منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع

 Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2013-09-07, 07:11 AM
الورّاق الورّاق غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-12-27
المشاركات: 39
الورّاق
افتراضي حول العين والسحر والجن وغيرها من الغيبيات




اقتباس:
في التفسير يقول الإمام السعديّ - وهو علّامة من علماء التفسير : { ( فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ) أي: الذين صلحت أعمالهم وأقوالهم ونياتهم، [ وأحوالهم ] فامتثل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أمر ربه، فصبر لحكم ربه صبرًا لا يدركه فيه أحد من العالمين.

فجعل الله له العاقبة وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ولم يدرك أعداؤه فيه إلا ما يسوءهم، حتى إنهم حرصوا على أن يزلقوه
بأبصارهم أي: يصيبوه بأعينهم، من حسدهم وغيظهم وحنقهم، هذا منتهى ما قدروا عليه من الأذى الفعلي، والله حافظه وناصره،

......... }

وقال الإمام ابن كثير : { أَيْ يُعِينُونَك بِأَبْصَارِهِمْ بِمَعْنَى يَحْسُدُونَك لِبُغْضِهِمْ إِيَّاكَ لَوْلَا وِقَايَة اللَّه لَك وَحِمَايَته إِيَّاكَ مِنْهُمْ وَفِي هَذِهِ الْآيَة دَلِيل عَلَى أَنَّ الْعَيْن إِصَابَتهَا وَتَأْثِيرهَا حَقّ بِأَمْرِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ كَمَا وَرَدَتْ بِذَلِكَ الْأَحَادِيث الْمَرْوِيَّة مِنْ طُرُق مُتَعَدِّدَة كَثِيرَة

.

ابن كثير زاد واجتهد من فهمه ما لا تحتمله الآية حين قال "لولا وقاية الله لك وحمايته" لأن الآية تقول: { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون} ولم يُذكر هذا الاستثناء بالوقاية, فهل يُحسَد على الجنون كما ذكر ابن سعدي وابن كثير بأن المقصود بإزلاق البصر هو الحسد؟ وهم لا يرون في هذه الحالة أن عنده نعمة وإلا لتبعوه, وكل ذي نعمة محسود, لكنهم لم يبدوا إعجابهم به بل العكس تماما وصفوه بالجنون, وهل يحسد أحد يوصف بالجنون أو بالسحر أو بالكذب أو أساطير الأولين؟ بدأوا يحسدون الرسول صلى الله عليه وسلم عندما نجحت دعوته في المدينة وكثر أصحابه, وإلا فقد كانوا يحتقرونه في مكة ويضعون القاذورات عند بابه, بل وضعوا سلا الجزور على رأسه وهو ساجد, ليس هذا سلوك من يحسد, بل من يحتقر, على الأقل في الظاهر.



اقتباس:
حَدِيث أَنَس بْن مَالِك رَضِيَ اللَّه عَنْهُ " قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا رُقْيَة إِلَّا مِنْ عَيْن أَوْ

حُمَة أَوْ دَم لَا يَرْقَأ "

وحديث اِبْن عَبَّاس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الْعَيْن حَقّ وَلَوْ كَانَ شَيْء سَابَقَ الْقَدَر سَبَقَتْ الْعَيْن وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا " رواه مسلم

وحديث سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذ الْحَسَن وَالْحُسَيْن يَقُول " أُعِيذكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّه التَّامَّة مِنْ كُلّ شَيْطَان وَهَامَة وَمِنْ كُلّ عَيْن لَامَّة" وَيَقُول هَكَذَا كَانَ إِبْرَاهِيم يُعَوِّذ إِسْحَاق وَإِسْمَاعِيل عَلَيْهِمَا السَّلَام. أخرجه الْبُخَارِيّ


" حَدِيث أَبِي أُمَامَة أَسْعَد بْن سَهْل بْن حُنَيْف قَالَ : مَرَّ عَامِر بْن رَبِيعَة بِسَهْلِ بْن حُنَيْف وَهُوَ يَغْتَسِل فَقَالَ : لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْد مُخَبَّأَة فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ فَأُتِيَ بِهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا قَالَ " مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ " قَالُوا عَامِر

بْن رَبِيعَة قَالَ " عَلَامَ يَقْتُل أَحَدكُمْ أَخَاهُ ؟ إِذَا رَأَى أَحَدكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ " ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَأَمَرَ عَامِرًا أَنْ يَتَوَضَّأ فَيَغْسِل وَجْهه وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَرُكْبَتَيْهِ وَدَاخِلَة إِزَاره وَأَمَرَهُ أَنْ يَصُبّ عَلَيْهِ قَالَ سُفْيَان قَالَ مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ وَأَمَرَ أَنْ يُكْفَأ الْإِنَاء مِنْ خَلْفه .

وَ عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ قَالَ : كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذ مِنْ أَعْيُن الْجَانّ وَأَعْيُن الْإِنْس فَلَمَّا نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَك مَا سِوَى ذَلِكَ .


عَنْ أَبِي سَعِيد الخدري أَنَّ جِبْرِيل أَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اِشْتَكَيْت يَا مُحَمَّد قَالَ " نَعَمْ " قَالَ بِسْمِ اللَّه أَرْقِيك مِنْ كُلّ شَيْء يُؤْذِيك مِنْ شَرّ كُلّ نَفْس أَوْ عَيْن حَاسِد اللَّه يَشْفِيك بِسْمِ اللَّه أَرْقِيك . وَرَوَاهُ مُسْلِم

من المهم جداً الفقه قبل استعمال الحديث, أي فقه القرآن و فقه مقاصد الدين وعقيدته والأخلاق والعقل والمنطق والعلم ثم تستعمل الأحاديث المناسبة ، ولهذا يوجد فقهاء ومحدثون كل في تخصصه. لأن الأحاديث كثيرة وبعضها يتعارض مع القرآن, وبعضها يتعارض مع الحديث, وبعضها يتعارض مع العلم والمنطق، وبعضها يتعارض مع الطب, وبعضها ظلت تُستَعمل وتعتبر صحيحة إلى أن جاء من نبه على ضعفها, ولعلنا هنا نذكر الأحاديث التي ضعفها أو صححها الألباني وقبله البيهقي وغيرهما بعد مئات السنين من الاستعمال وقد كانت تُرى صحيحة.

الأحاديث ليست مثل القرآن، فالقرآن لا يُضعَّف فيه شيء و لا يُصحَّح فيه شيء، وتحتاج الأحاديث إلى فقهاء قبل المحدثين ينظرون إليها نظرة شاملة ويضعونها في إطارها الصحيح, المحدث محدث والفقيه فقيه. وليس من استعمل حديثا صار فقيها. والفقهاء يوقفون أحكاماً كثير من الأحاديث ويجرون بعضها ويرجحون منها, والمحدثون أيضا يمحصون في روايات الأحاديث ولازالوا يكتشفون ضعيفا يصحَّح أو صحيحا يضعَّف, والاجتهاد مفتوح للأمة وعلمائها. لهذا المسلم يكرر عشر مرات في اليوم {اهدنا الصراط المستقيم} والعلم الصحيح من الهداية، ولم يقل (ثبتنا على الصراط المستقيم) إذن المسلم في حالة بحث دائمة عن الحقيقة والأفضل والأقرب رشداً ، وإيقاف الاجتهاد ضد الفطرة وضد طلب الصراط المستقيم وضد حيوية الإسلام وتناسبه لكل عصر وزمن .

أنا ذكرت أن فكرة الإصابة بالعين لا تحمل خيرا للأمة وتورث البغضاء والأوهام والعداوات ولا يستفيد منها أحد, واذكري خيرا واحدا فيها, والله يقول : {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} فأين الرحمة فيها؟ ويقول : {وكونوا عباد الله إخوانا}, ويقول { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}. وهي لا تتناسب مع آية: {كل نفس بما كسبت رهينة}, فالعائن يصيب رغما عنه, فهل سيحاسَب؟ والمعروف أن الشر يأتي بنية وإرادة حرة وعليه سوف يحاسب ، والمعيون يصاب رغماً عنه فهل هي عقوبة؟

الله يستطيع أن يعاقب أو يكافئ بدون وسطاء من أصحاب العيون. وهل كل حاسد يصيب من يحسده بطريقةِ آلية؟ هذا غير واقعي, كلنا في يوم من الأيام حسدنا أحد على نعمة أو حسدناه ولم يصبهم شيء بطريقة قاطعة ومباشرة وأحرقنا حسدنا فقط كما قيل :

"اصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله *** فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله",

إلا من تمادى بحسده وأخرجه إلى حيز التنفيذ وهو الذي أمرنا الله بالاستعاذة منه بقوله : {ومن شر حاسد إذا حسد}, لأنه أضمر الشر وقد يفعل السوء أو يقوله رغبة في زوال النعمة أو الإضرار بالمحسود بنميمة أو غيبة أو افتراء ...إلخ, كما قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم } هكذا تجسد حسدهم على شكل رد وصد عن ذكر الله وليس على شكل إصابة بالعيون. لنقس حسد هؤلاء على حسد كفار قريش الذين يُزلقون بالأبصار, هذه الآية ذُكر فيها الحسد ولم تذكر الإصابة بالعين, لو أن الإزلاق بالبصر ذُكر بعد الحسد لفهمنا أن المقصود هو العين, لكن هذا لم يحدث. وذيلت الآية بقوله تعالى: {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} ولم يقل فاستعيذوا من عيون الحساد الذين أوتوا الكتاب.


وهل غير المسلمين يحسد بعضهم بعضا وهاهم يغزون الفضاء؟ وكيف أنبذ شخصا أو أسيئ إلى سمعته وأنسب إليه مصيبتي وهو لم يفعل شيئا عملياً يضرني؟ سوى أنني أتهمه أو يتهمه غيري بالعين تبعا للظن ، وفي نفس الوقت أترك من يضرني بنية وعمل؟ والله يقول : {اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم} ولا أحد يتكلم بالعين إلا من خلال الظن, وإلا فهو مدع لعلم الغيب وعلم الغيب لله, و اتباع الظن السيء إثم لهذا ينتج العداوة والرسول أمرنا بإحسان الظن بإخواننا, إلا بعد تثبت, فأي تهمة تحتاج إلى تثبت ولا توزع بسهولة, وكما قال صلى الله عليه وسلم:(ادرؤوا الحدود بالشبهات) و قال تعالى : { إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}, والعين لا تبين فيها ولا تثبت, مثلها مثل المس أو تأثير السحر على المسحور أو الرؤيا المنامية ومثل التبصير والتنجيم والأبراج, كلها بلا تثبت ورجمٌ بالغيب, ولا يمكن القطع بثبات الإصابة بهذه الأمور إلا من خلال الظن والقرائن, والقرائن لا تكفي لإثبات أي تهمة. إذن لا يناسب المؤمن أن يقفو ما ليس له به علم كما نهانا القرآن, والغيب لا علم لنا به, والإصابة بالعين لا نعرف كيف تتم ولا نعرف حديث النفوس، فالله هو الذي يعلم ما في النفوس, وهو الذي نلجأ إليه إذن في المعرفة والعلاج إذا استنفدنا العلم الذي أعطانا الله إياه علم الشهادة وأثنائه, لأن هذه الموضوعات خارج عالم الشهادة فلا يمكن التثبت منها, لا أحد يستطيع أن يثبت شيئا عن الملائكة ويقطع بوجودهم في مكان محدد ولا كم عددهم ولا هيأتهم لكن نؤمن بوجودهم ونترك الأمر لله، فكيف يثبت إذن شيء عن الجن؟ والجميع من عالم الغيب؟


هل من أتهمه بالعين مثل من غشني أو كذب علي أو ظلمني أو أهانني؟ هذا ليس من العدل ولا من التثبت. ومن يكره الظلم يبتعد عن مثل هذه الاتهامات ولا يوزعها على الناس بالشبهة, حيث يسيء إلى سمعة أخيه المسلم ويحزنه وهو بريء, وهذا ما يريده الشيطان: العداوة والبغضاء أن تنتشر بين المؤمنين مثل ما أرادها في الخمر والميسر, والجميع متضرر ولا أحد مستفيد, حتى الإيمان ونقاء العقيدة يتضرر بالخوف من غير الله. ولو كان كل حاسد يصيب من يحسده لما بقيت نعمة عند أحد أصلاً لكثرة الحاسدين, لكن الله يمد من يشاء رغم الحاسدين, وها نحن نرى أكثر من يصابون بالعين من التعساء, وأصحاب المليارات يتخطرون آمنين منها! وكانوا هم الأجدى بالحسد تبعاً للنعمة المنظورة!


وليس كل إعجاب هو حسد, قد يكون غبطة, والحسد لا يكون بلا أمل أو منافسة, لكن ليس من أعجب بأحد ارتكب ذنباً ولا من مدح شيئا داخل في النهي, لأن هذا يسبب الإحباط ومشاعر النقص بين المؤمنين وضعف المساندة بين الإخوة في الله خوفا من العين, ولجاز أن أبعد الناس عن التهمة بالعين هم السبابون والهجاءون والمنتقدون؛ لأنهم لا يبدون إعجابهم بأحد, فيكون الحطيئــة من أبعد الناس أن يتهم بالعين لأنه سب أمه وزوجته ونفسه وكل من قابله! مع أنه من أحسد الناس بشهادته على نفسه! والإسلام نهانا عن التعيب: {ويل لكل همزة لمزة} واللمزة هو الذي يتعيب الناس على سبيل التحطيم وليس الإصلاح, فهل اللمزة أفضل ممن يشجع الناس ويثني عليهم بما فيهم من ميزات ولا يكفرها؟ ويرفع معنوياتهم لأنه أبعد عن إصابتهم بالعين والحسد؟ حتى كلمة "ما شاء الله" لم تعد كافية عند كثير من الناس, المهم أنك أبديت إعجابا قبل الإصابة!


ونحن نحب أشخاصا قالوا لنا كلمات إعجاب قبل سنين ونحبهم لأجلها, فهل ينهانا الرسول عن إبداء إعجابنا بعضلات صديقنا أو جمال شعر أخواتنا أو بناتنا؟ مع أن هذه الكلمات تسبب الانتعاش وتخفف هموم الآخرين, وإذا أُعجِبت المرأة بشعر صديقتها كان عاقبة ذلك السرور وليس تساقط الشعر أو الجرب! والرسول نفسه كان يبدي إعجابه ويشجع مثلما أعجِب بحداء أنجشة وقال له (رفقا بالقوارير), وأعجِب بشعر حسان والخنساء, وأعجب بشجاعة وقوة أم عمارة وقال لها: (من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟ ) ولم يقل: ما شاء الله كما على النص, فترى لو مرضت أو ضعفت قوتها ستكون هذه الكلمة هي السبب؟ الرسول هو الذي قال لنا تداووا فإن لكل داء دواء, ومازال العلم يكتشف الأدوية.


إن الهروب إلى العين شماعة الفاشلين ليبرزوا أنهم مهمين وتحت الأنظار وليسحبوا أنفسهم من مسؤولية التقصير أو الضعف أو الإهمال، وهذا لا يجعلهم يحسنون أوضاعهم بل يضيعون وقتهم في اتهام الآخرين وطلب العلاج بمغاسلهم، فالطالب الذي يتكرر رسوبه يعلق فشله على هذه الشماعة، بل يجعل نفسه مرموقاً ومهماً يلاحقه الحاسدون ويرمقونه دائماً بنظراتهم الحاسدة وكلماتهم التي تنبغ بالحسد!! مع أن كل إنسان بالأساس مشغول بنفسه ومشاكله التي تعدل الدنيا وما فيها! فهذا من التكبر وتعظيم الذات, فحتى الفشل يُجعل بسبب العين مصدر فخر وتعظيم للذات المعيونة أو المسحورة لتخوفها.


ثم إن الله قال: {أما بنعمة بك فحدث} كيف يتناسب هذا مع الخوف من أعين الناس وإعجابهم؟ والله أبدى إعجابه برسوله فقال : {وإنك لعلى خلق عظيم} ونحن نرى كثيراً من الأمهات يخفين أطفالهن خوفا من الحسد, وبعضهن تنتقص من زوجها وبيتها حتى لا تُحسَد, وبعضهم يضعون التمائم والأحراز وربما الأشكال المخيفة على الأبواب ويبخرون المكان خوفا من الحسد، أي خوف غيبي من غير الله, وبعضهم يلاحق أحدهم خفية من أجل أن يأخذ شيئا ويغسله مع ما في ذلك من المخاطر الصحية, أو إناء ماء ينفث به كل أهل الحارة والمدرسة ليشربه المريض وقد يحمل جراثيم جديدة تزيد من مرضه, مع أن الله هو الشافي, قال تعالى: {وإذا مرضت فهو يشفين}. ولا أخذٌ بالأسباب في الغيبيات إلا تقوى الله وحده, هذا هو الأصل وهي كل الأسباب والاحتياط على اسمها "تقوى" , والأخذ بالأسباب يعني استخدام العقل والعقل لا يعمل في مجال الغيبيات, وإلا يكون الناس عرضة للدجالين والمستغلين ويتمادون بالخرافة والابتعاد عن العقيدة الصافية التي تُرجع كل الغيبيات إلى الله خوفا وطمعا وتوسلا, عقيدة الإسلام الرائعة العقلانية التي لا تأبه بأي ضرر غير مادي من الناس أو الجان, وتكل القدر كله إلى الله, وهي التي نفتخر بها ونعرضها على غير المسلمين الممتلئين بالخرافات وتعظيم البشر.

وحتى لو صحت هذه الأحاديث, فلم يقل الرسول أنكم تستطيعون أن تكتشفوا المعين والعائن بالظن أو آخر من زاره أو أبدى إعجاباً به, لا يوجد نص في هذا, ومع ذلك يفعلونه ويكملون من عندهم. وإن كان هو كرسول اكتشف ذلك فلا يعني أن من هب ودب يستطيع أن يعرف, لأن العين أمر غيبي وسبب غير مادي.


وإن كانت هذه الأحاديث صحيحة مئة بالمئة وغير مخالفة لأساسات الدين لكان دورنا أن نؤمن بوجودها لكن لا نقطع بحدوثها ولا ننسبها لأحد حتى لا ندعي علم الغيب, مثلما نؤمن بوجود الجن والملائكة ولا نراهم ولا ننسب قدراً لهم ولا نحدد أين هم ولا ماذا فعلوا لفلان أو فلانة, و ادعاء علم الغيب ذنب أكبر, فعلم الغيب لله أو ما أطلعه على رسله فقط {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا, إلا من ارتضى من رسول}. ويدخل في هذا تعبير الأحلام وتوجيهها خصوصاً وجهة سيئة, لأن كثيرا من البسطاء يتخذون إجراءات معادية، والرؤيا من عالم الغيب, وإذا فسر الأنبياء شيئاً من الغيب فلا يعني أنهم قدوتنا أن نفسر مثلهم, فإذا استمعوا الوحي فلا يعني أن نقتدي بهم ونستمع للوحي! وهذه من خصوصيات الأنبياء {ويعلمك من تأويل الأحاديث} فهذا كلام خاص بالنبي يوسف، وهذا يدل على أنه علم خاص ليس متاحاً لكل من شاء وأحب مثلما علم سليمان لغة الطير فهل نذهب نتعلم لغة الطيور ونعرف بماذا تعبر؟! وأحدهم طلق زوجته لأن حلما فُسِّر له بأنها سيئة وظلمها دون أن تأتي بفاحشة مبينة مخالفا بذلك أمر الله ودون أن يخبرها بالسبب إلا بعد الطلاق, وهذا تدخُّل في الغيب ينتج العداوات ويكون مصدر كسب واستغلال, لهذا قال تعالى : {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو}.



حتى الاعتقاد بأن الساحر يعلم الغيب اعتقاد خاطئ ويضر بالعقيدة, أو الاعتقاد أن الساحر يغير حقائق الأشياء اعتقاد خاطئ ومضر بالعقيدة, والواقع والعقل يرفضها, وإلا لكان السحرة أغنى الناس وأقدرهم. و تغيير حقائق الأشياء لا يكون إلا بمعجزة من الله, كعصا موسى التي انقلبت إلى حية حقيقية بينما حبالُ السحرة وعصيهم ليست إلا حبالا وعصيا وهّموا الناس بها, كالألعاب السحرية, ولهذا سجد السحرة وحدهم لأنهم هم الذين عرفوا الحقيقة وحدهم, أما البقية فقالوا: {سحران تظاهرا} أي غلب أحدهما الآخر, لأنهم مصدقين أن السحرة يغيرون حقائق الأشياء.


ينبغي أن نكون تصورا واضحا فيما يتعلق بالغيبيات المؤثرة في المجتمع وعقليته, حفاظا على توكلنا وعلى عقولنا وعلى محبتنا لبعض, وعدم ترك مجال للمشعوذين والدجالين ليستغلونا بالكسب السهل دون عمل مستغلين ظروف الناس ومشاكلهم وأمراضهم, فالتوكل على الله وحده يقطع رزق الدجالين والمستغلين, ذلك الرزق غير الحلال, خصوصا من الفقراء المساكين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافا أو كاهنا وصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) والعراف يدعي معرفة الغيب بأي شكل من أشكال الغيب, وتحت أي مسمى, وكلمة عراف أتت من معرفة الغيب والأسباب والمستقبل بطريقة غيبية, أما الطبيب فلا يسمى عرافا لأنه يعتمد على العلم الظاهر الذي يستطيع أن يدرسه اي إنسان.

من قال أن فلاناً أصاب فلانا بالعين قد ادعى الغيب, ما دليله في هذه التهمة وهو ليس بنبي؟ قد يكون هناك شخص آخر أصابه بالعين أو قال كلمة أشد من هذه الكلمة حسدها فيه لكنها لم تسمع, أو يكون سبباً خفياً للإصابة كالفيروسات والجراثيم أو مرض نفسي أو إهمال. والمؤمن مأمور بالتثبت, وادعاء معرفة مثل هذه الأمور التي لا يقوم عليها دليل ليس من التثبت وفيه ظلم للناس, لأنه يورث العداوة والبغضاء والنفور من بعض الناس بلا سبب وتخويف الناس منهم ومن أعينهم ووصفهم بالحسد وجعل المتوهم أسيراً لهذا الوهم طيلة حياته, ولا يرى أن الأخذ بالأسباب سيفيده ما دام تحت تأثير الحسد أو السحر المستمر أو الجن المتلبس، وما جدوى المحاولات؟

حينها سيتخاذل ويكون أسيراً للأوهام ووسوسة الشيطان مما قد يذهب بعقله ويصدق أشياء لم تكن أنها كانت أو تكون، وإذا غلب الوهم على العقل دخل العقل في مرحلة الجنون ، والقرآن لقوم يعقلون, بينما من يتهمهم بالحسد قد يكونون هم غافلين وغير مكترثين, بل ربما يكونوا طيبين ومخلصين له فيخسر محبتهم بالظن السيئ . حتى أن بعضهم يعيش معزولا طول عمره إلا أن يفقد بصره. وهناك من الفقهاء من أفتى أن يسجن العائن حتى يموت! والسؤال: ألا يخافون على السجان؟!

وشيء كريه أن تُرجع مصائب الناس إلى شخص بريء لم يفعل شيئاً سوى أنه سرح نظره أو أبدى إعجابه وهو لا يفكر بشيء آخر, وإبداء الإعجاب ليس بالعمل السيء بل إيجابي ومشجع ومطلوب إسلامياً وأخلاقياً, فالكلمة الطيبة صدقة والتشجيع والإعجاب لغير الشر والكذب من الكلام الطيب والذي يكسب محبة الناس, ودقة التشبيه من البلاغة والأدب ، فهل الأدباء من العائنين؟ أم من المبدعين؟ وكل إنسان يشعر بالثقة بالنفس إذا أُعجب أحد بشكله أو بعقله أو ببيته أو مزرعته أو بفنه أو بأولاده وتربيتهم.


القرآن لا يوجد فيه شيء صريح وواضح عن العين سوى تأولات بعيدة, وأحرى بأهل الخير أن يأخذوا بالأحسن والأفضل من كل طرح, قال تعالى : {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} من الحُسن أي الجمال، والإتقان من أسس الجمال والحسن. وكل شيء مثالي يدلنا عليه الجمال والحسن, والكلام الطيب أجمل مما سواه, والفضيلة نعرفها بجمالها والباطل نعرفه بشينه أو فقدانه للجمال على الأقل, حتى لو حسنت عبارته يعقبه شعور غير جميل, والجمال يريح النفس, لذلك الشيطان يزين الباطل غير الجميل لأن الناس يقودهم الجمال وينفرون من القبح -في مشاعرهم فقط وليس في عقولهم-, والكلام الجميل حقا هو ما يستمر جماله بعد الانتهاء من قراءته أو سماعه. وحسبك بالجمال دليلا على الصح والخطأ, وإلا من أين يأتي جمال الكلام إلا من صحته ودقته وإيجابيته. ولعمري هذا أفضل مقياس للنقد الأدبي, مثلما قال الوليد بن المغيرة عن القرآن: " إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وأن أسفله لمغدق"

عرف صحة القرآن من جماله, لكنه فكر وقدر فقتل كيف قدر, عرف القرآن بشعوره ورفضه بعقله المبني على المصالح المادية. سر الجمال الأدبي هو إشعاع المعاني الجميلة الذي يجمل الألفاظ, فجمال الأفكار والمعاني أهم بعد أدبي ومع ذلك لا يعيره النقاد اهتماما كبيرا قدر اهتمامهم بالألفاظ أو الصور أو الموسيقى.


هناك حديث يأمر بقتل الكلاب في المدينة وأحاديث مختلفة عنه تثبت وجود الكلاب في المدينة زمن النبي, وأحاديث تأمر بقتل الكلب الأسود ذو الطفاوتين على أنه شيطان, وأصحاب الكهف المؤمنين لم يقتلوا كلبهم وأدخلوه معم في الكهف, مع أن الملائكة لا تدخل مكاناً فيه كلاب كما يقول أحد الأحاديث, والملائكة والكلاب من خلق الله فكيف تتباغض؟ وكأنها من خلق إله آخر! مع أن مهمة الشيطان هي الوسوسة فماذا يفعل إذا صار كلباً وطردته الكلاب؟ وعمل الشيطان وعداوته للإنسان وليس للكلاب! ولا يوجد فرق بيولوجي بين الكلب الأسود والأبيض سوى اختلاف الصبغة الجينية للشعر ، وقد ينسل الكلب الأسود كلباً أبيضاً والعكس!! هذا من علمنا بوفاء الكلب الذي صار مضرباً للمثل، فهل الملائكة تكره الوفاء؟ والكلب أكرم أخلاقاً من القط الذي لا يعرف الوفاء ويتنقل بين البيوت، أما الكلب فيلازم صاحبه ويحميه ويصبر على تجويعه له .أفكار الإسلام الأساسية والحقيقية لا يستطيع العقل أن ينتقدها بل يؤيدها. الحيوان بهيمة خلقها الله, والشيطان لا يغير خلق الله, فقد خلقه الله شيطاناً غير مرئي وخلق الكلب كلبا قال تعالى {إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم} وإذا تحول إلى كلب أسود نكون رأيناه أو متلبس به أي سيطر عليه وصار هو وتبدلت خلقة الشيطان

وفطرة الكلب ونحن نراه لا يختلف عن سائر الكلاب، وهناك من يربيه مثل بقية الكلاب، وقال تعالى: {لا تبديل لخلق الله} والتلبس من التبديل والتغيير سواء من كلب أو إنسان, وإن كان يستطيع أن يجعل نفسه كلبا فهذه قدرة في الخلق, والقرآن يقول:{ألا له الخلق والأمر} أي لله وحده.

وهنالك حديث يأمر بلعق الأصابع, فهل نترك الملعقة والصابون لنلعق أصابعنا وهي قد تحمل الجراثيم؟ بل أو يُلعِقها! أي تعطي من جنبك أصابعك ليلعقها وتأخذ أصابعه مع الأظافر طبعاً! ولا أظن جبريل جاء من السماء السابعة لكي يعلمنا هذه العادة أن نتلاعق الأصابع لكي نكون خير أمة! لكن نكون خير أمة بالاستسلام لله وحده وقول الحق وتبنيه متى عرفناه ولو كان ضد مصالحنا وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو رفضنا.

وهناك أحاديث عن تفسيق بعض الحيوانات والطيور وتنجيسها مع أن الله هو الذي خلقها, وأحاديث عن تنجيس المرأة وقطعها للصلاة ولو من بعيد هي والكلب الأسود مع وجود أحاديث مضادة لها، فلماذا لا نختار الأحسن؟ وعائشة تقول : كان رسول الله يصلي وأنا مستلقية أمامه. وهناك أحاديث عن عدم لبس الحذاء للنساء وأحاديث تشبه وجه البشر بوجه الله...إلخ. وهناك أحاديث تساير القرآن وتوضحه وتصنع شخصية المؤمن, من مثل حديث (إنما الأعمال بالنيات) وحديث (قل آمنت بالله ثم استقم) وأحاديث تربوية وأخلاقية كقول رسول الله: (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف). وليس من السهل أن نضع حديثاً مثل ( المسلم من سلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) مع حديث قتل الوزغ -مع أنه غير سام ويصطاد الحشرات على الجدران- باليد اليمنى مع أنه نجس وسام ونفخ النار على إبراهيم وماذا تفعل نفخته؟ وهل هو إنسان حتى يختار الخير على الشر؟ وهل من فصيلته أنبياء ما دام يعرف الخير والشر؟؟ والله أخبرنا عن الثقلين {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ولا يدخل في ذلك أمم الحيوان فيكون منها الفاسق والفاجر كالوزغ وآخر طيب ومؤمن كالعنكبوت لأنها عششت على الغار! وما فعلت ذلك إلا بأمر الله وليس لأنها تعرف الخير والشر, وهو من مخلوقات الله ويؤدي دوره في التوازن البيئي. وهذا دور العلماء الذي لا ينتهي في تصحيح الأحاديث وانتخابها ليس فقط في السند والمتن بل في المعنى وارتباطها بالقرآن.

أما الهدهد والنمل مع النبي سليمان فهذه حالات خاصة وسخرت له ولا نفهم منه أن الهداهد تعرف المشركين وتعرف المؤمنين وتعرف المنطق البشري وإلا كانت كالبشر ، فلا يقاس على هدهد سليمان لأن الهدهد قال { أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} والهداهد لا تسجد وإنما فقط تبحث عن الحب! كذلك الريح سخرت لسليمان بينما الريح لا تحمل أحداً إلا الطائرات والطيور ، مثلما سخر له الجن بمعجزة . ونجد أن الله شبه حياة الكافرين بحياة البهائم وقال {إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً} مما يعني أن البهائم لا تعقل ولا تعرف الخير والشر ولا تعرف المستقبل بعد الموت. ولاحظ أن البهائم لا تجد فرقاً بين الخير والشر وهذه من أسس الإلحاد والعلمانية الدنيوية ، فانظر إلى دقة التشبيه.


وهناك أحاديث تخبر أن الرسول مات مسموماً وأنه سُحِر بالمدينة بينما الله يخبرنا أنه معصوم من الناس ، بينما الكفار قالوا {إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً} فإذا سرنا مع ألفاظ الحديث فإن ادعاء الكفار يكون صحيحاً أن الرسول رجل مسحور من قبل اليهودي لبيد بن الأعصم حتى صار يقول شيئاً لم يكن أو ينسى ماذا فعل بينما الرسول مبلغ لرسالة السماء ولا يليق ألا يعرف ماذا يقول أو يتخيل أنه فعل شيئاً وهو لم يفعله!فهذا يقلل الثقة فيه ، والله يقول: {وما ينطق عن الهوى}.


إن الخوف من العائنين يؤدي إلى التقوقع وسوء الظن بالناس والخوف من غير الله وأنه يملك قدرة غيبية وهذا يخل بالعقيدة لأن الله وحده النافع والضار, ومثله الخوف من المس والجان و السحر , إذا تجمعت هذه المخاوف أضعفت العقيدة وأضعفت المجتمع وجعلته يخاف من غير الله, ويهمل المخاوف الحقيقية كأخطار السيارات والحريق والكهرباء ونقص المياه وانتشار العدوى..إلخ ، وأهم من هذا غضب الله والبعد عنه .


الإسلام دين العقلانية, دين عبد ورب فقط {لأولي الألباب} {لأولي النهى}, ونحن لا ننكر وجود الجان ولا السحر, وما أكثر من يسحرون عقول الناس, لكن لا نتدخل في شؤون الغيب فالله وحده من يعلم ذلك وهو خير حافظ من كل شر, علينا إذن ألا نكترث بها ونتوكل على الله, بل ونتحدى أن يضرنا أحد بها بدون إرادة الله, ومادام الله هو النافع الضار لماذا يركز الناس على هذه الأمور ويخافون منها؟ ولله جنود لا تعرفونها, هناك أشياء تخيف لا نعلمها لكن الله الذي يعلم والله خير حافظا ووكيلاً. ومن كمال الإيمان الشجاعة والثقة بالله وحده وألا نخاف إلا غضبه وألا نحب إلا هو أو فيه ولا نكره إلا فيه, ولا نستعيذ إلا به, بعبارة أخرى: كل مخاوف الغيب أن نتعامل بها مع الله وحده, وكل رجاء غيبي نتعامل به مع الله وحده كالشفاعة والوسيلة والبركة ولا نستعين بغيره عليه لا من أحياء ولا أموات ، وكل شفاء غيبي مطلوب من الله {وإذا مرضت فهو يشفين} ولا نطلبه من بشر مهما علت سمعته حتى نكون عبيداً خلصاً لله ويتولانا بولايته وهو نعم المولى والنصير، أما مخاوف الشهادة فمع عقولنا واجتهادنا ومع الله أيضا, فكل شيء لله وبيده, لكنه أعطانا وخولنا في شؤون الشهادة, ولم يعطنا أي علم عن عالم الغيب لهذا نؤمن به ونكل أمره إلى الله, وبهذا يحصل التحرر للعبد المؤمن لأن هدية العبودية لله هي التحرر من عبادة ما سواه, لا خوفا ولا طمعا ولا استعانة ولا استعاذة ولا استشفاء ولا حبا ولا خضوعا. هذا فيما يتعلق بالغيبيات.





اقتباس:
" عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهَا أَنْ تَسْتَرِقِي مِنْ الْعَيْن " وَرَوَاهُ الْبُخَارِيّ .


عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْعَيْن حَقّ لَتُورِد الرَّجُل الْقَبْر وَالْجَمَل الْقِدْر وَإِنَّ أَكْثَر هَلَاك أُمَّتِي فِي الْعَيْن " .

إذا كانت العين لهذه الدرجة وهي أكثر ما يهلك الناس إذن أين هي الأمراض وأين هي الحروب والشيخوخة والحر والبرد والغرق والحرائق التي تهلك العائنين وغيرهم كالأوبئة والفيضانات والزلازل..إلخ؟ إلا إذا كانت هذه الحوادث أيضا من صنع العين فهذا يجعلها قدر بجانب قدر الله, وهذا لا يكون, لأن الله وحده المدبر.


وكيف تورد الجمل القدر؟ إن كانت تمرضه فلن يؤكل وهو مريض! الناس يريدون اللحم الطيب وليس المريض. ونسبة الحوادث من موت ومرض وسقوط إبل واصطدام سيارات إلى عيون الناس إذن أين القدر؟ وأين قوانين الطبيعة التي هي قدر جامد؟ صارت عيون الناس هي التي تتحكم في الأحداث, الناس عبدت الله لأنه يتحكم في الأحداث والأقدار وحده, هنا مشكلة. وهنا نذكر الحديث الرائع: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) كيف نجمع بين هذين الحديثين؟ حديث يجعل كل المصائب والأحداث بسبب شيء خفي هو حسد الناس, وهم أنفسهم يتعرضون للمصائب, أقصد أصحاب هذه العيون الذين لا يمكن تحديدهم.


إن تحديد بعض الأقدار أنها عقوبة من الله والأخرى نعمة منه، هذا يعد من التدخل في علم الغيب.

يجب أن نتمسك بأساسات ديننا ولا نأخذ معها ما يناقضها إلا بتثبت, حتى لا نتناقض مع أنفسنا, لا يضر ولا ينفع إلا الله ولا يعلم الغيب إلا الله , فإن صح وجود العين مثلما صح وجود الجن والسحر فنكل الأمر إلى الله ولا تدخل ونخوض في هذه الأمور التي تسبب البعد عن العقلانية وضعف التوكل على الله والخوف من غير الله والعداوة بين الناس, وبالتالي تخلف المجتمع والأمة وضعفها, لأن التناقض يسبب الضعف والتردد، وانصرافها عن معرفة الأسباب بطريقة علمية وجعلها تحتاط من أمور غير مثبتة منطقيا وواقعيا, وإهمالها للاحتياطات المنطقية وتعليقها الأخطاء على الآخرين كشماعات, إما حسدونا أو سحرونا, بينما نحن من قصر وأهمل, وفي هذا نسيان إلى أن الله هو النافع والضار. والله يجب أن نخاف منه ونلجا إليه وحده وتلك هي التقوى التي أمرنا الله بها :{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته}, ولم يقل اتقوا السحرة أو الجان أو العيون. ومادامت العين لا تسبق القدر -وهذا جيد- فعلينا ألا نُسبِقها القدر وأن نهتم بصاحب القدر وهو الله, وندع الخوف الغيبي مما سواه. ففي الغيب نخاف الله وحده وفي عالم الشهادة والواقع نخاف من مصادر الخطر، لأن الله مكننا بالعقول من ذلك, ونخاف الله أيضا ونطلبه التوفيق, ونتوكل عليه في عالم الغيب وفي عالم الشهادة, لأنه رب الغيب والشهادة ورب الدنيا والآخرة، دون أن نتواكل في عالم الشهادة وندع الأخذ بالأسباب الحقيقية, اللهم لا شفاء إلا شفاؤك و لا ضرر إلا بعلمك وإذنك سبحانك إنك أنت علام الغيوب, والله أعلم..


مجرد وجهة نظر تقبل الصح والخطأ والإضافة والتعديل.. لكن مالا يقبل التعديل هو أن تكون عبادتنا ومحيانا لله رب العالمين وحده

.

الاعتصام بالله والتوكل عليه يريح النفس ويحولها إلى نفس مطمئنة ويحميها من التشتت في الخوف والرجاء.


__________________
مدونة الوراق

http://alwarraq0.blogspot.com/

تويتر

https://twitter.com/alwarraq0

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2013-09-07, 09:22 AM
الصورة الرمزية غريب مسلم
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 710
غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم غريب مسلم
افتراضي

1- يحسد الكفار المسلمين، وقد جاء ذلك في قوله تعالى وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة:109]، فلا غبار على ما قاله ابن كثير رحمه الله، فهو أعلم بالقرآن والحديث مني ومنك.
2- ذكرت أن هنالك مخالفة لبعض الأحاديث الصحيحة للقرآن والأحاديث الأخرى والطب، فهلا ذكرت لنا عن ذلك أمثلة.
3- ذكرت أن القرآن لا يضعف فيه شيء، وهذا كلام غير صحيح، فهنالك قراءات شاذة، وهنالك آيات موضوعة وضعها الرافضة مثل سورة الولاية مثلاً، وهذه الموضوعات ليست موجودة في المصحف لاعتناء أهل السنة به.
4- قلت ((حتى الاعتقاد بأن الساحر يعلم الغيب اعتقاد خاطئ ويضر بالعقيدة, أو الاعتقاد أن الساحر يغير حقائق الأشياء اعتقاد خاطئ ومضر بالعقيدة)) وكلامك هذا خاطئ، بل إن اعتقاد هذا الأمر في الساحر هو كفر أكبر مخرج من الملة وليس خطأ وحسب.
5- كلامك في بعض الأحاديث يوحي بأنك منكر للسنة، فهل فهمي صحيح؟ أنتظر رأيك لأضع ردي ما ما جئت به.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2013-10-03, 05:56 PM
الورّاق الورّاق غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-12-27
المشاركات: 39
الورّاق
افتراضي

اقتباس:
- يحسد الكفار المسلمين، وقد جاء ذلك في قوله تعالى وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة:109]، فلا غبار على ما قاله ابن كثير رحمه الله، فهو أعلم بالقرآن والحديث مني ومنك.
الآية تشرح نفسها شرح أفضل من شرحك وشرحي وشرح ابن كثير ، مودتهم بكفر المؤمنين هي حسدهم ، أي بدافع الحسد ودوا هذه المودة ، فحسد مفعول لأجله منصوب ، فإذا قلت مثلا شربت الدواء رغبة في الشفاء ، فبالتالي تترجم الرغبة بشرب الدواء ، ويتم شرب الدواء بالرغبة ، فبالتالي يكون حسدهم متجسدا في تنمي زوال نعمة الإيمان عن المؤمنين، ولا داعي لإضافة معنى جديد وهو الإصابة بالعين ، وليس معنى كلمة حسد هو الإصابة بالعين ، والحسد خلق مذموم ومعروف والجميع يعرفه بتمني زوال نعمة الغير واستكثارها عليه ، لماذا يربط الحسد بالإصابة بالعين !!، وهو من أكثر الأخلاق السيئة انتشارا بين الناس ، فهل كل الناس عائنين؟ ، والعلماء عرّفوا الحسد وعرّفوا الغبطة وعرّفوا العين لغة واصطلاحا ، فلماذا الخلط بينهما ؟

اقتباس:
2- ذكرت أن هنالك مخالفة لبعض الأحاديث الصحيحة للقرآن والأحاديث الأخرى والطب، فهلا ذكرت لنا عن ذلك أمثلة.
الأمثلة كثيرة ، واقرأ في كتاب تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة مثلا ، ومثال على ذلك حديث ( ابن الزنا شر الثلاثة) والأمثلة كثيرة

اقتباس:
3- ذكرت أن القرآن لا يضعف فيه شيء، وهذا كلام غير صحيح، فهنالك قراءات شاذة، وهنالك آيات موضوعة وضعها الرافضة مثل سورة الولاية مثلاً، وهذه الموضوعات ليست موجودة في المصحف لاعتناء أهل السنة به.
أنا أتكلم عن مصحفنا الذي جمعه أبو بكر وعثمان ، وكيف تنسب الضعف الى القران؟! وسورة الولاية وقران مسيلمة ليست من القران حتى تقول ان القرآن فيه ضعف، ولا آية الغرانيق ولا آية الرجم ولا غيرها ، كلها ليست من القران ولو كان شيء من القران وحُذِف أو غُيّب لكان هذا خللا في الحفظ وتعالى الله عن ذلك ، المشكلة أنك تنسب هذه الأشياء الى القران وتقول أنها ضعيفه وبالتالي ليس صحيحا أن القران فيه ضعف ، القران محفوظ حفظه الله وليس صحيح أن ترجع حفظ القران الى أحد من البشر لأن الله تكفل بحفظه، فهل فيه شيء يضعف أو يلغى ؟؟ ، وهل يليق أن نقول عن كلام الله أنه فيه مايُضعّف ؟؟! ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، أقول أنه ليس في كلام الله مايُضعّف وأنت تقول أن هذا غير صحيح .


اقتباس:
4- قلت ((حتى الاعتقاد بأن الساحر يعلم الغيب اعتقاد خاطئ ويضر بالعقيدة, أو الاعتقاد أن الساحر يغير حقائق الأشياء اعتقاد خاطئ ومضر بالعقيدة)) وكلامك هذا خاطئ، بل إن اعتقاد هذا الأمر في الساحر هو كفر أكبر مخرج من الملة وليس خطأ وحسب.
والكفر خطأ أيضاً ، والله سمى الكفار بالخاطئين

اقتباس:
5- كلامك في بعض الأحاديث يوحي بأنك منكر للسنة، فهل فهمي صحيح؟ أنتظر رأيك لأضع ردي ما ما جئت به.
ظنونك السيئة بالمسلمين تمثلك أنت ، والله نهاك عن سوء الظن ، لا مسلم ينكر السنة ، لكن هل نقبل كل ماذُكر ونُسب بدون عرض على القران الذي هو أساس الدين ؟، سيكون هذا تعصب للسنة على حساب القران ، نحن أمة وسطا ولسنا أمة تطرف ، والقران هو كتابنا المبين ، أي الذي يبين غيره ويبين صحة كل ماينسب للدين من عدمها ، فهو إمام المؤمنين وسراجهم كما سماه الله وليس أنا ، ومن لا يجعل القران إمامه فقد هجره حتى لو ردده كما أخبر الحديث الشريف أنه لا يتجاوز حناجرهم ، كذلك لا تجوز تعضية القران ، أي أخذ بعضه وترك بعضه ، قال تعالى ( الذين جعلوا القران عضين) ، فالقران حاكم على الدين كله ، والسنة من الدين (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) وقال تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين ليظهره على الدين كله ) ، والسنة والمذاهب وأراء العلماء كلها من الدين ، والقران يجب أن يكون ظاهرا عليه كله .

__________________
مدونة الوراق

http://alwarraq0.blogspot.com/

تويتر

https://twitter.com/alwarraq0

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2013-10-04, 08:53 PM
عمر ايوب عمر ايوب غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 862
عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب عمر ايوب
افتراضي

اقتباس:
الأمثلة كثيرة ، واقرأ في كتاب تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة مثلا ، ومثال على ذلك حديث ( ابن الزنا شر الثلاثة) والأمثلة كثيرة
الحديث خاص ، فقد قيل لانسان بعينه
و عليه ننتظر ان تبين لنا اين خالفة السنة القران
اقتباس:
أنا أتكلم عن مصحفنا الذي جمعه أبو بكر وعثمان ، وكيف تنسب الضعف الى القران؟!
الا تعلم انه هناك 20 قرائة للقران تختلف عن بعضها ، و قد قام العلماء بتضعيف عشرة منها ؟؟؟؟
اقتباس:
وسورة الولاية وقران مسيلمة ليست من القران حتى تقول ان القرآن فيه ضعف، ولا آية الغرانيق ولا آية الرجم ولا غيرها ، كلها ليست من القران ولو كان شيء من القران وحُذِف أو غُيّب لكان هذا خللا في الحفظ وتعالى الله عن ذلك
و ما ادراك انها ليست منه و تم حذفها ؟؟؟؟
اقتباس:
القران محفوظ حفظه الله وليس صحيح أن ترجع حفظ القران الى أحد من البشر لأن الله تكفل بحفظه،
نعم الله سخر له بشرا ليحفضوه كما سخر للسنة من يحفضها
و لو قلت ان السنة لم تحفض او ما شابه ، فعندها سيكون لي معك كلام اخر
اقتباس:
وهل يليق أن نقول عن كلام الله أنه فيه مايُضعّف ؟؟!
وضحناها سابقا
اقتباس:
ظنونك السيئة بالمسلمين تمثلك أنت ، والله نهاك عن سوء الظن ، لا مسلم ينكر السنة
انت من وضع نفسه في مكان الظن ، و ذلك بقولك :
اقتباس:
لكن هل نقبل كل ماذُكر ونُسب بدون عرض على القران الذي هو أساس الدين ؟
فهذا قول منكري السنة
و هو ما تنب به رسولنا في حديث الاريكة
اقتباس:
والسنة والمذاهب وأراء العلماء كلها من الدين ، والقران يجب أن يكون ظاهرا عليه كله .
السنة ليست راي من الذين بل هي من اسس الدين ، فاي راي لاي عالم يعرض على اثنين الكتاب و السنة
لان السنة وحي كالقران و لو عندك اعتراض اتنا به
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2013-10-09, 10:59 PM
الورّاق الورّاق غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-12-27
المشاركات: 39
الورّاق
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر ايوب مشاهدة المشاركة
الحديث خاص ، فقد قيل لانسان بعينه
و عليه ننتظر ان تبين لنا اين خالفة السنة القران
وما دليلك أنه قيل لإنسان بعينه؟ النص صيغته تعميمية ولا دليل على ذلك، وكذلك النص الثاني (لا يدخل الجنة ولد زانية) يؤيد التعميم ، فهل كلاهما قيلا لحالات خاصة؟ فكلمة "ابن الزنا" يشمل أي ابن زنا، فهل تؤول من عندك؟

وحتى لو قال هذا التأويل الألباني فكيف عرف أنه يعني إنساناً بعينه؟ فليعطينا الدليل، حتى تأويل أنه لإنسان بعينه لا تنسجم مع هذه الصيغة، لأنها تذكر الزنا وتجعل الابن شراً من الزانيين وهذا لا يكون، لو كانت حالة خاصة والعيب في ذلك الشخص لما ربط بزنا والديه ولذكر عيبه، بل إن هذا من باب الشماتة المحرمة أن يعير أحد بفعل غيره ، ورسول الله كان عف اللسان ولم يكن شامتاً ولا شتاماً وكان خلقه القرآن، وهذه الفكرة موجودة عند اليهود ، فكرة خباثة ابن الزنا ولعنه إلى الجيل العاشر، أما الإسلام فهو دين العدالة دين لا تزر وازرة وزر أخرى.

ثم إن عائشة وابن عمر وابن عباس استنكروا هذا الحديث وقال ابن عمر: (بل هو خير الثلاثة)، فهل أنت تعرف ما لا يعرفه هؤلاء؟ أو الألباني؟ وهم صحابة رسول الله وعدول، لا تتهرب وتسأل أين عارضت رواية الحديث القرآن وهي أمامك، هنا عارضت، أما تؤول النصوص على المزاج فهذه مشكلة، وعائشة بينت تعارضه مع القرآن، ولست أنا، ومن أنا بمقابل عائشة؟ ألست سلفياً وعائشة من السلف؟ أم أن الألباني من السلف وعائشة ليست من السلف؟! والحديث يقول خير القرون قرني؟؟

وهل فاتهم هذا التأويل الذي أوله الألباني وعرفه هو بعد ألف وأربعمائة سنة؟ هذه الرواية تثبت أنها مخالفة للقرآن بشهادة ثلاثة صحابة كرام، وأنت لا تريد أن تعترف بهذا التعارض الذي اعترفوا هم به وهم سلف الأمة، ترى ما السبب؟؟ هل هو التعصب المذهبي أم ماذا؟ مع أن مذهبك سلفي! هل الألباني أفهم للدين من هؤلاء الصحابة الكرام؟ أليس مذهبك أن السلف يفهمون الدين أكثر منا؟ وأننا نقبل فهمهم؟ هذا فهمهم للرواية واعتراضهم عليها، أليس الحق أحق أن يتبع؟ من الذي في موضع الريبة الآن؟ ريبة عدم اتباع السلف؟ هل هو أنا أم أنت؟

فهل أنت ترجح الألباني على القرآن وحديث الرسول ورد عائشة وابن عباس وابن عمر وابن الجوزي وغيرهم كثير، لك أن تسأل نفسك: لماذا أنت تفعل كل هذا لأجل الألباني وهو بشر يخطئ ويصيب ويقر هو بذلك؟ هل أنت تتعصب للمحدثين على حساب السلف والقرآن؟؟


وهناك حديث آخر رواه أبو هريرة صححه أحمد وحسنه الألباني (لا يدخل الجنة ولد زانية) فهل هذا خاص أيضاً؟ واللفظ نكرة والنكرة تفيد العموم يعني أي ولد زانية، وقد اعترض ابن الجوزي على هذا الحديث فقال: "وقد ورد في ذلك أحاديث ليس فيها شيء يصح وهي معارضة لقوله تعالى {ولا تزر وازرة وزر أخرى} " .

وانظر ماذا فعل ابن الجوزي فقد عرض الروايات على القرآن كما فعلت عائشة، فرد الرواية بمتن القرآن، فهذا منهج السلف، فلماذا لا تتبعه وتشنع على من اتبعه؟ فأنت تريد قبول كل رواية حتى لو عارضها الصحابة أو القرآن، سلفنا الصحابة وليس المحدثين..

وانظر هذا الحديث لعله يساعدك في رد هذه الرواية المخالفة للقرآن والمنطق والأخلاق والتي عارضها الكثير من الصحابة والعلماء، الذي هو حديث رسول الله مع أبي رمثة قال النبي-صلى الله عليه وسلم- لأبي رمثة: من هذا معك؟ قال: هذا والله ابني، فضحك رسول الله لحلفه، ثم قال: (صدقت، أما إنك لا تجني عليه ولا يجني عليك) "بمعنى لو كان ابن زنا" ثم تلى رسول الله {ولا تزر وازرة وزر أخرى} .

ألا يكفي كل هذا لعدم قبول هذه الرواية؟ أم أن الألباني والمحدثين هو من يقرر ديننا وليس الرسول ولا صحابته؟

ثم أليست القاعدة أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؟ أليست قاعدة مطردة في أصول الفقه؟ لماذا تخليت عنها؟ والتخصيص يحتاج إلى نص يخصصه، لا أن تتأول التخصيص، ومن يخصص بلا نص قد جعل نفسه بمكانة النص، وهذا غريب ممن يدعي تقديم النقل على العقل!

واعترض ابن القيم على ابن الجوزي بأنه لم يحرَم الجنة بفعل والديه بل لأن النطفة الخبيثة لا يتخلق منها طيب ولا يدخل الجنة إلا نفس طيبة. وهذا تخريج شنيع ، فالناس لا يدخلون الجنة والنار على طيب معادنهم أو نطفهم! وأكثر الصحابة كانوا أبناء كفرة وكافرات، والكفر أشنع من الزنا، ونبي الله إبراهيم هو نطفة لذلك الأب الفاجر صانع الأصنام.

وكم من الظلمة والمجرمين ليسوا أبناء زنا، وكم من الناس الصلحاء كانوا أبناء زنا. ثم افترض أن الوالدين تابا ، والتوبة تجب ما قبلها، فهل يستمر الخبث فيه مع أن والديه قد صلحا؟!

قال تعالى {...ولما يعلم الله الذي جاهدوا منكم وليعلمن الصابرين} فالجنة لا تدخل بطيب النطف، بل الذين آمنوا وعملوا الصالحات؛ لأن الله يبتلي الناس ويختبرهم ، قال تعالى:{ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها} فالطيب والخبث في كل نفس وليس كما زعم ابن القيم أن هناك نفوساً طيبة خالصة وأخرى خبيثة خالصة، وكلام الله مقدم على كلام ابن القيم.


اقتباس:
الا تعلم انه هناك 20 قرائة للقران تختلف عن بعضها ، و قد قام العلماء بتضعيف عشرة منها ؟؟؟؟
أنت تتحدث عن القراءات وليس القرآن نفسه، فهل تريدنا أن نتشكك بالقرآن من خلال السنة؟ وهل نفهم من هذا أن القرآن عندك قرآنات بعضها ضعيف وبعضها صححه علماء السنة؟ تريد أن تجعله مثل الحديث فيه صحيح وفيه ضعيف وفيه مهمل وفيه معمل، يعني تشكك في حفظ الله للقرآن؟! أم تقول أن القرآن مثل السنة أتى عن أسانيد بعضها ضعيف والآخر صحيح حتى تجعلهما بمنزلة واحدة وتسميهما وحيان؟!

عثمان جمع القرآن على قراءة قريش وأحرق جميع المصاحف المختلفة ونشره في الأقاليم، وهناك فروق لهجية بين القبائل كما في الحديث (أنزل القرآن على سبعة أحرف) أي أنه قرآن واحد، والقرآن كتب عن رسول الله وقت نزوله ثم جمعه أبوبكر في مصحف واحد ونشره عثمان.

سمعت مثل هذا التشكيك من ملحدين لكنه عجيب أن يأتي من مسلم ينافح عن السنة!! لا يجعلك دفاعك عن السنة تبعد عن القرآن، وما السنة إلا ظل للقرآن إنها سنة القرآن وليست مصدراً آخر مختلفاً عن القرآن ويقضي عليه، هي سنة الرسول في تطبيق القرآن، فالقرآن يأمرنا بالصلاة والرسول يخبرنا كيف نصلي، وهكذا..

أنت مرة تنسب الضعف في القرآن لكلام منحول يسمى قرآناً كآية الولاية وقرآن مسيلمة وغيره من الأباطيل، ومرة تنسبه لتعدد القراءات. القراءات لهجات لا يستطيع صاحب لهجة ان يتكلم بلهجة أخرى، وهي فروق طفيفة لا تؤثر على المعنى ولا تزيد آيات ولا تنقص آيات، كالإمالة وحذف الهمزة وما إلى ذلك .

أيضاً هناك تفاسير فيها أخطاء فهل ستنسب أخطاءها للقرآن وتتهمه بالضعف مرة أخرى؟ إنه كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والضعف باطل.

فتفكر يا رعاك الله فيما قلت والمؤمن مرآة أخيه، ولا تنسب الضعف إلى كتاب ربك الذي تعهد بحفظه، وصدق الله العظيم {إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.


اقتباس:
و ما ادراك انها ليست منه و تم حذفها ؟؟؟؟
أدراني إيماني بالله وبكل وعوده ومن ضمنها حفظ القرآن، ألست مؤمناً مثلي؟ لماذا لا تدري أن القرآن محفوظ؟

ثم أستغرب جداً أن تفترض إمكانية أن تكون هذه الترهات البشرية من القرآن، أليست باطلاً؟ هل تقارنها بآيات القرآن صدقاً ودلالة وبلاغة وتشابهاً؟ أليس القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟

السؤال لك: هل قرآن مسيلمة يحمل باطلاً أو حقاً؟ وكذلك آية الغرانيق التي تدعو إلى عبادة الأصنام، وكذلك سورة الولاية التي تريد تسييس القرآن وتنتقص من تبليغ محمد بان تجعل له وصياً، والله يقول {اليوم أكملت لكم دينكم} أليس هذا باطلاً؟ كيف تقبل إمكانية أن يكون هذا الباطل من القرآن الحق المبين؟ هذا نتيجة لانصبابك الكامل للدفاع عن المحدثين وإهمالك للقرآن.

أنا لا أفترض أبداً أن تكون تلك الآيات المزعومة من القرآن وحذفت، بينما أنت تفترض إمكانية ذلك وربما غيره، ثم من الذي حذفها؟ لا تقل أهل السنة وكثير منهم يقر بآية الرجم التي أكلتها الداجن ولم يستطع الله حفظها -تعالى الله- . والشيعة يقرون بسورة النورين والولاية، إذن من الذي حفظ القرآن؟ إنه الله كما وعد ولا يخلف الله وعده.

هل تعتقد أنك تدافع عن السنة من خلال التشكيك بالقرآن؟ واتهامه بوجود الضعف؟ وما فائدة السنة بدون قرآن؟ لا يذهب بك الغلو بعيداً ، والقرآن هو نور الله وهداه وهو صراطه المستقيم، ولا هدى بدون قرآن، قال تعالى {هدى للمتقين} ، وقال {كتاب أنزلناه إليك مباركاً ليدبروا آياته} أي ليسيروا خلفها ، والمتدبر يكون في الخلف، ومن يتدبره يكون في الأمام، لا أن يكون القرآن في الخلف وما سواه في الأمام.


اقتباس:
نعم الله سخر له بشرا ليحفضوه كما سخر للسنة من يحفضها
و لو قلت ان السنة لم تحفض او ما شابه ، فعندها سيكون لي معك كلام اخر
أنت تتوعدني وتتهددني بخصوص السنة، أما القرآن فتتهمه بوجود الضعف فيه!! الله لم يتعهد بحفظ السنة، وما حفظ منها كان باجتهاد بشري، وانتبه للكلمة، فرق بين حفظ رب السماوات وحفظ أفراد مجتهدين من البشر، جزاهم الله خيراً على مجهودهم الفردي (والذي لم يكن جماعياً) لكنهم بشر معرضون للخطأ، والسلاسل التي يروون عنها معرضة للخطأ، وأكثرها مروية بالسماع على الذاكرة من خلال عدة أجيال، ولهذا تختلف الروايات، ومع ذلك فالصحيح منها أكثر والخير فيها كثير، لكن لا نتعصب للرواة والمحدثين ونجعل حفظهم كحفظ الله وكانهم معصومون من الخطأ، خصوصاً إذا تعارضت بعض رواياتهم مع كلام الله المحفوظ من قبل الله وليس من قبل بشر.

نحن لسنا في سياق تعصب سني مقابل شيعي ويكون القرآن هو الضحية، نريد الحكمة والتوازن وعدم نسيان الأصل، ما وجد الإسلام إلا لما نزل القرآن وليس لما وجدت السنة، وهذا واضح في القرآن، قال تعالى {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان} ، لا نريد تغليب كلام البشر واجتهاداتهم على كلام رب البشر..

كل ما وافق القرآن وخدمه مقبول من جميع الروايات، الأساس هو القرآن والمقياس هو القرآن وأصل الدين هو القرآن والرسول مبلغ للقرآن ولأجل القرآن صار رسولاً أرسل بالقرآن ودين الحق {هو الذي بعث رسوله بالهدى ودين الحق}، ولم تذكر كلمة السنة النبوية في القرآن.

وما فعلت هذه المنسوبات إلى القرآن التي تذكرها كقرآن مسيلمة وغيرها، إلا أنها كشفت عظمة القرآن وتميزه وأنه ليس بقول البشر، يا أخي الله تحدى الإنس والجن أن يأتوا بآية مثله وأنت يشتبه عليك ان تكون هذه الضلالات من القرآن ثم حذفت! ولم تحدد من حذفها، كأنك تقول علماؤنا هم من نقوا القرآن ولولاهم لضاع! بل القرآن ينقي نفسه بنفسه، والتحدي قائم إلى قيام الساعة، أن يؤتى بآية مثل القرآن وتشتبه معه إلا على أصحاب المصلحة أو الهوى في ذلك العمل، وبنو حنيفة عرفوا أن قرآن مسيلمة باطل لكن تعصبهم له جعلهم يدعون تصديقه وقالوا: كذاب ربيعة خير من صادق مضر..!

عد لتدبر كتاب الله كما تتدبر الأحاديث حتى تعرف أنه متميز متفرد لا يمكن تقليده إلا بالقص واللصق منه كما فعل كتاب الأقدس البهائي، وسورة النورين عند غلاة الشيعة.

أنت يشتبه عليك ان تكون آية الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة، مثلها مثل آيات القرآن! وكأن اللذة بحد ذاتها ذنب، ولم يقل من الزنا، ثم ما معنى الشيخ والشيخة؟ هل هم كبار السن أو ماذا؟ ليس فيها ما يشير للزواج من عدمه فقد يكون الشيخ شيخاً ولم يتزوج! هذا كلام بشر ، ولا ينسجم حتى مع أسلوب القرآن المعجز المحير المليء بالإيجابية والجمال المشع، كما قال الوليد بن المغيرة وهو مشرك استطاع تمييز أسلوب القرآن عن البشر، فكيف لا يستطيع المسلم المتدين أن يميز القرآن من غيره؟! قال: والله إن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وما هو من قول البشر، لكنه فكر وقدر وقال للناس إن هو إلا قول البشر، ولم يستطع تقليده ليثبت أنه من قول البشر.

أنت تشير إلى أن البشر هم من حفظوا القرآن فأين أسانيدهم ورواتهم في حفظه؟؟ قال تعالى {قل هو آيات بينات في صدور الذين آمنوا} والقرآن هو القرآن حتى عند غير المسلمين. كل المسلمين كانوا ولا زالوا معنيين بالقرآن ويستشهدون به ولم تحفظه فئة معينة من خلال محدثيها ورواتها.


اقتباس:
وضحناها سابقا
انت من وضع نفسه في مكان الظن ، و ذلك بقولك :
فهذا قول منكري السنة
و هو ما تنب به رسولنا في حديث الاريكة
هل رأيت أن أكثر الظن إثم كما قال تعالى؟ حديث الأريكة يتحدث عن الاكتفاء بالقرآن فقط، وأنا لم أقل هذا المعنى الذي تحب أن أقوله، أنا لا أنكر السنة ولولا السنة لما عرفنا كيف نصلي، والسنة الفعلية جاءت متواترة بين المسلمين، ولم يحفظها أحد، والسنة القولية التي تتفق مع القرآن على العين والرأس ولا أنكرها كما تحب، والقرآنيون لا يقبلون أي شيء من السنة، تستطيع أن تكون منصفاً ولو قليلاً حتى تؤجر ولا تأخذك العزة بالإثم، فتصنفني دون أن أصنف نفسي كما يحلو لك، أنا اريد السنة وأستفيد منها وأحتاجها إلا بعض الروايات التي تصادم القرآن أو تصادم السنة الأخرى، وهي قلة والحمد لله، أنا لست متعصباً حتى أدافع بحق أو بدون حق، حتى لا يقال أخطأ فلان أو غيره، أريد أن يكون الدين منسجماً لا تنافر فيه حتى نعبد الله على بصيرة .

أريد أن يكون كلام الله مهيمناً على الدين كله ومهيمناً عليه ليس فقط بالكلام، حتى لا يصبح كلام الله مهجوراً أو عضيناً، والرسول حذر أن يقرأ القرآن ولا يتجاوز الحناجر.


اقتباس:
السنة ليست راي من الذين بل هي من اسس الدين ، فاي راي لاي عالم يعرض على اثنين الكتاب و السنة
لان السنة وحي كالقران و لو عندك اعتراض اتنا به
كيف من أسس الدين؟ كيف يكون للدين عدة أسس؟؟ الدين له أساس واحد هو القرآن، والسنة فرع وكلام العلماء فروع، الدين مبني على القرآن، لا يوجد شيء له أساسان أو أكثر حتى تقول من أسس الدين..

ثم أي الوحيين (القرآن والسنة) يُعرض على الآخر؟؟ حتى بوجود الضعيف وتصحيح العلماء. وإذا كانت الأحاديث وحياً كالقرآن، لماذا لم يحفظها الله مثله؟ ولماذا عاتب الله نبيه؟ كيف يعاتبه وهو من أوحى له بذلك الفعل أو القول؟ أجب على هذا.

بل كيف خطّأ الصحابة الرسول في بعض الأمور ومشى برأيهم مع أن كل كلامه وتصرفاته وحي كما تقول؟! هل البشر يخطّئون الوحي ويجعلونه يتراجع؟ وهل كل حياة الرسول وحي؟ ولماذا يتكلم الله عن وحي واحد وليس عن وحيين؟ أجب على هذه الأسئلة حتى نفهم مثلك أن كل حياة الرسول وحي يوحى، حتى مخالطته لأهله، وأنه لم يجتهد في شيء أبداً.

وما دامت حياة الرسول كلها وحي فلماذا يستشير المسلمين إذن في كثير من الأمور؟؟ وهذه الأحاديث التي تسميها وحياً تصف حياة الرسول بكل أحوالها، وكيف يصفه الله أنه كمتبع للقرآن ولا علم له إلا القرآن؟ ولماذا قال الله: {إن هو إلا وحي يوحى} أي واحد ، واهتب أصدق الصادقين، ولو كان هناك وحي آخر لما قال بصيغة الإفراد، هل يخبرنا الله عن وحي واحد بينما هو يوحي وحياً آخر؟؟!

أما الاحتجاج بآية {وما ينطق عن الهوى} والتي تساق في العادة معضاة ، فالكلام عن القرآن، وهذا ما توضحه الآيات التي بعدها {إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى} وشديد القوى هو جبريل عليه السلام الذي ينزل بالقرآن، فالضمير في (إن هو) يعود إلى ما ينطق به الرسول من القرآن فقط، وليس كل ما ينطقه الرسول من كلام خلال 23 سنة لأنه بشر، ولو كانت كل أفعاله وأقواله وحي لما سماه الله بالبشر، والله عاتب رسوله {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك} وهذه عاطفة غلبت عليه فعاتبه ربه، أين الوحي الآخر ليمنعه من هذه الغلطة التي عاتبه ربه عليها في الوحي الأول الموازي تماماً للوحي الثاني كما تقول أو كما ترى؟

ولماذا الوحي الأول لا يشيد بالوحي الثاني ولا يذكره مع أن المصدر واحد؟

نعم الله ألهم نبيه بلا شك السنن القرآنية مثل تفصيل مجمل القرآن كأفعال الصلاة وصفة الحج ...الخ، لكنه لم يجعله ملاكاً بل بشر يعيش مثل الناس ويجتهد مثلهم ويصيب ويخطئ ويحزن ويسعد ليبتليه ربه كما يبتلي بقية لبشر، فالرسول مخير وليس مسير، ولهذا حذره القرآن من الريبة أو التقول، هذا يعني أنه كان يستطيع لو شاء ..

وقوله تعالى {والله يعصمك من الناس} لا يعني أن يعصمه من الأخطار البشرية بل يعصمه من شر الناس ويحميك، ولهذا مات الرسول على فراشه رغم كثرة أعدائه..

وشكراً لك وجزاك الله خيراً ..
__________________
مدونة الوراق

http://alwarraq0.blogspot.com/

تويتر

https://twitter.com/alwarraq0

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع: حول العين والسحر والجن وغيرها من الغيبيات
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
لا حول ولا قوة إلا بالله(فوائد وثمار معاوية فهمي موضوعات عامة 1 2021-05-30 08:25 AM

*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 استئجار سيارة مع سائق في اسطنبول   تذاكر ارض الاساطير   رحلات سياحية في اسطنبول   رحلة سبانجا ومعشوقية   رحلة بورصة 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   برنامج محاماة   معلم دهانات   تشليح   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   اشتراك شاهد رياضه   ايجار سيارات مع سائق في ماربيا   شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيوت امزويل AMSOIL   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   ربح المال من الانترنت   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   yalla shoot   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 

 الحلوى العمانية   Yalla shoot   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل   jeddah certified translation 

 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 

 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 

 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض

 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 

 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »06:17 PM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى