توبة أفنان

[المهاجر الى الله]

توبة أفنان
القصة تدور حول فتاة منكودة شقية أضلها أبوها بضلاله وعداها بفساده فشبت لا تعرف الحياء ولا الدين إذ نشـأت في أحضان الرذيلة ولم تعاشر وتخالط إلا الشياطين ثم قذف بها ذلك الأب الى زوج فاجر مثله من المفسدين فراحت فريسة فساد وإستهتار الأب والزوج وهامت مثلها في غياهب الضلال وساقاها معهما الى الجحيم
أفنان فتاة في العشرين من العمر إبنة ((كبير الملاك )) كان أبوها يعتبرها ياسمينة البيت معروفة بالتبرج ومتمسكة به اشد التمسك
كانت تجوب طرقات الحي ، وكأنها تستعرض جمالها الفتان أمام العيون الحيوانية بلا حرمه تحت مسميات التحرر والتمدن
فأولاد الزوات هكذا يعيشون كالأنعام بل أضل سبيلا إلا من رحم الله.حقيقة كانت في غيبوبة عن الإسلام وبعيدة كل البعد عنه
مشكلتها أنها عاصية لربها شأنها شأن أبواها مدمنة على التبرج ولم تكن لتعلم ان هذا نتيجة الجهل والطيش وصغر العقل اذ ان الطفل يعشق التبرج ويزدهي ويباهي بثيابه الجديدة ويطل النظر في المرآة كما تفعل أفنان ولكن الفرق بينها وبين هذا الطفل أنه لا يلبث أن ينسى جماله وزينته أما أفنان فتقضي حياتها في المرآة وتحرص على ملازمتها في كل لحظة من حياتها فتأخذها معها في حقيبتها أينما ذهبت لتمتع بالنظر الى جمالها ولتراقب أصباغ وجهها فهي قائمة على قدم الاستعداد لتبادر الى إسعافه بالترميم مثابرة على فرائض التجمل تكرس له جل وقتها في خضوع وخشوع لأنها تجد فيه متعة نفسها الضئيلة ولذة عقلها الصغير
وانه ليشق على المرأة الطائشة أمثال أفنان ان تستر جمالها المصطنع ويؤلمنها أشد الالم الا تفتن الناس بمحاسنها وأناقتها وتترقب كلمة الاستحسان من السفهاء فتطربها فرحا وترقص لها طربا وأعجب العجب أن افنان فتاة مثقفة متنورة متخرجة من ارقى الكليات حاملة لأعلى الشهادات فتتغافل عن أمر الله وتتبرأ من الخمار وتبيح لنفسها ما حرم الله ومستهترة بغضبه ومتعمدة مصرة على إتباع هواها وما يأمر به أبواها فأعجب من هذا الأب الذي يشفق على إبنته من الاختمار ولا يشفق عليها من غضب الله وعذاب النار وأعجب لهذا الأب المغرور المفتون بجمال أفنان الذي ينظر إليها متغزلا مبهورا ويقدمها لكل العيون مباهيا فخورا ولا يطيق أن يحبس حريتها في سجن الاحتشام وأن يدفن جمالها في قبر الخمار'"ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين " القصص
فالويل لك يا أختي المتعلمة المتجاهلة التي لا تستطيع أن تعصي هواها وتستهين بأن تعصي خالقها ومولاها وتسمع آيات الله وتفهم أمره والمؤكد بالاحتشام والاختمار ثم تصر على تبرجها مستكبرة كأنها لم تسمعها "ويل لكل افاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب اليم"
بداية القصة
حدث ذات يوم أن زار " أهل أفنان "شيخ من المدينة كان أب أفنان قد عزمه لوليمة فلما أتى الشيخ إلى فيلا أب أفنان أستنكر الشيخ ما رأت عيناه أب يجالس ابنته ويعرضها للناظرين وهي لا تخجل من أساءته؟
والأقبح من هذا كل الحاضرين يتمتعون بالنظر إلى فخاض أفنان الشبه عاريتان والى ثدييها المنكبة على الأرض والى وجهها الذي عكفت من اجله مند الصباح أمام المرأة لإظهار محاسنه وإبراز مفاتنه
صوت بعيد
أب يدلل ابنته وفخور بجمالها
ما لك أنت ؟؟
في نفسه كيف لا أتألم من قبح ما رأيت؟ وكيف استنكر كلمات صريحة ولا استنكر عورات مكشوفة؟
صوت بعيد لما انت صامت اذن؟؟
فلتتكلم قل ما عندك دون ان تستحي؟
أتستحي ان تقول للسارق أيها اللص وهو لا يستحي من أن يسرق ويغضب من وصفه باللصوصية
قال الشيخ
اخي أحمد ممكن ان تطلب من زوجك وابنتك الخروج من المكان لاني لا احبد فكرة الاختلاط هذه ولان الله تعلى نهى عنها تماما وحرمها تحريما قاطعا
الأب
لا لا عادي ما عندنا أي مشكلة في هذا الحمد لله أننا مثقفين ونفهم الحياة كما تفهمنا
الشيخ وعلامات استفهام قاهرة مرتسمة على وجنتيه
أريد أن أكلمك بخصوص أمر مهم أنا وأنت
تكلم ليس هناك من أحد غريب فهذه إبنتي أفنان تلازمني أينما حللت وهؤلاء أهلي وأصدقائي
قال الشيخ وإن كان الكلام فيه شيء من الإحراج
الأب الم اقل لك أننا عائلة مثقفة ليس هناك من إحراج تفضل قل ما عندك
الشيخ بلا مقدمات
قل لي بربك أيها الأب الذي يزعم الإيمان والقران وتجالس الفقهاء وتعطي من مالك الكثير للفقراء هل من التقوى والإيمان ان تفهم أمر الله بالاختمار والاحتشام ثم لا تغضب لتبرج ابنتك وزوجك ولا تنهاهما عن العصيان وهل من الحب والحنان ألا تبالي بتعرض ابنتك أفنان لغضب الله وعقابه ولا تحاول انقادها من مخالب الشيطان الم تسمع قول الله تعالى
*يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة*
الأب في غضب عارم
وما شأنك أنت أيها العجوز انا عزيمتك على وليمة لأنال اجر من الله على هذا وليس لتعطيني درس في الأخلاق فانا اخلق منك ومن معك ولا احتاج لتعلمني ما على ان افعل ولا افعل؟
الشيخ محافضا على هدوءه التام
انك أيها الأب القاسي أهملت تربية ابنتك الدينية ولم تعبأ بسعادتها الابدية فويل ثم ويل لاولئك الذين لا يعرفون كرامتهم ولا يحفظون رعيتهم ولا يحسنون القيام على ما استرعاهم الله من الزوجات والبنات كما امرهم
أفنان وعلامة استفهام قاهرة
ماذا به هذا الشيخ يا أبي ماذا يقول وما قصده أهو مجنون!!!!!
الزوجة في حالة استنكار !!!!
كيف تعزم أمثال هؤلاء إلى بيتي ليهينوك فيه أين الرجولة وما هذه الشوارب!!!
الأب محافظا على هدوءه وهو يلعب بشاربه
لا شيء انه مجنون ولا يعي ما يقول!
الشيخ
محافظا على أعصابه الباردة
ألرجولة!!!
رجولة من تتكلمين عنها أختي في الله!! فيا للداهية الدهاء ترى كم فقد الرجال من رجولتهم حتى أصبحوا أشباه الرجال ولا رجال !؟ فإن الرجولة يا أختي في الله شخصية وروح وغيرة ونخوة قبل أن تكون خشونة صوت وشاربا ولحية اهذا الزوج تعتبرينه رجلا فهو فقط يدعي الرجولة
الزوجة: أخرجاه من بيتي لم يبقى سوى لأمثالك الفقراء أن يهينوني في بهوي
الأب:
هيا غادر بيتي
الشيخ :
لن اذهب إلى أي مكان قبل أن أتكلم وأصب ما بجعبتي
أولا أختي الزوجة إن ما أتاني الله خير مما آتاكم" التقوى" بل انتم بمالكم تفرحون ولا تعلمون بأنكم ستخرجون من هذه الدنيا أذلة وانتم صاغرون
ثانيا أدعيتي أنا زوجك رجل ونحن أوباش قولي لي أين هذه الرجولة!!
اسألي زوجك المدعي الرجولة كيف يسمح للعيون الدنيئة الطفيلية ان تجسر فتنظر إلى جسم زوجه وابنته وتنعم بحسنه ومفاتنه وكـأن هذا الحسن وليمة وقد قام بالدعوة إليها وكان هذا الجمال مشاع بينه وبين غيره من الرجال مع احترامي للحاضرين حلال مشترك لهم قبل أن يكون حلاله
إنه يغضب أشد الغضب ممن يطلع على دخائله وخصائصه كما فعلت أنا ولا يخجل ممن يكشف سرا من أسراره فهل هناك أمر اخص به وسر أقدس وأجدر بالصون من جسم زوجه وابنته ؟؟
فويل ثم ويل لاولئك الذين لا يعرفون كرامتهم ولا يحفظون رعيتهم ولا يحسنون القيام على ما استرعاهم الله من الزوجات والبنات كما امرهم
