جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
فهل آن للمسلمين أن يستفيدوا من دروس التاريخ الزاخر بالعبر؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم يشكل المسلمون 20% من سكان العالم.. ويتميز العالم الإسلامي بموقعه الجغرافي والاستراتيجي المهم، ويزخر ب 85% من الثروات المعدنية، ورغم ذلك لا يتمتع المسلمون بأي ثقل على مسرح الأحداث، وصوتهم حتى ولو كان بشكل إجماعي لا يُعبأ به في هيئة الأمم المتحدة رغم أنهم يتجاوزون المليار ونصف المليار نسمة ولهم 56 دولة. وكانت للمسلمين في يوم من أيام التاريخ خلافة لا تغرب عنها الشمس، ولم يكن الخمول والكسل والتراخي والتسويف ديدنهم، بل كانت قواميسهم تفتقر إلى هذه الألفاظ والمصطلحات، فحققوا بعون الله وتوفيقه أمجاداً تليدة يعترف بها العدو قبل الصديق، ومنذ أن دب الكسل والقعود والتواكل في قلوب المسلمين واستحوذ عليهم حتى ملكهم، أخذت الأمة تتدحرج من عليائها. وقد نشرت مؤسسة Undp التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالتنمية والتطوير دراسة مفصلة قبل عامين حول الشرق الأوسط، تناولت الجوانب العلمية والبحثية، والاجتماعية والاقتصادية، وقالت الدراسة إن العالم العربي يتكون من (22) دولة ويقدر إجمالي عدد سكانه بنحو 600 مليون عربي، وهذه النسبة تشكل 6 % من إجمالي سكان الأرض، وأن الأبحاث التي تجريها جامعة هارفارد الأمريكية سنوياً أكثر من الأبحاث التي تتم في كافة الجامعات العربية. وفيما يخص إنتاج الفرد تقول الدراسة: خلال الفترة من 1960م إلى 1990م تضاءلت نسبة إنتاج الفرد بواقع 0.2% سنوياً، وتضيف الدراسة أن واحداً من كل خمسة من العرب يكسب بالكاد دولارين كل يوم. وعن المستوى التعليمي ذكرت الدراسة أن نسبة الأمية بالدول العربية بلغت في فترة التسعينيات حوالي 43%، وأن منظمة المؤتمر الإسلامي أنشأت منظمة "كومستيك" لتطوير البلاد الإسلامية وزيادة البحث العلمي والتقني، ولكن هذه المنظمة لم تقم بشيء ملموس بسبب قلة الإمكانات المادية. المؤسف أن الدول الإسلامية تنفق بسخاء وبذخ على البرامج الترفيهية، بينما إنفاقها على التقدم العلمي والتكنولوجي ضئيل إلى أبعد الحدود. ويمكن القول إن المسلمين يعانون من فقدان التخطيط والمثابرة، وهما عنصران حيويان ومحوريان في التنمية والتطوير، أما الأوروبيون مثلاً فلا يبدؤون في مشروع إلا بعد دراسة طويلة وتخطيط دقيق، يستقرئون العقبات التي يمكن أن تحول دون النجاح مع البحث في أفكار تمكنهم من تخطي تلك العقبات وتجاوزها، وعندما يبدؤون في المشروع لا يتخلون عنه ولو تزاحمت العقبات والعراقيل. إن التقدم والتطور كما يقول العالم الكيميائي الباكستاني الراحل الدكتور سليم الزمان صديقي يقف على عمودين هما: المال والمثابرة. ويقول المفكر الأمريكي "c.p سنو": العلم والتكنولوجيا مظهران من مظاهر الحياة ليس من المتعذر على الإنسان تعلمهما. ويضيف قائلاً: "ليس هنالك من أهل العلم والعقل من يمكنه أن يقول إن أمة من الأمم عندها قابلية لإتقان التقنية أكثر من بقية الأمم"، ويواصل قائلاً: "الأمر كله يحتاج إلى الجهد والمثابرة". إ ن الحاجة جد ماسة أن تعيد الحكومات الإسلامية النظر في حساباتها، وأن ترسم خطة تنموية مناسبة، آخذة في الاعتبار التجربتين الماليزية واليابانية. ويجب على الأمة أن تناهض الدول المتقدمة في مجال العلم والتكنولوجيا لتعود إليها القيادة، أليس عيباً أن يكون الإنفاق العسكري لمعظم الدول الإسلامية أكثر من الإنفاق التنموي، وأن تتكدس المبالغ المخصصة للإنفاق العسكري في خزينة البلاد الأوروبية، لأننا أصبحنا اليوم أمة الشراء ولسنا أمة الإنتاج؟ وما نشتريه منهم نحتاج لكي نستخدمه إلى مدرب نستأجره منهم بمبالغ باهظة، مصائب بعضها فوق بعض!!! وما أصدق المفكر البريطاني "إيلفرد نورث هيد" في قوله "الأمة التي لا تقدر الظروف وتفتقر إلى رغبة تواقة في التقدم والتنمية، تندثر إلى غير رجعة" فهل آن للمسلمين أن يستفيدوا من دروس التاريخ الزاخر بالعبر؟
__________________
دروس وعبر الفردوس المفقود |
أدوات الموضوع | |
|
|