منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع

 Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2010-02-06, 08:50 PM
الصورة الرمزية طالب عفو ربي
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 854
طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي
افتراضي اللغة العربية والعولمة

اللغة العربية والعولمة
( اللغة والثقافة بين الأصالة والاغتراب )
الحلقة الأولى

د . عمر عبد الهادي عتيق
فلسطين \ جنين


اللغة والهوية
ينبغي أن نشير إلى أن أهمية اللغة لا تنحصر في الغاية التواصلية بين الناطقين باللسان العربي أو بالقول إنها وعاء الفكر العقائدي والثقافي أو أنها آلية تفكير وإبداع فحسب وإنما الخطورة في أهميتها أنها هوية تختزل ماضي الأمة بموروثها الحضاري والسيادي وتقترن قوتها بقوة أبنائها وتجسد حاضرها من خلال العلاقة الجدلية بين هوان أبنائها وضعفها وتؤشر إلى ماهية الغد ، إذ إن " الهوية ذلك الإحساس الداخلي المطمئن للإنسان على أنّه هو نفسه في الزمان والمكان وعلى أنّه منسجم مع نفسه باستمرار مهما تعددت واختلفت المكانات الاجتماعية وعلى أنّه معترف به بما هو عليه من طرف الآخرين الذين يمثلون المحيط المادي والاجتماعي والثقافي المحلي والإقليمي والدولي " (1) ولعل هذا الفهم للهوية اللغوية كان ملهما لمحمود درويش في جداريته حينما ربط بين ضياع اللغة والموت فهو يرى" أن الموت هو موت اللغة وعدم القدرة على النطق حين كتب على ورقة الطبيب لقد فقدت اللغة أي لم يبق مني شيء". (2) ويؤكد ذلك أيضاً الفيلسوف الألماني (فيخته) بقوله: (أينما توجد لغة مستقلة توجد أمة مستقلة لها الحق في تسيير شؤونها وإدارة حكمها) (3)ولا يتجاوز الواقع العربي السياسي صدى قول الفيلسوف ( فيخته )

وهذه العلاقة العضوية بين اللغة والهوية هي التي دفعت كرومر أثناء غزوه لمصر لوضع " خطة تعليمية تستهدف إبعاد العربية عن ميدان التعليم، ويستبدل بها لغة قومه"(4) وهي التي حفزت أقطاب الاستعمار على تفريغ اللغة العربيةاللغة القومية تشدّ الإنسان العربي إلى قومه، وتربة وطنه، وتربي فيه شخصيته القومية، ومشاعر العزة والانتماء. فكان إحياء اللغات الميّتة، وتشجيع انتشار اللهجات المحلية، وتعزيز استعمالها في الحياة العامة والرسمية، واتهام العربية

حول تعريف العولمة
ما زال المفكرون والسياسيون مختلفين على مفهوم العولمة بسبب اختلاف مشاربهم الثقافية وتباين دوافعهم الذاتية ويقتضي اتجاه البحث أن نحدد مفهوم العولمة الذي يتناغم مع التحديات التي تواجه واقع اللغة العربية ، ومن اجل تحديد المفهوم ينبغي أن نستبعد بعض المقولات التي تسعى إلى تسويق العولمة وان نحذر من المفاهيم الاغرائية ولهذا لا نطمئن إلى المنظور العام للعولمة على أنها " إكساب الشيء طابع العالمية, وما يشترك فيه كل الناس باعتباره مشكلا من أشكال توحد العالم المفضي إلى سعادة البشر" ( 6 ) لان الذين يقفون خلف برامج تسويق العولمة لا يضعون في أجندتهم السياسية والاقتصادية الأمن والغذاء لجميع البشر وإنما تسخير جميع البشر لسعادة فئة من البشرية تمتلك عوامل القوة المطلقة لفرض إرادتها من منظور مصالحها . ولا نجد سكينة بالقول " إنّها توحيد طريقة التفكير والنظر إلى الذات وإلى الأخر وإلى القيم" (7)، لان مفهوم الذات أو الأنا ينبغي أن ينطلق من الإرث الحضاري بعيدا عن معطيات الواقع التي يتحكم بها الآخر ، ولان مفهومنا للآخر ينبغي أن ينبع من فهمنا الخاص لا من رؤية الآخر لنفسه . ولا يهدئ من روعنا من يرى أن العولمة " لا تهدد الهوية أو الهويات الثقافية بالفناء أو التذويب بل تعيد تشكيلها أو تطويرها للتكيف مع العصر" (8)لان التشكيل آو التطوير أذا لم يستمد آلياته من مقومات الشخصية العربية
واعتمادا على المعطيات السياسية وما تفرزه من وقائع ثقافية ولغوية فان المفهوم الذي ينسجم مع الواقع الثقافي واللغوي هو أن العولمة " اصطباغ عالم الأرض بصبغة واحدة شاملة لجميع أقوامها وكل من يعيش فيها، وتوحيد أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية من غير اعتبار لاختلاف الأديان والثقافات والجنسيات والأعراق" (9) ولا يخفى أنها صبغة أمريكية لا تعترف بخصوصية الأطياف العقائدية إلا بقدر ما يخدم مصالحها العليا ولهذا دعت في غير مناسبة إلى تغيير الخطاب الديني في المناهج الدراسية الإسلامية ، ولا تقر بالتعددية الثقافية - التي تعد شرطا موضوعيا للتكامل الحضاري الإنساني – إلا بمقدار ما ينسجم مع مشروعها الثقافي الذي يخفي بريقه الإنساني مثاقفة سلبية ولا تحترم اختلاف الأجناس والأعراق ، وكيف يمكن أن تمتلك ثقافة احترام العرق الآخر وهي التي قامت على أنقاض عرق آخر وهو الهنود الحمر ؟ وما زال صدى عبارة ريتشارد نيكسون " إن الله مع أمريكا، إن الله يريد أن تقود أمريكا العالم" (10) يتردد في كل التصريحات الفرعونية للإدارة الأمريكية وعليه فان من اليسير أن نتفهم من يرى أن العولمة هي " الاستلاب الثقافي وتدمير الهوية الوطنية وأنبياء العولمة وفلاسفتها لا يكنّون سوى الاحتقار للثقافات الأخرى غير الغربية وهم يصفونها بأنها مناقضة للتقدم وللعلم(11) ولا نملك إلا التسليم بان العولمة " تغيير طرائق البشر وعقولهم بما ينسجم والأهداف الأميركية القائمة على احتكار السوق والتحكم بالعالم اقتصادياً وسياسياً وثقافياً من خلال مقولة: نحن نختار لك ودعنا نفكر نيابة عنك، واستسلم لأمرنا تكن في أمان من القتل."‏ "( 12)
ومن اجل وضوح الرؤية في تلقي المفاهيم يحسن بنا أن نفرق بين العالمية والعولمة لان بعضهم يسعى إلى تسويق العولمة على أنها عالمية بحسن نية أو للتعمية بين المفهومين وما يحفزنا إلى التفريق بينهما أن تحديد مفهوم المصطلح أضحى مطلبا ثقافيا لان الخلط بين المفاهيم يؤدي حتما إلى حالة من التلوث الثقافي التي ينبغي علاجها والحذر من أعراضها" إذ تحمل المعاني الجديدة للعولمة شراسة القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية في أبشع صورها؛ في حين تحمل معاني العالمية الحوار الحضاري بين الثقافات، وتبادل النظرات والخبرات والإنجازات العلمية بما يعود بالفائدة والخير على البشرية جمعاء في فضاء المعرفة السيبراني الذي لا حدود له، والأكثر انفتاحاً وفهماً واعترافاً بالآخر وبقناعاته، وبخصوصيته، فالعالمية تؤالف بين البشر من خلال مفهوم أن الإنسان أخ الإنسان وأن ثقافات الشعوب، وعقولها تتلاقح فيما بينها، وتتفاعل من خلال الحوار والمثاقفة، وليس من خلال العدم والإلغاء" ( 13)
وما أكثر المداخل التي تتسرب منها المفاهيم بمسميات مختلفة ، فلا يخفى أن بعض المفاهيم حينما تقدم بمسمياتها الحقيقية فان المتلقي ينفر منها أما حينما تنتحل اسما آخر فقد يحدث اختلاف في موقف المتلقي فخطورة العولمة تكمن في أنها" تهاجم من كل اتجاه، وتملك استراتيجيات حاذقة، ووسائل تقنية هائلة، وتبدو مثل شبح لا يمكن تحديد موقعه، ومسار حركته بيسر. وبهذا فهي تختلف عن أنماط الغزو الثقافي التقليدية، والتي كان من الممكن رصدها بسهولة مع تعيين الأرض التي تنطلق منها واتجاهاتها، ومجالاتها الحيوية التي تعمل فيها.‏(14)
ويقتضي هدف البحث أن نتجاوز عن البعد السياسي للعولمة فلهذا البعد جهابذ ته الذين ما انفكوا يسوقون العولمة السياسية وفق رؤى مختلفة ومتناقضة وان نتعمد إغفال البعد الاقتصادي للعولمة فلهذا البعد كذلك أخصائيون لا يقل خلافهم في العولمة الاقتصادية عن خلاف أصحاب التيار السياسي وسنحرص على المحور الرئيس للبحث وهو علاقة البعد اللغوي والثقافي للعولمة باللغة العربية . <<<<<<<<<<<< يتبع الحلقة الثانية



--------------------------------------------------------------

هوامش البحث

والعولمة. دار الغرب للنشر والتوزيع، ص 13.)



اللغة العربية(الندوة السنوية لجمعية البحوث والدراسات العرب وتحديات المستقبل) منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دمشق ،8_9 \ 2002 ،ص

اللغة العربية الصلة الحية بين حاضر الامة وتراثها الزاخر ،مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 102 السنة السادسة والعشرون - نيسان 2006 - ربيع الثاني 1427ص89
اللغة العربية. مطبوعات جامعة قسنطينة، ص 334)
والعولمة. مركز دراسات الوحدة العربية, يونيو 1929، بيروت، ص 44.
العربية نموذجا) مجلة اللغة العربية. المجلس الأعلى للغة العربية، ع 5 ، الجرائر 2001، ص 128.





من مقوماتها " لأن المستعمر أدرك أن بالقصور والعجز وعدم القدرة على مواكبة روح العصر" (5) وإذا لم تتوافق جينات التحسين والتطوير مع نسيج المصلحة القومية فان مقولة التكيف مع العصر ستذوب في المحلول الأمريكي . 2- 9 - عبيدو، سعيد اسماعيل : العولمة والعالم الإسلامي( الندوة السنوية لجمعية البحوث والدراسات العرب وتحديات المستقبل) منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دمشق ،8_9 \ 2002 ص 12 10- موردات، ميخل : ترجمة : حامد فرزات:أمريكا المســتبدة_ الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على العالم (العولمة)، منشورات اتحاد الكتاب العرب ، دمشق ، 2001 ص 196 12 - حموي ،حسين: مخاطر العولمة على الدول الضعيفة أو المستضعفة في الأرض ـــ جريدة الأسبوع الأدبي العدد 883 تاريخ 15/11/2003 13- المرجع نفسه 14- رحيم، سعد :محمد العولمة وثقافة النسيان ـــ–العراق جريدة الأسبوع الأدبي العدد 877 تاريخ 4 \ 10 \ 2003 3- الحصري ،ساطع : ماهي القومية. دارالعلم للملايين، بيروت، بدون تاريخ، ص 56 4- الزركان، محمد علي: التحديات المعاصرة التي تواجه 11- إمام ،زكريا بشير : في مواجهة العولمة. عمان ،الأردن، 2000، ج،1 ص 4. 1- مسلم ،محمد: الهوية 2 - معروف،فوزي : أساليب المواجهة الفكرية_ نوافذ الدخول الى المستقبل _ (الندوة السنوية لجمعية البحوث والدراسات العرب وتحديات المستقبل) منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دمشق ،8_9 \ 2002 ،ص 154 5- دهمان، أحمد: 6- بلعيد، صالح : محاضرات في قضايا 7- عتريس، طلال : العرب 8- الجيلالي ،حلام : أثر العولمة في اللسان الرسمي (
__________________
[gdwl]
الاحاديث النبوية علي الفيس بوك
http://www.facebook.com/pages/%D8%A7...01747446575326
[/gdwl]
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2010-02-06, 08:52 PM
الصورة الرمزية طالب عفو ربي
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 854
طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي
افتراضي

[align=center] اللغة العربية والعولمة ( الحلقة الثانية )

الصراع اللغوي العالمي
د. عمر عبد الهادي عتيق

ليست اللغة العربية هي الهدف الوحيد لمروجي اللغة الانجليزية بل إن كل اللغات غير الانجليزية أهداف مرصودة ومعلنة سواء اللغات القادرة على المنافسة بما تتمتع به في الوقت الحاضر من مخزون علمي وتقني وسياسي كالفرنسية واليابانية والصينية والفارسية وغيرها أو اللغات التي ينبغي أن تكون قادرة على المنافسة بما يتمتع به ماضيها من مخزون حضاري شكل رافدا لشرايين حضارات كثيرة ونقصد هنا اللغة العربية .
ولعل أكثر ساحات الصراع اللغوي سخونة هي الصراع اللغوي الانجليزي الفرنسي " . يقول كلود أجيج Claude Hagége: في الولايات المتحدة لا يمر الدفاع عن الإنكليزية عبر السلطة السياسة، فمن أجل دعم اللغة تقترح المؤسسات الخاصة في أغلب الأوقات على الجامعات الأجنبية إبعاد الفرنسية من التعليم في جامعاتهم"( 15) وردا على هذا التوجه الأمريكي اتخذت فرنسا إجراءات وقائية لحماية اللغة الفرنسية وتعزيز مشروعها الثقافي من خلال سنِّ قانون يمنع استخدام المفردات والمصطلحات غير الفرنسية في التأليف والأبحاث والمقالات والمحاضرات وحتى في أسماء المأكولات والمشروبات، وفرضت غرامة مالية تصل إلى (3500) دولار على من يخالف هذا القانون، وثمة هيئة لمتابعة تنفيذ هذا القانون باسم (الرابطة العامة لمستخدمي اللغة الفرنسية). ولم يأخذ مجلس النواب الفرنسي باعتراضات المعترضين بأن بعض المصطلحات عالمية، وأن تجنبها سينعكس سلبياً على مشاركات العلماء الفرنسيين في المؤتمرات الدولية، ولذلك يصر الفرنسيون مثلاً على استعمال مصطلحي (سيدا) و(أرديناتور) بدل (إيدز وكمبيوتر) على الرغم من انتشار هذين الأخيرين عالمياً.. وقد وعدت (فرنسا) بإلغاء (16) مليار فرنك من الدين على دول إفريقية مقابل أن تستمر تلك الدول في ضمان الدور المتفوق للغة الفرنسية في الحكومة والتعليم. ومما يجدر ذكره أن في فرنسا(52) جمعية لحماية اللغة الفرنسية وبإشراف الرئاسة الفرنسية كما قامت مثل هذه الحملات لحماية اللغة
وقد تجسد البعد القومي للغة لدى الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي" انسحب من مؤتمر قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، عندما قدم الفرنسي اغيرنست سيلييرغ، رئيس البنك المركزي الأوروبي، تقريرا اقتصاديا للمؤتمر، تحدث فيه بالانجليزية. قاطعه، بعد أول جملة، شيراك، وقال له: «لماذا بحق السماء تتكلم الانجليزية؟» أجاب «لأنها أصبحت لغة الاقتصاد العالمي»، لكن شيراك لم يقتنع، وخرج مع بقية الوفد الفرنسي من القاعة، ولم يعودوا إلا بعد أن غير سيلييرغ إلى الفرنسية. (17)إن هذا الموقف من رئيس دولة يجسد التكامل بين القرار السياسي المستقل والبعد اللغوي القومي ولا يحمل موقف الرئيس الفرنسي كراهية للغة الانجليزية ولا تعصبا للغته ولكنه يحمل انتماء وطنيا وسيادة سياسية . ألا يدعونا هذا الموقف الوطني إلى المقارنة بينه وبين كثير من الرؤساء العرب الذين يتسابقون باعتلاء المنابر الدولية والمحلية ولا يجيدون إلا اللغة
ومن هذا القبيل أيضاً ما قامت به إيران من منع استخدام المفردات والمصطلحات غير الفارسية في الإذاعة والتلفزيون بعد أن زودت العاملين في حقل الإعلام بالمصطلحات الفارسية البديلة عن تلك الأجنبية، وهذا موقف آخر يقتضي الربط بين الانتماء اللغوي والثقل السياسي . أما الدعاية للغة القومية والترويج لاستخدامها فلدى الحكومة الألمانية قسم لترويج اللغة الألمانية ويخصص حوالي (5000) مليون مارك ألماني لهذا الغرض، فكم يخصص من المال العربي المهدور لترويج اللغة العربية على المستوى العالمي ؟ ولنطرح الوجه الآخر للسؤال ذاته : كم يخصص من المال العربي لإفساد اللغة العربية على المستوى المحلي ؟ كما أنشأت (إيرلندة) وكالة اللغة الإيرلندية. وقد وفرت هذه الوكالة أموالاً ضخمة لعلاج المواقف من الإيرلندية عن طريق حملة دعاية بدأت في العام 1978 في الصحافة والإذاعة والتلفزة وبلوحات الإعلانات، وقد نُظَّمت الحملة وكالةُ إعلان حول موضوع رئيسي هو "لغتنا جزءٌ من كياننا. ومن هذا القبيل ما فعلته ، (اليونان) التي طورت لغتها بإدخال (نظام الكتابة الرتيبة) الذي خفض زمن الكتابة بنسبة 35%، وأمكن تقليل زمن تعلم اللغة الأم بشكل كبير ( 18 ) واللافت للنظر أن " الولايات المتحدة نفسها «بتعددياتها العرقية والدينية» حشدت كل الطاقات من أجل رفض قرار تعليم الإسبانية في المراحل الأولية في مدارس كاليفورنيا عام 1994م. بل إنها رفضت أيضا تغيير نظام قواعد اللغة

-----------------------------------------------------------------------
هوامش






القومية في كل من أندونيسيا وسنغافورة. ( 16) الانجليزية وإذا تحدثوا بالعربية الفصيحة ظهر اللحن في كل مستويات النظام اللغوي وقد يفرون من الفصيحة إلى العامية التي تعجز عن النهوض بمقتضيات الخطاب السياسي . الانجليزية ليتوافق مع طريقة المواطنين السود «Ebonics»، وهم فئة كبيرة من الشعب الأمريكي نفسه."(19). فأمريكا ترفض تعليم لغة أجنبية للمرحلة الأساسية ومعظم أصحاب القرار التربوي العربي يصرون على تعليم الانجليزية للمرحلة الأساسية وبخاصة للصف الأول الأساسي ، ويدافعون عن قرارهم ويتفاخرون به .>>>>>>>>>>>>>>>>>> يتبع 15- موردات، ميخل : ترجمة : حامد فرزات:أمريكا المســتبدة_ الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على العالم (العولمة)، ص 189- 190 16 - انظر: خسارة ،ممدوح: التعريب في مواجهة الغزو الثقافي _ (الندوة السنوية لجمعية البحوث والدراسات العرب وتحديات المستقبل) منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دمشق ،8_9 \ 2002 ، ص 132 - 133) 17- صالح ،محمد علي: حرب اللغات. جريدة الشرق الاوسط الجمعـة 09 ربيـع الاول 1427 هـ 7 ابريل 2006 العدد 9992) . 18-انظر: خسارة، ممدوح :التعريب في مواجهة الغزو الثقافي _ ص 132 - 133)
[/align]
__________________
[gdwl]
الاحاديث النبوية علي الفيس بوك
http://www.facebook.com/pages/%D8%A7...01747446575326
[/gdwl]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2010-02-06, 08:54 PM
الصورة الرمزية طالب عفو ربي
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 854
طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي طالب عفو ربي
افتراضي

[align=center] اللغة العربية والعولمة ( الحلقة الثالثة)

واقع اللغة الانجليزية \\ واقع اللغة العربية بين الأنا والآخر ( الحلقة الثالثة ) د . عمر عتيق

ولما كانت اللغة الانجليزية هي اللغة المنافسة للغة العربية و يسعى أصحابها إلى تتويجها على عرش اللغات الأخرى لتكون اللغة الوحيدة للعلم والفكر والمعرفة فانه من المفيد أن نقف على واقع اللغة
يتمثل الهدف المستقبلي للعولمة بتحويل العالم إلى قرية كونية بمواصفات أمريكية ولا بد لهذه القرية من لغة مشتركة للتواصل التقني والثقافي "وإذا تحول العالم إلى لغة مشتركة فإن هذه اللغة

يجسد ما تقدم الإجراءات الوقائية والدفاعية التي اتخذتها الدول المشار إليها لحماية لغاتها القومية ومواجهة اللغة الانجليزية التي تسعى إلى بسط نفوذها في أوطان اللغات الأخرى ، فماذا نحن فاعلون تجاه لغتنا التي أصبح حماها مباحا في غير مكان من الوطن العربي وفي غير مجال ؟
ينبغي أن نعاين اللغة العربية من منظور الأنا من جهة بهدف الكشف عن المصا لحة الذاتية مع اللغة وما يعتريها من مواقف مشبعة بالجهل والتآمر والانسلاخ عن جسد اللغة الأم ومن منظور الآخر من جهة أخرى بهدف بيان موقف الآخر من اللغة العربية . واللافت في هذين المنظورين أن كليهما ينطوي على مفارقة ، فمعاينة اللغةالعربية من منظور الأنا تشكل ثالوثا ،ففريق يدعو إلى " التغريب والارتماء في أحضان اللغة الأجنبية الغربية، وحجّة أصحابها في ذلك أنّها اللغة المتطوِّرة، والحاملة للواء التقدّم والازدهار، والمحتوية للحضارة الراقية" (22) و " فريق الأصالة الذي يدافع عن لغة عصور الاحتجاج، وقد يتناول ويقبل بعصر احتجاج جديد في اللغة
وليت دعاة التغريب يقصرون شغفهم باللغة الانجليزية على السياقات التقنية والعلمية ولكننا نسمع في كثير من الأحيان ألفاظا ومصطلحات من أناس أذهانهم من العلم خواء ومن عموم الثقافة براء " إذ عمد الكثير من الأفراد وبعض المتحذلقين من المثقّفين في السنوات الأخيرة إلى دسّ المفردات والتراكيب الأجنبية في عربيتهم دون حاجّة ملحة أو ضرورة علمية أو فنيّة. إنّهم يفعلون ذلك تحذلقا أو إعلانا عن فوقية مصطنعة، أو إظهارا لاتِّساع الثقافة وتنوّعها تنوّع ما تكنّفوه من عناصر، لا يدري أكثرهم ما مصدرها، ولا يدركون معانيها الدقيقة، ولا يجيدون نطقها ؛ بل يمسخونها مسخا، إنّهم يلوِّكونها بألسنتهم، ويلوون أعناقها، فتخرج من أفواههم مغلوطة غير ذات نَسب صحيح بهذا الأصل أو ذاك" (25)ألا تحتاج هذه الفئة المتحذلقة إلى تشريح نفسي لمعرفة أسباب الاغتراب اللغوي والتمسح بأذيال الآخرين ؟ لماذا يستحسنون تلعثمهم بلغة دخيلة ويكرهون إجادتهم للغتهم الأصيلة ؟ وقد كتب الفرنسي بيرنارد كاسين، مؤسس حركة (أتاك)المضادة للعولمة، في جريدة (لوموند) الفرنسية أن "سيطرة اللغة الانجليزية موضة، وليست ضرورة". . (26)
ولا يخفى أن هذه الردة اللغوية تمثل تيار التقليد الأعمى الذي لا يرى إلا من خلال عيون الآخر وهو تيار بعيد عن التأثر الحضاري وان ادعى ذلك" وخاصة عندما ينظر أفراد هذه المجتمعات إلى الغرب باعتباره النموذج الحضاري الناجح. وإن التخلّف السيكولوجي يعبر عن نفسه لغوياً عبر تبنّي لغة الطرف القوي المتغلب ومحاولة تقليده.(27) ولا شك أن التبعية اللغوية تؤدي إلى تبعية سلوكية في تجليات الحياة اليومية فيغدو دعاة التغريب والتبعية صورة كاريكاتورية تثير السخط أو السخرية أو الشفقة ، فلسانهم يتعثر بين المحصول اللغوي الأجنبي الهزيل والمخزون اللغوي القومي الوافر ، ونمط معيشتهم من حيث المأكل والملبس والمشرب يتأرجح بين صناعة الآخر وثقافة الفلكلور القومي ويؤدي هذا التعثر والتأرجح إلى انفصام لغوي وثقافي " وأخطر ما في هذا الشعور بالدونية هو التطاول على خصائص الشخصية القومية والانحياز إلى ثقافة الاستهلاك، ثقافة الجينز والهمبرغر والجنس الرخيص وذلك ضمن التوحيد النمطي للثقافة العالمية: التلفزيون الأمريكي، الموسيقى الأمريكية، الطعام الأمريكي، اللباس الأمريكي، الأفلام الأمريكية، عالم والت ديزني.(28)"
فلو تاملنا الرجال والنساء والأولاد الذين يرتدون قمصاناً من كاليفورنيا وقبعات تكساسية وكسكيت لاعبي البيسبول وقمصان تحمل علامة إحدى الجامعات الأمريكية أو برمودا من فلوريدا سنحصل على صورة دقيقة عن خضوع الكرة الأرضية لقواعد اللباس الأمريكية. (29)
وهؤلاء المتحذلقون لا يبادرون إلى قطع صلة الرحم اللغوية فحسب وإنما ينزلقون إلى هاوية الفكر لان محاولة الفصل بين اللغة والفكر محكوم عليها بالفشل إذ إن " كلّ محاولة تهدف إلى اعتبار اللغة شيئاً يمكن قياسه من الخارج من دون نظرة داخلية بالفكر إنما تبوء بالفشل وليست اللغة رصفاً من الألفاظ ولا جمعاً لمفردات دون وعي أو انتباه. اللغة "قضايا" مفيدة دالة، والقضية "حكم" ومتى قلنا "بالحكم" فقد قلنا بالربط الفكري. (30) وماذا سيقول هؤلاء إذا سمعوا أن " هيئة الإذاعة البريطانية قد رفضت إذاعة برنامج (شارع السمسم) الذي أنتجه الأمريكيون لأنه برأيها سيحمل إلى أطفال بريطانيا قيماً غريبة عنهم...( 31)
أما فريق الأصالة فقد وعوا أمرين ، الأول : خصوبة اللغة وقدرتها على التصدي للزحف اللغوي الأجنبي وقد أثبتت قدراتها في كثير من المحطات التاريخية التي حاولت فيها لغات المستعمرين على أرض اللغة الأم ولغات القوى الخارجية عبر وسائل عديدة أن تكون بديلا عن اللغة الأم " ولقد دلت العربية خلال قرون طويلة أنها صاحبة مناعة تحميها من التأثيرات الغريبة عن خصائصها الموروثة وذلك لأحكام "نظامها ومتانته، فلم تسمح للفظ الغريب أن يدخل الخلل على نظامها، والفساد على قواعدها، ولذلك صهرته وغيرت معالمه حين قبلته"( 32)، كما أن خصوبتها وقدرتها على التجدد والتوليد ينبعان من ذاتها مما يكسبها صفة الديمومة والقدرة على المواجهة إذ إنها" تتميز عن غيرها من اللغات اللاتينية كونها لغة ترد إلى ميزان صرفي، فهي نتيجة لذلك تتميز بالتجدد، إنها لغة اشتقاقية، أمّا اللغات الأخرى فهي تركيبية ذلك لأن اللغات الهندية الأوربية هي لغات لا تعتمد كثيرا على الاشتقاق، وإنما تعتمد بالدرجة الأولى على ظاهرة التركيب، أي تركيب كلمتين أو أكثر(33) . والأمر الثاني : براءة اللغة من العجز والتقصير في مجالات العلوم التطبيقية ، لان التقصير ناجم عن أهل اللغة لا عن اللغة" وما أكثر الكتب العربية التي غزت أوربا وعلمتها ودربتها على البحث والتجربة. ففي الطب عرفت أوروبا كتاب القانون لابن سينا، وكتاب الحاوي لأبي بكر الرازي، ومفردات ابن البيطار في الأدوية. وفي الكيمياء عرفت أوروبا رسائل جابر بن حيان، وفي الرياضيات عرفت كتاب الخوارزمي، حساب الجبر والمقابلة" وفي الجغرافية عرفت كتاب "نزهة المشتاق لاختراق الآفاق للشريف الإدريسي".( 34) وما زلنا نسمع عن تأثير الحضارة العربية الإسلامية على النهضة الأوروبية من أفواه الأوروبيين أنفسهم ونقرأ في بعض مصنفاتهم التي تتحرى موضوعية البحث والصدق التاريخي عن النبض الحضاري العربي في قلب الحضارة الغربية ، في حين نسمع من أفواه عربية ونقرأ أوراقا عربية صفراء عن التخلف والجهل العربيين ، وكأن صدى بل صديد نظرية العرق لدى (هيبولت تين ) يملأ أسماعهم ويلوث وجدانهم.
وكما يقول د. محي الدين صابر فان اللغة العربية أصبحت " لعدة قرون في التاريخ الوسيط هي اللغة العالمية الأولى لغة الفكر والعلم والاقتصاد ، وحرّر الحرف العربي عشرات اللغات غير المكتوبة وأدخلها عالم التدوين ، وتعايشت الثقافة العربية الإسلامية مع ثقافات الشعوب التي ارتبطت معها بالعقيدة ولم تحاول طمسها أو استلابها ، ولكنها تعاملت معها أخذا وعطاء فأغنتها واعتنت بها وقبلت دون تحيّز ولا تمييز من استطاع أن يضيف إلي قدرتها بل إنها كرمت ذلك وشجعت عليه " (35 )

إن العلاقة بين قوة اللغة وقوة أبنائها علاقة جدلية ، فحينما كانت الأمة العربية تقود موكب النفوذ السياسي الذي هز عروش امبروطوريات عديدة وكانت علومها منارة تهتدي بها الشعوب الأخرى وكان فكرها نبراسا يضيء عقول الآخرين ، كانت اللغةالعربية تعتلي عرشها فيفاخر بها أبناؤها ويقبل على تعلمها غير أبنائها ولكن حينما أسقط القرار السياسي من أيدي العرب وأصبحوا لا يملكون إلا الدوران في فلك الآخرين أصبحت اللغة عبئا على أبنائها وهدفا سائغا لطغيان اللغات الأخرى وبخاصة الانجليزية ومن المفيد أن نستحضر ما قاله كمال بشر : " كلّما حرَص أهلها على إمدادها بالزاد، وكلما ماجت البيئة المعيّنة بالنشاط العلمي والثقافي، نهضت اللغة، استجابت لهذا النشاط، وأخذت في استغلال طاقتها، وتنمية ثروتها، وتعميق جوانبها. ومن ثمَّ تستطيع أن تُمِدّ هؤلاء وأولئك بطِلْبَتهم من الوسائل اللغوية اللازمة للتعبير عن علومهم وفنونهم، وكلما جَمُد التفكير العلمي وتخلّف النشاط الثقافي ظلّت اللغة في موقعها جامدة، ولا تبدي حراكا ولا تقدِّم زادا ؛ لأنّها بذلك قد فقدت عوامل النمو، وحُرمت من عناصر النضج الفني " (36) ولا يعقل أن نكسر مرآة لأن الصور التي تعكسها مشوهة أو قبيحة ونهرع إلى مرايا الآخرين لجمال ما تعكسه من صور لأن التشويه من تقصيرنا والقبح من عقوقنا للغتنا ، أما إذا هرعنا إلى مرايا الآخرين فلن نرى صورتنا بل سنرى مسخا مشوها لان لغة الآخرين لا تعكس شخصية الأنا . فاللغة "منزل الكائن البشري، ومرآة فكره، يلجأ إليها لتأكيد وجوده، وينطلق بها لتحقيق رغباته، ولكنّ المنازل تغنى بسكانها، والمرايا تصفو وتجمل بالعيون الناظرة إليها، والوجوه المصورة عليها، فإذا هاجر السكان، أو ماتوا، خلت المنازل، وافتقر غناها، فهم روحها التي بها تحيا" (37)

ولا تهزم لغة إذا انتصر أهلها ، إذ إن عوامل الهزيمة أو الفناء لا تكمن في جينات اللغة ، وقد يحدث تطور دلالي لحزمة من الألفاظ وقد تموت بعض الألفاظ لأسباب اجتماعية وتحيا ألفاظ أخرى تقتضيها مستجدات فكرية أو اجتماعية ، أما أن تعطل لغة ما وتسلب من مقوماتها بسبب العامل الزمني وما يرافقه من تقدم علمي وتقني فهذا أمر لا ينسجم مع حقيقة التطور لان " اللغة لا تحيا ولا تموت بنفسها، وإنما يلحقها هذا الوجه أو ذاك بحسب الظروف والملابسات التي تحيط بها، فإن كانت الظروف فاعلة غنية بالنشاط العلمي والثقافي والفكري، كان للغة استجابتها الفورية ورد فعلها القوي تعبيراً عن هذه الظروف وأمارة ما يموج به المجتمع من ألوان النشاط الإنساني، وإن حرمت اللغة من هذا التفاعل ظلت على حالها وقدمت للجاهلين فرصة وصمها بالتخلف والجمود، في حين أن قومها هم الجامدون المتخلفون"(38) وإذا كان الواقفون في الاتجاه المعاكس للتيار اللغوي القومي لا يحسنون الاستماع إلى شهادة الأنا والى صوت الثقافة القومية ظنا منهم أن الأنا لا يصدر منها إلا التعصب فليستمعوا إلى (جورج فاندريس) بقوله : (إننا لا نعلم إطلاقاً لغة قصرت عن خدمة إنسان عنده فكرة يريد التعبير عنها، فلا ننصت إلى أولئك المؤلفين العاجزين الذين يحمّلون لغاتهم مسؤولية النقص الذي في مؤلفاتهم لأنهم هم المسؤولون، على وجه العموم عن هذا النقص)(39)

إن واقع اللغة يصطبغ بتجليات الصراع بين الأنا والآخر فحينما يضعف الإحساس بالأنا أمام تحديات الآخر فان الضعف يتسرب إلى اللغة إذ لا يمكن الجمع بين التنازل عن الهوية اللغوية واحترام الذات ولهذا فان العامل الحاسم بل العامل الوحيد في تحديد الانتماء القومي هو اللغة " فاللغة العربية مرتبطة ارتباطاً مصيرياً وحتمياً بأبنائها. فعندما كان العرب في عصورهم الذهبية، أغنت اللغة العربية العالم بالعلوم والمعارف، وأثبتت قدرتها على الانتشار والتوسع والاستيعاب والتواصل الفكري الإنساني. ولكنّ الفرد العربيّ يعيش اليوم أزمة هروب من الذات، وينغمس في حالة تغريب عن أصالته ووجوده، فانعكست الأزمة سلباً على الواقع اللغوي، ووصمت اللغة بالعجز والقصور عن مواكبة التطور العلميّ والحضاري" (40) "



ولو تأملنا صفحة مشرقة من أسفار أمجاد العرب المسلمين في أندلس الأمس لتجسدت لدينا العلاقة الجدلية بين اللغة وأبنائها ، فحينما كان العرب يملكون زمام السياسة انقادت لهم الأمم ، وحينما كان العقل العربي ينتج أشكال العلوم الإنسانية والتطبيقية كانت حواضر الأندلس منهلا ثقافيا يتوارد عليه الأوروبيون وقد كتب احد أساقفة قرطبة يقول:" كثيرون من أبناء ديني يقرؤون أشعار العرب وأساطيرهم، ويدرسون ما كتبه علماء الدين وفلاسفة المسلمين، لا ليخرجوا عن دينهم، وإنما ليتعلموا كيف يكتبون اللغة العربيةاللغة والأدب العربيين، فهم يقرؤون ويدرسون بحماسة بالغة الكتّب العربية، ويدفعون أموالهم في اقتناء المكتبات ويتحدّثون في كل مكان بأن الأدب العربي جدير بالدراسة والاهتمام. وإذا حدَّثهم أحد عن الكتب المسيحية أجابوه بلا اكتراث: ( بأنّ هذه الكتب تافهة لا تستحق اهتمامهم ). يا للهول! لقد نسي المسيحيون حتى لغتهم، ولن تجد بين الألف منهم واحداً يستطيع كتابة خطاب باللغة اللاتينية، بينما تجد بينهم عدداً كبيراً لا يحصى يتكلّم العربية بطلاقة ويقرض الشعر أحسن من العرب أنفسهم "(41)
أما معاينة اللغة العربية من منظور الآخر ففيها مفارقة ، فقد أثنى بعض المفكرين الغربيين على اللغة العربية وخلعوا عليها أوصافا في حين بخل بعض أصحابها عن وصفها كما وصفها الآخرون . ولا ريب أن الدرس الموضوعي للغة العربية قادهم إلى الثناء عليها ، فقد ابدوا إعجابهم بظاهرة الفروق اللغوية الدقيقة ( الترادف ) كما في قول نولدكه : " إنه لا بد من أن يزداد تعجب المرء من وفرة مفردات العربية، عندما يعرف أن علاقات المعيشة لدى العرب بسيطة جدا. وبلدهم ذو شكل واحد، ولكنهم داخل هذه الدائرة يرمزون للفرق الدقيق في المعنى بكلمة خاصة(42)ونوه جورج سارنوت إلى اثر القران الكريم على اللغة العربية بقوله : " ولغة القرآن على اعتبار أنها لغة العرب كانت بهذا التجديد كاملة، .............وهكذا يساعد القرآن على رفع اللغة العربية إلى مقام المثل الأعلى في التعبير عن المقاصد"(43 )
وعبر ارنست رينان عن إعجابه بالانتشار الجغرافي للغة العربيةاللغة العربية، فقد كانت هذه اللغة غير معروفة بادئ بدء، فبدأت فجأة في غاية الكمال، سلسة أي سلاسة، غنية أي غنى، كاملة بحيث لم يدخل عليها إلى يومنا هذا أي تعديل مهم، فليس لها طفولة ولا شيخوخة، ظهرت لأول أمرها تامة مستحكمة، من أغرب المدهشات أن تنبت تلك اللغة القومية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أمّة من الرحل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها، وحسن نظام مبانيها، وكانت هذه اللغةاللغة العربية قوتها في القرون الماضية، وتستطيع هذه اللغة اليوم بفضل ثراء أصلها التاريخي، ولما اكتسبته من الظواهر الجديدة مثل كثرة المصطلحات العلمية والفنية الجديدة أن تساير التطور في جميع مراحله ومجالاته)( 45)

ويتمثل الطرف الثاني للمفارقة في منظور الآخر للغة العربية بجملة من الآراء التي حولت مزايا اللغة إلى عيوب ، فقد زعم" تشوبي" أن عجز اللغة ناجم عن نظامها النحوي وخاصية الترادف في قوله : " إنّ اللغة العربية غير قادرة على استيعاب الأفكار المجرّدة، وإن هي فعلت ذلك فمن الصعب استخدام اللغة للتعبير عن ذلك، نظرا للطبيعة الصارمة للنحو العربي. فوجود مئات المترادفات، ومستويين لغويين، والغموض، يؤدِّي إلى الحدّ من المرونة أو الليونة اللغوية، ثم الفكرية في عمليه التعبير والصيّاغة"(46)وشكك " لافين" بقدرة اللغة على التفكير المنطقي بسبب نظامها الصرفي وادَّعى "باتاي Patai" أنّ العربيّة تفتقر إلى نظام تفصيلي للزمن في الفعل العربي مغاير للزمن في اللغات الأوربي. (47)

______________________________________
الهوامش


اللغةالعربية في ظل العولمة. مجلة اللغة العربية، المجلس الأعلى للغة العربية ، ع 2 ، الجزائر ، 1999 ص 75 )
العربية وعصر المعلومات. الكويت عالم المعرفة، ديسمبر2001، ص 273

اللغة العربية والعولمة في ضوء النحو العربي والمنطق الرياضي .مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب- دمشق العدد 102 نيسان 2006 ربيع ثاني 1427 ص 99
اللغة العربية بين الوهم وسوء الفهم. ص37) "




اللغة والفكر.مهد البحوث والدراسات العربية. القاهرة، 1967، ص 20

اللغة وخصائص العربية. ط6، دار الفكر ، بيروت ، 1975 ص 297)

اللغة
العربية المعاصرة . المكتبة العصرية ، ط 2 ، بيروت،1987، ص 30.
اللغة العربية بين الوهم وسوء الفهم . ص 223 – 224

اللغة العربية بين الوهم وسوء الفهم . ص 54 وانظر: باطاهر: بن عيسى :الدور الحضاري للعربية في عصر العولمة . ، ط1 ، الشارقة ، 2001 ، ص 38
اللغة : ترجمة عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ص 421.
العربية والعولمة في ضوء النحو العربي والمنطق الرياضي. ص 100

اللغة العربية والوعي القومي. مركز دراسات الوحدة العربية، أبريل 1984، ص 291

اللغة العربية بين حماتها وخصومها. مطبعة الرسالة، بيروت ص 25

العربية. عالم الفكر، المجلد الثامن والعشرون، ع3، يناير- مارس 2000، ص 12
الانجليزية وعلى جهود أصحابها وترحيب تابعيها وتصفيق محبيها وتوجس القابضين على لغتهم في زمن الجحيم الأمريكي . ستكون الإنجليزية بطبيعة الحال وهي لغة الاقتصاد والبحث والتكنولوجيا وإذا كان يتحرك بمعايير مشتركة في مجال الأمان والنوعية... فستكون هذه المعايير أمريكية... أما القيم فتكون قيما يرتاح لها الأمريكيون... هذه ليست مجرد تطلعات لا جدوى منها فاللغة الإنجليزية تربط العالم في مجالات الاتصالات والمواصلات" (20) واللافت في انتشار الانجليزية هو سيطرتها على الشبكة العنكبوتية " فحسب الإحصاءات الأخيرة نجد أن 88 بالمائة من معطيات الإنترنيت تبث باللغة الإنجليزية مقابل 9 بالمائة بالألمانية و2 بالمائة بالفرنسية و7 بالمائة يوزع على باقي اللغات"( 21) مصطلحا ومعجما... ويوجد إلى جانب الفريقين طائفة ثالثة تؤثر التوفيق والاعتدال، وتنادي بالمصالحة بين الماضي والحاضر وتصرُّ على التمسّك بالهوية والأصالة، دون أن تنسى أنّها تعيش في عصر العلم والحاسوب والصورة، وغير ذلك من منتجات التكنولوجيا"(23) أما الفريق الأول – دعاة التغريب اللغوي والثقافي – فهم نتاج الشعور بالدونية أمام التفوق التقني للآخر وهم الذين يجهدون أنفسهم لإخفاء عقدة النقص بعباءة الآخر وهم الذين تخلوا عن الموروث الحضاري والثقافي"و مما لا شك فيه أنّ العولمة تجد طريقها في مجتمعات مفرَّغة من الأصالة والجذور التاريخيّة؛ لأنَّ المخزون الثقافي لهذه المجموعات ضحلٌ، ولا يمكنه تسخير الفكر العالمي لمصلحته القومية، بالتفاعل الصحيح في مختبرات وطنية سليمة من الشوائب والتشويش.( 24) مستخدمين الأساليب البلاغية. أين نجد اليوم مسيحّياً عادياً يقرأ النصوص المقدسة باللغة اللاتينية؟ إن كلّ الشباب النابه منصرف الآن إلى تعلم بقوله : " من أغرب ما وقع في تاريخ البشر، وصعب حل سره، انتشار مجهولة عند الأمم، ومن يوم علمت ظهرت لنا في حلل الكمال إلى درجة أنها لم تتغير أي تغيير يذكر، حتى إنه لم يعرف لها في كل أطوار حياتها لا طفولة ولا شيخوخة، ولا نكاد نعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تبارى..." (44) وعن هذا الموضوع يقول الدكتور شرباطوف (أكبر المستشرقين الروس): (ولقد أظهرت 20 - دريزيز ،دانييل: يا عولمي العالم اتحدوا، ترجمة عبد السلام رضوان، مجلةالثقافة العالمية ، ع 85 ديسمبر ، 1997 ، الكويت ، ص 39 21 - عمراني ،عبد المجيد : نحو منظور جديد لتدعيم وتطوير 22- علي، نبيل : الثقافة 23- نقوري، إدريس : المصطلح العلمي بين التأهيل والتجديد، مجلة اللسان العربي، ع 46، ص23 24- ناصر، مها خير بك: 25- بشر ،كمال: 26 - صالح ،محمد علي: حرب اللغات. جريدة الشرق الاوسط الجمعـة 09 ربيـع الاول 1427 هـ 7 ابريل 2006 العدد 9992 27 – الشوفي، نزيه: الثقافة الهدامة والإعلام الأسود من هيروشيما إلى بغداد ومن خراب الروح إلى العولمة. منشورات اتحاد الكتاب العرب 2005 ص 21 28- الملحم، عدنان: التحدي التكنلوجي والمعلوماتي الندوة السنوية لجمعية البحوث والدراسات العرب وتحديات المستقبل) منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دمشق ،8_9 \ 2002 ص 337 29- انظر: موردات، ميخل : ترجمة : حامد فرزات:أمريكا المســتبدة_ الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على العالم (العولمة)، ص 187 30- أمين ،عثمان : في 31- محمود ،حواس: الثقافة والأخلاق والتحدي التكنولوجي. (ص 252) 32- انظر المبارك، محمد : فقه 33- مصايف ،محمد : في الثورة والتعريب. الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، الطبعة الثانية ، 1981 ص 85 34- الزركان ،محمد علي: التحديات المعاصرة التي تواجه العربية، ص 123 35- صابر ،محي الدين : من قضايا الثقافة 36- بشر ، كمال : 37- علي ،أسعد: تهذيب المقدِّمة اللغوية للعلايلي. دار السؤال للطباعة والنشر ، دمشق ، ط 3 ، 1985 ، ص 41 38- بشر ، كمال : 39- 40- ناصر، مها خير بك :اللغة 41- هونكه، زيغريد: شمس العرب تسطع على الغرب. نقله عن الألمانية : فاروق بيضون وكمال الدسوقي ، منشورات المكتب التجاري ، بيروت ، 1964 ص 529 42- سمدون حمادي و(آخرون) : 43- ‏ عبد الرحيم، عبد الجليل لغة القرآن الكريم ، مكتبة الرسالة الحديثة، عمّان 1981 ص 585 44- الجندي، أنور: 45- من حوار أجري معه أثناء زيارته للجزائر، منشور بجريدة الشعب في 18/12/1971 46- حمد، عبد الله حامد : فرضية الحتمية اللغوية واللغة 47- انظر : المرجع نفسه ص 13
[/align]
__________________
[gdwl]
الاحاديث النبوية علي الفيس بوك
http://www.facebook.com/pages/%D8%A7...01747446575326
[/gdwl]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 استئجار سيارة مع سائق في اسطنبول   تذاكر ارض الاساطير   رحلات سياحية في اسطنبول   رحلة سبانجا ومعشوقية   رحلة بورصة 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   برنامج محاماة   معلم دهانات   تشليح   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   اشتراك شاهد رياضه   ايجار سيارات مع سائق في ماربيا   شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   ربح المال من الانترنت   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   yalla shoot   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 

 الحلوى العمانية   Yalla shoot   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل 

 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 

 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 

 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض

 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 

 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »08:52 PM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى