نبيه أن يقول ذلك للمشركين ؟ <o:p></o:p>
لأنهم اتخذوا الشفعاء بزعمهم أن هؤلاء الشفعاء يملكون أن يشفعوا لهم عند الله فتغفر ذنوبهم وزلاتهم ، يدخلون الجنة ، تحصل لهم النجاة من النار. ولاحظ الآية التي قبل هذه الآية مباشرة وهي قوله تعالى { أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولايعقلون قل لله الشفاعة جميعاً } فلاحظ السياق المبارك كيف يبين لك الأمر وحقيقته ؛ أولاً يبين لك كيف ضل هؤلاء في هذا الباب { أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون}وهذه حقيقة من اتُخِذوا شفعاء ؛ لا يملكون شيئاً ولا يعقلون شيئاً لكونه حجر أو شجر أو من الأموات ، فهذا وجه في إبطال الشفعاء . <o:p></o:p>
ووجه آخر في إبطال الشفعاء : { قل لله الشفاعة جميعاً }.<o:p></o:p>
إذاً هذا بيان للحجج المبطلة للشفاعة ، بُدءَ كلُ بيان بقوله تعالى لنبيه {قل}.<o:p></o:p>
فيُرد على المشركين الذين اتخذوا الشفعاء في هذا السياق من وجهين : الوجه الأول قل لهؤلاء المشركين أولوا كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون . فهذا وجه . <o:p></o:p>
والوجه الثاني : قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السماوات والأرض ثم إليه تُرجعون.<o:p></o:p>
وهنا إذا عقل المسلم من هذه الآية هذه الحقيقة (لله الشفاعة جميعاً) أي هي ملكه وحده ، فإذا أردت لنفسك الشفاعة فاطلبها من المالك الذي له الشفاعة جميعاً وله ملك السماوات والأرض . ولهذا يقول المسلم اللهم إني أسألك أن تشفع فــيَّ نبيك أو ملائكتك أو أولياءك .<o:p></o:p>
وقال تعالى :<o:p></o:p>
{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } هذا جزء من آية الكرسي ، وآية الكرسي هي أعظم آية في القرءان الكريم كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي من أولها إلى آخرها في تقرير التوحيد والإخلاص لله جل وعلا، صدَّرها الله بقوله {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} بدأها بالتوحيد لا إله إلا هو وهذا هو التوحيد والإخلاص أي لا معبود بحق إلا الله <o:p></o:p>
ثم ذكر الدلائل : الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، له ما في السماوات وما في الأرض ، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ، ولا يحيطون بشيءٍ من عمله إلا بما شاء ، وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما ، وهو العلي العظيم .<o:p></o:p>
من يقرأ هذه الآية وحدها ويتأمل في دلالتها ومضامينها ومعانيها وما فيها من إثبات صفات العظمة والجلال لرب العالمين ؛ هل يتجه قلبه لغيره ؟ هل يطلب الشفاعة من غيره ؟ <o:p></o:p>
فهذه الآية الكريمة من عقلها وفهمها حقيقةً وطبقها خرج من الشرك كله ؛ لأنها تنفي الشرك وتبطله ، وتقرر التوحيد أتم التقرير ؛ ولهذا كانت أعظم آية في كتاب الله . هذه الآية فيها خمسة أسماء حسنى لله ، وفيها أكثر من عشرين صفة لله سبحانه وتعالى ، فمن يتأمل دلالات هذه الآية الكريمة ومعانيها ، ويحقق ذلك إيماناً وصدقاً والتزاماً خرج من الشرك وسلم منه . أما من يقرأ حروفها ولا يفهم معانيها ، أو يقرأ حروفها ولا يطبق دلالاتها فإنه لا يستفيد ولا ينتفع . <o:p></o:p>
إذاً الشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى لا تطلب إلا منه عز وجل ، وأنه لايملك أحد أن يشفع ابتداءً عند الله ، لا بد أولاً من إذن الله سبحانه وتعالى للشافع وحينئذ يمكن أن يشفع ، ولا يشفع إلا لمن رضيه الله سبحانه وتعالى . <o:p></o:p>
وقال تعالى : <o:p></o:p>
{ وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشآء ويرضى }كم : المراد بكم هنا التكثير ، وهذا فيه أنهم كثرة كاثرة وعدد كبير ، { وما يعلم جنود ربك إلا هو} . <o:p></o:p>
إلا من بعد أن يأذن الله لم يشآء ويرضى : أي إلا من بعد تحقق هذين الأمرين : <o:p></o:p>
