تمامة يوم الحساب

[امير عبد القادر]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة على من اصطفى
ثم اما بعد نواصل
واما باقى الخلق فهم فى العرق وكل على حسب اعمالهم ونصب الميزان ودنا وقت الحساب {وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ }ق21 لماذا ؟.{لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }إبراهيم51
وجاء الحساب {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً }الإسراء14
{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }آل عمران30
وتقع الحسره والندامه {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ }الزمر56
وجاء الحساب والسؤال
قال ابن عباس لا يسالون سؤال شفاء وراحه وانما يسالون سؤال تقريع وتوبيخ لم عملتم كذا وكذا {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ }الحجر92
وان اول ما يحاسب به العبد الصلاة أبي هُريرَةَ فَقُلْتُ: إني سأَلتُ الله أن يرزقني جليساً صالحاً فحدثني بحديثٍ سمعتهُ من رسولِ الله لعلَّ الله أن ينفعَنِي به، فقال سمعت رسولَ الله يقولُ: «إنَّ أولَ ما يُحَاسَبُ به العبد يومَ القيامةِ من عملهِ صَلاتُه، فإن صَلُحَتْ فقد أفلحَ وأنجحَ، وإن فَسَدَتْ فقد خابَ وخسرَ، فإن انتقصَ من فريضةٍ شيئاً قال الرب تبارك وتعالى: أنظروا هل لَعْبْدِيَ منْ تطوعٍ؟ فيُكْمِلُ بها ما انتقصَ من الفريضةِ، ثم يكونُ سائرُ عملِهِ على ذلك» .الترمذى
ثم الدم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِالْقَاتِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاصِيَتُهُ وَرَأْسُهُ فِي يَدِهِ وَأَوْدَاجُهُ تَشْخُبُ دَما يَقُولُ: يَا رَبِّ قَتَلَنِي حَتَّى يُدْنِيَهُ مِنَ الْعَرْشِ».النسائى
وقد ورد عن بعض الصحابة ان اول ما يقضى الدماء وياتى القتيل وهو ماسك قاتله ويقول يارب سل هذا لماذا قتلنى ؟ فيقول رب العزة فيما قتلته؟
فيقول يارب قتلته لتكون العزة لك .
فيقول رب العزة صدقت . فيجعل وجهه نور مثل الشمس وتشيعه الملائكه الى الجنة
ثم ياتى كل من قتل وهو قائد قاتله ويقول يارب سل هذا لماذا قتلنى ؟ فيقول رب العزة فيما قتلته؟
فيقول يارب قتلته لتكون العزة لك
فيقول رب العزة تعست
ثم لا تبقى قتلة الا قتل بها ولا مظلمه ظلمها الا اخذ بها وكانت فى مشيئة الله تعالى انشاء عذبه وانشاء رحمه
وبعد ذلك ياتى الحساب فى حدود الله وان راى الرجل الامر المنكر ولم ينهاء عنه
عن أبي سعيد ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تبارك وتعالى ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول: ما منعك إذ رأيت المنكر تنكره؟ فإذا لقن الله عبداً حجته قال: يا رب وثقت بك، وفرقت من الناس».
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحقرن أحدكم نفسه إذا رأى أمر الله فيه مقال أن يقول فيه، فيقال له يوم القيامة: ما منعك أن تقول فيه؟ فيقول: رب خشيت الناس، قال: فأنا أحق أن تخشى»
ثم ياتى القصاص من ضرب اخيه اقتص منه و سبه السبة او الشتمة او اللعنة او الغيبة كله مكتوب وكله فيه القصاص
فاعلم ان كانت ذنوبك فى حق الله فان الله غنى كريم فان من شئمت الكريم العفوا والصفح
وان كان ذنوبك فى حق العباد فان العبد افقر فى ذلك اليوم وهو احوج لحسنات فى ذلك اليوم
ورد فى عفو الله او مغفرته ان أبا هريرةَ قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ عبداً أصابَ ذنباً ـ وربما قال: أذنب ذنباً ـ فقال ربِّ أَذْنَبْتُ ذنباً ـ وربما قال: أصبت ـ فاغفر فقال ربُّه أعلم عبدي أنَّ لهُ ربٌّاً يغفرُ الذَّنبَ ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي. ثم مكث ماشاء اللهُ؛ ثم أصابَ ذنباً ـ أو أذنب ذنباً ـ فقال: رب أذنبتُ ـ أو أصبتُ ـ آخرَ فاغفرهُ، فقال: أعلم عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي. ثم مكث ماشاء اللهُ ثم أذنب ذنباً ـ وربما قال أصاب ذنباً ـ فقال: ربِّ أصبتُ ـ أو أذنبتُ ـ آخر فاغفره لي، فقال: أعَلمَ عبدي أن له رَبّاً يغفرُ الذنبَ ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي ثلاثاً فليعملْ ماشاء». البخارى


جاء فى المسند إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده إنه ليختصم حتى الشاتان فيما انتطحا».
وان هناك قصاص وانه فيه حسره وانه ياخذ الحسانات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتدرون من المفلس ؟ من ليس له درهم ولا دينار قال إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)رواه مسلم.
وان الحساب هو الجزاء لياخذ الناس حقوقهم من بعض ويحاسبون على أعمالهم، التى عملوها فى الدنيا من ارتكاب محرمات ومعاصى ونجد فى حديث السيده عائشةَ زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: كانتْ لاتَسمَعُ شيئاً لاتَعرِفُهُ إلاّ راجَعَتْ فيه حتى تَعرِفَهُ، وأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ» قالتْ عائشةُ فقلتُ: أوَليسَ يَقولُ اللهُ تعالى: {فسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسيراً} (الانشقاق: 8) قالت: فقال: «إنَّما ذلك العَرضُ، ولكنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسابَ يَهلِكْ» البخارى
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }الكهف49
وجد كل اعمالهم محضراء وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ{52} وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ{53}
مسجل مكتوب {هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29
فتعرض عليه اعماله التى عملها فان انكر وكابر قال تعالى {وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ }ق21
وفي حديث أبي هريرة ثم قال: «الآن نبعث شاهدنا عليك ويتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد عليّ فيُختم على فيه ويقال لفخذه (ولحمه وعظامه) انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله وذلك ليُعْذِر من نفسه وذلك المنافق وذلك الذي سَخِط الله عليه» مسلم.
قال تعالى
(حَتَّىٰ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فصلت الايه19
لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا} وإنما كنا نجادل عنكم {قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال: «هل تدرون مِمَّ أضحك» قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: «من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب ألم تُجرني من الظلم قال يقول بلى قال فيقول فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني قال يقول كفى بِنفسِك اليوم عليك شهيداً وبالكرام الكتابيين شهوداً قال فيُخْتَم على فيه فيقال لأركانه انطقي فتَنْطِق بأعماله قال ثم يخلى بينه وبين الكلام قال فيقول بُعْداً لكنّ وسُحْقاً فعنكنّ كنت أناضِل»
ثم تشهد الارض بما فعله فيها قال تعالى يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا{4}الزلزله ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: «قَرَأَ رَسُولُ الله : {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} قَالَ «أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا؟» قَالُوا الله وَرَسُولْهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا، أَنْ تَقُولَ عَمِلَ كَذَا وَكَذَا يَوْمٍ كَذَا وَكَذَا، قال فهذا أَخْبَارُهَا،
ونواصل ان كان فى العمر بقيه