منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع

 Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2014-01-18, 06:19 PM
الصورة الرمزية أبو عادل
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المشاركات: 3,175
أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل
مهم سورة النساء.




الثلث الأولى من سورة النساء حديث عن الأسرة وقضاياها، والأسرة هى المجتمع الصغير، والثلثان الباقيان حديث عن الأمة وشئونها، والأمة هى المجتمع الكبير ، فمحور السورة كلها العلاقات الاجتماعية وضرورة إحكامها وتسديدها. وبدأ التنبيه إلى ذلك من مطلع السورة " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء.. " . إن الناس - وإن بدا بعضهم غريبا عن بعض - هم أقارب فى الحقيقة، إن أبا واحدا ينميهم، ورحما مشتركة تحملهم.. وعلى كل إنسان أن يذكر هذه القرابة فيصل الرحم الماسة، ويصل الرحم البعيد، وصلة الأرحام من شعائر الإسلام، وإن كان المأنوس بين الناس أن الرحم لا تعنى إلا الأقربين من دين وإخوة! ويجب أن تكون دائرة الإنسانية أوسع، وأن يتم التعاون بين أجناسها وألوانها... والآية الأولى تعتمد فى هذا النصح على التخويف من الله الخالق القادر، وعل رقابته الشاملة المستوعبة، غير أننا لاحظنا فى هذه السورة عديدا من آيات التأميل فى الله ونشدان رحمته مثل " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم.. " ، " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " ، " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "، " إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب"، " يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم * والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما * يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا.. " . إن الله لا يريد إثقال كواهل العباد بعبادات تشق عليهم، وما يؤدونه من قربات هو تعب
ص _048
يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2014-01-18, 06:21 PM
الصورة الرمزية أبو عادل
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المشاركات: 3,175
أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل
افتراضي

المتعلم فى تحصيل المعرفة، والمتربى فى إحراز الكمال، وهو تعب محتمل مثمر... وبين الخوف من الرقيب القادر، والأمل فى الرحمن الغفور يحيا المؤمنون، ويستعدون للقاء الحتم، طال الأجل أو قصر..! والقسم الذى يتحدث عن تعاليم الأسرة من هذه السورة، بدأ بالكلام عن حقوق اليتامى لأن المسلمين أمة جهاد ضد عدو لا تنتهى غاراته، فلا عجب إذا كثر القتلى وكثر الأيتام. وفى عصرنا هذا نرى الأيتام غرضا لعصابات التبشير ولصوص العقائد، ومن هنا وجب أن يهتم المسلمون بيتاماهم، ويصونوا حقوقهم.. وفى أثناء الكلام عن اليتامى عرض حديث الزواج!! فأبيح مفردا ومتعددا... والإسلام فى هذا لا يشذ عن سنن الأديان التى سبقت، فلا يوجد دين حرم التعدد بأمر من الله.. وعندما أنظر إلى واقع الناس فى عصرنا، أرى الأوروبيين والأمريكيين أسوأ الناس صلة بالنساء، فالتعدد الحرام شائع بينهم، ويستطيع أى وغد أن يتصل بعشرات النساء.. والمباح عندنا له دائرته المرسومة، فإن الإسلام أمر الأعزب بالصيام إذا كان لا يقدر على تكاليف الزواج، فكيف يبيح لمتزوج بواحدة أن يطلب أخرى لا يستطيع إعاشتها، وإن استطاع لم يستطع العدل معها؟. على أن الزواج عندنا لا يتم بالإكراه، وتستطيع أى كارهة للتعدد أن ترفضه! ذلك، ومن خشيت من زوجها التعدد تستطيع فى صلب العقد أن تشترط ألا تكون لها ضرة، وعلى الزوج كما قال أحمد أن يلتزم، ويوفى بالشرط وإلا طلقت! وذكرت السورة بعدئذ أحكام المواريث، فجعلت للمرأة نصيبا فى كل تركة، وكانت من قبل محرومة، وندبت إلى إعطاء المساكين والضعاف حظا منها، وأباحت للرجل أن يوصى بما شاء من ماله - فى حدود الثلث - كما بينت السنة!! ومعروف أن الإسلام جعل - فى كثير من الصور - نصيب الرجل ضعف نصيب المرأة، وذلك لأن الرجل فى الإسلام مكلف بأعباء أكثر، فهو دافع المهر، وهو ملزم بالنفقة على بيته. ولا تكلف المرأة بالتكسب ما دام لها قريب غنى، وإلا فبيت المال مسئول عنها..
وذلك حتى لا تتعرض النساء لضياع الأعراض والابتذال كما يقع فى الغرب.. الذى يتشدق بأنه نصير المرأة..! ولست بهذا الكلام أدافع عن نفر من المسلمين فارغى القلوب والعقول، يحتقرون الأنوثة،
ص _049
ويهينون الزوجة والأخت والبنت ويتقربون بحبسها وتجهيلها والاستطالة عليها... وفى السنة عن عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله " وعن ابن عباس قال رسول الله.. "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى". والمؤسف أن عددا من المتدينين يبنى تقواه على الإغلاظ للمرأة وإساءة عشرتها وانتقاص مكانتها، حتى كره النساء فى العالم كله الإسلام، وخافوا من سيطرته على المجتمع مع هذا الفهم الفاسد.. كانت المرأة قديما مهدرة الشخصية مستباحة الحقوق، وكانت إذا مات زوجها جاء أقرب الناس إليه، فوضع يده عليها، كأنها بعض المتاع الذى يورث.. وتصرف الجاهليين شبيه بما يفعل اليهود، إذا مات الزوج ولم ينجب، وجب على أخيه أن يتزوج أرملته وأن ينجب منها ولذا ينسبه إلى الأخ الميت!! ولا أدرى كيف يقع هذا؟ زواج بالإكراه! ونسب مفتعل. وما أحسب ذلك تشريعا سماويا، إنه من أكاذيب اليهود، وقد قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها.. " . ثم قال : "ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة" . والمقصود بالعضل إساءة العشرة حتى يتحول البيت إلى سجن تحاول المرأة الخروج منه ولو برد المهر الذى أخذته من قبل!! وقد أمر الرجال بالمسلك الأشرف فقال سبحانه: "وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" . ورفض الإسلام إذا أراد الرجل الفراق أن يساوم امرأته لتنزل عن المهر الذى أخذته مهما كان الذى ساقه كبيرا. لقد صار مهرها ملكا خاصا بها ولو كان قنطارا. ومن كره زوجته ورأى التزوج بأخرى فليغرم من جيبه ما يشاء، ولا يحاول أن يسترد شيئا من
زوجته الأولى " وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا * وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا" . ونلحظ أنه - قبل الحديث عن حسن العشرة - ذكرت جريمتان من الجرائم الاجتماعية السيئة :
ص _050
يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2014-01-18, 06:23 PM
الصورة الرمزية أبو عادل
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المشاركات: 3,175
أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل
افتراضي

الأولى السحاق، والأخرى اللواط، ومحاربة الجريمتين حماية حقيقية للأسرة، وحراسة لجوها الطاهر، فمن الخطأ حسبان الكلام مقحما على السياق. فى الأولى يقول الله سبحانه : " واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا " . وفى اللواطيين يقول تعالى : " واللذان يأتيانها منكم فآذوهما... " . ومن نسيان الغرب لله ولقائه، وللدين ووصاياه، أنه استهان بهذه الجرائم، كما استهان بأشد منها فكان ما نسمع به من فشو " الإيدز " والأمراض التناسلية الأخرى. والواقع أن حضارة الغرب منخورة الكيان، وما تبقى إلا لغياب الوارث الذى يحل محلها، أعنى غياب المسلمين الذين نسوا دينهم..!! ولكى تنجح الأسرة فى أداء رسالتها يجب أن تهذب الطباع، وتختفى الأثرة، ويتمرن كل طرف على الإحسان والتعاون مع الطرف الآخر. اتصلت بى إحدى الزوجات تشكو رجلها، وشعرت من لهجتها أنها موجعة حقا، وأنها تؤثر فراقه لولا ظروف قاهرة!! فأوصيتها بالصبر كما صبرت امرأة فرعون على عتوه! وقبلت على مضض.. قلت: عندما تكون لهذا الرجل أخت متزوجة من رجل عادى فعاملته على أنها قيصرة، أو فرعونة - إن صح التعبير - فما العمل؟ الداهية الأكبر أن تكون ذات برود جنسى، إن جو الأسرة سيكون نكدا... أباح الإسلام العقوبة فى هذه الحال، وتتدرج من الوعظ إلى المقاطعة إلى الضرب، واشتراط ألا يكون الضرب مبرحا وأن يتجنب الوجه! ولم أر فى السنة سببا للعقوبة الأخيرة إلا أن تنشز المرأة وتأبى الإجابة إلى الفراش، أو تأذن فى البيت لغريب مريب!! وكلا الأمرين خطير كما ترى.. وقبل هذه التعليمات العائلية تعرضت الآيات لعدم أكل أموال الناس بالباطل، كما تعرضت لضرورة الرضا بالواقع وعدم التطلع إلى الآخرين. ثم اتجه الحديث عاما إلى الناس كلهم يقول: " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين.... " .
ص _051
وهذا توجيه يشمل المجتمع كله، وإن عنى الأسرة أولا، ثم اطرد الحديث عن النفقة، فلا بخل ولا تبذير، ولكن الأمر الإلهى كشف فريقين من الناس متناقضين: أولهما البخلاء والآخر المسرفون المراؤون.. وقد يكون الكلام عن فريق واحد يبخل فى مجال ويأمر غيره بالبخل، ويسرف فى مجال آخر للرياء والسمعة، وكان الأولى أن يتصرف فى المال وفق إرادة من رزقه، فيكون مسلكه قصدا " وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما" . وبقى الكلام قليلا يعنى الأمة فى حاضرها ومستقبلها، ثم تحول إلى مجرى آخر مخالف لما سبقه فشرع يشرح أحوال الطوائف التى يتكون منها المجتمع العربى أيام البعثة، وحقيقة كل فرقة وما يجب بإزائها. والغريب أن هذه الطوائف هى التى تواجهها أمتنا اليوم!! كان المسلمون شداد الحرص على تألف اليهود، والاعتراف بأنهم أصحاب الوحى الأول، وكانوا يرتقبون منهم الانحياز إلى جانبهم، إذا وقع بينهم وبين الوثنية صراع. بيد أن اليهود كانوا عند أسوأ الظن، فما بالوا بعهد ولا بجوار، وقدموا إلى الإسلام كل ما يستطيعون من إساءة..!! وفى التعجيب والاستنكار لما فعلوا يقول الله لنبيه: " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل * والله أعلم بأعدائكم.. ". والتعبير بأن ما لديهم نصيب من الكتاب إشارة إلى أنهم أضاعوا كثيرا من الوحى الذى نزل إليهم، والواقع أن فقدان كتابهم لتواتر الحفظة سمح بضياع بعضه واضطراب البعض الآخر. والجزء الذى بقى بين أيديهم لم يحسنوا العمل به، وهم إلى اليوم من وراء انتشار الربا والزنا فى العالم أجمع. والتدين الفاسد قد يكون أضرى من فراغ القلب، وغفلته، وذاك سر ما ورد من أن النار أسرع إلى فسقة القراء منها إلى عبدة الأوثان..! والشر الكامن فى أفئدة اليهود من وراء اشترائهم للضلال واجتذابهم للآثام، ورغبتهم

ص _052

__________________








رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2014-01-18, 06:24 PM
الصورة الرمزية أبو عادل
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المشاركات: 3,175
أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل
افتراضي

الغريبة فى أن يروا المسلمين وقد نسوا القرآن وعادوا إلى عبادة الأوثان. أى إخلاص للحقيقة فى هذا المسلك المظلم؟. وقد وعد الله المسلمين أن يؤازرهم فى هذه المعركة التى فرضت عليهم وسيكون وليهم وناصرهم! " وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا " . لكن هذه الولاية والنصرة لا ينالهما القاعدون، بل يستحيل أن يظفر بهما من فرط فى الدفاع عن نفسه، وتهاون فى رسم الخطط وإحكام الحصون..! قال صاحب المنار: " إن الله العظيم الحكيم لا يحابى فى سننه المطردة فى نظام خلقه مسلما ولا يهوديا ولا نصرانيا، لأجل اسمه ولقبه، أو لانتسابه بالاسم إلى أصفيائه من خلقه، بل كانت سننه حاكمة على أولئك الأصفياء أنفسهم، حتى إن خاتم النبيين صلى الله عليم وسلم قد شج رأسه وكثر سنه، وردى فى الحفرة يوم أحد لتقصير عسكره فيما يجب من نظام الحرب.. ! فإلى متى أيها المسلمون هذا الغرور بالانتماء إلى هذا الدين وأنتم لا تقيمون كتابه ولا تهتدون به، ولا تعتبرون بما فيه من النذر؟. ألا ترون كيف عادت الكرة إلى تلك الأمم عليكم، بعد ما تركوا الغرور، واعتصموا بالعلم والعمل، وبما جرى عليه نظام الاجتماع من الأسباب والسنن، حتى ملكت دول الأجانب أكثر بلادكم، وقام اليهود الآن ليجهزوا على الباقى لكم، ويستردوا البلاد المقدسة من أيديكم، ويقيموا فيها ملكهم؟؟. فاهتدوا بكتاب الله الحكيم وبسنته فى الأمم، واتركوا وساوس الدجالين الذين يبثون فيكم نزغات الشرك، فيصرفونكم عن قواكم العقلية والاجتماعية، وعن الاهتداء بكلام ربكم إلى الاتكال على الأموات، والاستمساك بحبل الخرافات. ويشغلونكم عن دينكم ودنياكم بما لم ينزله الله تعالى عليكم من الأوراد والصلوات، وما غرضهم بذلك إلا سلب أموالكم، وحفظ جاههم الباطل فيكم..... أفيقوا أفيقوا، تنبهوا تنبهوا، واعلموا أن الله لم يظلم ولا يظلم أحد فتيلا، فما زال ملككم، ولا ذهب عزكم إلا بترك هداية ربكم واتباع هؤلاء الدجالين منكم! ". والشيخ صادق، وإن جدت أمراض غير ما ذكر هى أنكى وأقسى!!
ص _053
ثم شرح القرآن الكريم ما صنع اليهود بدينهم ـ حتى نحذر الوقوع فى مثله ـ فقال: "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه.. " . وتحريفهم له صور شتى: أولها الميل بالكلام عن معناه الظاهر اتباعا للهوى وكراهية للمعنى القريب ولدى القوم بشارات برسول قادم، وهم يصرفونها عن المقصود بها إلى ما يرغبون حتى لا يصدقوا محمدا، أو يشهدوا له.. ومن التحريف الزيادة على النص الوارد لأنها ضميمة غريبة إلى الوحى النازل لا علاقة له بها. وقد أحصى الشيخ رحمة الله الهندى فى كتابه "إظهار الحق " مائة شاهد على هذا التحريف المتعمد، وقعت فى الكتاب المقدس " ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " . وكتاب إظهار الحق أكمل ما كتب فى هذا الموضوع. ومن تعنت اليهود وسوء أدبهم قولهم للرسول: " سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين " . وقد هددهم الله بأنهم إذا بقوا على عنادهم بطش بهم، فقال " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا " وقد ظل اليهود على عنادهم فمحا الله آثارهم من الحجاز، وطمس وجودهم به... وقد عادوا الآن مرة أخرى بعد ما انفرط عقد المسلمين واستهانوا بمواريثهم، والمستقبل لأهدى الفريقين وأنشطهما فى نصرة الله ورسوله، ولعلنا نعود إلى الله فيعيد لنا عزنا القديم! ثم قال تعالى: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن
يشاء". الشرك نوعان: الأول أن تحسب للعالم خالقين أو رازقين أو مدبرين.. أو أكثر. والثانى أن تلجأ لغير الله فى التشريع والتحليل والتحريم، والدعاء والنذر والتوكل.. الخ. واليهود لم يكونوا مشركين بالمعنى الأول، وإنما إشراكهم، وإشراك أشباههم يجىء من

ص _054

__________________








رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2014-01-18, 06:26 PM
الصورة الرمزية أبو عادل
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المشاركات: 3,175
أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل
افتراضي

تحكيم غير الله والاستمداد منه، وكلا النوعين جرم لا يغتفر، لأنه فساد عميق بالنفس الإنسانية. ومع الحضارة الحديثة ظهر نوع أوغل فى الفساد والإلحاد، وهو جحد الألوهية أصلا، وعبادة الهوى، ونسيان الرب وتعاليمه نسيانا مطلقا... والإسلام فى هذا العصر يقاوم فنونا من الجحود، والتعطيل، والتثليث، والتشبيه، والحكم بغير ما أنزل الله، والجراءة على أصول الشريعة وفروعها. وعلى رجاله أن يقدروا ثقل هذه التبعات، وأن يضيئوا دروب الأرض بما فى أيديهم من نور، ولا يكونوا كاليهود الذين زعموا أنهم شعب الله المختار، ثم لم ير الناس منهم خيرا يذكر ولا صنيعا يشكر. حتى قال فيهم "هتلر": إنهم كالطفيليات تسكن البدن فتسرق غذاءه وتمنع نماءه، ولا عافية له إلا له إلا بالخلاص منها... وبلغ السعار اليهودى الحضيض عندما سئل رؤساء إسرائيل أى الفريقين أولى بالنصر وأدنى إلى الحق؟ فكان ردهم الوثنية أفضل من الإسلام، وحماة الجاهلية خير من أصحاب محمد..!! إن الدين عند بنى إسرائيل ليس عدالة ولا سماحة ولا خشية! إنه كل ما يذكى الصلف الجنسى عند القوم، ويشبع أثرتهم وغرورهم. وقد كرهوا العرب ولا يزالون، لأنهم الأمة التى اصطفاها القدر لحمل أمانات الوحى، بعد ما عبث الإسرائيليون بالوحى، وناءوا بتكاليفه. وأولاد يعقوب جزء محدود من آل إبراهيم، فلماذا يريدون احتكار نعمة الله على إبراهيم وآله فيظفروا بها وحدهم ولا يكون لأولاد إسماعيل نصيب منها؟. ولماذا ينقمون على أبناء عمومتهم ما نالهم من فضل الله، ويمالئون عباد الأصنام عليهم؟؟ "أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا * أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا" . والآية تشير إلى بخل اليهود المعروف، فلو أنهم ملكوا خزائن ربك ما تسرب منها عطاء لمحتاج ولا فضل على كفء، وقد حسدوا العرب على ما نالوا من خير، فما دخلهم فى هذا وما اعتراضهم؟.
ص _055
" أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما" . واليهود - لشدة غضبهم من انتقال الوحى إلى العرب - يتوارثون تكذيب محمد ومخاصمة قومه،وقد جاءوا بعد أربعة عشر قرنا إلى فلسطين يبغون استعادة مجدهم القديم، منتهزين فرصة أن العرب فرطوا فى مواريث الإسلام، وتخلفوا فى مضمار الحياة، وغلب عليهم اللهو واللعب.. وسمع أهل العصر صياحهم وهم يدخلون القدس هاتفين: يا لثارات خيبر! محمد مات وترك بنات! فهل نخجل من خطايانا ونعود إلى ديننا حتى يقال: محمد عاد، ومعه آساد؟؟. واسترسل السياق يلوم اليهود على شهادتهم للوثنيين، إن الشهادة أمانة، وأداؤها إلى أهلها دين، ولا ذرة من الإنصاف فى تفضيل الوثنية على الإسلام، لذلك قال تعالى: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به.. " . وللأمانة معان كثيرة مادية ومعنوية، تدور كلها على صون حقوق الله وحقوق الناس، فى سائر الأعمال والأحوال، ولا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له... بعد ما قص القرآن من أخبار اليهود، شرع يحكى أخبار طائفة ثانية كان لها خطر كبير على الإسلام وأهله، هى طائفة المنافقين الذين أبطنوا الكفر وأظهروا الإيمان، حتى كشفتهم أعمالهم وفضحت سرائرهم... وبدأ الحديث عند قوله تعالى: " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا.. ". والتعبير بزعموا إشارة إلى كذب دعواهم، والطاغوت ما يحتكم إليه دون الله من إنس وجن وجماد..! ومقتضى الإيمان الكفر بالطواغيت، والبعد عما توسوس به، قال تعالى :

ص _056
يتبع...

__________________








رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2014-01-18, 06:28 PM
الصورة الرمزية أبو عادل
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المشاركات: 3,175
أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل
افتراضي

" الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات.. " . . وقال في هذه السورة: " الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت.. " . ووصف الطاغوت مطرد في كل ما يبعد عن الله ويصد عن سبيله ويخاصم شريعته، والمنافقون هنا يسمعون نصح المؤمنين لهم باتباع الله ورسوله، ولكنهم يمضون في طريقهم، وكلما خطوا خطوة ملكهم العناد والضلالى فإذا هم يقطعون مسافات بعيدة في الطريق الجائر، فلا يكاد صوت الناصح يصل إليهم، "أولئك ينادون من مكان بعيد " . وقد يكون المنافق قريبا منك ببدنه، ولكنه بعيد عنك بقلب غففته الأهواء، فهو لايعى ما يقال ولا يتأثر به " وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا! " . وفي سورة أخرى " وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون " . ولكل كافر صريح أو منافق وجهة نظر يستمسك بها ويجادل عنها. وليس من الضرورى أن يكون تاركا للحق بعد ما تبين له. إن كثيرا من المبطلين يعتقد أنه محق!! " أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا " . بيد أنهم لا يبفون طويلا حتى يحصدوا المرمما غرسوا. وللمسالك السوء نتائجها القريبة والبعيدة، وعندما تتكشف يجىء هؤلاء محاولين الاعتذار "فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا" . والمتعصبون في عصرنا للقوانين الوضعية يدافعون عنها، ويحسبون أنهم على شىء، وعندما تسود الفتن البلاد وتكثر الجرائم، عندئذ قد يفكرون ويتراجعون ويعتذرون "أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ".
ص _057
وهناك موضعان ينكشف فيهما النفاق، ويبدو وجهه الدميم: الأول كراهية الحكم بما أنزل الله، والآخر كراهية الدفاع عن الحق والقتال فى سبيل الله!! والمنافقون عموما يضيقون بأنواع الطاعات من صلاة وصدقة، وربما استطاعوا الاستخفاء بهذا الضيق، أو كابروا فيه، لكنهم أمام الحكم بما أنزل الله والجهاد فى سبيله تنكشف بواطنهم ويفتضحون! والرسل تجيء من عند الله بمناهج كاملة للحياة الرشيدة، وأتباع الرسول - انطلاقا من الإيمان والسمع والطاعة - ينفذون ويستقيمون على الطريق، وليس أمامهم إلا هذا المسلك، ولذلك قال تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " . وليس فى تعاليم الدين ما يحرج النفوس، ولكن العجزة وذوى العزائم الخائرة يستثقلون الجهاد وصنوف الطاعات، وكان خيرا لهم لو نشطوا وصدقوا ومضت سورة النساء تشرح خلائق المنافقين فى سياق مطرد، وإن شاب هذا الشرح وصف لطائفة أخرى يكثر وجودها فى المجتمعات، وتحتاج إلى معالجة متأنية حكيمة، هذه هى طائفة ضعفاء الإيمان!! والصلة موجودة بين المرضى والموتى، بين إيمان مفقود، وإيمان معتل يمكن أن يضيع. إذا لم تتم مداواته. ولهذا الإيمان المريض صور.. فالصورة الأولى تتضح معالمها فى قوله تعالى : " وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا * ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما". هذا رجل تحركه مآربه، وتقترن آماله بمصالحه الخاصة لا بمسيرة الدين ومستقبله.. إن قلبه مشوب يتأرجح بين الإخلاص والأثرة..!! ومثله رجل آخر يصلى ويصوم ويترك المعاصى.. حتى إذا بلغته فريضة الجهاد جرع واضطرب، وطلب مهلة " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية".
والسورة تعالج ضعفاء الإيمان فى أماكن شتى، ومن رحمة الله ألا يترك هؤلاء صرعى وساوسهم، حتى يفقدوا دينهم.

ص _058
يتبع...

__________________








رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2014-01-18, 06:29 PM
الصورة الرمزية أبو عادل
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المشاركات: 3,175
أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل
افتراضي

لقد قال للصنف الأول: لا تكن عبد رغبة ورهبة تشدك مصلحتك الشخصية وحدها إلى الإقدام أو الإحجام!. ما معنى أن تحزن لما فاتك من غنيمة عند النصر، أو تفرح لنجاتك عند الهزيمة!! هذه دناءة لا تليق بمؤمن. تجرد لله وأقبل على المعركة لرفع كلمته و حدها "فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما.. " الخ . وقال للصنف الثانى: إن الآجال محددة المواقيت " وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا " . ومع طول الأجل قد تسقط من الطائرة فتمشى على الأرض بقدميك. ومع قصر الأجل قد تموت حتف أنفك فيمسك قلبك عن الوجيب وأنت فى بيتك..!! والأصناف التى تتردد بين النفاق وضعف الإيمان كثيرة، وهاك نماذج أحصتها سورة النساء، قال تعالى: " وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله" . والآية تذكرنا بموقف الفراعنة من موسى " فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون". وكذلك فعلت ثمود مع صالح... والمقصود بالحسنة الأحوال الحسنة من خصب ورخاء وعافية وغنى، والمقصود من السيئة أضدادها. ولا صلة لذلك بالاصطلاح الشرعى عن المعاصى والطاعات! والتشاؤم من بعثة الرسل كفر، وربما كان هذا الموقف من اليهود، وربما كان من حدثاء الإيمان الذين عرضت لهم بعد إسلامهم متاعب غير متوقعة!! وعقيدتنا أن الله هو الضار النافع الخافض الرافع، وأنه خالق كل شئ وسائقه، فلا قدرة لبشر على خلق وإنشاء، ولكن البشر لهم إرادات وقدر تعمل داخل نطاق محدود فى هذا الكون الكبير الذى لا ندرى منه إلا القليل... وهذا معنى "قل كل من عند الله" ثم جاء تفصيل لاحق يبين أن أغلب ما يصيب الناس من
ص _059
شرور هو لسيئات اقترفوها أو تقصير وقعوا فيه، وهذا معنى " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ". وإنما قلنا: أغلب ما يصيب الناس، لأن الله قد يبتلى بما يرفع الدرجات على طريقة " إذا سبقت للعبد منزلة فلم يبلغها بعمله، سلط عليه بلاء يرفعه إليها " - بصبره وتسليمه - فكل شئ لله إيجادا وإرسالا، ولنا كسبا واكتسابا، ونحن السبب فى أغلب السيئات التى تصيبنا... وهذا صنف آخر " وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم.. " . من المآسى أن تشتغل الدهماء بشئون الدولة الكبرى، وأن تبدى رأيها فيما لا تعرف له رأسا من وقد رأيت من يتحدث فى الفقه ولا فقه له، ومن يفتى فى قضايا الحرب والسلام ولا رأى له، ومن يريد إصلاح العالم وهو عاجز عن إصلاح بيته، لماذا لا نترك الأمور لأربابها؟ ولماذا تبعثر الشئون الحربية والمالية فى كل مكان... يا بارى القوس بريا ليس يحسنه لا تظلم القوس أعط القوس باريها!. إن الله يأبى أن يسأل عنه من يجهله " الرحمن فاسأل به خبيرا " . ومن الخير أن نحترم الأخصائيين، وأن نقف عند حدود علمنا. والأمم الكبيرة تحترم الإخصائيين، وتوفر لهم الجو الذى ينتجون فيه، فإهانة هؤلاء تضر المجتمع كله. وماذا على أفراد الجمهور لو أتقنوا ما يوكل إليهم، وتركوا لغيرهم ما يحسنون؟ لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا. وفى الحديث " ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه.. ".
ص _060
يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2014-01-18, 06:30 PM
الصورة الرمزية أبو عادل
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المشاركات: 3,175
أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل
افتراضي

أمر الله نبيه ألا يكترث للضعاف والجبناء ومرضى القلوب، وأن يتصدى لمقاتلة الفتانين والمعتدين حتى يكسر شوكتهم ويفُلّ حدَّهم "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا... " والرجاء هنا من جند الله فى جنب الله، وختام الآية يشير إلى أن بأس الكافرين شديد وأذاهم بالغ، ولكن الله أكبر "والله أشد بأسا وأشد تنكيلا" . ومن شاء انضم إلى الرسول والمؤمنين فقوى ظهرهم ونصر الحق معهم، وهذا الانضمام يسمى شفاعة، لأن المؤيد يجىء إلى الوتر فيجعله شفعا، وإلى الواحد المنعزل فيصيران اثنين قويين، وهذا معنى الآية " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا" أى مجازيا أو مقتدرا. وأمر الله المؤمنين أن يرقبوا مواقف الناس فى هذه المعارك فمن حاسنهم حاسنوه، واستقبلوه ببشاشة تدل على حبهم للسلام "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها.. ". ولا بأس أن تكون الآية فى سائر التحيات المتبادلة، وقد كان المسلمون يسلمون على الناس كلهم، ويردون بالسلام على من حياهم، حتى حرَّف اليهود الكلمة، فجعلوها "السام عليكم " فأمر المؤمنون أن يكون الرد: " وعليكم.. " فيستجيب الله فيهم ولا يستجيب منهم ! ويظهر لى أن ذلك موقف خاص، والآية على عمومها، ومن كرم الإسلام وأمته أن يحيوا الآخرين تأليفا لقلوبهم وإعلانا عن مبدئهم وهو السلام. روى ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنه قال: " من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه، وإن كان مجوسيا فإن الله يقول: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها". ورد الشعبى على نصرانى سلم عليه، فقال: وعليك السلام ورحمة الله، فقيل له فى ذلك فقال: " أليس فى رحمة الله يعيش "؟. ثم ذكر القرآن الكريم بعدئذ المنافقين، وحدد الموقف منهم. والمنافقون فى هذا السياق ليسوا جماعة من أهل المدينة يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر كعبد الله ابن أبى وشيعته. بل هم قبائل بعيدة، أو دول أجنبية بتعبير عصرنا، يتظاهرون بموالاتنا ونصره
ص _061
قضايانا، ويكيدون لنا فى الخفاء، ويعبثون بنا، وقد انخدع بعض المؤمنين بظاهرهم حتى كشف الوحى حقائقهم فقال جل شأنه: " فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا ". لماذا تنقسمون على رأيين فى هؤلاء الناس؟ وقد افتضحت بواطنهم "أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا" . ثم فصلت الآيات أصناف هؤلاء البعداء، فأوضحت أن منهم فريقا يود لنا العنت، ويتمنى أن نعود كفارا وهو يتربص بنا الدوائر " فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا" . وهناك قوم محايدون، ليسوا معنا ولا ضدنا، وموقفنا من هؤلاء السلام! " فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا" ! وهناك قوم مداهنون يريدون اللعب على الحبلين، فإذا تاحت لهم فرصة انتهزوها، وهؤلاء ينبغى أن نكون معهم صارمين " ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم.. " . وظاهر أن مقاتلة هؤلاء ليست على دخول الإسلام بل على التزام الحياد الدقيق بين المسلمين وخصومهم. فإذا تبين خَبْؤُهم، وبدا عدوانهم فلا معنى للسكوت عليهم، ولذلك قيل فى حقهم: "وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا" والتقسيم الآنف يتسم بالعدالة، فنحن لا نكره الناس على ديننا، ولا نكره منهم أن يكونوا محايدين بيننا وبين عدونا ما دام الحياد صادقا شريفا. الذى نرفضه هو العدوان الصريح أو الماكر، على نحو ما قيل: " لست بخِبِّ ولا الخِبُّ يخدعنى"... ثم ذكرت السورة بعد ذلك الحكم فى القتل الخطأ والعمد، وكأن هذا الذكر نتيجة مقدمة لجريمة القتل التى تورط المسلمون فيها وهم يجاهدون فى سبيل الله، فقد حدث فى إحدى المعارك أن أحدق المسلمون بخصومهم، فخرج رجل من بينهم يعلن إسلامه، فظنوه مخادعا يريد النجاة بنفسه، ويلقى السلام وهو كاذب، فقتله أسامة بن زيد. فلما اطلع الرسول على ما حدث حزن حزنا شديدا، وعنف أسامة على مسلكه قائلا له: كيف
ص _062
__________________








رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2014-01-18, 06:31 PM
الصورة الرمزية أبو عادل
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المشاركات: 3,175
أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل
افتراضي

أنت بلا إله إلا الله التى نطق بها؟ قال أسامة: إنما قالها خوفا من السلاح، فرد عليه الرسول: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها خوفا أم لا ؟. قال أسامة: فما زال رسول الله يلومنى حتى وددت أنى لم أكن أسلمت إلا يومئذ!! ونزلت الآية " يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا" . والواقع أنه من الخطأ أن يكون الرجل مؤمنا ويبقى بين ظهرانى الكافرين! يجب أن يلتحق بدار الهجرة، حتى يعين فى بناء الدولة الجديدة، ويتحمل مع إخوانه المسلمين أعباء المستقبل المنشود. إن بقاءه مستخفيا بعقيدته قد يلحق به الأذى، وقد يستحق به حكم المستضعفين الذين ذكرتهم الآيات بعد "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان.. " الخ. والهجرة بالعقيدة طريق الأمان والنصر، وباب إلى غد أفضل وأسعد!. ليس هناك أذل ممن يقبل الدنية فى دينه ودنياه لالتصاقه بتراب ولد عليه، وقد وعد الله المهاجرين بالمستقبل الأرغد، والخير الكثير فى الدنيا والآخرة. والحق أن غيرنا تحرك على سطح الأرض فعمرها وملكها، وترك عليها عقيدته ولغته. والمسلمون أولى بالتنقل فى أرض الله، كى ينشروا رسالتهم، ويصلوا الخلق بخالقهم. ذلك ومع التنقل والأسفار يمكن قصر الصلوات المكتوبة، وقد نزلت فى ذلك الآية "وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا.. " . والظاهر أن هذه الآية وما بعدها فى صلاة الخوف، أى عند الاشتباك مع الأعداء، أما القصر فى السفر فحكمه مقرر من نصوص أخرى، ويمكن فى علم الفقه الوقوف على الأحكام الكثيرة الخاصة بالموضوع..
ص _063
وقد فصلت الآية التالية حكم الصلاة فى أثناء الحروب "وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم.. " الخ . وجمهور الفقهاء على أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو الإمام، وأن المسلمين يصلون خلفه بالتتابع... والذى أميل إليه أن هذا الحكم خاص بالرسول وصحابته، فليس من السائغ أن يؤم المسلمين أحد وهو موجود.. أما فى هذا العصر مثلا فإن تعدد الأئمة سهل، وقد اختلفت أساليب القتال، ومن الممكن أن تتعدد الجماعات، والقيادات دون خوف على دين أو دنيا. ولعل ذلك الفهم يشهد له قوله تعالى : "وإذا كنت فيهم.."، وما أقوله اجتهاد أرجو أن يكون صحيحا، فليس بلازم أن يرتبط مليون مقاتل فى الجبهة بإمام واحد فى صلواتهم كلها مضت سورة النساء تصف ضعفاء الإيمان ومرضى القلوب فذكرت قصة من غرائب ما تناوله الوحى الإلهى، قصة رجل لين الدين ميت الضمير ينتمى إلى الإسلام دون أن يشرب حبه أو يحترم حدوده... ارتكب هذا المرء جريمة سرقة، وإخفاء لآثارها ذهب بالمسروق إلى جار يهودى كى يخفيها عنده! وجاء قفاة الأثر فشعروا بأن التهمة محصورة بين البيتين. وأخيرا استخرجوها من بيت اليهودى الذى قال - وهو صادق - إن "طعمة - اسم السارق - أودعها عنده!. وأنكر طعمة وزعم أن اليهودى هو السارق! وجاء قومه - وهم يعلمون إجرام صاحبهم - فدافعو عنه، واستغلوا أن المتهم يهودى من أعداء الإسلام. فألصقوا الجريمة به. وحسب النبى عليه الصلاة والسلام أن طعمة وقومه صادقون! وكأنه مال إلى إدانة اليهودى، وتبرئة المنتمى إلى الإسلام إحسانا للظن به... ونزل الوحى الأعلى يقول " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما * واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما" . فمنعه أن يكون مدافعا عن الخونة الآثمين، وأن يصدقهم فى اتهام يهودى برئ!!
ص _064
يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2014-01-18, 06:32 PM
الصورة الرمزية أبو عادل
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المشاركات: 3,175
أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل أبو عادل
افتراضي

ويقول للرسول آخر الأمر " ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم " . وقال معلقا على أحداث القضية نفسها " ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا". وعرض التوبة على الخاطئ قائلا " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما" . وفى تآمر أهل المجرم على طمس الحقيقة، وتضليل العدالة يقول " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس.... " ويقول " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا" . ذلك كله لإحقاق الحق وإبطال الباطل وإنصاف رجل من خصوم الإسلام وإثبات براءته من تهمة تتضافر القرائن على إلصاقها به.!! ما أعظم الإسلام...! وبعد سرد هذه القصة اتجه الوحى إلى طائفة أخرى من الناس لا تزال تعيش فى المدينة إنها بقايا الوثنية المدبرة، إنهم العرب الذين لما يهجروا بعد عبادة الأصنام، فقال فى حسم " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا " . والشرك فساد نفسى وعقلى يهدر كل قيمة للإنسان. والمقصود به تسوية المخلوق بالخالق، فى العبادة والدعاء والتحكيم والاستمداد والرجاء.. الخ. إذ الموحد الحق لا يسلم وجهه إلا إلى الله، ولا يفوض إلا إليه، ولا يرجع فى حل أو حرمة إلا إلى شرعه، وهو مستريح إلى وعد الله ووعيده فلا يكترث بغيرهما من رغبة أو رهبة بعيدة الصلة بالله. أما غير الموحدين فتصرفهم فى ميادين الحياة أمانى خادعة، ووعود كاذبة تجعلهم يجرون وراء السراب! ويضيعون أعمارهم سدى " يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا" . والمباهاة بالأديان لا تجدى أصحابها فتيلا، المهم هو العمل الصادق والسلوك الراشد.
ص _065
وفى عصرنا هذا - كما يقول محمد عبده - يوجد من يتحدث عن الإسلام فيثنى عليه أعظم الثناء يقول: أى دين أصلح إصلاحه؟ أى دين أرشد إرشاده؟ أى شرع كشرعه فى اكتماله؟. فإذا سئل الواحد منهم: ماذا فعل للإسلام؟ وبماذا يمتاز على غيره من أتباع الأديان الأخرى لا يحير جوابا.. وردعا لقائلين غير فعالين يقول الله تعالى: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا" . ومن الفتن المزعجة فى هذه الأيام العجاف أن نرى اليهود متشبثين بشرائعهم الدينية يلبس أحدهم قلنسوة الصلاة ويمرق بها فى أكثر الميادين زحاما ليؤدى شعيرته. أما المسلمون فأغلب ساستهم لا يحرص على أوقات الصلاة، إلا من عصم الله وعادت السورة بعدئذ إلى ما بدأت به وهو العلاقات الأسرية، فنبهت إلى الصبغة العامة لهذه العلاقات، وهى العدالة والإصلاح " ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما" . وقد تحدث صدر السورة طويلا عن اليتامى، وأطال هنا فى الكلام عما قد يقع من تنافر بين الزوجين، فندب إلى الإصلاح ومقاومة شح النفس والتزام الإحسان، والتقوى والعدل فى حدود الطاقة.. فإذا تنافر الود وانكسرت الزجاجة وعزَّ الإصلاح فليلتمس كلا الطرفين ما يعوضه من فضل الله "وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما" . وخزائن الله لا تنفد، فلا تسئ الظن بالمستقبل إن فاتك الحاضر وتشبث بالتقوى والطاعة "ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا". وتكررت هذه الجملة ثلاث مرات فى سياق متقارب لتمنع اليأس وتصلح بال كلا الزوجين إذا حكمت الأقدار عليهما بالفرقة..!
ص _066
يتبع...
__________________








رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع: سورة النساء.
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
إبدأ صفحة جديدة مع الله معاوية فهمي موضوعات عامة 0 2019-12-31 11:27 AM
شرح سورة الجمعة التوحيد موضوعات عامة 0 2019-11-23 11:06 PM
الدروس المستفادة من سورة التوبة معاوية فهمي موضوعات عامة 0 2019-11-03 12:16 PM

*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 شركة كشف تسربات المياه بالرياض   خدمة مكافحة النمل الأبيض   استئجار سيارة مع سائق في اسطنبول   تذاكر ارض الاساطير   رحلات سياحية في اسطنبول   رحلة سبانجا ومعشوقية   رحلة بورصة 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   برنامج محاماة   معلم دهانات   تشليح   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   ربح المال من الانترنت   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   yalla shoot 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 

 الحلوى العمانية   Yalla shoot   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل 

 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 

 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 

 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض

 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 

 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »03:02 AM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى