منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع

 محاسب قانوني   Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #11  
قديم 2012-01-09, 07:34 AM
الصورة الرمزية يا مصر صباحك نور
يا مصر صباحك نور يا مصر صباحك نور غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-08
المشاركات: 176
يا مصر صباحك نور
افتراضي رد: قصة ابن الخواجة!

(11)

اتجه عبده من فوره إلى بيت صدقي فوصله آخر الليل ..
لكن السهر في رمضان شجعه على المضي حتى قابل صاحبه
وأفضى إليه بتفصيل ما كان ..

قال صدقي لصاحبه:
هذه حجرتك من الآن ..
وأراه المنظرة التي كانوا قد اعتادوا الجلوس فيها ..
وفي غد إن شاء الله في طريقنا إلى المستشفى ننظر في هذا الموقف المفاجىء ..
"إن عبده إبراهيم كان منقطع الصلة بالحياة العامة تماماً ..
لانصرافه التام للدرس والتحصيل لمهنته ..
وللدين الجديد الذي اعتنقه ..
وقد كانت لهذه الحال آثارها في حياته الخاصة من يوم أن خرج من دار أبيه
إلى أواخر أيامه
بما في ذلك اختيار الوظيفة والبيئة التي تحيط به..
لكنه كان لزاماً أن يجتمع الأصدقاء الثلاثة في اليوم التالي لطرده من دار أبيه
وأن يتدارسوا الموقف واحتمالاته..

كان لزاماً أن يجتمع الأصدقاء الثلاثة في اليوم التالي لطرده من دار أبيه
وأن يتدارسوا الموقف واحتمالاته..
فمنها استمرار ثورة الخواجة إبراهيم على صدقي وبرادة
بسبب اعتقاده بأنهما السبب في غوايته،
ثم إنه ومن معه سيلاحقون عبده بالأذى في كل مكان يذهب إليه أو يعمل به أو يقيم فيه،
فضلاً عن تسامع الجيران من النصارى بما حدث،
وربما امتد السماع إلى الأحياء القريبة المجاورة من مسرح الأحداث،
لذا يتوقع أن يكون في حي الظاهر لغط وشائعات،
ولا بد أنه سيكون في حي الجمالية وحي السيدة زينب
وربما اتسعت الدوائر حول هذه الأقطاب وانتشرت التعليقات والأقاصيص.
لكن الخطر القريب هو الصدام المرتقب بين الخواجة إبراهيم وبين صدقي وبرادة،
قالا لزميلهما:
لقد تسرعت يا عبده في تصرفاتك الخاصة،
وأخطأت بما ظننته في نفسك من قدرة على هداية أبيك،
ومن بعده بقية أهلك،
ولقد أوقعتنا بذلك في مأزق ماكان أغنانا وأغناك عنه في هذه الأيام،
قالا ذلك والطبيب الشاب هادئ ساكن يتفكر في قول الله تعالى:
"إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"
ولما كان صدقي لم يزل غير صاحب دخل مادي،
فقد كان الأستاذ أحمد برادة المحامي يدخر من إيراده ثلاثة جنيهات فرنسية شهرياً،
وخصصها لصاحبه عبده،
وقد استمرت الحال على ذلك عشرة أشهر
حتى اكتمل الدين ثلاثين جنيهاً
ردها الطبيب لبرادة بعد استقراره في أول وظيفة،
وكان برادة حينئذ أيسر الثلاثة حالاً بعد أن كان الأرق حالاً،
فقد سبق صاحبيه إلى التخرج،
كذلك كان قد نشط في بعض الأعمال الخاصة
بالإضافة إلى وظيفته فهو من تولى تمويلهم في هذه الأزمة،
على كل حال حدث ما توقعه الجميع،
فالغيورون من أهل عبده سواء منهم الأقربون والبعيدون
قد بحثوا عنه حتى وجدوه،
وحقاً لم يرهقهم البحث لأنهم يعلمون أنه لا ملجأ له إلا صديقيه
وبالذات في المنظرة في منزل صدقي،
توافدوا عليه زرافات ووحداناً،
وتكررت مناقشاتهم معه وتواكبت ملاحقاتهم له في السكن والعمل،
وأراد عبده أن يضع لهذه المناقشات والمطاردات نهاية حاسمة،
بدلاً مما هو فيه من المتاعب كل يوم ولحظة،
خاصة وأن مستقبله يوشك أن يبدأ على وجه يرضيه،
فقال لهم: ما حاجتكم مني،
وما هدفكم من مطارداتكم،
قال أرشدهم وهو خاله:
يا بني إنك فرد مرموق في أسرتنا،
وفي جملة القبط كلهم خلقاً وسمعة،
ثم إنك توشك أن تكون طبيباً،
وهذا الذي فعلت خسارة لا نطيقها،
فضلاً عن أنه فضيحة وعار لأسرتك،
وللنصارى في مصر وغيرها من بلاد الله
فهلا استمعت إلينا،
قال:
إني مستمع إليك لعلي بذلك أصل معكم إلى حل،
يحفظ لي ولكم أوقاتنا ومصالحنا،
قال أرشدهم:
إن أباك يدعوك إلى الاستماع من رجال الدين إلى كلمة الحق،
وهم لابد أقدر منا على تبيان أوجه الضلال الذي أوقعك فيه خصوم ديننا،
قال الطبيب الشباب:
ما أوقعني أحد في ضلال،
فافهموا عني هذا
وإنما هداني رب العالمين،
قال قائل منهم:
إن كنت مؤمناً بفعلتك هذه ببينة وحجة،
فماذا عليك لو أنك واجهت علماءنا،
قال:
لكم ما تريدون،
فسألوه عن المهلة
فقال: أي موعد تضربونه،
قالوا: فعد معنا الآن إلى دارك وهناك نضرب مع أبيك الموعد ليكون برضاه وفي حضوره،
__________________
[caution]انا امثل نفسى فقط ولا امثل حزب النور وانما انا من محبى الدعوة السلفيه لذا اساهم فى نشر اخبار الحزب ورد الشبهات والتشويه المبرمج عن حزب النور والدعوة السلفيه[/caution]


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2012-01-09, 07:45 AM
الصورة الرمزية يا مصر صباحك نور
يا مصر صباحك نور يا مصر صباحك نور غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-08
المشاركات: 176
يا مصر صباحك نور
افتراضي رد: قصة ابن الخواجة!


(12)
وافق أن يذهب معهم إلى بيت أبيه ..
وقبل أن يذهب توجه إلى الشيخ محمد رشيد رضا ..
وكان يختلف إلى مجلسه من وقت لآخر ..
ونفض إليه جملة الخبر ..
فبين له الشيخ ما غاب عنه ..
وأيده بالأدلة من الكتب القديمة بوجه خاص ..
كإظهار الحق ومقامع الصلبان، وشروح أهل الكتاب، وكيف يرد على شبهاتهم ..
وذهب في الموعد لدار أبيه ..
لقد أنفق أبوه عن سخاء لإنقاذ ولده الأكبر عما هو فيه ..
وليمنعه مما هو مقدم عليه ..
إلى أن أتى الموعد المضروب لرجال اللاهوت ..
فعجل والده بجلسة سريعة يمهد بها للجلسة الكبرى ..
فربما يرجع الابن عن قريب ..
بدأت الجلسة هادئة ..
والكل ينصت لما يدور من قرع الحجة بالحجة ..
والنصوص حاضرة تتلى من مراجعها ..
على مسمع من الجميع ..
ولم يعد كبير مجال للتهوين من تصرف الطبيب الشاب ..
على أنه رأي فرد ضال كما ذكرمن قبل من أنه وقع تحت جو عام من الإغراء الذي أحاطه رفاقه به ..
وأدرك الحاضرون أن الأمر في غاية الجد ..
فشددوا هجومهم ..
لكنهم وجدوا لكل سؤال جواباً ..
ثم وجهت لهم منه أسئلة مضادة ..
استشعروا وهم يجيبون عنها أن ألسنتهم كانت تلوك العبارات في غير وعي ولا تعقل ..
و كانت مناقشة طويلة جداً جداً ..
من أقوى المناظرات في نقد عقائد النصارى ..
عكست مدى تعمقه في تلك الفترة في دراسة العقائد النصرانية وأيضاً في دراسة الإسلام ..
و تكلم فيها كلاماً مفصلاً جداً وألجمهم فما استطاعوا أن يردوا عليه بكلمة واحدة ..
ومما ناقشوه:
التجسد، الأقانيم الثلاثة، البنوة، جرأتهم على الأنبياء، دعوى أبوة الجسد ليوسف النجار، الصلب وأصله الوثني، والقيامة ..
وفي الإسلام: حقيقة الوحي، حقيقة القرآن، حيرة أهل الكتاب من إعجاز القرآن، وكان يسرد الكلام بأسانيد علمية في غاية القوة ..
فأنهوا الجلسة ...
واتفقوا أن يخرجوا بقرار هو أن يحشدوا له فريقاً من أكبر علمائهم حتى يناظره في جلسة تالية ..
حتى بلغ من تأثير الطبيب عليهم أن باتت القضايا التي كانت عندهم يقيناً معلقة ..
حيث قالوا عنها هذه معلقة لا نستطيع أن نرد عليك فيها ..
واهتزت النصوص التي طالما حفظوها على شفاههم ..
وعادت أسئلتهم من عنده بغير معنى ..
وأيقنوا أن اللجنة قد عجزت ..
فماذا كان الجواب؟؟
أعلنوا في هذه الجلسة على الجميع ..
أن عبده إبراهيم عبد الملك ابن الخواجه إبراهيم عبد الملك من أسرة كذا التابعة لكنيسة كذا قد حلت عليه اللعنة الأبدية في هذه الكنيسة ما لم يرجع إلى رحمة أبينا يسوع المسيح مخلصنا وراعينا وأن اللجنة رحمة به وحنواً على أبيه المسكين قد منحته فرصة العودة إلى دين آبائه وأجداده بالحضور يوم الأحد في ذات المكان أمام عدد من الآباء لنصحه وهدايته نسأل إلهنا وأبانا ... إلى آخر كلامهم من الشرك والكفر ..
لقد كان بعض الحاضرين من النصارى متشوقين إلى استمرار الجلسة ..
من شدة تعطشهم إلى سماع إجاباته والاستزادة من علمه ..
فقد سمعوا لأول مرة فكراً جديداً ونقاشاً فريداً ودفاعاً عنيداً ..
جعلهم في شوق إلى معرفة نتيجة محددة ..
خاصة لما رأوا القساوسة قد عجزوا أمام هذا الفرد ..
الذي تخلف عن السير في موكب آبائه وأجداده ..
فهاجوا وماجوا وتدافعوا وتصايحوا ..
لكن كبير الجلسة نصحهم بالهدوء حتى لا يشرد منهم هذا الخروف الضال ..
ووعدهم بأن يوم الأحد قريب ..
وأنه جمع للمباهلة فحول علماء أهل الكتاب والمفسرين وخبراء التبشير الراسخين ..
فهدأت ثائرتهم ولكن إلى حين ..
وجاء يوم الأحد الموعود ..


(12)
وافق أن يذهب معهم إلى بيت أبيه ..
وقبل أن يذهب توجه إلى الشيخ محمد رشيد رضا ..
وكان يختلف إلى مجلسه من وقت لآخر ..
ونفض إليه جملة الخبر ..
فبين له الشيخ ما غاب عنه ..
وأيده بالأدلة من الكتب القديمة بوجه خاص ..
كإظهار الحق ومقامع الصلبان، وشروح أهل الكتاب، وكيف يرد على شبهاتهم ..
وذهب في الموعد لدار أبيه ..
لقد أنفق أبوه عن سخاء لإنقاذ ولده الأكبر عما هو فيه ..
وليمنعه مما هو مقدم عليه ..
إلى أن أتى الموعد المضروب لرجال اللاهوت ..
فعجل والده بجلسة سريعة يمهد بها للجلسة الكبرى ..
فربما يرجع الابن عن قريب ..
بدأت الجلسة هادئة ..
والكل ينصت لما يدور من قرع الحجة بالحجة ..
والنصوص حاضرة تتلى من مراجعها ..
على مسمع من الجميع ..
ولم يعد كبير مجال للتهوين من تصرف الطبيب الشاب ..
على أنه رأي فرد ضال كما ذكرمن قبل من أنه وقع تحت جو عام من الإغراء الذي أحاطه رفاقه به ..
وأدرك الحاضرون أن الأمر في غاية الجد ..
فشددوا هجومهم ..
لكنهم وجدوا لكل سؤال جواباً ..
ثم وجهت لهم منه أسئلة مضادة ..
استشعروا وهم يجيبون عنها أن ألسنتهم كانت تلوك العبارات في غير وعي ولا تعقل ..
و كانت مناقشة طويلة جداً جداً ..
من أقوى المناظرات في نقد عقائد النصارى ..
عكست مدى تعمقه في تلك الفترة في دراسة العقائد النصرانية وأيضاً في دراسة الإسلام ..
و تكلم فيها كلاماً مفصلاً جداً وألجمهم فما استطاعوا أن يردوا عليه بكلمة واحدة ..
ومما ناقشوه:
التجسد، الأقانيم الثلاثة، البنوة، جرأتهم على الأنبياء، دعوى أبوة الجسد ليوسف النجار، الصلب وأصله الوثني، والقيامة ..
وفي الإسلام: حقيقة الوحي، حقيقة القرآن، حيرة أهل الكتاب من إعجاز القرآن، وكان يسرد الكلام بأسانيد علمية في غاية القوة ..
فأنهوا الجلسة ...
واتفقوا أن يخرجوا بقرار هو أن يحشدوا له فريقاً من أكبر علمائهم حتى يناظره في جلسة تالية ..
حتى بلغ من تأثير الطبيب عليهم أن باتت القضايا التي كانت عندهم يقيناً معلقة ..
حيث قالوا عنها هذه معلقة لا نستطيع أن نرد عليك فيها ..
واهتزت النصوص التي طالما حفظوها على شفاههم ..
وعادت أسئلتهم من عنده بغير معنى ..
وأيقنوا أن اللجنة قد عجزت ..
فماذا كان الجواب؟؟
أعلنوا في هذه الجلسة على الجميع ..
أن عبده إبراهيم عبد الملك ابن الخواجه إبراهيم عبد الملك من أسرة كذا التابعة لكنيسة كذا قد حلت عليه اللعنة الأبدية في هذه الكنيسة ما لم يرجع إلى رحمة أبينا يسوع المسيح مخلصنا وراعينا وأن اللجنة رحمة به وحنواً على أبيه المسكين قد منحته فرصة العودة إلى دين آبائه وأجداده بالحضور يوم الأحد في ذات المكان أمام عدد من الآباء لنصحه وهدايته نسأل إلهنا وأبانا ... إلى آخر كلامهم من الشرك والكفر ..
لقد كان بعض الحاضرين من النصارى متشوقين إلى استمرار الجلسة ..
من شدة تعطشهم إلى سماع إجاباته والاستزادة من علمه ..
فقد سمعوا لأول مرة فكراً جديداً ونقاشاً فريداً ودفاعاً عنيداً ..
جعلهم في شوق إلى معرفة نتيجة محددة ..
خاصة لما رأوا القساوسة قد عجزوا أمام هذا الفرد ..
الذي تخلف عن السير في موكب آبائه وأجداده ..
فهاجوا وماجوا وتدافعوا وتصايحوا ..
لكن كبير الجلسة نصحهم بالهدوء حتى لا يشرد منهم هذا الخروف الضال ..
ووعدهم بأن يوم الأحد قريب ..
وأنه جمع للمباهلة فحول علماء أهل الكتاب والمفسرين وخبراء التبشير الراسخين ..
فهدأت ثائرتهم ولكن إلى حين ..
وجاء يوم الأحد الموعود ..
__________________
[caution]انا امثل نفسى فقط ولا امثل حزب النور وانما انا من محبى الدعوة السلفيه لذا اساهم فى نشر اخبار الحزب ورد الشبهات والتشويه المبرمج عن حزب النور والدعوة السلفيه[/caution]


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2012-01-09, 07:49 AM
الصورة الرمزية يا مصر صباحك نور
يا مصر صباحك نور يا مصر صباحك نور غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-08
المشاركات: 176
يا مصر صباحك نور
افتراضي رد: قصة ابن الخواجة!

(13)

جاء يوم الأحد الموعود..


واحتشد الأهل والأقارب ..
وكل من يهمه الأمر ليرى هزيمة هذا الطبيب الذي خدع وصبأ عن دينه الحق ..
إلى دين المسلمين ..
وهم يهددونه ويتوعدونه لئن لم ينته عما هو مقدم عليه ليمزقنه إرباً ..
ويصيرونه عدماً ..
وأن هذه هي الفرصة الأخيرة ما لم ينصع إلى دين يسوع المسيح..
ثم انبرى كبير القساوسة في الجلسة ..
وهو يتطاول في كرسيه يتيه على الحاضرين بما حفظه ولقنه قريباً في الكنيسة..
فقال من كلام الشرك والتثليث ما هو من دينه ..

ثم رد عليه الطبيب الشاب فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم..
إله واحد ..
فرد صمد ..
لم يلد ولم يولد ..
ولم يكن له كفواً أحد ..
سلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..
فضل المسلمين بالإيمان على جميع الأجناس ..
وجعلهم خير أمة أخرجت للناس ..
أوحد الله بموجبات توحيده ..
وأمجده سبحانه حق تمجيده ..
وأومن به وبملائكته وكتبه ورسله ..
لا نفرق بين أحد من رسله ..
ولا أشرك بعبادته سبحانه أحداً ..
وأصلي وأسلم على من جاء بالهدى ..
خالص أصفيائه وخاتم رسله وأنبيائه ..
سيد ولد آدم ..
بعثه ربه في الأميين ..
ليخرج البشر من الظلمات إلى النور ..
ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ..
وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ..
صلى الله عليه وسلم من نبي كريم ..
على خلق عظيم ..
بعثه الله على فترة من الرسل ..
موضحاً للسبل ..
داعياً إلى خير الملل ..
ملة إبراهيم ..
ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ..
وما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً ..
وما كان من المشركين ..
وإن الدين عند الله الإسلام ..
ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ..
وهو في الآخرة من الخاسرين ..

فرد عليه أحد القساوسة:
عجيب أمرك أيها الفتى الضال ..
وعجيب أمر أصحابك الذين أضلوك عن كتابك ..
فلقنوك من الكلام ما قد سمعناه منك الآن ..
حتى صرت أشد منهم حماساً لدينهم، وأحفظ منهم لآيات كتابهم ..
فأصبحنا نراك وأنك قد نسيت دينك ودين آبائك ..
وهو الدين الذي عليه نشأت وترعرعت، فربى عقلك وأصلح فساد نفسك ..
فرد عليه عبده:
والله الفرد الصمد الواحد الأحد ..
ما أضلني ولا أغواني منهم أحد ..
وإنما هداني إليه ربي ..
وساقني إليه فطرتي ..
واختاره لي صحيح عقلي ..
ودلني عليه عافية نفسي ..
فرأيت فيه ما لم أره في غيره من الشرائع والأديان من النور والهدى والحق والصدق
فتمسكت به ..
ولزمته لأني وجدت فيه تمام عقلي وصلاح أمري ..
ومنطلق فكري وشفاء روحي ..
وجواباً راجحاً لكل سؤالي ..
فليس هذا الدين كدينكم ..
الذي يمجد الفقر ..
ويسوغ الذل ..
ويورث العقل الخلل ..
ويحيل المرشد سفيهاً والمحسن مسيئاً ..
لأن من كان في أصل عقيدته التي جرى نشوءه عليها الإساءة إلى الخالق ..
والنيل منه بوصفه بغير صفاته الحسنى ..
فأولى به أن يستحل الإساءة إلى المخلوق ..
فكيف أترك ما هداني الله إليه من الكمال والنعمة ..
بعدما بان لي من جهلكم وتحريفكم لدينكم ..
ولست مجادلكم إلا بالتي هي أحسن ..
فما في الإسلام من حث على مخاصمتكم ومعاداتكم ..
بل هو أرحم عليكم وأحنى حتى من دينكم لكم ..
فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ..
ألا نعبد إلا الله ولا نشرك بعبادة ربنا أحداً ..

صاح أحدهم:
بل نقرعك الحجة بالحجة ..
فإن كانت لنا الغلبة عدت إلى دين الخلاص ..
وإلا تركناك تتخبط فيما مسك من جنون ..
فتكون من الخاسرين الذين تصيبهم لعنة الرب إلهنا يسوع ..
قال الطبيب الشاب:
قبلت التحدي ..
ووالله إن ضلالاتكم قد سارت مسير الشمس ..
وبواطلها قد لاحت لعيون الجن والإنس ..
فوالله لا يخذلني الله أمامكم ..
وأنتم قوم غيّرتم فغيّر بكم ..
وأطعتم جهالاً من ملوككم ..
فخلطوا عليكم في الأدعية ..
فقصدتم البشر في التعظيم بما هو للخالق وحده ..
فكنتم في ذلك كمن أعطى القلم مدح الكاتب ..
على حين أن حركة القلم لا تكون بغير الكاتب ..
وها أنا ذا على قصور سني وإغفال المطالعة أقبل منازلتكم ..
فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ..
.........
ودار حوار طويل جداً ..
لثلاثــــــــــــــــــــــــــــــــــــة أيـــــــــــــــــــام ..
__________________
[caution]انا امثل نفسى فقط ولا امثل حزب النور وانما انا من محبى الدعوة السلفيه لذا اساهم فى نشر اخبار الحزب ورد الشبهات والتشويه المبرمج عن حزب النور والدعوة السلفيه[/caution]


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2012-01-09, 07:54 AM
الصورة الرمزية يا مصر صباحك نور
يا مصر صباحك نور يا مصر صباحك نور غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-08
المشاركات: 176
يا مصر صباحك نور
افتراضي رد: قصة ابن الخواجة!


(14)

لقد أحرجهم الطبيب جداً ..
حتى كانوا كل جلسة يستعينوا بقساوسة جدد ..
بعد أن وقعوا في حصار أسئلة لا يستطيعون الإجابة عليها ..
وأمام حجة لا يملكون الصمود أمامها..
وفي نهاية الحوار ..
قال عبده:
فماذا أقول لكم ..
وقد جئتم لتقولوا لي فقلتم وقلت ..
وأضللتم وأوضحت ..
وكذبتم وصدقت ..
ودعوتم علي ودعوت لكم ..
وأهنتم محمداً صلى الله عليه وسلم وعظمت عيسى عليه السلام ..
وحاولتم طعن القرآن فما استطعتم ..
وحاولتم ستر كتبكم فانكشفتم ..
وأنهكتموني علّي أضل، وأنهكت نفسي علّكم تهتدون ..
وقد آذيتموني بأيديكم وتلطفت معكم بكلامي..
وهاهو اليوم الثالث ينقضي ..
وقد اهتزت في نفوسكم عقيدتكم ..
وثبتت في نفسي عقيدة الإسلام ..
وأنا أعلم مما علمنيه ربي في القرآن أنكم لن ترضوا عني حتى أتبع ملتكم ..
ولكن كيف أبيع الهدى بالضلال، وأشتري الباطل بالحق ..
ولكنكم أهلي وعشيرتي ..
وقد أمرني ديني الجديد ..
أن أصحبكم في الدنيا معروفاً ..
فهلموا إلى دين الله لتربحوا ..
قال تعالى:
(( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ))
أسأل الله أن يكشف ما بكم من الضلالة وأن يتلقاكم بالهداية ..
وصدق الله تعالى إذ يقول
(( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء))
صدق الله العظيم ..

وما كان الطبيب الشاب يفرغ من تلاوة الآية ..
حتى أدرك الجميع أنه قد خرج من حظيرة الكنيسة ..
إلى غير عودة ..
فتدافعوا يفرطون في إيذائه ..
ولم ينتهوا عنه إلا حين علا صوت الكاهن الكبير ..
وهو يعلن فيهم أن اللجنة قد أيقنت بأن عبده إبراهيم عبد الملك ابن الخواجه إبراهيم أفندي عبد الملك من أسرة كذا التابعة لكنيسة كذا قد حلت عليه اللعنة الأبدية وأنه مطرود من رحمة أبينا، يسوع المسيح مخلصنا وراعينا، وأنه ..
الخ من كلامهم الذي يقولونه في أمر كهذا ..

ولكن مأساة الطبيب الشاب لم تنته بعد ..
فقد ذاق (أمرّ) البلاء ..
مع الطرف الآخر أيضاً ..
مع (المسلميــــــــــــــن)
فإلى جانب آخر من حياته ..
__________________
[caution]انا امثل نفسى فقط ولا امثل حزب النور وانما انا من محبى الدعوة السلفيه لذا اساهم فى نشر اخبار الحزب ورد الشبهات والتشويه المبرمج عن حزب النور والدعوة السلفيه[/caution]


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 2012-01-09, 07:56 AM
الصورة الرمزية يا مصر صباحك نور
يا مصر صباحك نور يا مصر صباحك نور غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-08
المشاركات: 176
يا مصر صباحك نور
افتراضي رد: قصة ابن الخواجة!



(15)

ما كاد الكاهن الكبير يلقي بيانه ..
وقد تعلقت الأنفاس من رهبة الموقف ..
حتى حل الهرج والمرج محل السكون والوقار ..
وارتفع الصخب فجأة بأخلاط من الأصوات ..
فهذا نحيب وهذا نواح وهؤلاء رجال أفزعهم المصير الذي ينتظر فتى كان من خيرة شبابهم ..
الذين كانوا يباهون بهم المسلمين ..
وتلك نسوة تجمع بين البكاء وبين أقبح الأصوات ..
وإذا بالطبيب الشاب يشهد للمرة الثانية موقفاً مزعجاً في نفس المكان ..
فقد كان فوجئ بقرار المحكمة قبل تمام المحاكمة ..
ولذلك بقي في مكانه مشدوهاً حال تلاوة البيان ..
وإذ بدأ الهرج والتدافع بالأيدي والمناكب ..
تسلل من مجلسه إلى خارج الدار ثم إلى مسكنه المتواضع ..
وقد تملكه شعور لم يكن يحس به من قبل ..
فلقد رأى لأول مرة رجال الدين الذين يتخذون من الهداية والإرشاد وسيلة لكسب المعاش
يتصرفون على نحو أذهله ..
فخالطه شعور بالعطف على عامة الناس الذين يلتمسون عندهم الرشاد ..

قال الطبيب لصاحبيه:
لقد احترمت هؤلاء الناس حين ثبتوا ودافعوا عن أمور خيل إليهم أنها صواب ..
وكان ذلك في أول لقاء لي معهم ..
ولكن حقيقة أمرهم تكشفت لي في المجلس الثاني ..
حين باهلتهم ثلاثة أيام طوالاً أقدم لهم الدليل تلو الدليل ..
وأقرعهم الحجة الهزيلة عندهم بالحجة القوية عندي ..
وقد كنت أظنهم بما يحملون من مناصب دينية عالية أهل حجة وأصحاب عقل ونظر ..
لكنني فوجئت بهم يفرون من الميدان مخافة أن ينكشف ما هم عليه من جهل وصغار ..
وإني لأعلم أنهم يأكلون السحت ..
ويجعلون رزقهم أنهم يكذبون ..
ألا ساء ما يزرون ..
قال له صاحباه:
أو لم يكف ما لقيته من دعوتك الناس إلى الرشاد، فجئت تخطب فينا ..
قم الآن يا رجل إلى كتبك فأقدامك لم تثبت بعد على الطريق ..
وعليك أن توفر ما بقي من مراحل في الحصول على الإجازة العلمية ..
ومن ثم الوظيفة التي ستقيم أودك ..
وكان ما نصحوه به ..
فانقطع لدروسه بضعة أشهر كد فيها واجتهد ..
حتى تخرج طبيباً يمارس المهنة الإنسانية ..
ونظر الطبيب الشاب من حوله باحثاً عن مجتمع يعوضه عن أسرته التي لم تهتد ..
فإذا النصارى يحوطونه بنظرات الحقد والمرارة ..
وإذا المسلمون يترقبونه في حيطة وحذر ..
فرغب في البعد عن الناس طلباً للهدوء ..
ومزيد من الاطلاع،
فلم يجد خيراً من أن تكون خدمته الوظيفية ..

في السجــــــــــــــــــون ..
__________________
[caution]انا امثل نفسى فقط ولا امثل حزب النور وانما انا من محبى الدعوة السلفيه لذا اساهم فى نشر اخبار الحزب ورد الشبهات والتشويه المبرمج عن حزب النور والدعوة السلفيه[/caution]


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 2012-01-09, 08:02 AM
الصورة الرمزية يا مصر صباحك نور
يا مصر صباحك نور يا مصر صباحك نور غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-08
المشاركات: 176
يا مصر صباحك نور
افتراضي رد: قصة ابن الخواجة!



(16)

بدأ الطبيب الشاب عبده حياته الوظيفية عام 1905 ..
طبيباً لبعض السجون بمديرية الجيزة ..
فتهيأ له بذلك البعد عن المجتمعات من جهة ..
وقربه من القاهرة من جهة أخرى ..
كان يقضي ساعات العمل في مكتبة من مكتبات السجن ..
وكانت له دار ملحقة بالمبنى ذاته ..
وحول هذه الدار حديقة صغيرة ..
وعاش حياته بين السجناء متعايشاً معهم ..
لكنه كان في وحشة شديدة في دخيلة نفسه ..
وأشار إلى زميله صدقي أنه يريد أن يستقر في دار وأسرة ..
فإن رزقه الله بزوجة صالحة ..
فإن حديقة السجن ستكون في تقديره جنة نعيم ..
وقد ذكر لصاحبه مواصفات معينة يريدها في زوجته ..

أخلف صاحباه شروطه ظناً منهم أن موضوع الزواج سيستمر ..
عند اختيارهم لزوجة له ليست على ما اشترط ..
فلما رآها نفر منها جداً ..
وكان قد أعلن حفل الزواج بعد أيام قليلة ..
هذا الحدث أحدث ردة فعل شديدة جداً على أهل خطيبته ..
وبدأوا ينشرون إشاعات كثيرة جداً حوله انتقاماً منه ..
وأشاعت أسرة الخطيبة أنها قد اكتشفت أن عبده كافر متلاعب ..
وأن له زوجة وأولاد من دينه الأصلي ..
وقد اكتشفوا ذلك وغيره مما لا يجب التكلم عنه، وهم لذلك رفضوه وطردوه ..
تناقلت الأسر فيما بينهم هذه القصص والشائعات ..
وكل من يسمعها كان ينقلها بعد أن يضيف عليها كل جديد وغريب ..
وأنه كان أول من رأى وعاين وتأكد واكتشف بذكائه على غير ذلك مما يظن الرواة أنه يزيد الرواية غرابة وحبكة ..
استفحلت الأقوال وحصل لصدقي وعبده إساءة شديدة في الحي والمنطقة ..
وتناهت الأخبار مشبوهة إلى شيوخ الحي وأفاضل سكانه ..
كان من هؤلاء الشيوخ البارزين والعلماء المعروفين ..
الشيخ عبد الحميد مصطفى ..
وكان قد درس العلم في الأزهر الشريف ..
حتى خيف على بصره من شدة طلب العلم ..
فتوقف عن الدراسة بأمر الأطباء واشتغل في المقاولات ..
فلقي في عمله توفيقاً ..
وقد اشتهر في حياته الخاصة بين أهل الحي بكرمه وكرامته وصدقه في معاملته وحسن عشرته للناس وصلاته ..
وطبعاً وصلته الأخبار المشوهة والشائعات السيئة ..
فاعتبرها عبثاً صغيراً من شباب غير مسؤول ..
وعدها استهانة من صدقي بكرامة أسرة محافظة ..
تعرضت بها سمعتهم للقيل والقال ..
وأنه لا بد أن يعاقب هذا المستهتر هو وصاحبه على ما اقترفاه في حق الفتاة وفي حق أسرتها،
باختصار شديد ..
دبر موعد للشيخ عبد الحميد حتى يحل هذه المشكلة وينقذ سمعة البنت وأسرتها ..
التي أساء إليها برفض الخطبة وإلغاء الزواج ..
وكان كلما حاول الشيخ مقابلتهما كانا يمعنان في الهرب منه ..
إلى أن أحكم الحصار وتمكن الشيخ من مقابلة صدقي ..
فلم يبق مفر من المقابلة والحساب ..
وأمسك الشيخ بيد الطبيب صدقي واقتاده إلى مكان معروف جلسا فيه لتصفية الحساب ..
وقال له:
كيف سمحت لنفسك ولزوجك أن تفعلا ما فعلتما؟
وأنت الآن طبيب مسؤول تؤتمن على خصائص الناس؟
بل إنك ربما عرفت بحكم تخصصك من أسرار الناس ما لا يعرفه غيرك؟
أية جناية هذه يا بني؟
وأي خطأ ارتكبته في حق أهلك وجيرانك من أجل صداقتك لهذا الكافر المارق؟
صبر الطبيب الناشيء صدقي لهذا ..
وكان يحترم الشيخ لسنه ومكانته وصداقته لأسرته ..
فقال له:
عفواً سيدي الشيخ فهلا سمعت القصة كما وقعت؟
فشهدت لي بالبراءة مما أثاروه حولي وحول زوجتي وصاحبي ..
وحسبي عقاباً لي في وساطتي ما وقع علي من ظلم في شائعاتهم..
قال الشيخ عبد الحميد: أجل أسمع منك ..
على ألا تقول غير الحق ولا تنطق بغير الصدق ..
وأنا أحذرك يا صدقي من محاولة خداعي فلست بالخب ولكن الخب لا يخدعني ..
قال : بل أصدقك القول يا عم وكل ما أرجوه منك أن توسع لي في صدرك حتى أتم حديثي ..
فنحن لم نجرب منك إلا العدل ..
__________________
[caution]انا امثل نفسى فقط ولا امثل حزب النور وانما انا من محبى الدعوة السلفيه لذا اساهم فى نشر اخبار الحزب ورد الشبهات والتشويه المبرمج عن حزب النور والدعوة السلفيه[/caution]


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 2012-01-09, 08:04 AM
الصورة الرمزية يا مصر صباحك نور
يا مصر صباحك نور يا مصر صباحك نور غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-08
المشاركات: 176
يا مصر صباحك نور
افتراضي رد: قصة ابن الخواجة!



(17)
شرح له صدقي القصة كاملة ..
فقال له الشيخ: ما اسم صديقك؟
قال: اسمه عبده إبراهيم ..
قال: وما كان اسمه قبل أن يشهر إسلامه؟
قال: عبده إبراهيم عبد الملك ..
قال: أفلا اتخذ اسماً جديداً يدل على فضل الله عليه أن هداه للإسلام؟
قال: هذه فعلاً واحدة من نظراته الخاصة ..
وقد نصحه بعض المحبين له وأنا منهم أن يتخذ له اسماً علماً شاهداً على إسلامه ..
فاعتذر إلينا بأن الإيمان الحق إنما هو ما يستقر في القلوب وتصدقه الأعمال ..
فلا يرى الإسلام أسماء ولا لافتات كعناوين الكتب والمتاجر ..
فقال الشيخ: لو تأتيني بصديقك في الغد؟
وبالفعل أتاه به في موعد اللقاء ..
وكان تعارف رائع أعقبته مقابلات مع الشيخ ..
وكان يحصل حوارات بين الشيخ عبد الحميد وبين عبده إبراهيم في كل مرة ..
وتنوعت الأحاديث والمناقشات والأبحاث العلمية ..
وكان الشيخ كل مرة يكتشف في عبده صفات جديدة من الصفات الطيبة ..
زاد التلطف من الشيخ والمحبة الوثيقة والمودة بينه وبينهما ..
وقد كان الشيخ يثني عليه ثناءً عطراً أمام صدقي ..
فلفت صدقي نظر عبده إلى ذلك ..
وقال له: إني أراك قادراً على كسب ثقة الشيخ ومحبته ..
ولئن كنت وصلت إلى هذا الحد من الود والثقة فإني لأرى لمشكلتك الكبيرة أحسن الحلول ..
فضاق عبده بهذه الإشارات البعيدة ..
فقال لصاحبه: كم من الوقت أضعنا في تأملاتك وفي الفروض والاحتمالات فأرجوك أن تفصح عما تريد أن تقوله ..
قال صدقي: إن للشيخ ابنة في سن الزواج، وهي كالتي طلبت في شروطك ..
ولئن قدر الله لك أن تحافظ على مودته واحترامه لك على ما أرى في لقاءاته الأخيرة ..
فإنه لا يرفضك خاطباً فيما أظن ..
فقال له: ما أراك إلا جننت، أي أمر هذا الذي يراودك ..
وعلى أي أساس يجوز لي أن أفاتح رجلاً فاضلاً كهذا في أمر مصاهرتي له ...

وبعد نقاش طويل ..
تقدم عبده خاطباً بنت الشيخ ..
وبدأت في حياته وحياة الشيخ صراعات ..
ما كان عندهم لها حساب ..
__________________
[caution]انا امثل نفسى فقط ولا امثل حزب النور وانما انا من محبى الدعوة السلفيه لذا اساهم فى نشر اخبار الحزب ورد الشبهات والتشويه المبرمج عن حزب النور والدعوة السلفيه[/caution]


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 2012-01-09, 08:07 AM
الصورة الرمزية يا مصر صباحك نور
يا مصر صباحك نور يا مصر صباحك نور غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-08
المشاركات: 176
يا مصر صباحك نور
افتراضي رد: قصة ابن الخواجة!

(18)

تسامع الناس أن القبطي صاحب قصة الزواج الأولى قد أوقع الشيخ عبد الحميد في حبائل سحره هذه المرة،
فحصل منه على وعد بالمصاهرة،
وكان لرب الأسرة على هذا العهد أهبة عالية،
لكن زوجة الشيخ ثارت عليه ثورة عارمة،
فتركت له البيت وانطلقت إلى أهلها غاضبة،
واجتمعت الأسرة بأصولها وفروعها،
وألح الجميع على الشيخ أن يراجع نفسه فيما صدر منه من وعد بالقبول،
وبدأت الشائعات تسري من جديد،
وتوافد الخاطبون ومعهم الشفعاء،
لإنقاذ الموقف بتعطيل هذه المصاهرة غير المتكافئة،
وضاق الشيخ ذرعاً،
فعجل بعقد القران والزفاف جميعاً،
وتم ذلك في ليلة أحاط بها الغموض والترقب،
وساعد على فتور المناسبة أنه حضر إليها منفرداً إلا من صاحبيه،
كذلك قاطعت زوجة الشيخ الحفل وهي أم العروس،
وجاملها أهلها فلم يحضر منهم أحد،
والشيخ حازم في ما قرره ماض فيما عزم عليه،
واتهم الناس الشيخ في عقله،
إذ كيف يقبل هذه الصفقة وهو من هو من رجحان العقل والبصيرة،
لكن الهدوء المشوب بالقلق ما لبث أن عاد للحي،
بعدما تبين أن الشيخ قد أنفذ وعده ووفى بعهده وزوج ابنته للطبيب الشاب عبده،
بل إن الناس كادوا ينسون ما حدث بعد سفر الزوجين إلى مقر عمل الطبيب حيث مسكنهما

مرت سنة كاملة ..
وكانت العادة أن المرأة إذا حملت تعود إلى بيت أهلها حتى تقوم والدتها بعنايتها عند الولادة ..
وولدت زوجة عبده الوليد الأول ..
وما كان اليوم الأول ينقضي حتى حضر الطبيب الشاب يهنؤها بولادتها ..
وقد جلب لها من الهدايا كل جميل ..
ولمولوده من الملابس واللعب كل نفيس رائع ..
عاد بزوجته إلى المنزل ومضى ليسجل في سجلات الحكومة واقعة مولوده الأول ..
ثم ما لبث أن عاد إلى بيته بشهادة ميلاد ابنه ..

عيـــــــــــــــسى ..

وأقبل على زوجته يرشدها إلى ما ينبغي عليها عمله من احتياطات ..
وانصرف إلى عمله بعد أن اطمأن على زوجته وولده ..
و جاء الشيخ ليطمأن على ابنته وولده ..
فأخبرته بحضور عبده وانصرافه بعدما أثبت اسم الوليد في السجلات ..
وسألها أبوها في فرحة ..
فماذا اختار لابني من الأسماء ..
فأجابته ابنته دون وعي :

عيسى ..

لكنها رأت من أبيها أمراً عجباً ..
إذ ما لبث حين سمع الاسم أن ضرب كفاً بكف ..
وقد تغير لونه وتقطب جبينه ..
وظهر الغضب الشديد عليه وهو يقول:

عيسى عيسى ..

وا عجباً لهذا الرجل ..
أو لم يجد في كل الأسماء التي خلقها الله اسماً جديراً بهذا المخلوق إلا هذا الاسم ..
أستغفر الله العظيم .. أستغفر الله العظيم .. أستغفر الله العظيم ..
وانطلق من عند ابنته وهو يقول:
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
وأحست ابنته أن أمراً عظيماً قد حدث ..
وأن خطأ لا يمكن إصلاحه قد وقع ..
فما هكذا رأت أباها على طول ما عاشت ورأت ..
وباتت فريسة لأفكارها وهواجسها ..
أما الشيخ فقد اعتكف في داره أياماً لا يرى فيها أحداً ..
وأما زوجته فقد كانت تغالب دموعها ..
فقد تحقق للجميع أخيراً ..
ظنها البصير بهذا الطبيب وألاعيبه ..
وكانت إذا همت بالدخول على ابنتها ..
كفكفت دموعها حتى لا تفجع ابنتها بما أسلمها أبوها له من مصير..
وما جناه عليها بعناده وغفلته ..
وانخداعه بأساليب هذا الطبيب الذي سحره ...
وفي اليوم السابع أضيئت الشموع ذراً للرماد في العيون ..
وتمويها على الأم البائسة التي ارتبطت بزوج قيل أنه أسلم بل وحسن إسلامه ..
فإذا به يعلن في غير حياء ولا مواربة ..
أنه ما زال مخلصاً لماضيه ..
ولدينه القديم ..
وإلا .. بماذا نفسر اختياره لاسم عيسى اسماً لولده ..
ولم يكن اليوم السابع هذا ينقضي ..
حتى غرقت أسرة الشيخ في موجة من الهم والحزن فوق الذي كان قد تجمع لها من قبل ..
ذلك أن بشيراً من أسرة الطبيب عبده ..
جاء من حي الظاهر ..
يهنيء الشيخ بمولود عبده الجديد .. عيسى ..
ولم يكن بين أسرة الشيخ وأسرة عبده سابق ود ولا اتصال ..
وقد كانت لهذه التهنئة منهم معانٍ غير خافية عليه ..
لكن الشيخ تماسك واصطنع الثبات اصطناعاً ..
حتى كان الغد ..
فخرج من الفجر ليلحق بالطبيب عبده في داره ..
قبل أن يغادرها إلى العمل ..
فإن له معه شأناً ..
__________________
[caution]انا امثل نفسى فقط ولا امثل حزب النور وانما انا من محبى الدعوة السلفيه لذا اساهم فى نشر اخبار الحزب ورد الشبهات والتشويه المبرمج عن حزب النور والدعوة السلفيه[/caution]


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 2012-01-09, 08:14 AM
الصورة الرمزية يا مصر صباحك نور
يا مصر صباحك نور يا مصر صباحك نور غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-08
المشاركات: 176
يا مصر صباحك نور
افتراضي رد: قصة ابن الخواجة!



-
(19)

حين فتح الطبيب باب داره للشيخ ..
فوجيء به يغلق الباب بعنف خلفه ..
وهو يمسك بتلابيبه ..
ويقول له :
ما هذا الذي فعلت بابنتي أيها الزنديق ؟..
والله لا أفلتك من يدي حتى أعلم حقيقتك ..
وقد سكتنا عن التزامك اسمك رغم اعتناقك الإسلام ..
وكان يجب أن تغيره إلى ما يدل على إسلامك ..
ولقد أحسنا الظن بك وبما سقته من حجج ..
كانت تبدو لنا صادقة يوم نطقت بها ..
أما وقد انكشف أمرك الآن بتسمية ولدك عيسى ..
فاعلم أن اختيارك لولدك هذا الاسم ..
له من المعاني ما لا يخفى على أحد ..
ولقد كنت أعالج نفسي بالتصبر حتى ألقاك ..
إلى أن جاءنا بشير من عند أبيك ..
يحمل التهاني التي تنطوي على سخرية أبيك بعقولنا ..
وشماتته بمصير ابنتي المسكينة ..
التي جنيت عليها حين قبلت زواجك بها ..
فتكلم بالحق وإلا قتلتك شر قتلة ..
ورأى الطبيب أن الشيخ يهدر غاضباً ..
والدماء تندفع إلى جبينه حمراء قاتلة ..
والشرر يتطاير من عينيه ..
يشير إلى ما في صدره من غليان براكين الثورة ..
فبقي بين يدي الشيخ هادئاً ساكناً حتى تمر العاصفة ..
لكن حالة الشيخ كانت تنبؤ أنه قد انتوى أمراً خطيراً ..
وأنه قد يرتكب جرماً وحشياً تحت وطأة إحساسه بخيبة الرجاء ..
إذ كان يبدو عليه أنه استنفد من الجهد ما أضناه ..
وأنه سيتصرف مع الطبيب تصرف اليائس منه ..

فبادره الطبيب قائلاً :
ياعم ..
أقسم لك أن الأمر كما علمته من حسن إسلامي ..
ولقد أكرمتني بإحسانك إلي إذ قبلت مصاهرتي لك ..
فكيف تصورت في نفسك ما نطق به لسانك الآن ..
وهل تظن أن ما جرى لي بسبب إسلامي ..
وملاحقة أهلي لي .. بالتهديد والويلات والأذى ..
وطردهم لي من دار أبي ..
وهجري لأهلي ..
ولجوئي إلى الحق والهدى ..
كان كله تمثيلا وعبثاً ..
وهل قدمت لي منذ عرفتك إلا الخير والعون والحب ..
فكيف تظنني أسيء إليك أو أجني على ابنتك ..
وإذا كان ذلك مما يجوز لي وأنا على غير سبيل الحق ..
فكيف أجيزه لنفسي ..
وقد عرفت الله ورسوله والقرآن ..
يا عم ..
إن كنت أردت – بعد ما قلته لك والله على ما أقول شهيد –
أن تزيدني إيماناً ..
فها أنا ذا بين يديك ..
ما تغيرت وما استبدلت ..
فأنت صهري وعمي وأبي وأهلي ..
وليس لي الآن بعد ولدي من هو أقرب إلي منك ..
وستجدني طوع أمرك فيما تظنه صواباً ..
وسأقبل حكمك أياً كان ..
فهلا منحتني بعض ما قد يكون بقي عندك من صبر ..
لعلي أحدثك بما بقي عندي من حكمة اختيار اسم عيسى لولدي ..

كانت لهجة الطبيب هادئة ..
رغم ما صبه عليه صهره من لوم وتقريع ..
ورغم شناعة الصورة التي رسمها صهره ..
من فزع أحاط الأسرة .. وأحداث جسام توشك أن تعصف بالجميع ..
فلا الطبيب ناجٍ بصورته هذه ..
ولا أصهاره سعداء بما يمكن أن يحدثوه به من انتقام لسمعتهم ..
التي ألحق بها خزياً ما بعده خزي ..
رغم كل ذلك .. قال له الشيخ :
تكلم وقل ما عندك ..
ولا تخفي عني شيئاً ..
ولتعلم أنك قد ألقيتني في الجحيم ..
جزاء صنيع المعروف معك ..
فابتسم الطبيب وهو يقول :
كأنك لا تريدني يا عم أن أتكلم ..
قال : بل ها أنا ذا مصغٍ إليك ..
واعٍ لما ستقول .. والله وحده يعينني على ما أنا فيه ..
قال الطبيب الناشيء:
إن بيني وبين ربي عهداً لا يعلمه إلا هو ..
وإني أسير على الدرب لا أحيد ..
وما وجدت من ربي إلا الفضل يتلوه الفضل ..
وفي ظني والعلم عند الله جل شأنه ..
أن هذا الحادث الذي أفزعكم حتى آذيتموني ..
هو أكبر نعمة من بها الله علي بعد نعمة الإسلام ..
تمتم الشيخ في صوت حزين:
أكبر نعمة .. تقول أكبر نعمة ..
اللهم إنك أنت السلام ومنك السلام .. اللهم أفرغ علينا صبراً من عندك .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
عاد الطبيب يقول:
نعم .. قد يكون هذا التتابع في الأحداث بشيراً لي ..
بأن الله قد سمع لدعائي فاستجاب ..
فله الحمد في الأولى والآخرة ..
ثم استطرد يقول ..
إنني يا سيدي .. حين تمسكت بنفسي – بعد إسلامي- بالاسم ..
الذي كان قد اختاره والدي ..
وهو كما تعلم : عبده ..
تعلق رجائي بأن يمتد بي الأجل ..
حتى أكون كفؤاً لزوجة صالحة من بيت طيب ..
وأن أرزق منها مولوداً يكون أول أولادي ..
وأن أدعوه :عيــــــــــسى ..
وها قد تحقق الرجاء بفضل من الله ونعمة ..
وقاطعه الشيخ محتداً :
وأي فضل تريدني أن أراه فيما ذكرت ..؟
فارتفع صوت الطبيب الشاب في نبرة تشبه الغضب .. وقال :
يا سيدي .. صبراً .. فما أتممت الكلام بعد ..
وأنت ترى أن هذه الأمور التي وقعت .. لا تستوقف نظرك ..
ولا تثير فيك عجباً ..
أما أنا .. فقد رأيت هذه الأمور قبل أن تقع .. آمالاً ..
ترتفع يداي في كل لحظة بسببها إلى السماء بالدعاء ..
آمالاً .. سهرت من أجلها الليالي الحالكة ..
التي أحاطت بي لبضع سنوات مضت ..
وإن الله الذي أنعم علي بهذا كله ..
لأكرم من أن يرد ما بقي لي من رجاء عنده..
قال الشيخ : وما هذا الرجاء؟
قال الطبيب:
إنه إن شئت رجاء ..
وإنه إن شئت عهد وميثاق .. إذا نحن أمعنا النظر ..
فلقد كنت عاهدت ربي ..
إن هو رزقني بصبي .. لأحرصن على تنشئته تنشئة صالحة ..
ولأدعون له بطول العمر ..
وبالتوفيق إلى ما فيه رضا الله ..
وبأن يكون له في حياته ومن بعد مماته ..
أحسن الذكر على ألسنة العباد ..

ضاق الشيخ ذرعاً باستطراد هذا الطبيب الحدث في سرد أحلامه ..
فقاطعه قائلاً:
وأي والد لا يرجو لولده مثلما رجوت وأملت ..
وأية صلة بين هذا الرجاء .. وذلك الميثاق ..
وبين اختيار المسيح عيسى ابن مريم ليكون علماً على ولدك ليكون خيراً كما تقول ..
قال:
يا عم ..
إنني لا أحصي ثناءً على ربي ..
ولا أقدر على حمده كفاء ما أنعم به علي ..
ولذلك جعلت من وجود هذا الولد ..
شهادة تنبض بالحياة ..
ما بقيت له الحياة ..
بأن (عيسى .. عبده) ..
وماهو بولده ..
وما هو بالإله ..
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ..
فكلما ذكر ولدي الذاكرون غائباً أو حاضراً ..
حياً أو ميتاً ..
كان ذكرهم هذا شهادة مني بين يدي الله عز وجل ..
بأن عيسى عبده ..
وما هو بولده ..

ولقد استجاب ربي لأول الدعاء ..
وهاهو الولد الصغير حقيقة ماثلة بين يدي ..
وشهادة مني بما آمنت به ..
وإن الذي أسبغ علي هذه النعمة الكبرى ..
لقادر على أن يمد في أجله ..
وأن يهديه سواء السبيل ..
حتى يكون أهلاً لهذه الشهادة ..
التي فرقت في حياتي بين ضلال كنت فيه ..
وهداية أرجو أن تزيد ..
ياعم ..
إن الغيب من ضنائن الرحمن ..
وإنا لاندري أيكون هذا الصبي صالحاً أم غير صالح ..
ولا ندري هل كتب له من العمر ما يطول .. أم كانت الأخرى ..
ولكنني أعلم من الله أنه ما خذلني ..
ولا أسلمني لأمر لا أحبه ..
منذ سرى في أطرافي هذا الشوق من الوضوء أول مرة ..
وأنا بعد صبي لا أميز بين عقيدة وأخرى ..

يا عم ..

إذا فرغت من الشهادة بتسمية عيسى التي أرجو أن تكون شفيعي عند الواحد الأحد ..
على نحو ما عاهدت ربي ..
فأي الأسماء بعد ذلك يتمم الشهادة ..
وهل هناك من اسم يذكر بعد شهادة ألا إله إلا الله .. سوى محمد رسول الله ..
لذلك فإني أرجو من الله أن يكون حفيدك الثاني ...
(محمد عبده) ..
ثم ضحك قائلاً :
إن زوجتي لولود .. وإن غداً لناظره لقريب ..
قال له الشيخ :
انصرف إلى عملك يا رعاك الله ..
وإنني عائد إلى حي السيدة زينب ..
والله يعلم بما أنا فيه ..
إنك تعيش في جو من الصفاء ..
لا تعيش فيه كثرة الناس ..
وإن أعمالك وأقوالك لا يفهمها .. إلا من أنار الله بصيرته ..
وحاط بدين الله من كل جوانبه ..
وما أقل هؤلاء في زماننا ..
لكنك يا عبده ..
قد أتعبتني منذ عرفتك ..
ولا إخالك إلا هكذا ما حييت ..
عفا الله عنك يا بني ..
ثم شد الشيخ على يد صهره مودعاً .. وهو يقول :
على إني لا أضيق بيوم التقينا فيه ..
ولا أتمنى الآن غير الذي جرت به المقادير ..
ثم انصرف ..


مرت الأيام ..
ورزق الله عبده ولده الثاني .. محمد ..

ولم يكن الخواجة إبراهيم قد رأى يوماً أشد عليه من يوم الأحد ..
الذي أعلنت فيه الكنيسة خروج عبده عن حظيرتها ..
وقرر فيه رجال الكنيسة طرد ولده الأكبر من رحمة يسوع ..
وبقيت صورته حاضرة أمام ناظريه ..
وهو يهرول مسرعاً إلى خارج الدار ..
والجميع يلاحقونه باللعنات والتهديدات ..
حتى جاءه الخبر بأن ولده عبده ..
قد سمى ولده الثاني محمد ..
فكانت القاضية على ما كان بقي عنده من أمل ورجاء ..

وفي يوم من الأيام .. عام 1909 ..
والأسرة الصغيرة في حياتها الوادعة ..
على مقربة من السجن ..
والوقت بعد الظهيرة ..
والحر قائظ ..
والطبيب قد أنهى عمله .. وعاد إلى داره ..
وإذا بواحد من مساعديه .. يصعد الدرج مسرعاً ..
ويقترب منه ..
ويهمس في أذنه كلاماً ..
وبدا على وجه الطبيب أنه لا يصدق ما سمع ..
__________________
[caution]انا امثل نفسى فقط ولا امثل حزب النور وانما انا من محبى الدعوة السلفيه لذا اساهم فى نشر اخبار الحزب ورد الشبهات والتشويه المبرمج عن حزب النور والدعوة السلفيه[/caution]


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 2012-01-09, 08:19 AM
الصورة الرمزية يا مصر صباحك نور
يا مصر صباحك نور يا مصر صباحك نور غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-08
المشاركات: 176
يا مصر صباحك نور
افتراضي رد: قصة ابن الخواجة!

(20)

في يوم من الأيام .. عام 1909 ..
والأسرة الصغيرة في حياتها الوادعة ..
على مقربة من السجن ..
والوقت بعد الظهيرة ..
والحر قائظ ..
والطبيب قد أنهى عمله .. وعاد إلى داره ..
وإذا بواحد من مساعديه .. يصعد الدرج مسرعاً ..
ويقترب منه ..
ويهمس في أذنه كلاماً ..
وبدا على وجه الطبيب أنه لا يصدق ما سمع ..
ورفع الطبيب صوته قائلاً:
وأين هو الآن .. ؟
قال إنه يقف بباب الدار ,,
ونزل الطبيب الشاب مسرعاً من فوره ..
وعاد ومعه ضيف من القاهرة ..
كان هذا الضيف هو الخواجة إبراهيم .. والد الطبيب ..
وقد وصل فجأة .. بعد قطيعة تامة ومتصلة ..
منذ كان ولده في فترة الامتياز بالقصر العيني ..
فانسحبت الزوجة والمربية والطفلان إلى داخل الدار ..
وبقي الطبيب وولده .. لا يجدان عندهما ما يقال ..
بعد أن كانا قد تبادلا التحية والمجاملة في اقتضاب ..
قال الطبيب:
كيف أنت يا أبي .. وكيف حال أمي وإخوتي ..
وإذ هم الوالد بالجواب .. احتبست الألفاظ في صدره ..
واعتمر رأسه بين يديه لحظة ..
ثم انهارت بقية المقاومة .. التي كان يعانيها منذ وقت طويل مضى ..
فانفجر ينتحب كالثاكلات ..
ولم يحاول ابنه أن يمنعه ..
بل تركه برهة .. وأخلى له المكان حتى يفرج عن نفسه وهمومه ..
وأقبل عليه حين عاوده الهدوء ..
وقال ماذا بك يا أبي ..
وكيف أمي وإخوتي ..
قال:
إنهم بخير نحمد الرب ..
ولكن أباك هو الذي على حافة الهاوية ..
قال: هون عليك وأشركني فيما يؤودك حمله ..
لعلي أكون في عونك ..
قال: لهذا جئت إليك ..
ولا أخفي عنك أنني ما سعيت إليك ..
إلا بعد أن انسدت الدنيا كلها في وجهي ..
وكادت الفضيحة أن تحطم حياتي ..
ثم سكت لحظة .. عاد بعدها يقول .. وقد تهدج صوته من جديد ..
يا عبده ..
إن البيت الذي ولدت فيه ونشأت ...
حتى أتممت معظم دراسة الطب ..
هذا البيت الذي يؤوينا ويتسع لأسرتنا كلها ..
سيباع في غد بأبخس الأثمان ..
أمام دائرة البيوع بالمحكمة ..
وفاء لدين كان للبنك صغيراً ..
ولكن الفوائض ضاعفته ولله الأمر ..
وأختك يا عبده .. أختك ماريبوه .. ابنتي الكبرى ..
سيكون زواجها بعد أسبوع واحد ..
ولا أعلم كيف أواري فضيحتي المالية ..
وطردي من بيتي عن أصهاري الذين يحسنون بي الظن ..
ومن أجل ذلك جاءوا للمصاهرة ..
وأي مصير سيواجه شقيقاتك الأخريات ..
إذا ما خاب زواج الأولى بسبب إعلان إفلاسي ..
وأظلمت الدنيا في وجهه .. وخارت قواه ..
فعاد يبكي وينتحب .. في مرارة شديدة ..
وسأله ابنه: كم تبلغ القيمة ..
قال: ثمانمائة جنيه ..
والبيت كما تعلم يساوي أضعاف هذه القيمة ..
ولكن جو البيع يسوده ألوان من المناورات والاحتكار البشع ..
وإن موظفي البنك أنفسهم يحيطون هذه البيوع بإجراءات جهنمية ..
تضمن لهم تسيير البيوع على هواهم ..
قال الطبيب: إن هذا لعجيب ..
أو ليست المحاكم تقوم من اجل العدل ..
قال أبوه :
يا بني .. إنك تعيش في برجك العادي بعيداً عما يدور في الأسواق من ظلم وفساد ..
إن الدين يا بني يكفي للإطاحة بثروة كبيرة ..
وبخاصة إذا مال الأمر لدائرة البيوع ..
ومن حوله زبانية يتسمعون الأخبار .. و يتحايلون على كل واحد في المزاد حتى ينسحب ..
قال الطبيب :
لماذا لا ندفع جزءاً من الدين .. ثم نفكر كيف نتدبر أمر التصفية الشاملة ..
قال الوالد :
يا بني يا عبده ..
قلت لك أن هذا كله قد فات أوانه ..
إنني أواجه حكماً بنزع الملكية وفاءً لدين مقداره كذا وكذا ..
عفواً يا بني ..
لقد أفسدت عليك وقت الراحة ..
والجو شديد الحرارة ..
ولكن العذر واضح لك ..
ولي معك كلمة أخيرة ..
أقولها وأنا واثق من أن جميع إخوتك ..
يؤيدونها راضين ..
وأنت يا عبده أولى من الغريب ..
فتعال معي في جلسة البيوع .. واشتر أنت البيت .. قبل جلسة المزاد ..
لقاء دفع قيمة الحكم كاملة ..
فلا يضع الغريب يده على دارنا ..
ويسيء إلى أبيك وسائر أفراد أسرتك ..
وأنت لن تلقي بأهلك إلى الطريق ..
إن قصروا في دفع الإيجار ..
قال الطبيب : لا عليك ..
اصبر يا والدي .. وائذن لي بتركك برهة صغيرة ..
ودخل إلى حجرته الخاصة ..
ثم عاد يحمل شيئاً في يده ..
ودفعه إلى أبيه .. وقال هذه ثمانمائة جنيه ذهباً ..
هي لك يا أبي فتصرف فيها كيف تشاء ..
دهش الوالد من هذا التحول من الجدال إلى الفعل الناجز ..
وسأل في تكرار ..
والدار؟ متى تحضر لإكمال اجراءات نقل ملكيتها إليك؟
قال: لا حاجة لي بها ..
إلا أن تبقى داراً لك انت ..
أنت والد الجميع .. ومن مركزك في الظاهر وفي الجمالية ..
تستمد الأسرة كلها تقدير الناس ..
وإني ليسرني ان تبقى محل ثقة الناس واحترامهم ..
وضع الوالد كيس المال بجواره على الأريكة ..
وأطرق وهو يقلب عصاه بين يديه ..
ويقول في صوت خافت تتجاوب فيه أصداء من الشعور بالخجل والصغار:
ماذا صنعت بك وأنا قادر عليك ..
وماذا صنعت معي وأنت قادر علي ..
وتساقط الدمع من عينيه في صمت ذليل ..
حتى رق له قلب ولده فبكى لبكائه ..
وانصرف الخواجة إبراهيم بالمال ..
ونجا من ضائقة كادت تعصف به ..
وعاد الطبيب إلى داره بعد فترة قصيرة ..
قضاها في وداع أبيه إلى أن تحرك القطار ..

كان الطبيب منهكاً وهو يعود إلى بيته ..
وفي الطريق كان يمني نفسه بساعة من نوم عميق ..
ولكنه أخطأ الحساب وأسرف في الأمل ..
فما إن دخل داره التي تركها من برهة قصيرة ..
وغادرها وهي هادئة ساكنة ..
حتى سارت مسرحاً لأحداث غريبة تجري سراعاً ..
__________________
[caution]انا امثل نفسى فقط ولا امثل حزب النور وانما انا من محبى الدعوة السلفيه لذا اساهم فى نشر اخبار الحزب ورد الشبهات والتشويه المبرمج عن حزب النور والدعوة السلفيه[/caution]


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع: قصة ابن الخواجة!
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
الوجيز فى الميراث معاوية فهمي موضوعات عامة 0 2019-12-14 03:50 PM

*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   اشتراك شاهد رياضه   ايجار سيارات مع سائق في ماربيا   شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيوت امزويل AMSOIL   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   سحب مجاري   ربح المال من الانترنت   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   يلا شوت   شركة تنظيف في رأس الخيمة   شركة تنظيف في دبي 24 ساعة 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 

 الحلوى العمانية   سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 

 Yalla shoot   كورة سيتي kooracity   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   يلا شوت الجديد 

 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل   jeddah certified translation 

 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 

 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 

 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض

 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 دوت سبورت   كورة سيتي   بث مباشر مباريات اليوم 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 

 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »04:52 PM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى