#1
|
|||
|
|||
مقالة في الطريق الى التذوق
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله كتب احد الاخوة _ جزاه الله خيرا _ مقالا حاول فيه الكشف عن منهج التذوق الذي جاء به الاستاذ الامام محمود شاكر _ رحمه الله _ و بين في ما كتب ان مقصود الشيخ بمنهج التذوق هو تحليل النص و تفكيك اجزائه و العيش مع الفاظه و معانيه ، و هذا ما عبر ما عبر عن الامام بقوله : " بدات باعادة قراءة الشعر العربي ، او ما وقع تحت يدي منه على الاصح ، قراءة متأنية طويلة الاناة عند كل لفظ و معنى ، كاني اقلبها بعقلي و اروزهما ( اي : ازنهما مختبرا ) بقلبي ، و اجسهما جسا ببصري و بصيرتي ، و كاني اريد ان اتحسسهما بيدي ، و استنشي ( اي : اشم ) ما يفوح منهما بانفي ، و اسمع دبيب الحياة الخفي فيهما باذني ، ثم اثذوقهما تذوقا بعقلي و قلبي و بصيرتي و اناملي و انفي و سمعي و لساني "1 وبين الاستاذ ان ما يجري على ألسنة الكتاب من قولهم " يتذوق الشعر " و " يتذوق الفن " ليس من مقصوده في شيء . و انا الان احاول عن اكشف لك ماهية هذا المنهج الذي يقصده الشيخ ، و الذي لم يبتدعه ابتداعا بلا سابقة و لا تمهيد ، و انما كان معمولا به عند اسلافنا ، و الشيخ انما اراد التاصيل لهذا المنهج و التقعيد له . هذا المنهج كان يستخدمه السلف في جميع العلوم و الفنون المرتبطة بالاسلام و العربية ، و لكن لم يقعدوا له و انما كان عندهم سليقة ، لان تقعيد العلوم و تدوينها و كشف مناهجها لا يتم الا بعد ان تستوي هذه العلوم على سوقها ، و هذا ما سعى اليه الاستاذ _ رحمه الله _ . ان جميع العلوم الاسلامية ، كانت مرتبطة _ كما اسلفت _ بهذا المنهج ، و لكنه كان من الامور الخفية ، لانه و كما اسلفت كان يعمل به سليقة ، لكن هناك علم و هو من اهم العلوم الاسلامية العربية ، كان يستخدم هذا المنهج بشكل واضح ، و ان لم يقعد له ، و هذا العلم هو (( علم مصطلح الحديث )) ، فكان المنهج الذي يسميه الشيخ ب ( التذوق ) هو المنهج الذي يتم من خلاله التوصل الى علل الحديث ، و لذلك نجد ان علماء الحديث يشيرون الى علل في المتن ، و انه ليس من كلام رسول الله _ صل الله عليه و سلم _ ، و ذلك من اول لحظة يسمع فيها الحديث ، و عند دراسته يتبين ان الحديث فعلا ضعيف او موضوع . فالجهابدة من المحدثين كانوا يستطيعون كشف العلل و نفي ما ينسب الى رسول الله _ صل الله عليه و سلم _ انطلاقا من طول معاشرتهم لكلام رسول الله _ صل الله عليه و سلم _ و كثرة تعاملهم معه ، فنمت لديهم ملكةيستطيعون من خلالها ان يحكموا على المتن الذي يسمعونه ، و انه دون كلام رسول الله _ صل الله عليه و سلم _ ، و انه منحط عنه في اللفظ و المعنى . و هذا هو نفسه الذي يعبر عنه ما نقله لنا الاستاذ محمود شاكر من كلام عبد القاهر الجورجاني : " و ان الشاعر يسبق في كثير منها الى عبارة يعلم ضرورة انها لا يجيئ في ذلك الا ما هو دونها و منحط عنها " و رسول الله _ صل الله عليه و سلم _ افصح ولد ادم ، فاذا كلام معين يمكن ان يؤمتي بمثله او ابلغ و اجود منه في اللفظ و المعنى فاعلم انه ليس من كلام رسول الله _ صل الله عليه و سلم _ في شيء . و ان كنت ، و لابد ، معارضا كلامي ، فانظر _ رحمك الله _ قول الاستاذ : " ففي كل كلام و في ألفاظه ، ولابد ، اثر ظاهر او وسم خفي من نفس قائله ، و ما تنطوي عليه من دفين العواطف و النوازع و الاهواء ........ " 2و هذا مكمل لما قلته لك سابقا ، فالمحدثون يبحثون في المتن بما اوتوا من ملكة التذوق ، و التي اكتسبوها من طول معاشرتهم لكلام رسول الله _ صل الله عليه و سلم _ و من كثرة تعاملهم معه و مما علموا من بلاغته _ صل الله عليه و سلم _ و انه لا يمكن ان يؤتى بمثل الفاظه و معانيه ، عن اثر ظاهر او وسم خفي ، ينسبون من خلاله الكلام اليه او ينفونه عنه . ______________________ (1)الرسالة ص : 6 (2) الرسالة ص :15 كتبه عمر أيوب غفر الله له و لوالديه ، يوم السبت29 صفر 1439 ( 18/11/2017)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين آخر تعديل بواسطة عمر ايوب ، 2017-11-20 الساعة 09:45 PM |
#2
|
||||
|
||||
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أتفق معك فيم ذهبت إليه أخى الكريم وفى رأيي أن هذا الأسلوب قريب من الأسلوب العلمى المسمى بالاستقراء . والذى يعرف كالآتى: الاستقراء في اللغة بمعنى: التتبع، وفي أصول الفقه أحد طرق الاستدلال على الأحكام الشرعيّة، وهو: استنتاج حكم كلي من تتبع جزئياته، فإن كان الاستدلال على الكلي بكل جزئياته؛ فهو استقراء تام، وهو قليل الوقوع، وإن كان الاستدلال على الكلي ببعض جزئياته؛ فهو استقراء ناقص وهو الأكثر وقوعا.
__________________
قـلــت :
|
#3
|
||||
|
||||
والاستخدام لمصطلح التذوق هنا جاء على سبيل المعنى اللغوى لا الاصطلاحى ..
__________________
قـلــت :
|
#4
|
|||
|
|||
اقتباس:
و هذه اظنها خاصة بالسند ، فاذا كان ذلك صحيحا فالمرجو ان تقدم لنا شيئا عن العلة في المتن و طرق كشفها
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#5
|
||||
|
||||
بل ما ذكرته يتعلق بالمتن.
ومثال ذلك، أن يروى فقيه حديثا يتحدث عن حكم بخلاف ما يفتي به هذا الفقيه المحدث!! فلو ان الحديث صحيحا فلماذا يفتي بخلافه؟؟
__________________
قـلــت :
|
#6
|
|||
|
|||
لانه افتى عد نظره في جميع الاحاديث التي تصب في نفس المسألة ، فهو استقرئ تلك الادلة
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#7
|
|||
|
|||
رد: مقالة في الطريق الى التذوق
قال الامام الذهبي في السير ، في ترجمته للجاحظ : " وله كتاب " الحيوان " سبع مجلدات ، وأضاف إليه كتاب " النساء " وهو فرق ما بين الذكر والأنثى ، وكتاب " البغال " وقد أضيف إليه كتاب سموه كتاب " الجمال " . ليس من كلام الجاحظ ، ولا يقاربه . "
و انظر ما لونته لك _ اخي القارئ _ فهذا هو الذي يقصده الاستاذ محمود شاكر ، و يمسه " منهج التذوق " ، و الذي اصل له و قعد ، فهو كان معمولا عند القدماء من علمائنا ، و خاصة المحدثين منهم
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
أدوات الموضوع | |
|
|