ثالثا ابنتي المدعية على الشيخ الجنون ترى من هو المجنون بنظرك ؟
لنفترض أنني المجنون لا بــأس حتى إن كنت مجنون فعلا لكني أعرف كيف أصون زوجي وبناتي وكيف أحمهما من عيون المفسدين عكس أباك الذي يعرضك للعموم ويتباهى بجمالك ويا ليته هناك جمال فعلا
أفنان
ماذا يقول هذا أسكتوه انه يسخر من جمالي !!!
ثم انك غيران من أبي لأنه يكملك إبنة فتانة ترتدي أحلى وأرقى الملابس وتتعطر بأغلى العطور وتتزين بأحلى الماكياج وإبنتك المسماة بالشيماء لا تملك شيء من هذا القبيل
في سخرية المسكينة ههههههههه
الشيخ :مبتسما
ابنتي تملك مالا تملكين
افنان:
في دهاء ماذا عسى الفقيرة تملك
الشيخ :
تملك الجمال الحقيقي وهو جمال النفس المهذبة التقية يشع من عينيها ويتدفق على وجهها فيكسوه جمالا تملك جمال الحياء الذي يتألق ويغمر وجهها نورا وبهاء وينفذ إلى القلوب ويبهر الأبصار تملك أغنى الأثواب وهو ثوب العفاف ثوبالوقار وهو وشاح كل جميلة
إذن فبهذا فابنتي تكون أجمل فتاة
أفنان في استغراب أجمل فتاة ؟؟كيف أبتلك العباءة الطويلة السوداء وكأنها طير الغراب
"الحاضرين هههههههههههههههههههههههههههههه"
الشيخ.:
العباية عند اهلها ستر ووقار للمراة
ثم إن هذا الثوب الذي به تستهزئين لبسه في الدنيا من الخصال الكريمة التي يدعو إليها الإسلام دائما, "مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا، أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"،الا تعرفين هذا يا ابنتي !!
فالشيماء رغم جمالها فهي لا تدري به يقول المثل "إذا كانت أجمل فتاه هي التي لا تدري بجمالها كانت بلا ريب أقبح فتاة هي المفتونة المغرورة بجمالها"أتدرين يا أفنان أن الخليعة المخلوعة المفككة الأوصال والمفاصل تتلوى زهوا وعجبا وتتمطى اختيالا وكبرا ويبدو في حركتها ومشيتها الطيش والتكلف وفي نظرتها التبجح والتعجرف وفي كلامها التدلل والتظرف فتفوق بهذا الدميمة دمامة مهما كانت جميلة فكيف بها لو كان جمالها طلاء موهوما وحسنها مصطنعا تافها مزعوما؟؟
الأب:
اخرج من بيتي ابنتي أجمل البنات ألا ترى أن نصف سكان المدينة يطلبونها للزواج اجبني ألجمالها ام لدمامتها وابنتك لحد ألان وهي على مقربة الثلاثين والمسكينة لم يسأل فيها احد غريب امر ابنتك هذا
الشيخ :
كل شيء في الدنيا بقضاء وقدر، ولا يكون في كون الله إلا ما أراد سبحانه، ولذلك علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم اللجوء إلى الله والتوجه إليه لننال التوفيق والهداية والسداد، والمؤمنة ترضي بقضاء الله وقدره، وعجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
والمؤمن يدعو ربه ويلجأ إليه فإن نال ما يريد حمد الله، وإذا لم تستجب دعوته رجع بالملامة على نفسه، وقال: مثلي لا يجاب، أو لعل المصلحة في ألا أجاب، فقد يحرم الإنسان شيئا فيصير ويحتسب، فيعوضه الله بما هو خير .هذا ما تمر به ابنتي
لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
ذهب الشيخ وقال اني برئ مما تصنعون
***
ساد صمت طويل في فلا السيد احمد بعد أن استغربوا من خروج الحاضرين واحد تلو الآخر و حيو الشيخ بحرارة على جرأته وتبعوه إلى الخارج لمعرفة أشياء تخصهم لا ندري ما هي وما نوعها
وفعلا حدث نفس ما قاله الشيخ فقد قذف الأب بأفنان إلى زوج فاجر مثله من المفسدين فراحت فريسة فساد واستهتار الأب والزوج وهامت مثلها في غياهب الضلال وساقاها معهما في طريقهما الى الجحيم.
وفي يوم من الأيام ذهبت أفنان مع إحدى الأخوات إلى مغسلة الأموات؛ فإذا المغسلة تغسل أخت صديقة أفنان وهي في مقتبل العمر ، ولا تستطيع وصف ما رأت...
تقلب يمينا وشمالا لتغسل وتكفن وهي باردة كالثلج.
أمها حولها وأخواتها وأقاربها أتراها تقوم وتنظر إليهم آخر نظرة وتعانقهم وتودعهم؟ أم تراها توصيهم آخر وصيه؟
كلا لا حراك وإذا بأمها تقلبها على خديها وجنبيها، وهي تبكي بصوت وتقول: اللهم أرحمها اللهم وسع مدخلها.. اللهم اجعل قبرها روضه من رياض الجنة، وتقول لها: قد سامحتك يا ابنتي، ثم يسدل الستار على وجهها البائس الذي يتمثل عليه علامات الكآبة والحزن وقد فتحت فمها يمكن لهول ما رأت أو لهول ما صنعت .
ما أصعبه من منظر، وما ابلغها من موعظة، لحظات وتوضع في اللحد ويهال عليها التراب، وتسأل عن كل ثانيه من حياتها.
أفنان:
ما الذي حدث لأختك قيد حياتها حتى ماتت بهكذا طريقة!!!
سلوى تجيب: لا ادري بأي كلمات سوف انطقها؟ أم بأي عبارات الذكرى الماضية التي أتمنى أنها لم تكن سوف انطقها؟
ولكن أنت تعرفين أن لك مكانة خاصة في قلبي، لهذا السبب قررت إخبارك و لو أن الموضوع يسبب لي نوعا من الحرج فقد كان إقبال أختي منار على سماع الغناء كبيرا بشتى انواعها الغربية ثم الشرقية حتى إني لا أنام بسببها، ولا استيقظ إلا على أصوات الغناء، أما المسلسلات والأفلام فلا تسل عنها في أيام العطل لا تفرغ من مشاهدتها إلا عند الفجر.
في ساعات يتنزل فيها الرب سبحانه إلى السماء الدنيا فيقول: ((هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه سؤله)) (متفق عليه).
وهي ساهرة على أفلام الضياع أما زينتها وهيئتها فكهيئات الغافلات أمثالي وأمثالك في هذه السن ملابس ضيقة وقصيرة، أظافر طويلة، تهاون بالحجاب، إلى آخره.
تعلمين كيف ماتت أكيد؟؟
ماتت محروقة نتيجة حريق شب في الحمام
أفنان مرتعبة من هول ما سمعت
أظن أن الله سيحرقني أيضا جزاء ما أنا فيه من معصية
فكيف أنجو من عذاب الله غدا؟ .
فالله مهما فعلت فلن تستطيع أفنان أن تحيط بذلك المشهد، لقد غير هذا المشهد أمورا كثيرة في حياتها الفانية؛ زهدها في هذه الدنيا الفانية.
أصبحت تهرب بسرعة من تأنيب ضميريها بالاستغراق في النوم أو الذهاب إلى النادي رفقة زوجها الذي يعرضها للعموم لتشاركه الناس في النظر إلى مفاتنها شانه شان أبواها اللذان كان يعرضانها وكأنها سلعة للبيع
وحدث ذات يوم أن التقت بالشيماء بنت الشيخ الذي طردوه ذات يوم من بيتهم وأسرعت نحوها ونادتها بصوت خافت
الشيماء الشيماء
والتفتت حولها وقالت من تراك يا فتاة
أنا أفنان ابنة كبار الملاك الم تعرفيني ؟
بلى عرفتك يا أختاه حياك الله تفضلي اسمعك
أين أبوك الشيخ أريد أن التقي به اني في امس الحاجة اليه
اقتربت منها وأمسكت يديها برفق وربتت على كتفها، وقالت بصوت منخفض: اسالك الدعاء لوالدى بالرحمه فقد توفي صبح يوم امس
في ذهول
الشيخ مات؟
كيف مات ثم انه يصغر ابي بالكثير الكثير؟
الشيماء
ان الموت مصير حق لا يقبل الجدل و هي حقيقة كل مخلوق أن له نفس المصير و ليس مخلّدا و لابد من ملاقاته مهما طال العمر.
ثم انه مات كما تموت الناس اجمعين يا اختاه
يا أختي إني اقتربت من المسجد
هيا لتدخلي لاداء الصلاة
نضرت أفنان إلى ملابسها القصيرة الضيقة التي لا يصح لها أن تدخل بهم إلى بيت الله
صوت بعيد
كيف تدخلين الى بيت الله وانت ما سجدت لله سجدة ؟؟؟
، فحاولت أن تفلت منها لكن أدبها الجم، وحوارها الطيف، أجبراها على الدخول.
سألتها أتشهدين أن لا اله إلا الله ؟
أتفهمين معناها؟
إنها ليست كلمات تقال باللسان، بل لابد من التصديق والعمل بها
ثم ما هذه الملابس التي تردينها؟
انت يجب ان تتغيرين من الاسوء الى الافضل
ثم إلى متى ستظلين هدفا لسهام المسمومة، والأعين المحمومة؟ أنسيتِ أن الله مطلع عليك؟ أنسيت أم جهلت أم تجاهلت أن جمال المرأة الحقيقي في حجابها وحيائها وسترها؟
هيا أختي المسلمة قومي وتوضئي وصلي، وعاهدي الله أن تلتزمين بالحجاب
وهذه عباءة انا صنعتها بيدي خديها هدية مني إليك
وهذا مصحفا صغيرا أضعه في يديك
، وقبضت على يديها وقالت: لا أقول لك هديه ، ولكن أمانه، فإن استطعت حملها فأعيديها إلي.
أفنان في نفسها أنها أعطتني المصحف وقالت لي أمانه .
صوت بعيد
أتعلمين ما معنى أمانه؟ تعلمين ما مسئولية هذا الكتاب؟ تعلمين كلام من هذا؟ وأوامر من هذه؟
في نفسها
إنها تشبه أباها الشيخ يا سبحان الله وأنا أشبه أبي تماما يا ليثني في مكانها
.
لقد علمتها هذه الفتاة أقسى درس في الحياة، اهتز قلبها وخضعت مشاعرها لكلماتها.
ثم صافحتها قائلة: انصري يا أختي هذا الدين
خرجت أفنان من المسجد وهي عارفة في التفكير لا تحس بمن حولها.
ثم صادف هذا اليوم أن صاحب
زوجها في سهره إلى مكان يتراقص فيه الرجال مع النساء شبه عرايا، ويفعلون كالحيوانات بل إن الحيوانات لتترفع أن تفعل مثلهم، ويخلعون ملابسهم قطعة قطعه على أنغام الموسيقى كرهتهم أفنان وكرهت نفسها الغارقة في الضلال، لم تنظر إليهم ولم تحس بمن حولتها، وطلبت من زوجها أن ترحل فورا من هذا المكان.
وبدأت أولى خطواتها للتعرف على الإسلام، وعلى الرغم مما كانت فيه من زخرف الدنيا إلا إنها لم تعرف الطمأنينة والسكينة.
واعتزلت طريقة الحياة الجاهلية من حولها، واعتكفت على قراءه القرآن ليلا ونهارا، وأحضرت كتب دينية كثيرة ، وكانت تنفق الساعات الطويلة في حجرتها للقراءة بشوق وشغف.
وهجرة حياة ابواها اللذان اضلانها بضلالهم، وتركت سهرات الضلال التي كانت تذهب اليها وزجها بشراهة وخيرته بين افنان والحياة الفاجرة فما اختارها الا هي وحمدت الله لانه عطف على قلب زوجها وزرع فيه الايمان، وبدأت تتعرف على أخوات مسلمات،ليعرفنها اكثرعلى اصول الدين
آمنت افنان بالله، وتابت إلى الله،ودائما كانت تقول
رب اغفر لي ذنوبي وإسرافي في أمري، ربي كم كنت في غفلة عنك وأنت لا تغفل عني، ربي سامحني أن جعلتك أهون الناظرين إلي، رب قد عزمت على الصلح معك وأنت لا ترد من جاءك فلا تردني عن جنابك، فأنا مهما كنت أمتك وأنت سيدي ومولاي وأنت أكرم من سئل وارحم من أسترحم فتقبلني برحمتك وفضلك.
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ

[ساجدة للرحمن]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكي اختي اسراء مواضيعك قيمة الله يجزيكي يارب ويجعله في ميزان حسناتك
اختي يوجد العديد من هذا الضياع وهذا الضياع يبدا من الاب والام
اللهم ثبتنا على ديينا ولا تزغ قلوبنا بعد ما هديتنا

[المهاجر الى الله]

بارك الله فيك اختي الكريمة ساجدة على المرور العطر
تحياتي وتقديري لصغيرتي

[امجاد العرب]

اندمجت في القصة كثيرا
الله يثبتنا ع دينه ويهدينا يارب
اشكرك اختي
جزاك الله خير

[امة الرحيم]

جزاكى الله خير

[صح عليك]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكي الله خير

[أبو جهاد الأنصاري]

عظة فى قصة.

[فارس الخطابي]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .