###.......الأخلاق ...... درس يلقيه الأخ بعد الصلاة في 10 دقائق###

[بهاء الدين السماحي]

الأخلاق
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد

فإن الأخلاق شرعت لتنظيم حياة الإنسان على الوجه الأتم والأكمل وهي ليست جزءً من

الإسلام بل هي جوهر الإسلام وروحه السارية في جميع نواحيه, فعن أبي هريرة رضي الله

عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
فما هي الأخلاق؟

الأخلاق في اللغة هي جمع لكلمتي خَلْقُ وخُلُق وهما في الأصل واحد لكن الخَلْقَ خاص بالهيئات والأشكال والصور التي تدرك بالعين، والخُلُقَ خاص بالطبائع والسجايا والغرائز التي تعرف بالمعاشرة.

الأخلاق اصطلاحًا علماء كثيرون عرفوا الأخلاق تعريفات كثيرة جدا غير أن عليها من المآخذ والثغرات ما يجعل تصوراتهم كلها ناقصة، بل وعاجزة عن التعريف الشامل حتى جاء بن تيمية رحمه الله فربط بين الإيمان والأخلاق وأشار إلى أن تقوى الله تصلح ما بين العبد وبين ربه وتوجب له محبته، وحُسن الخلق يصلح ما بينه وبين الناس فيدعوهم إلى محبته, فالأخلاق التزام بما ورد في القرآن والسنة من أوامر إلهية تقتضي والسمو بالنفس الإنسانية.

الآيات القرآنية التي ورد فيها معنى الأخلاق:- قَالَ الله تَعَالَى:
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا
فالله سُبْحَانَهُ هَيَّأَ الإِنْسَانَ لِقَبُولِ أحسن الأخلاق بِمَا أَعْطَاهُ مِنْ الأَهْلِيَّةِ وَالاسْتِعْدَادِ، الَّتِي جَعَلَهَا فِيهِ
كَامِنَة فَأَلْهَمَهُ وَأَرْشَدَهُ. وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الرُسُلَ وَأَنْزَلَ إِلَيْهِ الكُتُبَ لاسْتِخْرَاجِ تِلْكَ الأخلاق فخَصَّ بِالْفَلاحِ
مَنْ زَكَّى نفسه فَنَمَّاهَا وَعَلاَّهَا وَرَفَعَهَا بالأخلاق الَّتِي حلى بِهَا رُسُلَهُ، ثُمَّ حَكَمَ بِالشَّقَاءِ عَلَى مَنْ
دَسَّاهَا، فحَقَّرَهَا، نكسها بِالفُجُورِ.
وقال الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم
وإنك لعلى خلق عظيم فما بالكم أيها الأخوة الأحباب بما يستعظمه الله جل شأنه في نبيه
صلى الله عليه وسلم ومن المعروف بداهة أن لنا أسوة حسنة في الحبيب صلى الله وسلم
وقد ورد في مدح حسن الخلق وذم سوء الخلق عدة أحاديث سنذكر منها طرفا كله صحيح إن شاء الله.
في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، أنها سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت: كان خلقه القرآن أي كان صلى الله عليه النموذج المتمثل بآدابه وأوامره ونواهيه وما يشتمل
عليه من مكارم الأخلاق ومحاسن الأمور.
وأخرج مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال:
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم، فقال: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس.
وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول إن من خياركم أحسنكم أخلاقا.
وأخرج الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء
وزاد في رواية له وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة.
وأخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ، فقال: تقوى الله وحسن الخلق, وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج.
وأخرج الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وألطفهم بأهله.
وعنها رضي الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم.
وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.
وفي الترمذي عن جابر رضي الله عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا.
وفي مسند أبي يعلى عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق. صحيح الترغيب والترهيب للألباني

وقال الحسن رحمه الله تعالى : معالي الأخلاق للمؤمن : قوة في لين ،
وحزم في دين ، وإيمان في يقين ، وحرص على العلم ، واقتصاد في النفقة ، وبذل في السعة ،
وقناعة في الفاقة ، ورحمة للمجهود ، وإعطاء في كرم ، وبر في استقامة .
وقال الإمام الثعالبي رحمه الله في كتابه التمثيل والمحاضرة: حسن الخُلق خير قرينٍ,
ومن حسن خلقه استراح وأراح, وأقوى الناس على إصلاح أخلاقه أقواهم رأياً, ومن حسن خلقه،
يستحق اسم الإنسانية لأن سيء الخلق يكاد يعد من البهائم والسباع.

جمع البعض علامات حسن الخلق فقالوا: هو أن يكون كثير الحياء قليل الأذى كثير الإصلاح
صدوق اللسان قليل الكلام كثير العمل قليل الزلل قليل الفضول برا وصولا وقورا صبورا شكورا
رضيا حليما رفيقا عفيفا شفيقا لا لعانا ولا سبابا ولا نماما ولا مغتابا ولا عجولا ولا حقودا ولا بخيلا
ولا حسودا يبش ويهش ويحب في الله ويبغض في الله ويرضى في الله ويغضب في الله فهذا هو حسن الخلق.

<!-- / message --><!-- sig -->

[بهاء الدين السماحي]

[align=center]
يرفع للإفادة
[/align]

[ابو صالح_1]

[align=center]
إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى ***ودينك موفـور وعرضـك صيـن
فلا ينطقن منـــــك اللسـان بسـوأةٍ *** فكلـك سـوؤات وللنـاس السـن
وعينــــاك إن أبـدت إليـك معايباً *** فدعها وقل يا عين للنـاس أعيـن
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى *** ودافع ولكن بالتـي هـي أحسـن

ويقول شوقي:

وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت *** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

شكرا جزيلا لك اخي
[/align]

[بهاء الدين السماحي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو صالح_1

[align=center]
إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى ***ودينك موفـور وعرضـك صيـن
فلا ينطقن منـــــك اللسـان بسـوأةٍ *** فكلـك سـوؤات وللنـاس السـن
وعينــــاك إن أبـدت إليـك معايباً *** فدعها وقل يا عين للنـاس أعيـن
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى *** ودافع ولكن بالتـي هـي أحسـن

ويقول شوقي:

وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت *** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

شكرا جزيلا لك اخي
[/align]

اً