#1
|
||||
|
||||
التربية الإسلامية ومشكلات المجتمع المسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين يمكن النظر إلى هذه المشكلات من منظورين : أحدهما منظور واقعي للمشكلات والأسباب التي أدت إلى ظهورها والأخر منظور مستقبلي يرصد التنبئو بمدى نجاح الأساليب المستخدمة في مواجهة هذه المشكلات والتصدي لعلاجها . والتربية الإسلامية أسلوب ومنهج لاينضب معينة في علاج هذه المشكلات لأنها تستمد مقوماتها من المصدر الرباني . أولاً : - عوامل المشكلات في المجتمع المسلم : - هناك خمسة أسباب رئيسية وراء المشكلات الاجتماعية والنفسية في المجتمعات الإسلامية وهي : - 1 – التخلف العلمي الذي صحب فترة الركود والاستعمار والاضطراب في جميع جونب الحياة عند المسلمين . 2 – انكماش عدد العلماء العاملين المبرئين من مرض الجحود والتعصب الأعمى وضيق الأفق . 3 – انغماس كثير من القيادات الإسلامية في أنواع من الترف والاستخفاف بالدين وأهله وقطع أواصر المحبة والتراحم بين الأمة . 4 – الانفصام والازدواجية والتشتت الفكري والصراع الداخلي الذي يعيشه الأفراد والمجتمعات الإسلامية بين الفكر الإسلامي والحضارة الغربية . أن التربية الإسلامية هي العنصر الفارق والحاسم في مواجهة المشكلات والأزمات الحادة التي تتعرض لها الشعوب . ويفسر علماء الاجتماع المشكلة الاجتماعية من خلال خمس نظريات أساسية هي : - نظرية التفكك الاجتماعي ، ونظرية التغير الاجتماعي ، ونظرية صراع القيم ، ونظرية الإغراق ، ونظرية البناء الاجتماعي . حين تؤكد بعض التفسيرات أن أسباب المشكلة الاجتماعية ترجع إلى عدم إشباع الحاجات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والبيولوجية والصحية والتعليمية لأسباب ذاتية أو اجتماعية أو بيئية يؤكد بعضها الأخر أن التفاوت في سرعة التغير الاجتماعي والثقافي وعدم التوازن في سرعة التغيير بين الجوانب المادية والمعنوية للثقافة ، هو السبب الرئيسي للمشكلات الاجتماعية . وتؤكد التربية الإسلامية أن البناء الاجتماعي السليم يقوم على أربعة أصول أساسية هي : - سلامة العقيدة من الضعف ومن الخلل ، والفهم السليم لدين الله ، ونظافة النفس من الحسد والحقد وغيرهما من الأمراض ، والفهم السليم لواجبات المجتمع وآداب السلوك الاجتماعي والالتزام بالعمل بمقتضاه . ثانياً : - الأسس التربوية الإسلامية لمواجهة مشكلات المجتمع : - 2-1 . الصبر : فليس كل مايريده الإنسان يمكنه الحصول عليه في الوقت الذي يريده . يعد الصبر من المسائل التي تحتاج إلى وقفه تأمليه متأنية في الحياة والصبر جوانبه الوقائية وجوانبه العلاجية ، فهو يقي النفس من عديد من المزالق التي يصعب علاجها . كما أن الصبر سمه من سمات القوة . 2-2 المجاهدة :- قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) وتؤكد التربية الاسلامية أن الإنسان الذي يقع في مشكلة مطالب بمجاهدة نفسه ليخلص منها وترى أن الصبر قد يعالج المشكلة النفسية في مواقف حياتيه عديدة غير أن الصبر قد لايكون فعالاً في مواقف أخرى إلا إذا كانت المجاهدة قرآنيه . 2-3 التطهر وتذكية النفس : - إن طهارة النفس وتزكيتها عن الصغائر والنقائص من عوامل الوقاية من المشكلات الاجتماعية والنفسية . كما أن ذكر الله سبحانه وتعالى والخوف منه والتضرع إليه وتقواه من أهم الأعمال المطلوبة للوصول إلى مرحلة الطهارة النفسية على أن طهارة الجسم مراعاة لطهارة النفس مدعاة لطهارة الجسم . 2-4 تكريم النفس : - إن الله سبحانه وتعالى كرم النفس البشرية تكريماً عظيماً وجعل قتل النفس بدون وجه حق يعد مثل قتل الناس جميعاً . لذا حرم الله قتل النفس ، كما حرم جميع صور إيذاء النفس قال تعالى ( أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ) ومن دلائل تكريم النفس البشرية وتحقيق العدالة أن الله سبحانة خلق الناس جميعاً من نفس واحدة وأنه جل شأنه ساوى بين النفوس فلا فرق لنفس على نفس إلا بتقواها . 2-5 الاطمئنان : - قال تعالى ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) . 2-6 الهدى : - قال تعالى ( من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون ) . والإيمان بالله شرط الهداية التي تفتح للنفس البشرية أفاقاً واسعة للخير والسعادة والسعي في مصالح الناس وحاجاتهم . 2-7 التقوى : - التقوى حنو الإيمان والخوف من الله وحده دون سواه وتقوى الله سبحانه وتعالى حصانة منيعة ضد كل الأسباب التي تعترض أمن النفس الإنسانية وطمأنينتها وصحتها ومن هنا فإن التقوى مفتاح معالجة المشكلات النفسية كلها . ثالثاً : - موقف التربية الإسلامية من بعض مشكلات المجتمع المسلم : - كثيراً من هذه المشكلات كان سببه الانفتاح الثقافي غير الموجه على الثقافات الأخرى وانتشرت بسبب الجهل بطبيعة النفس الإنسانية . فيما يلي نناقش دور التربية الإسلامية في مواجهة ست مشكلات نفسية واجتماعية تنتشر إنتشاراً وهي : - 3-1 مشكلة القلق والاكتئاب : - القلق النفس أمر طبيعي عند الإنسان إلا أنه يصبح مشكلة نفسية لديه عندما تكون توقعاته غير مضمونه النهايات ، وعندما يعتريه الخوف والتوتر بشكل ملحوظ أما الاكتئاب فهو حالة أشد من حالة القلق ،ويحدث عادة نتيجة لضغوط أو مواقف شديدة الوقع على الفرد ويصعب عليه التخلص من هذا الشعور . يحدث الاكتئاب في حالات متعددة منها : - أ – الانهزامية الثقافية والحضارية . ب – عدم القدرة على التعبير أو التأثير . ج – عدم الشعور بالأمن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي . د – الإخفاق والفشل في مقتضيات الحياة المختلفة . هـ - الافتقار إلى القدرة الصالحة . و – سلبية الاتجاهات عند الآخرين . وتتصدى التربية الإسلامية لمواجهة مشكلة القلق ، بدعم الإيمان بالله والاعتماد عليه سبحانه وتعالى في كافة الأعمال . 3-2 مشكلة الانحراف : - يعرف الانحراف بأنه خروج عن ماهو مألوف من السلوك الاجتماعي دون أن يبلغ حد الإخلال بالأمن الاجتماعي بصورة ملحوظة أو خطرة تهدد الاستقرار الداخلي للمجتمع . ومن الأسباب التي تقف وراء مشكلة الانحراف أو جنوح الأحداث : - الفقر ، وسوء الأحوال العائلية ، وتدني المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي . وهي تعد أقوى المؤثرات في الانحراف . ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الانحراف والجنوح مايلي : - 1 – القسوة أو التساهل الزائدين في المعاملة مع الأطفال من قبل الأسرة . 2 – الطفولة غير السعيدة بسبب الفقر أو الرخاء الشديد . 3 – التصدع الأسري . 4 – الافتقار إلى التربية الدينية . 5 – التخلف العقلي أو الذكاء المفرط . 6 – الإعلام غير الموجه . فالمعلمة الرحيمة الرقيقة للصغار تجعلهم يحبون الحياة الأسرية ويتفاعلون معها تفاعلاً إيجابياً ، وهذا في حد ذاته إجراء وقائي يمنع الوقوع في المحظورات الاجتماعية . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين بن علي ، وعنده الأقرع بن جابر التميمي فقال الأقرع بن جابر إن لي عشرة من الولد ماقبلت منهم أحداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لايرهم لايرهم ) . ورعاية الصغار من الأيتام هي أيضاً إحدى الوسائل الوقائية لحماية الأفراد من الجنوح . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم في الجنة ) . 3-3 مشكلة الأمية : - مفهوم الأمية لايقتصر على الأمية الأبجدية ، وأنما يمتد ليشمل أميات أخرى كثيرة تنتشر في المجتمعات الإسلامية مثل الأمية الدينية والعلمية والاجتماعية والأمية الوظيفية والحضارية . وتبرز إحصاءات اليونسكو عن الأميين فوق سن 15 سنة أن نسبة الأمية في الدول الإسلامية أكبر بكثير مما هي في بلدان العالم وأن نسبة الأمية بين الإناث أعلى مما هي عليه بين الذكور . وفي المناطق الريفية أعلى مما هي عليه في المدن . والتربية الإسلامية التي تنطلق من طلب العلم فريضة كفيله بالقضاء على مشكلة الأمية في المجتمعات الإسلامية ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصدقات أن يتعلم المسلم علماً ، ثم يعلمه أخاه المسلم ) . وقال صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا العلم وعلموه للناس ) . 3-4 مشكلة الغزو الفكري : - يدل مصطلح الغزو الفكري على حيثيات متعددة ارتبطت بوقائع أو خواطر اجتماعية ، واتهمت بخروج أشكال جديدة من الأفكار والسلوك عند أفراد معينين ، أو عند جماعة معينة تتطابق مع نماذج غريبة عنها . العزلة الثقافية فهي صورة من صور الغزو الفكري تستخدم لإبعاد فئة اجتماعية ما عن حياة العامة لتبقى محدودة الأثر والتأثير . والغزو الفكري أو الثقافي يتم بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة من خلال بث الأفكار الغريبة . يقول محمد جلال كشك : أن الأمم الباقية هي التي تجعل وجودها فوق الحضارة المزدهرة وهي التي تستند إلى دين يحمي وجودها . ويرى الصادق بلحاج أن التربية الإسلامية هي العلاج الأوحد لمجابهة الغزو الفكري وأن على الأسرة المدرسية والمجتمع أن يعملوا بشكل تكاملي لتحقيق هذه المجابهة ويؤكد أن أبرزها مايمكن أن تسهم به الأسرة إزاء تلك المشكلة مايلي : - 1 – فهم الدين الإسلامي فهماً صحيحاً . 2 – الظهور بمظهر القدرة الحسنة قولاًُ وعملاً . 3 – دعوة الناس إلى ممارسة الشعائر بصورة محببة . 4 – عرض نماذج من تاريخ الإسلام عن مواقف المسلمين الأبطال . 5 – تشجيع للناشئ وإثابته على كل عمل نبيل وتوضيح ماهو غير نبيل من الإعمال بصورة لطيفة . أما فيما يخص المدرسة إزاء هذه المجابهة فيقترح ( الصادق بلحاج ) أن تقوم المؤسسات التعليمية بما يلي : - 1 – تقديم الحقائق الدينية في صفاء ونقاء . 2 – اختيار المفاهيم التي تتناسب وسن التلاميذ وعرضها في أسلوب جذاب مشوق . 3 – توفر القدوة الحسنة في المسئولين عن التعليم . 4 – تحقيق التعاون بين المدرسة والبيت . 5 – التطبيق العلمي للقيم الإسلامية . 6 – قيام المدرسة بدور التوعية الدينية في ظل أساليب عملية . 7 – تحصين التلاميذ ضد التيارات والنزعات الفلسفية الالحادية من خلال البحث والنقاش . 8 – الاهتمام بالتربية لاخلقية وتقديمها في قالب عملي تطبيقي فعال . وفيما يخص المجتمع في مواجهة مشكلة الغزو الثقافي ويقترح الصادق بلحاج مايلي : - 1 – حسن استغلال وسائل الإعلام لتأكيد مفهوم التقوى ومحاسبة النفس . 2 – إدراج برامج دينية في مجال التوجيه السياسي والاجتماعي . 3 – العمل على حسن انتقاء الأفلام والمسلسلات بما يخدم الأخلاق الفاضلة وينمي مدارك السامعين والمشاهدين . 4 – تطوير الدور الذي تقوم به المساجد . 5 – ربط البرامج الرياضية بالتنشئة الدينية الصحيحة . وقد وعد الله المؤمنون نصراً مؤزراً على أعدائهم الغزاة شريطة تحقيق العبودية له سبحانه وتعالى قال تعالى ({وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} . أما المعهد العلمي للفكر الإسلامي فإنه ينظر إلى الغزو الفكري على أنه عله الفكر نفسه ، وبهذا يحدد المعهد الإسلامي داء الأمة الإسلامية بسبب الغزو الفكري في موقعين أساسين هما : الحالة الراهنة للتعليم في العالم الإسلامي ، والافتقار إلى الرؤية الصحيحة ، ويحدد المعهد العالمي الإسلامي أنه كلما يتم علاج ماأفسده لابد من اتخاذ الخطوات التالية : - 1 – دمج نظامي التعليم بمعنى إيجاد نظام تعليمي موحد تهيمن عليه العقيدة الإسلامية . 2 – غرس دراسة الحضارة الإسلامية في نفوس الشباب المسلم وذلك من خلال تدريس الحضارة الإسلامية في المرحلة الجامعية . 3 – استخدام أساليب جديدة في منهجية العمل وذلك من خلال التخلص من قصور المنهجية التقليدية ، وقصور التكوين المعرفي للفقهاء ولإدراك ماهية الفقه . [BIMG]http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRpHHj1WXepk3LRfkx8vFq9mqZPZEBBa Juq85Kx5FS9gA1fjTwcubU_xZFEDQ[/BIMG] |
#2
|
||||
|
||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجوا ان ينال اعجابكم جزاكم الله خير جزاء |
#3
|
||||
|
||||
|
#4
|
||||
|
||||
|
#5
|
||||
|
||||
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
أدوات الموضوع | |
|
|