#1
|
|||
|
|||
التوكل على الله
<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p> </o:p>
<o:p> </o:p> <o:p></o:p> الحمد لله رب ا لعالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . <o:p></o:p> <o:p> </o:p> وبعد ،،، <o:p></o:p> إنَّ التوكلَ على الله تعالى عبادةٌ عظيمةٌ جليلة القدر من عبادات القلب ومن عبودية القلب ، التوكل على الله جل وعلا في الأمور كلها ، في الأمور الدينية والأمور الدنيوية ، فلا يكون توكل العبد إلا على الله عز وجل ، في أمور دينه ودنياه ، ولهذا قيل: إن التوكل مصاحب للمؤمن في كل أموره، الدينية والدنيوية ، فهو في صلاته وحجه وصيامه وسائر عباداته يصاحبه توكل . <o:p></o:p> وكذلك في أموره دنياه؛ في بيعه وشراءه وتجارته ومعاملته وذهابه ومجيئه يصاحبه التوكل.<o:p></o:p> فالتوكل أساس عظيم ، وعبادة جليلة ، وطاعة عظيمة ، هي مع المؤمن الصادق في كل وقت وحين ، وفي كل شؤونه وجميع أحواله في عباداته وطاعاته ومصالحه الدنيوية .<o:p></o:p> ولهذا جاء في السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في كل مرة يخرج من بيته يقول : <o:p></o:p> " بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله " ، وقال عليه الصلاة والسلام " من قالها هُديَ وكُفيَ ووُقي " ، ثلاث كلمات ، وكلها كلمات توكل واستعانة ؛ البسملة استعانة ، ولاحول ولا قوة إلا بالله استعانة ، وتوكلت على الله استعانة ، فهي كلها كلمات استعانة وتفويض والتجاء إلى الله تبارك وتعالى . <o:p></o:p> ومن المعلوم أن الذي يخرج من بيته فهو إما أن يخرج لمصلحة دينية أو مصلحة دنيوية فأصبح التوكل معه في كل شؤونه ، والمؤمن في كل أمر من أموره متوكل على الله تبارك وتعالى لا على غيره . <o:p></o:p> <o:p> </o:p> والتوكل عبادة ، والعبادة حق لله عز وجل ، حق للمعبود وهو الله تبارك وتعالى ، وصرفها لغيره عز وجل شرك ؛ قال تعالى { وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين } ، فتقديم المعمول على العامل يفيد الحصر ؛ أي حصر التوكل على الله لا على غيره ، فيكون معنى الآية وعلى الله فتوكلوا أي لا على غيره بل على الله وحده . <o:p></o:p> {إن كنتم مؤمنين} : فدل ذلك على أن التوكل لا بد منه في الإيمان ، ولا بد أن يكون المؤمن متوكلاً على الله تبارك وتعالى ، فإن كنتم مؤمنين حقاً وصدقاً فليكن توكلكم على الله وحده ، فأين الإيمان ممن يتوكل على غير الله ؟ أين إيمانه بقدرة الله على كل شيء ؟ أين إيمانه بأن الله على كل شيء قدير ؟! أين إيمانه أن هذا الكون كله تحت تصرفه وقهره وبقبضته ، يدبره كيف يشاء ، يقضي فيه بما يريد ، لا معقب لحكمه ولا راد لقضاءه ؟! <o:p></o:p> فالتوكل عبادة، والعبادة حق خالص لله تبارك وتعالى، وصرفها لغيره تبارك وتعالى شرك .<o:p></o:p> ولا يجوز التوكل على غير الله مطلقاً، فمن توكل على غير الله صرف هذه العبادة لغيره جل وعلا. <o:p></o:p> وقد ذكر أهل العلم أن التوكل على غير الله يأتي على نوعين : <o:p></o:p> النوع الأول: أن يتوكل على غير الله فيما لا يقدر عليه ذلك الغير ؛ مثل : أن يتوكل أو يفوض أمره إلى المقبورين أو الأموات أو إلى أشجار أو أحجار.. أو نحو ذلك . فهذا شرك أكبر ينتقل به الإنسان من ملة الإسلام . <o:p></o:p> النوع الثاني : أن يتوكل على غير الله في شيء يقدر عليه الإنسان ؛ بمعنى أن يطلب من أي حاضر شيئاً من مصالحه : أحضر لي كذا أو اجلب لي كذا .. ؛ ثم يعتمد عليه في هذا الأمر ؛ بمعنى أن يكون قلبُه ملتفتٌ إلى جهد هذا الشخص وبذله، فهذا من الشرك الأصغر ؛ لأنه توكل على إنسان لكنه التفت إلى السبب .<o:p></o:p> وعلى كل حال التوكل عبادة لا يجوز صرفها لغير الله جل وعلا . <o:p></o:p> ولهذا لا يصلح أن يُقال (كما يقول بعض الناس) لا يصلح أن يُقال : توكلت على الله ثم عليك ؛ فـ " ثُم " ( التي تأتي للتراخي ) لا تفيد هنا ؛ لأن التوكل على غير الله لا يجوز مطلقاً ، ولو جُعل وأُثبت متراخياً بعد التوكل على الله والاعتماد عليه ، فالتوكل على غير الله لا يجوز مطلقاً لأنه عبودية في القلب لا تكون إلا لله ، فلا يعتمد القلب ولا يفوض أموره إلا إلى الله سبحانه وتعالى . <o:p></o:p> ولك أن ُتوكِّل غيرَك في مصلحة من مصالحك وفي شأن من شؤونك ، وفي عامة كتب الفقه يوجد باب باسم : " باب في الوكالة " ؛ أي توكيل الغير ، توكله في بيع ، ينوب عنك في شراء ، في عقود ، في أمور من هذا القبيل ، لك أن توكله ، لكن لا تعتمد عليه في قلبك ، ولا تتوكل عليه في قلبك ، فقلبك متوكل على الله ، أما هذا الذي وكلته سببٌ ، فلا يُعتمد عليه والاعتماد والتوكل وتفويض الأمر إلى الله . <o:p></o:p> فالتوكل على الله وحده إيمان، والتوكل على غيره شرك بالله عز وجل ، ولهذا قال{ إن كنتم مؤمنين} . <o:p></o:p> ثم إن التوكل المشروع المأمور به في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا بد فيه من أمرين ولا يكون الإنسان متوكلاً إلا بهما : <o:p></o:p> الأمر الأول : أن يكون قلبه معتمداً على الله وحده ، مفوضاً الأمر إليه وحده ، ملتجئاً إليه وملتفتاً إليه وحده ، طالباً منه التوفيق والعون ، وهو يعلم أن توفيقه وعونه وتسديده بيده تبارك وتعالى لا بيد غيره .<o:p></o:p> الأمر الثاني : أن يبذل السبب الذي تنال به هذه المصلحة أيــَّن كانت ، دينية أو دنيوية .<o:p></o:p> <o:p></o:p> والناس في هذا الباب انقسموا إلى أقسام ثلاثة طرفين ووسط .<o:p></o:p> الطرف الأول : عطَّل التوكلَ اعتماداً على السبب ، أي عطَّل التوكل على الله ، عطل الاعتمادَ على الله وثقةَ القلب بالله ، اعتماداً على السبب ، فصار يفعل السبب ملتفتاً إليه، غير معتمد ولا متوكل على الله سبحانه وتعالى . <o:p></o:p> الطرف الثاني : عكس الطرف الأول ؛ أي عطل السبب معتداً على الله ، فهو لا يفعل الأسباب ولا يبذلها ، ولايحرص على ما ينفعه ، ويقول إنني متوكلٌ على الله عز وجل . <o:p></o:p> الوسط : هو من جمع بين الأمرين ؛ أي توكل على الله واعتمد عليه وباشر السبب وحرص عليه دون أن يكون قلبُه ملفتاً إليه . <o:p></o:p> فالأخير هو التوكل الذي دل عليه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .<o:p></o:p> ولهذا جاء في القرءان آيات كثيرة ، وفي السنة أحاديث عديدة فيها الجمع بين هذين الأمرين ، والتوكل على الله فيها الجمع بين هذين الأمرين ( فعل السبب والتوكل على الله )، كقوله تعالى : { إياك نعبد وإياك نستعين } ؛ فنعبد : السبب ، نستعين : الاعتماد على الله . <o:p></o:p> وكذلك قوله تعالى : { فاعبده وتوكل عليه }، والآيات في هذا المعنى عديدة في القرءان الكريم . <o:p></o:p> وفي السنة يقول صلى الله عليه وسلم " إحرص على ما ينفعك واستعن بالله " ؛ فقوله إحرص على ما ينفعك هذا بذل السبب ، وقوله استعن بالله هو التوكل والاعتماد على الله تبارك وتعالى ، وكذلك قوله في حديث عمر وهو في سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً " ، أي توكلتم على الله التوكل التام الحق الصادق . فذكر هنا الأمرين ؛ الاعتماد والتوكل على الله ، وفعل السبب ؛ فالاعتماد على الله في قوله "حق توكله" وحق التوكل لا يكون إلا باعتماد القلب على الله مع بذل الأسباب ، ولهذا قال "لرزقكم كما يرزق الطير" فالطير ماذا تصنع؟ هل تبقى في أوكارها تنتظر الطعام يأتي إليها؟ أم أنها تذهب وتبذل السبب ؟ فالحديث فيه بذل الأسباب في قوله لرزقكم كما يرزق الطير .<o:p></o:p> تغدوا خماصاً : تنطلق في الصباح الباكر من عشها خماصاً أي طاوية البطن ، جائعة . <o:p></o:p> وتروح بطاناً : ترجع آخر النهار ممتلئة البطن من الطعام . فهي بذلت الأسباب .<o:p></o:p> ولهذا ليس متوكلاً من يجلس في بيته ويقول إن كتب الله لي رزقاً سيأتيني في بيتي!<o:p></o:p> ولهذا جاء عن بن عباس رضي الله عنهما أن قول الله تعالى {وتزودا فإن خير الزاد التقوى } ، قال " نزلت في جماعة من أهل اليمن كانوا يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون " ، يخرج من بلده للحج بدون طعام ، وبدون زاد وغذاء ، ويقول أنا متوكل على الله ، قال " فإذا وصلوا مكة سألوا الناس " . فنزل قول الله تعالى { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى }؛ تزوَّد: أي خذ زادك معك إذا كنت تريد السفر خذ زادك من طعام ، نقود، إلى آخره ، وتوكل على الله فلا تعتمد على نقودك ولا تعتمد على طعامك الذي معك ، وإنما كن متوكلاً على الله سبحانه وتعالى. <o:p></o:p> الرجل الذي قال للنبي عليه الصلاة والسلام في شأن الناقة ؛ لما وصل المسجد سأل النبي قال : أأعقلها وأتوكل أم أُطلِقُها وأتوكل ؟ قال إعقلها وتوكل . <o:p></o:p> فقوله إعقلها : فيه بذل السبب ، وقوله وتوكل : أي لا تلتفت إلى هذا السبب ، ولكن كن معتمداً متوكلاً على الله سبحانه وتعالى . <o:p></o:p> وأنكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على جماعة كانوا يخرجون بلا زاد ، ويأتون الحج بلا زاد ، ويقولون إنا المتوكلون ، قال هؤلاء المتواكلون ، ويقول عمر رضي الله عنه " المتوكل حقاً من يلقي حـَبَّـه ويتوكل على الله " ، أي تضع البذور ، تسقي الرزع ، تحرثه ، فتبذل السبب ، كما أمر الله تعالى في قوله { فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه } . ولهذا لو أن إنساناً قال :<o:p></o:p> " إن كتب الله لي علماً ، وأن أكون إماماً من أئمة المسلمين في العلم ، محققاً بارعاً ، يكون ذلك أما بالنسبة لي لن أطلب العلم يوم من الأيام ، ولن أقرأ كتاباً ولن أحضر حلقة علم .. " ؛ فهل يكون مثل هذا عالم ؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتصبر يصبره الله " .<o:p></o:p> فالعلم لا بد له من بذل أسباب طلبه ، ويسأل الله التوفيق ؛ قال تعالى : { وقل رب زدني علماً } ؛ ولهذا قيل : تمنيتَ أن تمسي فقيهاً مناضراً بغير عناءٍوالجنون فنون<o:p></o:p> (يعني هذا نوع من الجنون) <o:p></o:p> وليس اكتساب المال دون مشقة تلقيتها فالعلم كيف يكون <o:p></o:p> <o:p> </o:p> فالعلم لا يكون إلا ببذل السبب ، لا بد من الصبر والاجتهاد والحرص على العلم وعلى تحصيله ويسأل الله التوفيق .<o:p></o:p> كذلك لو أن إنساناً قال " إن كتب الله لي أولاداً بررةً صالحين .. ، فهذا إن كتبه الله لي يتحقق . أما بالنسبة لي فلن أتزوج إلى أن أموت !! <o:p></o:p> فهذا عطل السبب الذي جعله الله تبارك وتعالى لنيل الولد . فتعطيل الأسباب يتنافى مع التوكل ، وليس متوكلاً من عطّل الأسباب ، ولا يكون التوكل إلا بفعل الأسباب ، وعرفنا أن الحق في هذا الباب أن تفعل السبب معتمداً على الله لا على السبب نفسه . <o:p></o:p> وضل في هذا الباب فريقان من الناس : الفريق الأول : فريق عطل الأسباب أي لا يباشر الأسباب ولا يفعلها ، ويقول أنا متوكل على الله سبحانه وتعالى ، فهذا لا يحصل إلا الخيبة والخسران .<o:p></o:p> القسم الثاني : عطَّل التوكل معتمداً على السبب ، أي متوكلاً على السبب نفسه لا على المسبب وهو الله تبارك وتعالى ، وهذا أيضاً لا يحصل إلا الخيبة<o:p></o:p> <o:p> </o:p> ولا ينال الإنسان الخير إلا بالتوكل حقاً كما أُمر في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . ولهذا قال بعض أهل العلم : الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل ، والإعراض عن الأسباب بالكلية فساد في الشرع ، والتوكل والرجاء هو من مجموع التوحيد والعقل والشرع ، أما الذي يلتفت إلى الأسباب ويعتمد عليها فهذا مشرك في التوحيد ، والذي يلغي الأسباب (أي يقول لا يوجد أسباب أصلاً) فهذا نقص وفساد في العقل . والذي يعرض عن الأسباب بزعمه أنه متوكلاً على الله تبارك وتعالى فهذا فساد في الشرع لأن الشرع ليس فيه الإعراض عن الأسباب ، فالنبي عليه الصلاة والسلام في حياته كلها كان يباشر الأسباب ، في القتال كان يطابق بين ذرعيه عليه الصلاة والسلام ، فلا يأتي إلى المعركة وليس عليه شيء ، بل يضع الذرع ، لما خرج من مكة استأجر هادياً خريتاً أي بصيراً بالطريق ، فهذا بذل للسبب . <o:p></o:p> إذا خرج إلى أسفاره أخذ الزاد والراحلة ، ورتب لأموره . <o:p></o:p> فحياته كلها صلى الله عليه وسلم قائمة على بذل الأسباب دون الاعتماد على السبب ؛ وإنما الاعتماد والتوكل على الله تبارك وتعالى .<o:p></o:p> <o:p> </o:p> وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . <o:p></o:p> |
#2
|
|||
|
|||
نحن ابناء الشيعة من العراق نهنئ العراقيين من شمالهم الى جنوبهم ومن شرقهم الى غربهم بموت اعتى طاغية مزق ودمر وافنى العراق وشعبه الصابر الا هو طاغي العصر عبد العزيز الحكيم فمن البصرة الى الشمال الحبيب فرح وسرور يعم ابناء الوطن الحبيب كما اننا شيعة اهل البيت نهنئ العالم باسره بفناء الغدة السرطانية التي نخرت جسد العراق [url=http://www.####.com/up/uploads/ima#es/up23bddf3854.jpg%5d%5bimg%5dhttp://www.###.com/up/uploads/images/up23bddf3##jpg%5b/##%5d%5b/url%5d الموضوع زائد رابط الصورة |
أدوات الموضوع | |
|
|