إذنُ الله للشافع، ورضاه سبحانه وتعالى عن المشفوع له ، أما بدون إذن الله فلا يملك أحد ذلك . <o:p></o:p>
وهذه الآية جمع الله عز وجل فيها بين شرطي قبول ووجود الشفاعة وهما إذن الله سبحانه وتعالى للشافع ورضاه سبحانه وتعالى عن المشفوع له .<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
على ضوء الآية إذا أردت لنفسك الشفاعة وتعبدت الله بدلالاتها وقيل لك على ضوء هذه الآية ما السبيل للحصول والوسيلة التي تحصل بها يوم القيامة أن يُشفع لك عند الله يوم القيامة ؟ <o:p></o:p>
الأمر الأول أن تسعى في هذه الحياة الدنيا للأعمال الصالحة التي يرضى الله بها عنك . <o:p></o:p>
والأمر الثاني أن تسأل الله عز وجل أن يجعلك ممن يشفع لهم الملائكة و الأنبياء.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ويقول الله تعالى : <o:p></o:p>
{ قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض } الآيتين . <o:p></o:p>
بعض أهل العلم قالوا عن هذه الآية أنها تقطع شجرة الشرك من عروقها ، وتجتثها من أصولها ؛ أي أنه ليس لمشرك متعلق إلا وقُطع بهذه الآية واجتث ؛ ومن ذلك قضية الشفاعة ؛ فلا تنفع الشفاعة إلا لمن أذن له .<o:p></o:p>
فمن يُدعى ويُسأل يستحق أن يدعى إذا توفر فيه أحد أمور أربعة :<o:p></o:p>
الأمر الأول : أن يكون مالكاً لشيء من هذا الكون ملكاً استقلالياً ولو كان شيئاً قليلاً ، قال عز وجل في إبطال هذا الأمر{قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض } ، أما هذا الذي يملكه بعض الناس ملك بتمليك الله لهم وليس ملكاً استقلالياً . <o:p></o:p>
الأمر الثاني : أن يكون شريكاً للمالك ولو كان في شيء قليل ، قال الله عز وجل {وما لهم فيهما من شرك } أي المدعويين من دون الله مالهم فيهما أي في السماوات والأرض، مالهم فيهما من مشاركة . إذاً بطل الأمر الأول والثاني . <o:p></o:p>
يوجد احتمال ثالث(الأمر الثالث) : وهو أن يكون ظهيراً للمالك وعويناً له يأخذ المالك بمشورته ورأيه ، فأبطل الله ذلك فقال { وماله منهم من ظهير } أي الله ماله من هؤلاء المتخذين أنداداً من ظهير وعوين . يبقى أمر رابع وهو قضية الشفاعة . <o:p></o:p>
الأمر الرابع : الشفاعة الابتدائية ؛ أبطل الله ذلك بقوله { ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له}<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : " نفى الله عما سواه كلما يتعلق به المشركون فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه أو يكون عوناً لله ولم يبق إلا الشفاعة فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب كما قال تعالى : { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى }، فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرءان ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده لا يبدأ بالشفاعة أولاً ثم يقال له ارفع رأسك وقل يُسمع وسل تُعطى واشفع تُشفع ، وقال له أبو هريرة رضي الله عنه من أسعد الناس بشفاعتك يارسول الله ؟ قال "من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه" فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله ولا تكون لمن أشرك بالله وحقيقتها أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أُذن له أن يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود ، فالشفاعة التي نفاها القرءان ماكان فيها شرك وتلك منفية مطلقاً ، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص " انتهى كلامه رحمه الله <o:p></o:p>
هذا الكلام من ابن تيمية رحمه الله عن الآية {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وماله منهم من ظهير ولاتنفع الشفاعة عنده إلا لمن اذن له } ؛ فبين شيخ الإسلام معنى الآية وأنها قطعت ما يتعلق به المشركون ، فنفت وجود مالك ولو مقدار ذرة ملكاً استقلالياً ، ونفت الشركة ، ونفت الظهير والعوين والوزير ، ونفت أيضاً الشفاعة بقوله ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له .<o:p></o:p>
وأورد هنا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي يغبطه عليها الأولون والآخرون يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، سيقف الناس في أرض المحشر ، في أرض صحراء بيضاء نقية لا جبال ولا أشجار، لا بيوت ولا مساكن ، والشمس تدنو منهم ، ويقفون يوماً كان مقداره خمسين ألف سنة ، ويقف الناس ذلك الموقف كما أخبر عليه الصلاة والسلام ، حفاةً عراةً غرلاً بُهماً ، حفاةً : ليس عليهم نعال ، وعراةً : ليس عليهم ثياب ، حتى عائشة رضي الله عنها اندهشت قالت : يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال : الأمر أعظم من ذلك <o:p></o:p>
قال الصحابة رضي الله عنهم قالوا : يارسول الله عرفنا حفاةً وعراةً ، مامعنى بُهماً؟ قال : أي ليس معهم مما يملكون من الدنيا شيءٌ . <o:p></o:p>
فموقف عظيم مدته خمسين ألف سنة ، وانظر هنا التفكر في هذا الأمر ؛ {وأنذر به الذين يخافون أن يُحشروا إلى ربهم } ، فعندما تتفكر في هذا الأمر وتتذكر هذا الموقف العظيم تصلح الأحوال . أما إذا جلست في الدنيا وأنت تظن أن تُعمر فيها آلاف السنوات وأملك طويل ، وأمدك بعيد فيكون عملك للدنيا فقط . <o:p></o:p>
ويذهب الناس إلى الأنبياء بسبب طول المكث والتعب والشدة ويطلبون منهم أن يشفعوا لهم عند الله في أن يبدأ بالحساب ، ويعرف كلٌ طريقه إما إلى جنة وإما إلى نار، فيذهبون أولاً إلى آدم فيعتذر ، ويحيلهم إلى نوح ، فيذهبون إلى نوح فيعتذر ، ويحيلهم إلى إبراهيم ، فيأتون إلى إبراهيم فيعتذر ، ويحيلهم إلى موسى فيعتذر ، ويحيلهم إلى عيسى ويعتذر ، ويحيلهم إلى محمد عليه الصلاة والسلام . <o:p></o:p>
ثم يأتوا آخر ما يأتوا رسول الله محمداً صلى الله عليه وسلم ، فإذا أتوه قال عليه الصلاة والسلام أنا لها ، وهذا هو المقام المحمود الذي يغبطه عليه الأولون والآخرون يوم القيامة ، ولهذا قال في الحديث الصحيح يوم القيامة " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر " . <o:p></o:p>
فماذا يفعل عليه الصلاة والسلام ؟ هل يشفع مباشرة أو ينتظر الإذن ؟ <o:p></o:p>
يذهب عليه السلام ويخر ساجداً تحت العرش ، يقول صلى الله عليه وسلم: أحمد الله بمحامد يعلمني إياها في ذلك الوقت ، ويظل ساجداً إلى أن يأتي الإذن ، فيقول الله سبحانه وتعالى " إرفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع " . فقبل كلمة واشفع تشفع هل هناك شفاعة ؟ <o:p></o:p>
ثم يأتي الرب سبحانه وتعالى لفصل القضاء كما قال جل وعلا { وجاء ربك والملك صفاً صفاً وجيئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ياليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}. وتأمل قوله تعالى {راضية مرضية} لا ينالها أحدٌ إلا إذا رضيَ الله عنه ، أما المشرك فلا يرضى الله عنه سبحانه وتعالى . فهذه الشفاعة العظمى لأهل الموقف في أن يبدأ الله بالحساب وهي خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم ، ولهذا يغبطه الأولون والآخرون عليها . <o:p></o:p>
وهناك شفاعة خاصة به أخرى وهي الشفاعة لأهل الجنة بأن يدخلوا الجنة ، ولهذا جاء في الحديث الصحيح أن أول من يستفتح باب الجنة هو عليه الصلاة والسلام . <o:p></o:p>
وهناك شفاعة خاصة به صلى الله عليه وسلم وهي شفاعته لعمه أبي طالب ، فيخفف عنه العذاب فقط من أجل أنه نصر النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فالجنة لا يدخلها مشرك حتى يلج الجم في سَمِّ الخياط . <o:p></o:p>
وهناك شفاعات أخرى للنبي صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها الملائكة والصالحون من عباد الله وهي الشفاعة لمن استحق دخول النار أن لا يدخلها ، ولهذا الأنبياء على جنبتي الصراط يقولون اللهم سلم سلم ، فهذه شفاعة . <o:p></o:p>
وشفاعة لمن دخل النار بالكبائر والذنوب أن يخرج منها فيشفعون لأهل الكبائر فيخرجون من النار كما جاء في الحديث ضبائر ضبائر أي دفعات دفعات .<o:p></o:p>
وهناك شفاعة أيضاً لمن دخل الجنة بأن ترتفع درجته ومنزلته في الجنة . <o:p></o:p>
فهذه شفاعات ثابتة، جاءت في كتاب الله ، وكل ذلك مُلكٌ لله {قل لله الشفاعة جميعاً} . <o:p></o:p>
ثم ختم شيخ الإسلام كلامه ببيان حقيقة الشفاعة التي ثبتت في القرءان ، وهي ما يتفضل الله سبحانه وتعالى به على أهل الإخلاص والتوحيد ، فلابد من إخلاص وتوحيد ، وشاهد ذلك ما مر في حديث أبي هريرة " من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه " . وفي الحديث الآخر " فإنها نائلة إن شاء الله من لا يشرك بالله شيئاً " . أما المشرك فلا تناله الشفاعة . <o:p></o:p>
فهي أمر يتفضل الله سبحانه وتعالى به على أهل الإخلاص والتوحيد ، بأن يأذن للأنبياء والملائكة تعلية لقدرهم وتشريفاً لمكانتهم بأن يشفعوا لهؤلاء بدخول الجنة وبالخروج من النار ، فهي شفاعة بإذن الله سبحانه وتعالى لمن رضي الله عنه . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
خلاصة الكلام أن كل واحد منا يتمنى ويرجو لنفسه الخير ، ويتمنى لنفسه السعادة والفوز ودخول الجنة ، لكن علينا أن لا نطلب شيئاً من ذلك إلا بمسلك صحيح .<o:p></o:p>
وباب الشفاعة الذي هو منزلق خطير ضل فيه من ضل، يجب أن يكون سنننا وطريقنا فيه هو سنن الصحابة أتباع الأنبياء بإحسان ، أن نسلك مسلكهم .<o:p></o:p>
فنسعى جاهدين في حياتنا بفعل الأعمال الصالحة والقربات النافعة ، وأعظم ذلك التوحيد والبعد عن الشرك والحرص على السنة ومجانبة البدعة ، والحرص على البعد عن الآثام والذنوب وإذا وقع الإنسان في شيء منها بادر إلى التوبة إلى الله سبحانه وتعالى ، وفي الوقت نفسه لا نسأل إلا الله ، ولا نستغيث إلا بالله ، ولانطلب العون والمدد إلا من الله ، ولا نلتجئ إلا إلى الله ، ولانتوكل إلا عليه ، فنحن عباد الله . <o:p></o:p>
والله عز وجل يسمع الدعاء ويجيب المضطر ويغيث الملهوف ولا يرد عبداً دعاه ، ولا يخيب مؤمناً ناداه .<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2010-08-09, 06:00 PM
المهاجر الى الله المهاجر الى الله غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-26
المشاركات: 1,362
المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله
افتراضي

جــــــــــــــــــــــزاك الله خـــــــــــــــــير الجــــــــــــــــــزاء اخي الفاضل وجعله الله في موازين حسناتك
اللهم إني أسألك إيماناً لا يرتد ونعمياً لا ينفد ومرافقة محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد

اللهم آمــــــــــــــــــــــين

<!-- / message -->
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 استئجار سيارة مع سائق في اسطنبول   تذاكر ارض الاساطير   رحلات سياحية في اسطنبول   رحلة سبانجا ومعشوقية   رحلة بورصة 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   برنامج محاماة   معلم دهانات   تشليح   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   اشتراك شاهد رياضه   ايجار سيارات مع سائق في ماربيا   شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   ربح المال من الانترنت   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   yalla shoot   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 

 الحلوى العمانية   Yalla shoot   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل 

 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 

 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 

 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض

 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 

 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »05:35 PM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى