#1
|
|||
|
|||
الإضاءات العشر على طريق حُسن الخلق...
الإضاءات العشر على طريق حُسن الخلق... صحَّ عن المبعوث رحمة للعالمين أنه كان يقول في دعائه: «اللهم إهدني لأحسن الأخلاق لا يهدى لِأحسنها إلا أنت، وإصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت» رواه الترمذي وأبو داود، وصححه الألباني. وكان من دعائه: «اللهم حسن خُلقي كماحسنت خَلْقي» رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني. وقال الحق سبحانه وتعالى عن نبيه الكريم {وإنك لعلى خلق عظيم} [القلم:4].. فلا غرابة أن تصفه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: كان خُلُقُه القرآن، رواه مسلم. وليس أبلغ في حثِّه صل الله عليه وسلم على حسن الخلق من قوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» رواه أحمد. *أيها المسلم .. يا من تتخذ رسولنا وحبيبنا قدوة، وأسوة الحسنة، وترغب رغبة صادقة في التحلى بالأخلاق الكريمة والتمييز بين الخطأ والصواب عليك أن تدرك أن خُلق المرء لا ينفك عن عقيدته ودينه فهو ثمرة له. والمتأدب مع ربه لا يسعه إلا التأدب مع خلقِه ولا يسَعه إلا إتباع شرعِه وما أوجبه سبحانه على عباده في معاملة بعضهم البعض، عندئذٍ تظهر مكارم الأخلاق حتما، وعندما حقق الرسول الكمال في ذلك شهد له الله عز وجل بأنه على خلق عظيم. وهذه إشارات هامة على درب حسن الخلق، إحرص عليها لتنال هذا الشرف العظيم «إن من أحبكم إلىَّ أحسنكم أخلاقا» رواه البخاري. 1= كون يقظ: أحيانا يحيط بالإنسان طرق عديدة يحسبها سبلا لتهذيب النفس وإصلاحها وقد تنحرف به عن غايته، فعليك إتباع طريق الرسول والسلف الصالح فكل طريق غير طريقهم لن يأمن السائر فيه من التخبط والهلاك. 2= إحرص على معرفة الأحكام الشرعية وتعلمها والسؤال عنها وأخذ النفس بها ومجاهدة النفس وترويضها عليها، وأن تضع نصب عينيك فضل التحلى بالأخلاق الكريمة وفوائدها في الدنيا والآخرة. 3= من أشد الأخطاء خطرا أن يُنسب الخطأ للدين ومحاولة تأييده جهلا بالدين أو بالكتاب والسنة، ففي هذا من الأخلاق السيئة ما فيه من التسرع والكذب والكبر. 4= حافظ على خلقك وأدبك مع الأقربين فأحيانا يغتر الإنسان بالقرابة وكأنه لا يلزمه التعامل بالأخلاق في هذه العلاقة، والحقيقة أن المعدن الحقيقي يظهر مع المقربين دون تكلف أو طمع أو تدليس، قال : «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» رواه الترمذي. 5= إعمل على إيجاد الحافز الذاتي في نفسك وفيمن حولك إلى التحلى بمكارم الأخلاق، وذلك عن طريق الإيمان بالله واليوم الاخر وبقضاء الله وقدره، والتعرض لتربية المربين الربانيين وقبول ما عندهم من الخير والأخلاق الحميدة والحرص على التواجد في بيئة صالحة. 6= الرجوع إلى الحق ولا سيما في مواطن الخلاف والشجار فذلك دليل على حب العبد لله الحق وتعلقه به، وكان من دعاء النبى : «اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه». 7= التزم بالخلق الحسن في تأديب أبنائك حتى لو كان دافعك حماستك ورغبتك في الإصلاح فعليك بإتباع الأسلوب والوسيلة المشروعة في التأديب، وإحذر من تجاوز الحد في إستخدام المشروع بالإفراط في المقدار أوعدم الحكمة في وضع المشروع في غير موضعه. 8= احرص على أن يكون لديك ميزانًا صحيحًا تتعرف به على حقيقتك وتُقوِّم به أخلاقك، إنظر فيه كيف تتعامل في السر والعلانية، وفي الرضا والغضب، وفي الرغبة والزهد، وفي الضعف والقدرة، وفي القبول والرفض، ثم قم بمحاسبة نفسك وتحكيم عقلك وحفظ لسانك. 9= لا تُتبع الإساءة بالإساءة بل أتبعيها بالحسنة. قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:34]. ولا تلتمس لنفسك العذر في الخطأ البسيط فليس المهم حجم الخطأ وإنما المهم البحث في دوافعه حتى تدرك الحقيقة وتسد الباب إلى الانزلاق إلى ما قد يكون أكبر. 10= إحذر أن تحكمك الظروف أو المتغيرات التي تحيط بك بحيث تكون عذرا لك في الإساءة إلى الآخرين، ولتكن مخالطتك للناس طريقة لتهذيب النفس فإذا رأيت منهم خُلقا تكرهه فإبتعد عنه، وإعلم أنهم يكرهون منك ماتكرهه وترفضه منهم فلا تطلب من المحيطين بك خُلقا حميدا وتنسى أن تكون أول من يتحلى به. ولنعلم جميعا أن علينا الحفاظ على الأخلاق التي أوضحها لنا منهجنا الإسلامى، وليكن همنا توارث الأخلاق الحميدة والأعمال الفاضلة والعلم والدين… فأين الوارثون لهذا الإرث العظيم؟. أسأل الله ان يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى
__________________
وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً |
أدوات الموضوع | |
|
|