منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع

 Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2013-03-27, 10:49 PM
الصورة الرمزية نمر
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المشاركات: 320
نمر
افتراضي ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِب اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما * )

بسم الله الرحمن الرحيم

من أسرار القرآن :

(378) - ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما * )

(النساء:93).

بقلم

الأستاذ الدكتور / زغلول راغب النجار

هذه الآية الكريمة جاءت في بدايات النصف الثاني من سورة "النساء", وهي سورة مدنية, وآياتها مائة وست وسبعون (176) بعد البسملة, وهي رابع أطول سور القرآن الكريم, وقد سميت بهذا الاسم لكثرة ما ورد فيها من الأحكام الشرعية التي تتعلق بالنساء, ولذلك تعرف باسم "سورة النساء الكبرى", تمييزا لها عن سورة "الطلاق" التي تعرف باسم "سورة النساء الصغرى".

ويدور المحور الرئيسي لسورة "النساء حول قضايا التشريع لكل من المرأة, والأسرة, والمجتمع, والدولة, وذلك من مثل قضايا الزواج, والطلاق, والمواريث, والعبادات, والجهاد في سبيل الله . كذلك نبهت سورة "النساء" إلى ضرورة حسن تربية الفرد المسلم وذلك من أجل بناء كل من الأسرة المسلمة, والمجتمع المسلم, وتطهيرهما من المخالفات الشرعية, ومن رواسب الجاهلية القديمة والجديدة .

هذا, وقد سبق لنا استعراض سورة "النساء", وما جاء فيها من التشريعات الإسلامية, وركائزالعقيدة, والإشارات الكونية, ونركز هنا على وجه الإعجاز التشريعي في تحريم القتل- بصفة عامة- وتحريم قيل المؤمن لأخيه المؤمن متعمدا- بصفة خاصة- . وقد أدى ذلك التحريم بالمؤمنين الأوائل أن الفرد منهم كان يرى قاتل أبيه أو أخيه أو ولده قبل أن يسلم, كان يراه يمشي على الأرض أمامه وقد دخل في الإسلام فلا يفكر في أي أذى يصيبه, رغم مرارة الفراق, وقسوة قتل الأحباب, وذلك انطلاقا بتحريم الإسلام العظيم قتل المؤمن لأخيه المؤمن .

من أوجه الإعجاز التشريعي في تحريم قتل المؤمن لأخيه المؤمن

يقول ربنا- تبارك وتعالى- في محكم كتابه :

( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّه وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً *) (النساء: 92و93).

ومن معاني هاتين الآيتين الكريمتين أن سفك دم المؤمن عمدا بدون هق هو من الكبائر التي توجب الخلود في النار وعليه فإنه لا ينبغي للمؤمن أن يقتل مؤمنا أبدا بغير حق, إلا إذا وقع ذلك بالخطأ أي عن غير قصد . فإذا حدث ووقع قتل المؤمن لأخيه المؤمن بطريق الخطأ في مجتمع للمسلمين, فإن الشرع يفرض على القاتل عتق رقبة مؤمنة, كفارة عن حق الله, فمن لم يجد فعليه صيام شهرين قمريين متتابعين توبة إلى الله, ودفع دية مسلمة إلى أهل القتيل تدفعها عاقلته ( أي عصبة أهله من جهة أبيه) إلا إذاعفى أهل القتيل عنه, وأسقطوا الدية باختيارهم, وحينئذ فإن الدية لا تجب عليه, وتبقى عليه الكفارة .

وذلك لقول الله- تعالى-:

( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُوا....*) (النساء:92).
وإذا كان القتيل مؤمنا وأهله من أعداء المسلمين فإن الشرع يفرض على القاتل عتق رقبة مؤمنة, فمن لم يجد فصيام شهرين قمرين متتاليين توبة إلى الله, ولا دية عليه لأهل القتيل لأنهم أعداء محاربون للمسلمين, فلا يجوز إعطاؤهم من أموال المسلمين ما يستقوون به عليهم ويستعينون على قتالهم وإيذائهم, ولا مكان هنا لاسترضاء أهل القتيل لأنهم أعداء محاربون للمسلمين . وإذا كان القتيل معاهدا أو ذميا, فإن الشرع يفرض على المؤمن القاتل بالخطأ في هذه الحالة ما يفرضه في قتل المؤمن في المجتمع المسلم :عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد فصيام شهرين قمرين متتاليين, ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يعفوا . ولم تنص الآية الكريمة في هذه الحالة على كون المقتول مؤمنا مما جعل عددا من المفسرين بأخذون النص على إطلاقه, باعتبار أن العهد بين المؤمنين وغير المؤمنين يجعل الدماء بينهم مصونة, ولكن لما كانت الآية من مطلعها تنصب على تحريم قتل المؤمن بغير حق, ثم بينت الحالات التي يكون القتيل فيها مؤمنا, ومن هنا فقد رأى بعض المفسرين أن القتيل المعاهد أو الذمي إذا لم يكن مؤمنا يكتفى في هذه الحالة بدفع الدية إلى أهله كما فعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في دفع الدية لبعض قتلى المعاهدين دون عتق رقاب بعددهم . ثم شرع الله- سبحانه وتعالى- لمن يقتل مؤمنا متعمدا الخلود في نار جهنم, واستحقاق غضب الله ولعنته, والعذاب الشديد الذي توعده به وأعده له يوم القيامة .

والإسلام العظيم حرم قتل النفس بغير الحق بصفة عامة, وذلك صونا للأنفس عن الإهدار, فإن للدماء حرمتها, فلا يستباح إلا بالحق وبالأمر البين الذي لا إشكال فيه , وذلك لأن الله- تعالى- هو واهب الحياة, ولا يجوز أن ينهيها غبره إلا بإذنه, فإذا أقدم إنسان على قتل أنسان آخر بغير حق فكأنما قد اعتدى على حق من حقوق الله, ولذلك قال- تعالى- في ولدي آدم : (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الخَاسِرِينَ*) (المائدة:30).

وقال- قوله الحق –:

(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ *) (المائدة : 32 ).
وقال -عز من قائل- : ( وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي القَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً ) (الإسراء:33).

وفي ذلك قال رسول الله الله – صلى الله عليه وسلم - : " لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مؤمن" (البيهقي, الترمذي) وقال - عليه الصلاة والسلام – " من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله " وذلك أفتى ابن عباس- عليهما رضوان الله- بعدم قبول توبة قاتل المؤمن عمدا , بينما ذهب جمهور العلماء إلى أن توبة القاتل عمدا يمكن أن تقبل, واستدلوا على ذلك بأن الكفر أعظم من القتل العمد, وتوبة الكافر قد تقبل, والخلود في جهنم لقاتل المؤمن عمدا هو مشروع لمن استحل قتله, وقد يكون المقصود بالخلود هنا طول المكث لقول الله- تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً*) (النساء : 48 ).

{والقتل إما عمدا أو شبه عمد أو خطأ, أما العمد فهو القصد إلى القتل بما يفضي إلى الموت, وهذا ما يوجب القصاص والحرمان من الميراث, وتحمل غضب الله ولعنه والخلود في نار جهنم وما فيها من عذاب عظيم في الآخرة كذلك لقول ربنا- تبارك وتعالى-

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ فِي القَتْلَى الحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ* وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*) ( البقرة:178,179).


منقول
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2013-03-29, 01:52 PM
الصورة الرمزية القرش
القرش القرش غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-21
المشاركات: 295
القرش
افتراضي

حفظك الله من كل مكروه ورفع الله قدرك





وغفر ذنبك وفرج همك







دمت في حفظ الرحمن
__________________


رحم الله الشيخ رحمة واسعة
الشيخ ابن باز توتر
http://www.google.com.sa/url?sa=t&rc...3PnX0_fHcCeMtg[/CENTER]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2013-03-29, 06:06 PM
الصورة الرمزية نمر
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المشاركات: 320
نمر
افتراضي

جزاك الله خير
أخى وبارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2013-03-29, 06:07 PM
الصورة الرمزية نمر
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المشاركات: 320
نمر
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

من أسرار القرآن :

(377-أ)-( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *)

(التوبة:40) .

بقلم:

الأستاذ الدكتور/ زغلول راغب محمد النجار

هذا النص القرآني الكريم جاء في أواخر الثلث الأول من سورة "التوبة", وهي سورة مدنية, ومن طوال سور القرآن الكريم إذ يبلغ عدد آياتها مائة وتسع وعشرون (129), وهذا ما يجعلها سادس أطول سور الكتاب العزيز.

وسورة "التوبة" من أواخر السور التي أنزلت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذ أنزلت في السنة التاسعة من الهجرة , وقد سميت بهذا الاسم (التوبة) لورود هذه الكلمة ومشتقاتها في اثنتي عشرة آية من آياتها . كذلك سميت هذه السورة باسم (براءة) وهي الكلمة التي استهلت بها, وسميت بأسماء أخرى منها: (الفاضحة) و (المخزية) و (المتبرة) أي المهلكة, و (المنكلة), و (سورة العذاب)؛ وذلك لفضحها للمنافقين, ولكونها المهلكة لهم, والمنكلة بهم, والواصفة لعذابهم, كذلك سميت باسم (المحفزة) أو (الحافزة) لتحفيزها المؤمنين على الجهاد في سبيل الله من أجل إعلاء دينه.

ولم تستفتح سورة "التوبة" بالبسملة, لأن (البسملة) رحمة من الله- تعالى- والسورة تبدأ بإعلان من الله- سبحانه وتعالى- ومن خاتم أنبيائه ورسله- صلى الله عليه وسلم- بالبراءة من المشركين, ورحمة الله لا تلتقي أبدا مع البراءة من ذمة الله وذمة خاتم أنبيائه ورسله.

ويدور المحور الرئيس لسورة "التوبة" حول عدد من التشريعات الإسلامية المتعلقة بالجهاد في سبيل الله, وبمصارف الزكاة, والحاكمة للعلاقة بين المسلمين وبين كل من المشركين والمنافقين في كل من المجتمعات المسلمة وغير المسلمة. كذلك أشارت السورة الكريمة إلى هجرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذلك الحدث الذي غير وجه التاريخ بالكامل, لأنه كان العامل الرئيسي غنشاء دولة المسلمين بالمدينة والتي منها انطلق الفتح الإسلامي ليشمل نصف الكرة الأرضية في أقل من قرن من الزمان , ويقيم أعظم حضارة في تاريخ الإنسانية لأنها كانت أكمل الحضارات لجمعها بين الدنيا والآخرة في معادلة واحدة, كما كانت أطول الحضارات الإنسانية فيما نعلم.

هذا وقد سبق لنا استعراض سورة "التوبة" وما جاء فيها من التشريعات والعقائد الإسلامية, والإشارات الكونية والإنبائية, ونركز هنا على أوجه الإعجاز التربوي في هجرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبي بكر الصديق- ( رضي الله عنه وأرضاه ), وفي الآية الكريمة التي اخترناها عنوانا لهذا المقال.



من اسباب نزول هذه الآية الكريمة :

لما رجع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من غزوة حنين بالطائف , أمر المسلمين بالنفير العام لغزوة تبوك , ردا على تجمع جيوش الروم في أقصى الجنوب من بلاد الشام على أطراف الجزيرة العربية, وردا على ما كان هرقل ملك الروم قد قرره من دفع رواتب جنده لمدة سنة مقدما تشجيعا لهم على مقاتلة المسلمين, وبعد أن انضم لهم عدد من قبائل العرب في شمال الجزيرة إلى قوات الروم, كان منهم قبائل كل من لخم, وجذام, وعاملة, وغسان, وتقدمت القوات الرومانية وحلفاؤها إلى أرض البلقاء من بلاد الأردن الحالية.

ومن أجل مواجهة هذه القوات الغازية وحلفائها استنفر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الناس إلى قتال الروم. وكان هذا الرسول القائد- صلوات ربي وسلامه عليه- قلما يخرج إلى غزوة دون التورية بغيرها, إلا ما كان من غزوة تبوك, فقد صرح بها لبعد الشقة وشدة الحر, وكان قد اندس في صفوف المسلمين نفر من المنافقين يحاولون تخذيلهم عن القتال, ويخوفونهم من أعداد وعدة الروم وحلفائهم, ومن طول الطريق إليهم في قيظ مهلك, وندرة للماء والغذاء. وأخذ هؤلاء النافقين يرغبون المسلمين في حياة الأمن والدعة والمال والظلال, فنزلت هذه الآية الكريمة مذكرة بخروج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من مكة ليلة الهجرة, وقد تآمرت قريش لقتله فأطلعه الله - سبحانه وتعالى- على ما تآمروا به عليه, وأمره بالخروج, فخرج وحيدا إلا من صاحبه الصديق, فنصره الله عليهم, وأخرجه سالما من بين أظهرهم, وقوتهم المادية التي تفوق إمكاناته المادية بكثير, فكانت الهزيمة والذل والصغار من نصيبهم , وكان العز والانتصار لرسول الله وصاحبه, على الرغم من خلو أيديهم من السلاح, وذلك كي لا يهيب أصحاب الحق أهل الباطل أبدا مهما بلغت أعدادهم وإمكاناتهم المادية لأنه لا سلطان في هذا الوجود لغير الله- سبحانه وتعالى- ولذلك فمن توكل عليه حق التوكل وجب له نصر الله , فأولياء الله لا يذلون أبدا لأن الله العزيز قد تعهد لهم بنصره , والله الحكيم يقدر النصر لمن يستحقه.

من هنا كان على المسلمين مدارسة الهجرة النبوية الشريفة في كل عام , واستخلاص الدروس والعبر من أحداثها, ومن أبرزها اليقين في نصر الله لعباده المؤمنين به الموحدين لذاته العلية, والمنزهين له عن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلاله:

من الإعجاز التربوي في هجرة رسول الله

-صلى الله عليه وسلم-

كانت هجرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- انتقالاً بالمسلمين من مرحلة الاستضعاف والاضطهاد إلى مرحلة القوة والعزة والمنعة، وإذا كان مسلمو اليوم قد عادوا إلى مرحلة الاستضعاف والاضطهاد والإيذاء في دورة من دورات الزمن، فما أحوجهم إلى إعادة مدارسة حدث الهجرة النبوية، وما فيه من الدروس والعبر،حتى يعاودوا نهضتهم من جديد, ويقوموا بدورهم الرائد في قيادة البشرية كما قادها أسلافهم من قبل.

ففي فجر الجمعة الموافق 27 من شهر صفر سنة 14 من البعثة النبوية الشريفة (الموافق 13 من شهر سبتمبر سنة 622م) هاجر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، انصياعاً لأمر الله – تعالى – بعد ثلاث وخمسين سنة قضاها رسول الله في مكة، ولم يكن سهلاً على نفسه الشريفة مغادرة مهبط رأسه, وأحب البلاد إلى قلبه لولا نزول أمر الله إليه بذلك.

وكان في هذا الحدث العظيم كم هائل من الدروس التربوية التي يجب على كل مسلم ومسلمة استرجاعها في كل احتفال بهذه الذكرى المباركة حتى تتحقق الفوائد المرجوة من هذا الاحتفال. ومن هذه الدروس ما يلي :

أولا: من أبرز الدروس التربوية المستفادة من هجرة رسول الله ضرورة أن يكون المسلم صادق الإيمان بربه, متوكلا عليه حق التوكل، باذلا من جهده وماله وفكره في سبيل نصرة دين الله أقصى ما يملك، ومتحركا من أجل تحقيق ذلك حركة خالصة لوجه الله – تعالى – مضحياً بالنفس والنفيس، واثقاً من نصر الله، ومبشراً بقرب تحققه إن شاء الله.خ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2013-03-29, 06:37 PM
الصورة الرمزية نمر
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المشاركات: 320
نمر
افتراضي

ابو بكر الصديق صاحب الغار رغم أنوف الروافض الاثناعشرية


قال الله تعالى ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني إثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ) .

ومن خلال الآيات الآنفة الذكر والتي ذكرها الله في سياق عاتب جميع أهل الأرض ما عدا أبي بكر كما روي في ذلك أخبار ،وبالنظر إلى هذه الآيات نستخرج بعض الفوائد الجمة التي ذكرت فيها والله الهادي وسوف يتم إستخراجها عن طريق الإعتراض وهي كما يلي


المسألة الأولى : زعمت الشيعة أن هذه الآيات لم يكن فيها منقبة لابي بكر الصديق بل هي على العكس من ذلك تحمل في ثناياها تأنيبا له وزجرا مستدلين في ذلك بأدلة نقلية وعقلية يأتي بيانها تباعا على ما يأتي


الوجه الأول : وردت روايات من طريق الشيعة تبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يختر أبي بكر الصديق للهجرة معه وإنما وقع ذلك له إتفاقا ،وأخذه النبي صلى الله عليه وسلم معه خوفا منه ومن مكيدته ودخل وإياه الغار ولديهم روايات تبين ذلك تفصيلا وإجمالا .


الوجه الثاني :أنهم تمسكوا بحجج عقلية مستنبطة من ظاهر ألفاظ الآيات الآنفة الذكر ومنها على سبيل الإيجاز لا الحصر

أولا : أن الصحبة في الآية مبنية على الصحبة اللفظية والتي تحصل للمؤمن والكافر وحتى بعض الحيوانات


ثانيا : أن المعية في الآيات ليس فيها فضل لاحد وإستدلوا بعموم قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم )

ثالثا : أن المعية تنصرف إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون أبي بكر وخرجت مخرج التعظيم

رابعاً : أن حزن أبي بكر في الآيات دليل على خوفه على نفسه وجبنه

خامسا : أن الأعمال إما أن تكون مباحة أو واجبة أو منهي عنها والنهي لا يكون إلا عن فعل محرم وهذا معنى قوله تعالى ( لا تحزن )

سادسا : أن السكينة في الآيات خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره وكذلك التأييد بالجنود التي لم يروها

سابعا : أن الضمائر لا يصح الفصل بينها بل أن الفصل بينها خروج عن الظاهر


المسألة الثانية : وفيها نجمل الرد عليهم ورد قولهم من وجوه وإليك الإعتراضات وهي كما يلي :

الإعتراض الأول : أن لقيا النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر ووقوع ذلك إتفاقا له ليس فيه آثارة من علم أو فهم فلا يصح في ذلك أثر ، ولا يؤيده نظر فلو أن عدوا تفر منه ورأيته فمن غير المعقول أن تأخذه معك بل أنك تحاول الخلاص منه أو تغيير وجهتك وقد ذكرني هذا بقصة رويت عن ملك المغول ،أنه أتاه أحد الإمامية وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأخذ أبي بكر معه إلا تجنبا لشره فقال إذن فنبيكم أحمق !

الإعتراض الثاني : فقد ثبت في أحاديث الهجرة أن أبي بكر سخر كل إمكانياته لكي لا يعرف المشركون بمكان النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت أسماء تأتيهم بالطعام والشراب وكان عبد الله بن أبي بكر يأتيهم بخبر قريش وعامر بن فهيرة يأتيهم بالغنم يحتلبون ويشربون ويمحي آثارهم عن قريش . وهذه أدلة ترجع للنقول وليست حجتنا في الإعتراض عليهم بل حجتنا هو ذات الآيات

الإعتراض الثالث :أن الآية إشتملت على عدة فوائد فقد ساقها الله عز وجل في سياق العتاب لجميع أهل الأرض وهذا ظاهر في قوله ( إلا تنصروه فقد نصره الله ) كما روى ذلك عن الشعبي وعن علي وجمع من الصحابة بأسانيد مختلفة ، في كثير منها نظر.

الإعتراض الرابع : أن معنى قوله أخرجه الذين كفروا دل على أن الذين خرجوا معه لم يكونوا من الذين كفروا ، لانهم لو كانوا كذلك لما صح أن يقال أخرجه الذين كفروا، كما أن كلمة أخرجه تدل على أنه خرج مجبرا على الخروج ،وعلى هذه القاعدة لم يكن في اللذين خرجوا معه من الذين كفروا .

الإعتراض الخامس :أن قول النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه لا تحزن قول فيه تفصيل دقيق وهو أن الحزن من المسائل الجبلية الغريزية التي لا يملك المرء التصرف فيها وكذلك ليس الحزن في مقام التكليف ، وحاشا الشارع الحكيم أن ينهى عن شيء خارج عن إرادة المرء وسلطانه فالحزن سلوك جبلي يختلف من شخص لآخر ومن مقام لآخر وهو أنواع منه ( حزن على شيء قد وقع وإنتهى ، وحزن على أمر محتمل الوقوع وهو الخوف ) والشرع المطهر لا ينهى عن الحزن نهي تحريم لانه خارج عن سلطان المرء والشرع لا يكلف ما لا يطاق .
والحزن على ضروب كثيرة منه المحمود ومنه المذموم فالحزن المحمود مثل الحزن على فوات الطاعة والحزن على فعل المعصية والحزن المذموم كالحزن على فوات المعصية والحزن على فعل الطاعة ،بمعنى أن الحزن لا يكون منهيا لذاته بل لآثاره فإذا حصل أثر محرم على هذا الحزن نهى الشرع عنه مثل اللطم عند المصيبة والتسخط عند الحزن ولو نظرنا هنا لوجدنا أن حزن أبي بكر رضي الله تعالى عنه لم يكن لاجله بل كان لاجل رسول الله وحتى لو كان لاجله لما سمي ذلك جبنا لان الإختباء لم يكن جبنا فأيضا الحزن لم يكن كذلك جبنا منه ، ونهي النبي صلى الله عليه وسلم له عن الحزن هو من باب التسلية وإذهاب حزنه لا من أجل النهي المطلق ، وكأنه صلى الله عليه وسلم جعل كلمة ( إن الله معنا ) سبب لنهيه عن الحزن أننا لو سلمنا جدلا أن الحزن نهي عنه نهي تحريم فهذا يجعلنا أمام مسألة أخرى هل يأثم المنهي عن الذنب على ذنبه قبل أن ينزل النهي الجواب واضح أن الإنسان لا يؤاخذ إلا بعد ورود النهي لا قبل ورود النهي فمن فعل محظورا غيرعالما به لم يأثم لان هذا قبل التشريع والتحريم ولو فرضنا أن أبي بكر كان منافقا أو غير معني بالآية لما صح النهي مطلقا لان النهي لا يتعلق إلا بالمخاطب والمخاطب أبي بكر الصديق فلم ينهاه عن الحزن ما دام غير مؤمن أصلا وكذلك فالنهي قد ورد في عدة آيات للتسلية منها قوله تعالى ( فلا يحزنك قولهم ) وقوله عز وجل ( لا تخافا إنني معكما ) والتفريق بين الآيتين في الدلالة من المستبعد المحال ، بل قد تتبعت موارد النهي عن الحزن في القرآن فما وجدت أن الله نهى عن الحزن إلا أناسا صالحين فإخراج أبي بكر منهم بدون مرجح وقرينة صالحة تعنت وخروج عن الحق ، والشيعة في هذا الباب دائما يذكرون الخوف والجبانة رغم أن الحزن والخوف يجتمعان ويفترقان فالحزن غالبا يدل على إنكسار في القلب وميل إلى السكون والدعة ، والخوف يكون فيه خفقان في القلب يجلب على المرء الإرتباك ،والآية ذكرت الحزن ولم تذكر الخوف .

الإعتراض السادس :أن المعية في الآيات هي معية نصرة ومعية حماية ومعية عصمة على خلاف بين أهل السنة في معناها ولكن هناك قاعدة ذهبية وهي أن المعية المخصوصة السبب واللفظ ، لاتكون إلا للمدح ألا ترى في عرفنا عندما يذهب أخاك للقاء عدو فتقول له إذهب وإلقه وأنا معك المعية هنا بالنصرة والتثبيت ولم يكن لنهيك له أدنى أثر، وخصوص السبب واللفظ يعنى أن هذه الآية فيه لا تنطبق على غيره من كان في مثل حاله أي أن فيها خصوصين خصوص لفظ وخصوص سبب وهذه معية مدح قطعا .

الإعتراض السابع :أن أبي بكر هو الرجل الوحيد من بني آدم بعد الرسل الذي ذكر بمعية الله عز وجل وهذا يدل على أنه خير الناس بعد الرسل والأنبياء

الإعتراض الثامن : أن المعية لو كانت خاصة بالنبي لكان قوله إن الله معي أكثر دلالة من قوله إن الله معنا ، وكذلك جعل المعية تعليقا على نهيه عن الحزن يقول له لا حزن لان كأنه الله معنا .

الإعتراض التاسع : إختلف أهل السنة فيما بينهم من المقصود بقوله تعالى فأنزل سكينته عليه فمنهم جعل الهاء في سكينته تعود على أبي بكر الصديق وآخرون قالوا بل تعود على رسول الله وبعضهم جعلها تعود على رسول الله وتشمل أبي بكر الصديق عن طريق الإنعكاس وذلك لان أبي بكر الصديق لا يتحمل نزول السكينة عليه ، ولكل قول أدلته من اللغة وأقوى الأدلة هي أن ( الهاء ) تعود على أبي بكر في قوله فأنزل سكينته بدليل القرينة السابقة وهي قوله لا تحزن لان من يحزن يكون بحاجة إلى السكينة وهذا له نظائر في القرآن أقصد التفكيك بين الضمائر لقرينة أخرى كقوله تعالى ( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه ) فالهاء في قوله وتسبحوه ترجع إلى الذات الإلهية لدلالة العقل كيف وإذا كانت هناك قرينة بينة كهذه الآيات ، وعلى أي حال فإن كل حرف يرد إلى الأليق به والسكينة إنما يحتاج إليها المنزعج ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم منزعجا فأما التأييد بالملائكة فهذا لم يكن إلا للنبي صلى الله عليه وسلم .
وأما على قول من قال بأن الهاء تعود على الإثنين فقد قدر لفظ الآية فأنزل الله سكينته عليهما فإكتفى بإعادة الذكر لاحدهما من إعادته عليهما كقوله تعالى ( والله ورسوله أحق أن يرضوه)

والحمد لله رب العالمين
منقول

جزى الله من كتب هذا الموضوع خير الجزاء

عن عباس بن يزيد عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ان هؤلاء العوام يزعمون ان الشرك اخفى من دبيب النمل في الليلة الظلماء.. فقال: لا يكون العبد مشركا حتى يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله أو يدعو لغير الله عز وجل..»
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2013-03-29, 07:20 PM
الصورة الرمزية نمر
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المشاركات: 320
نمر
افتراضي

تفسير السعدي - سورة الفتح


إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ( 1 )
إنا فتحنا لك- يا محمد- فتحا مبينا, يظهر الله فيه دينك, وينصرك على عدوك, وهو هدنة " الحديبية " التي أمن الناس بسببها بعضهم بعضا, فاتسعت دائرة الدعوة لدين الله, وتمكن من يريد الوقوف على حقيقة الإسلام من معرفته, فدخل الناس تلك المدة في دين الله أفواجا ولذلك سماه الله فتحا مبينا أي ظاهرا جليا.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ( 2 )
فتحنا لك ذلك الفتح, ويسرناه لك ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر بسبب ما حصل من هذا الفتح من الطاعات الكثيرة وبما تحملته من المشقات, ويتم نعمته عليك بإظهار دينك ونصرك على أعدائك, ويرشدك طريقا مستقيما من الدين لا عوج فيه.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ( 3 )
وينصرك الله نصرا قويا لا يضعف فيه الإسلام.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ( 4 )
هو الله الذي أنزل الطمأنينة في قلوب المؤمنين بالله ورسوله يوم " الحديبية " فسكنت, ورسخ اليقين فيها؟ ليزدادوا تصديقا لله واتباعا لرسوله مع تصديقهم واتباعهم.
ولله سبحانه وتعالى جنود السموات والأرض ينصر بهم عباده المؤمنين وكان الله عليما بمصالح خلقه, حكيما في تدبيره وصنعه.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

لِّيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا ( 5 )
ليدخل الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار, ماكثين فيها أبدا, ويمحو عنهم سيء ما عملوا, فلا يعاقبهم عليه, وكان ذلك الجزاء عند الله نجاة من كل غم, وظفرا بكل مطلوب.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ( 6 )
ويعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الذين يظنون ظنا سيئا بالله أنه لن ينصر نبيه والمؤمنين معه على أعدائهم, ولن يظهر دينه, فعلى هؤلاء تدور دائرة العذاب وكل ما يسوءهم, وغضب الله عليهم, وطردهم من رحمته, وأعد لهم نار جهنم, وساءت منزلا يصيرون إليه.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ( 7 )
ولله سبحانه وتعالى جنود السموات والأرض يؤيد بهم عباده المؤمنين.
وكان الله عزيزا على خلقه, حكيما في تدبير أمورهم.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ( 8 )
إنا أرسلناك- يا محمد- شاهدا على أمتك بالبلاغ, مبينا لهم ما أرسلناك به إليهم, ومبشرا لمن أطاعك بالجنة, ونذيرا لمن عصاك بالعقاب العاجل والآجل ,

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ( 9 )
لتؤمنوا بالله ورسوله, وتنصروا الله بنصر دينه, وتعظموه, وتسبحوه أول النهار وآخره.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ( 10 )
إن الذين يبايعونك- يا محمد- ب " الحديبية " على القتال إنما يبايعون الله, ويعقدون العقد معه ابتغاء جنته ورضوانه, يد الله فوق أيديهم, فهو معهم يسمع أقوالهم, ويرى مكانهم, ويعلم ضمائرهم وظواهرهم, فمن نقض بيعته فإنما يعود وبال ذلك على نفسه, ومن أوفى بما عاهد الله عليه من الصبر عند لقاء العدو في سبيل الله ونصرة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, فيعطيه الله ثوابا جزيلا, وهو الجنة.
وفي الآية إثبات صفة اليد لله تعالى بما يليق به سبحانه, دون تشبيه ولا تكييف.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ۚ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا ۚ بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ( 11 )
سيقول لك -يا محمد- الذين تخلفوا من الأعراب عن الخروج معك إلى " مكة " إذا عاتبتهم: شغلتنا أموالنا وأهلونا, فاسأل ربك أن يغفر لنا تخلفنا, يقولون ذلك بألسنتهم, ولا حقيقة له في قلوبهم, قل لهم: فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم شرا أو خيرا؟ ليس الأمر كما ظن هؤلاء المنافقي أن الله لا يعلم ما أنطوت عليه بواطنهم من النفاق, بل إنه سبحانه كان بما يعملون خبيرا, لا يخفى عليه شيء من أعمال خلقه.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا ( 12 )
وليس الأمر كما زعمتم من انشغالكم بالأموال والأهل, بل إنكم ظننتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من أصحابه سيهلكون, ولا يرجعون إليكم أبدا, وحسن الشيطان ذلك في قلوبكم, وظننتم ظنا سيئا أن الله لن ينصر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه على أعدائهم, وكنتم قوما هلكى لا خير فيكم.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا ( 13 )
ومن لم يصدق بالله وبما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم ويعمل بشرعه, فإنه كافر مستحق للعقاب, فإنا أعددنا للكافرين عذاب السعير في النار.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ( 14 )
ولله ملك السموات والأرض وما فيهما, يتجاوز برحمته عمن يشاء فيستر ذنبه, ويعذب بعدله من يشاء وكان الله سبحانه وتعالى غفورا لمن تاب إليه, رحيما به.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا ( 15 )
سيقول المخلفون, إذا انطلقت- يا محمد- أنت وأصحابك إلى غنائم " خيبر " التي وعدكم الله بها, اتركونا نذهب معكم إلى " خيبر " , يريدون أن يغيروا بذلك وعد الله لكم.
قل لهم: لن تخرجوا معنا إلى " خيبر " لأن الله تعالى قال لنا من قبل رجوعنا إلى " المدينة " : إن غنائم " خيبر " هي لمن شهد " الحديبية " معنا, فسيقولون ليس الأمر كما تقولون, إن الله لم يأمركم بهذا, إنكم تمنعونا من الخروج معكم حسدا منكم.
لئلا نصيب معكم الغنيمة, وليس الأمر كما زعموا, بل كانوا لا يفقهون عن الله ما لهم وما عليهم من أمر الدين إلا يسيرا.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ( 16 )
قل للذين تخلفوا من الأعراب (وهم البدو) عن القتال: ستدعون إلى قتال قوم أصحاب بأس شديد في القتال, تقاتلونهم أو يسلمون من غير قتال, فإن تطيعوا الله فيما دعاكم إليه من قتال هؤلاء القوم يؤتكم الجنة, إن تعصوه كما فعلتم حين تخلفتم عن السير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى " مكة " , يعذبكم عذابا موجعا.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ( 17 )
ليس على الأعمى منكم- أيها الناس- إثم, ولا على الأعرج إثم, ولا على المريض إثم, في أن يتخلفوا عن الجهاد مع المؤمنين , لعدم استطاعتهم.
ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار, ومن يعص الله ورسوله, فيتخلف عن الجهاد مع المؤمنين, يعذبه عذابا مؤلما موجعا.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ( 18 )
لقد رضي الله عن المؤمنين حين بايعوك- يا محمد- تحت الشجرة (وهذه هي بيعة الرضوان في " الحديبية " ) فعلم الله ما في قلوب هؤلاء المؤمنين من الإيمان والصدق والوفاء, فأنزل الله الطمأنينة عليهم وثبت قلوبهم, وعوضهم عما فاتهم بصلح " الحديبية " فتحا قريبا, وهو فتح " خيبر " ,

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ( 19 )
ومغانم كثيرة تأخذونها من أموال يهود " خيبر " .
وكان الله عزيزا في انتقامه من أعدائه, حكيما في تدبير أمور خلقه.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ( 20 )
وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها في أوقاتها التي قدرها الله لكم فعجل لكم غنائم " خيبر " , وكف أيدي الناس عنهم, فلم ينلكم- سوء مما كان أعداؤكم أضمروه لكم من المحاربة والقتال, ومن أن ينالوه ممن تركتموهم وراءكم في " المدينة " , ولتكون هزيمتهم وسلامتكم وغنيمتكم علامة تعتبرون بها, وتستدلون على أن الله حافظكم وناصركم, ويرشدكم طريقا مستقيما لا اعوجاج فيه.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ( 21 )
وقد وعدكم الله غنيمة أخرى لم تقدروا عليها, الله سبحانه وتعالى قادر عليها, وهي تحت تدبيره وملكه, وقد وعدكموها, ولا بد من وقوع ما وعد به.
وكان الله على كل شيء قديرا لا يتعذر عليه شيء.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ( 22 )
ولو قاتلكم كفار قريش بـ " مكة " لانهزموا عنكم وولوكم ظهورهم, كما يفعل المنهزم في القتال, ثم لا يجدون لهم من دون الله وليا يواليهم على حربكم, ولا نصيرا يعينهم على قتالكم.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ( 23 )
سنة الله التي سنها في خلقه من قبل بنصر جنده وهزيمة أعدائه, ولن تجد- يا محمد- لسنة الله تغييرا.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ( 24 )
وهو الذي كف أيدي المشركين عنكم, وأيديكم عنهم ببطن " مكة " من بعد ما قدرتم عليهم, فصاروا تحت سلطانكم (وهؤلاء المشركون هم الذين خرجوا على عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية " , فأمسكهم المسلمون ثم تركوهم ولم يقتلوهم, وكانوا نحو ثمانين رجلا) وكان الله بأعملكم بصيرا, لا تخفى عليه خافية.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ ۚ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۖ لِّيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ( 25 )
كفار قريش هم الذين جحدوا توحيد الله, وصدوكم يوم " الحديبية " عن دخول المسجد الحرام, ومنعوا الهدي, وحبسوه أن يبلغ محل نحره, وهو الحرم.
ولولا رجال مؤمنون مستضعفون ونساء مؤمنات بين أظهر هؤلاء الكافرين بـ " مكة " , يكتمون إيمانهم خيفة على أنفسهم لم تعرفوهم.
خشية أن تطؤوهم بجيشكم فتقتلوهم, فيصيبكم بذلك القتل إثم وعيب وغرامة بغير علم, لكنا سلطناكم عليهم ليدخل الله في رحمته من يشاء فيمن عليهم بالإيمان بعد الكفر, لو تميز هؤلاء المؤمنون والمؤمنات عن مشركي " مكة " وخرجوا من بينهم, لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا مؤلما موجعا.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ( 26 )
إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الأنفة أنفة الجاهلية.
لئلا يقروا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم, ومن ذلك امتناعهم أن يكتبوا في صلح " الحديبية " بسم الله الرحمن الرحيم " وأبوا أن يكتبوا " هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله " , فأنزل الله الطمأنينة على رسوله وعلى المؤمنين معه, ولزمهم قول " لا إله إلا الله " التي هي رأس كل تقوى, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه أحق بكلمة التقوى من المشركين, وكانوا كذلك أهل هذه الكلمة دون المشركين.
وكان الله بكل شيء عليما لا يخفى عليه شيء

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ( 27 )
لقد صدق الله رسوله محمدا رؤياه التي أراها إياه بالحق أنه يدخل هو وأصحابه بيت الله الحرام آمنين, لا تخافون أهل الشرك, محلقين رؤوسكم ومقصرين, فعلم الله من الخير والمصلحة (في صرفكم عن " مكة " عامكم ذلك ودخولكم إليها فيما بعد) ما لم تعلموا أنتم, فجعل من دون دخولكم " مكة " الذي وعدتم به, فتحا قريبا, وهو هدنة " الحديبية " وفتح " خيبر " .

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا ( 28 )
هو الذي أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم, بالبيان الواضح ودين الإسلام.
ليعليه على الملل كلها, وحسبك- يا محمد- بالله شاهدا على أنه ناصرك ومظهر دينك على كل دين.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ( 29 )
محمد رسول الله, والذين معه على دينه أشداء على الكفار, رحماء فيما بينهم, تراهم ركعا سجدا لله في صلاتهم, يرجون ربهم أن يتفضل عليهم, فيدخلهم الجنة, ويرضى عنهم, علامه طاعتهم لله ظاهرة في وجههم من أثر السجود والعبادة, هذه صفتهم في التوراة.
وصفتهم في الإنجيل كصفة زرع أخرج ساقه وفرعه, ثم تكاثرت فروعه بعد ذلك, وشدت الزرع, فقوي واستوى قائما على سيقانه جميلا منظره, يعجب الزراع ليغيظ بهؤلاء المؤمنين في كثرتهم وجمال منظرهم الكفار.
وفي هذا دليل على كفر من أبغض الصحابة- رضي الله عنهم; لأن من غاظه الله بالصحابة, فقد وجد في حقه موجب ذاك, وهو الكفر.
وعد الله الذين آمنوا منهم بالله ورسوله وعملوا ما أمرهم الله به, واجتنبوا ما نهاهم عنه, مغفرة لذنوبهم, وثوابا جزيلا لا ينقطع, وهو الجنة.
(ووعد الله حق مصدق لا يخلف, وكل من اقتفى أثر الصحابة رضي الله عنهم فهو في حكمهم, ولهم الفضل والسبق والكمال الذي لا يلحقهم فيه أحد من هذه الأمة, رضي الله عنهم وأرضاهم).

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2013-03-29, 08:11 PM
الصورة الرمزية نمر
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المشاركات: 320
نمر
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

من أسرار القرآن :

(373) - ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ)

(الأنفال: 30) .

بقلم

الأستاذ الدكتور/ زغلول راغب النجار



هذه الآية الكريمة جاءت في أواخر النصف الأول من سورة "الأنفال" , وهي سورة مدنية , وآياتها خمس وسبعون (75) بعد البسملة, وقد سميت بهذ الاسم (الأنفال) جمع (نفل) بالفتح وهو الزيادة أو الأمر الثانوي , إشارة إلى الغنائم التي غنمها المسلمون أثناء معركة بدر الكبرى . وقد سميت غنائم الحرب بالأنفال احتقارا لشأنها مقارنة بالأهداف الرئيسة للجهاد في سبيل الله ومنها رد الظالم , وحماية الدين , والعرض, والأرض, وطلب الشهادة في سبيل الله , وهي قضايا تهون أمامها أية مكاسب مادية من مثل الغنائم .

ويدور المحور الرئيسي لسورة "الأنفال" حول عدد من التشريعات الإلهية للقتال في الإسلام , انطلاقا مما جرى في غزوة بدر الكبرى .

هذا وقد سبق لنا استعراض هذه السورة الكريمة , وما جاء فيها من التشريعات وركائز العقيدة الإسلامية , ونستعرض هنا لمحة الإعجاز الإنبائي في الآية الكريمة رقم (30) من سورة "الأنفال" والتي اتخذناها عنوانا لهذا المقال .



من أوجه الإعجاز الإنبائي في الآية الكريمة

يقول ربنا- تبارك وتعالى- في سورة "الأنفال" مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله- صلى الله عليه وسلم- : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ *)(التوبة:30).

وسورة التوبة مدنية بمعنى أن هذه الآية الكريمة أنزلت بالمدينة أي بعد حادثة الهجرة بقرابة السنتين لتستعرض الفارق الكبير بين وضع المسلمين في مكة قبل الهجرة , وموقفهم في المدينة المنورة بعد الهجرة. فقد كان وضعهم في مكة قبل الهجرة وضع المستضعف المضطهد من قبل مشركي مكة, وأصبح وضعهم في المدينة موضع القوة والعزة والمنعة بعد انتشار الإسلام بين أهل المدينة وتعهدهم بأن يمنعوا رسول الله مما يمنعون منه أنفسهم, وتحقق هذا التحول في حياة المسلمين بعد انتصارهم في معركة بدر الكبرى.

والآية الكريمة التي نحن بصددها تصور هذه النقلة الهائلة التي تمت بتوفيق الله ورعايته, وبحسن التدبير والتخطيط من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وبقوة إيمان أصحابة بنبوته ورسالته, وشدة حبهم له, وتفانيهم في الوفاء له ولدعوته.

وهنا تأتي هذه الآية الكريمة لتصور موقف مشركي مكة وهم يبيتون لرسول الله- صلى عليه وسلم- ويتآمرون عليه لمنعه من اللحاق بالمسلمين في المدينة حتى يمنعونه من تكوين قاعدة إسلامية يمكن أن تحاربهم وأن تنتصر عليهم.

وفي التعليق على هذه الآية الكريمة (رقم 30 من سورة الأنفال) يذكر الشهيد سيد قطب : ما نصه : " إنه التذكير بما كان في مكة, قبل تغير الحال وتبدل الموقف , وإنه ليوحي بالثقة واليقين في المستقبل, كما ينبه إلى تدبير قدر الله وحكمته فيما يقضي به ويأمر ..., ولقد كان المسلمون الذين يخاطبون بهذا القرآن أول مرة, يعرفون الحالين معرفة الذي عاش ورأى وذاق . وكان يكفي أن يذكروا بهذا الماضي القريب , وما كان فيه من خوف وقلق, في مواجهة الحاضر الواقع وما فيه من أمن وطمانينة.... وما كان من تدبير المشركين ومكرهم برسول الله- صلى الله عليه وسلم- في مواجهة ما صار إليه من غلبة عليهم , لا مجرد النجاة منهم! لقد كانوا يمكرون ليوثقوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ويحبسوه حتى يموت؛ أو ليقتلوه ويتخلصوا منه؛ أو ليخرجوه من مكة منفيا مطرودا... ولقد ائتمروا بهذا كله ثم اختاروا قتله؛ على أن يتولى ذلك المنكر فتية من القبائل جميعا؛ ليتفرق دمه في القبائل؛ ويعجز بنو هاشم عن قتال العرب كلها, فيرضوا بالدية , وينتهي الأمر !"

وتروي لنا كتب التاريخ الإسلامي أنه بعد بيعتي العقبة الأولى والثانية انتشر الإسلام في يثرب حتى لم يبق بيت من بيوت الأنصار إلا وقد دخله دين الله, فأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مسلمي مكة بالهجرة إليها, ورأى مشركوا قريش في ذلك خطرا جسيما عليهم لتركز المسلمين فيها واتخاذهم من الذين أسلموا من أهل يثرب منعة ومن أرضها حصنا, فحذروا من خروج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إليهم لأنه لو وصل إلى تلك المدينة لجمع المسلمين لمحاربة أهل الكفر والشرك والضلال في شبه الجزيرة العربية, وكان على رأسهم وفي مقدمتهم قريش , فتنادوا إلى اجتماع في دار الندوة (وهي دار قصي بن كلاب التي كان مشركو قريش لا يقضون أمرا إلا فيها) من أجل التشاور في أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في محاولة لمنعه من الوصول إلى يثرب بأي ثمن.

وبعد تداول الأمر , تكلم أبو البحتري بن هشام مقترحا حبسه حتى الموت , فرفض اقتراحه خشية أن يعيرهم العرب بذلك, فاقترح الأسود بن عمرو نفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ألى خارج مكة , فردوا عليه اقتراحه قائلين: ليس هذا برأي , ألم تروا حسن حديثة , وقوة منطقه , فإذا حل عند قوم لا يلبث أن يستولي على نفوسهم, ويحل في سويداء قلوبهم.

بعد ذلك تحدث أبو جهل (عمرو بن هشام, زعيم بني مخزوم) قائلا: والله إن لي فيه رأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد؛ قالوا وما هو يا أبا الحكم؟ قال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى , شابا, جليدا, نسيبا, وسيطا فينا, ثم نعطي كل واحد منهم سيفا صارما , فيمدوا إليه (أي يذهبون حيث محمد) فيضربونه بها ضربة رجل واحد فيقتلوه ونستريح منه , فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل , فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا , فرضوا منا بالعقل (أي بالدية) فعقلناه لهم. استحسن الحضور رأي أبي جهل , وقرروا إخراجه إلى حيز التنفيذ . ولذلك قال- تعالى-: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا...) وفي التعليق على ذلك ذكر الإمام أحمد عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: "...تشاورت قريش ليلة بمكة , فقال بعضهم : إذا أصبح فاثبتوه بالوثاق- يريدون النبي- صلى الله عليه وسلم- وقال بعضهم :بل اقتلوه .وقال بعضهم بل أخرجوه. فأطلع الله نبيه على ذلك؛ فبات علي-رضي الله عنه- على فراش رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وخرج النبي حتى لحق بالغار. وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي فلما أصبحوا ثاروا إليه, فلما رأوه عليا رد الله- تعالى- عليهم مكرهم , فقالوا : أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري ! فاقتصوا أثره, فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم, فصعدوا في الجبل, ومروا بالغار, فرأوا على بابه نسج العنكبوت, فقالوا : لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه... فمكث فيه ثلاث ليال".

وفي ذلك يروي ابن إسحق قائلا : " فأتى جبريل-عليه السلام- رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال؛ لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه. قال: فلما كانت عتمة اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه, فلما رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مكانهم قال لعلي بن أبي طالب: "نم على فراشي, وتسج ببردي هذا الأخضر, فنم فيه, فإنه لن يخلص إليك شئ تكرهه منهم", وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ينام في برده ذلك إذا نام "
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 استئجار سيارة مع سائق في اسطنبول   تذاكر ارض الاساطير   رحلات سياحية في اسطنبول   رحلة سبانجا ومعشوقية   رحلة بورصة 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   برنامج محاماة   معلم دهانات   تشليح   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   اشتراك شاهد رياضه   ايجار سيارات مع سائق في ماربيا   شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيوت امزويل AMSOIL   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   ربح المال من الانترنت   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   yalla shoot   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 

 الحلوى العمانية   Yalla shoot   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل   jeddah certified translation 

 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 

 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 

 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض

 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 

 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »08:20 AM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى