منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع
 Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2014-06-03, 06:51 AM
غربة غربة غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-06-03
المشاركات: 55
غربة
جديد الكبائر المائة


الكبائر المائة

( 1 – 10 )


محمد بن علي بن جميل المطري


الحمد لله الرحمن الرحيم، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، هو أهل التقوى وأهل المغفرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:
فيقول الله جل جلاله: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ [النساء: 31]، هذه الآية الكريمة بشارة عظيمة من الله الكريم لهذه الأمة المرحومة أن من اجتنب الكبائر يكفر الله عنه سيئاته الصغائر ويدخله الجنة، روى عبد الرزاق الصنعاني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال عن هذه الآية: هي أحب إلي من الدنيا جميعا، وروى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال عن هذه الآية: هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت.

ويقول الله تبارك وتعالى: ﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم: 32].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" متفق عليه.

والكبائر هي كل ما جاء فيه وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو تهديد أو لعن لفاعله أو براءة منه أو وصفه بالكفر أو الفسوق أو النفاق أو جعله من الضالين أو العادين لحدود الله أو جاء نفي الإيمان عنه أو عدم قبول صلاته أو التصريح بإثمه أو عدم محبة الله له أو كان فيه حد في الدنيا أو كان فيه كفارة.

وأهل العلم لم يتفقوا على عدد محدد للكبائر، والراجح أن عددها غير محصور وإنما يمكن معرفتها وتمييزها بالوصف، وبعض الكبائر أكبر من بعض، والصغيرة مع الإصرار تعظم كما قال ابن عباس: لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار، والصغيرة مع الصغيرة تُهلِك كما روى أحمد بسند صحيح عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه".

1- الشرك بالله:
والشرك نوعان:
النوع الأول: شرك أكبر، وهو عبادة غير الله معه بصرف أي نوع من العبادات لغير الله، كدعاء غير الله والذبح لغير الله واعتقاد أن غير الله يتصرف في الكون مع الله، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، وروى مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لعن الله من ذبح لغير الله".

النوع الثاني: شرك أصغر، وهو كل وسيلة إلى الشرك الأصغر مثل الحلف بغير الله كالنبي والكعبة والأمانة والرأس والوجه والأولاد وغير ذلك، روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من كان حالفا، فليحلف بالله أو ليصمت"، وروى أبو داود وأحمد بسند صحيح عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من حلف بالأمانة فليس منا".

ومن الشرك الأصغر: الرياء بالأعمال، قال الله تعالى مخبرا عن المنافقين: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142]، وروى أحمد بسند حسن عن محمود بن لبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: " الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جُزِيَ النَّاسُ بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء".

ومن الرياء: تعلم العلم الشرعي للدنيا، روى ابن ماجه وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة" يعني ريحها.

ومن الشرك الأصغر: تعليق التمائم والحروز واعتقاد أنها سبب لدفع البلاء، أما من اعتقد أنها تنفع وتؤثر بذاتها فهذا شرك أكبر، روى أبو داود بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن الرقى، والتمائم، والتِّوَلة شرك"، والتولة شيء من السحر تصنعه بعض النساء يتحببن به إلى أزواجهن.

ومن الشرك الأصغر: التطيّر وهو التّشاؤم بمرأي أو مسموع أو مكان أو زمان كيوم أو شهر معين، روى أبو داود بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الطِيَرة شرك، الطيرة شرك، الطيرة شرك " قال ابن مسعود: وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل.

2- قتل المسلم أو الذمي المعصوم:
قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]، وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما" فكيف بمن يقتل مسلما؟!

ومن الكبائر: الإعانة على القتل المحرم، صرح بذلك الفقيه الهيتمي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر، والله تعالى يقول: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].

3- السحر:
قال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ [البقرة: 102] أي من نصيب.

ومن الكبائر: تصديق الكاهن والمنجم، روى مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاةٌ أربعين ليلة"، وروى البزار بسند حسن عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس منا من تطير أو تُطير له، أو تكهن أو تُكهن له، أو سحر أو سُحر له، ومن عقد عقدة ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم".


4- ترك صلاة واحدة من الصلوات الخمس المفروضة:
الصلاة عمود الإسلام وآكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي أول ما يحاسب به العبد من أعماله، فمن جحدها أو تركها بالكلية فقد كفر وارتدَّ عن دين الإسلام للحديث الصحيح الذي رواه الترمذي عن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"، وأما من يصلي أحيانا ويترك بعض الصلوات أحيانا فهو فاسق متوعد بقوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5] أي غافلون عنها متهاونون بها، وقال الله تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ [مريم: 59، 60].

ويخشى النفاق على من يترك بعض الصلوات كما قال الله سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142].

5- منع الزكاة:
قال الله تعالى: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: 180]، وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 34، 35].

6- إفطار يوم من رمضان بلا عذر:
في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت".

ومن أفطر يوما من رمضان بأكل أو جماع أو غير ذلك بلا عذر فعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله وقضاء ما أفطره من الأيام، فقد عد الهيتمي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر تأخير القضاء لمن أفطر متعمدا من الكبائر لما تقرر من أنه إذا تعدى بالإفطار يكون فاسقا فتجب عليه التوبة فورا خروجا من الفسق، ولا تصح التوبة إلا بالقضاء فإذا أخره من غير عذر كان متماديا في الفسق، والتمادي في الفسق فسق.

7- ترك الحج مع القدرة عليه:
قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97].

8- عقوق الوالدين:
في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الكبائر، قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وشهادة الزور".

9- هجر الأقارب:
قال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23]، وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لا يدخل الجنة قاطع رحم".

10- هجر المسلم فوق ثلاث ليال بغير غرض شرعي:
روى البخاري ومسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"، وروى أبو داود وصححه الألباني عن أبي خِرَاش السُلَمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه".



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2014-06-03, 06:52 AM
غربة غربة غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-06-03
المشاركات: 55
غربة
افتراضي

الكبائر المائة
محمد بن علي بن جميل المطري



الكبائر المائة (11 – 20)


11- الزنا
قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 68 ، 70].

12- عمل قوم لوط
قال الله تعالى حاكيا عن لوط عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه: ﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾ [الشعراء: 165، 166]، وروى أحمد بسند حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لعن الله من عَمِل عَمَل قوم لوط" قالها ثلاثا.

ويلتحق بذلك إتيان الزوجة في دبرها، قال الله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ * نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ [البقرة: 222، 223] أي كيف شئتم مقبلين ومدبرين في القبل الذي هو محل الحرث أما الدبر فهو محل الفرث، وروى ابن ماجه وصححه الألباني عن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن".

ومثل ذلك: إتيان البهائم، وكذا إتيان المرأة المرأة وهو السحاق، وكل هذا من الفواحش المحرمة بالإجماع.

13- الربا
قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 275]، وروى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه"، وقال: "هم سواء".

14- الفرار من الزحف
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الأنفال: 15، 16]

ومن التولي يوم الزحف:
خذلان المسلمين مع القدرة على نصرتهم، وأشد منه: معاونة الكافرين على المسلمين، قال الله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾، فالكافرون يكيدون بالمسلمين كيدا عظيما، ولا يزالون يقاتلون المسلمين عسكريا وفكريا واقتصاديا كما قال الله تعالى: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾، وكل مسلم قائم على ثغر يجب عليه أن يحافظ عليه حتى لا يُؤتى المسلمون من قِبَله بسبب تفريطه أو تضييعه، وليس المؤمن الذي لا يحمل هماً لأمته، ولا يعاني نَصَباً في العمل لدينه، فالعمل لهذا الدين فريضة شرعية على كل فرد في المجتمع الإسلامي، قال الله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110].

15- الكِبر والعُجب
العُجب: يورث الكِبر الباطن، والكِبر: يثمر التّكبّر الظّاهر في الأعمال والأقوال والأحوال، وصاحبه يكون مختالا في نفسه فخورا على غيره.

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴾، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾، وروى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس".

ومن ذلك: ترك رد السلام تكبرا.

ومن ذلك: محبة الإنسان أن يقوم الناس له افتخارا أو تعاظما، روى أبو داود بسند صحيح عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من أحب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار".

ومن ذلك: إسبال الإزار والثوب والسراويل خيلاء، روى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث مرارا، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: "المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"، وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء".

ومن ذلك: الفخر بالأحساب، روى مسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة".

16- شهادة الزور
روى البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" ثلاثا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور، ألا وقول الزور، وشهادة الزور"، قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.

ومن ذلك: التملق ومدح الإنسان بما ليس فيه.

17- شرب الخمر
روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ"، وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن".

ومن الكبائر: تناول كل ما يزيل العقل كالحشيش والمخدرات وغير ذلك، روى البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "كل مسكر حرام".

18- أكل الدم المسفوح أو لحم الخنزير أو الميتة
قال الله تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 3].

19- القِمار
قال الله تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾[المائدة: 90، 91]، وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق" .

20- قذف المحصنات
قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 4]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 23، 24].

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2014-06-03, 06:53 AM
غربة غربة غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-06-03
المشاركات: 55
غربة
افتراضي

الكبائر المائة
محمد بن علي بن جميل المطري







الكبائر المائة الثابتة في الكتاب والسنة (21 - 30)

21- الغُلول من الغنيمة:


وهي أخذ المال من الغنيمة قبل قسمتها أو من بيت مال المسلمين قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾، وروى البخاري عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا على صدقات بني سُليم، يدعى ابن اللُّتبية، فلما جاء حاسبه، قال: هذا مالكم وهذا هدية. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فهلا جلست في بيت أبيك وأمك، حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا" ثم خطبنا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " أما بعد، فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا مالكم وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته، والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة، فلأعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر " ثم رفع يده حتى رئي بياض إبطه، يقول: "اللهم هل بلغت".





22- السرقة:


قال الله تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.





23- قطع الطريق:


قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.





قال العلماء: مجرد قطع الطريق وإخافة السبيل كبيرة فكيف إذا أخذ المال أو جرح أو قتل ؟! فقد فعل عدة كبائر موبقات.





ومن ذلك: قطع الكهرباء وتفجير أنابيب الغاز والبترول، فكل هذا من الإفساد في الأرض ﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾.





24- أكل مال اليتيم وظلمه:


قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ، وقال: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾.





25- اليمين الغموس:


روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من حلف على يمين صبر، يقتطع بها مال امرئ مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان" فأنزل الله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.





26- أكل أموال الناس بالباطل:


قال الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾، وفي صحيح البخاري عَنْ خَوْلَةَ الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: "إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ".





ومن أكل أموال الناس بالباطل: الغصب، وهو الاستيلاء على مال الغير ظلما، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من ظلم قيد شبر من الأرض، طوِّقه من سبع أرضين".





ومن أكل أموال الناس بالباطل: تغيير حدود الأرض، روى مسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثا، ولعن الله من غيَّر منار الأرض".





ومن أكل أموال الناس بالباطل: أن يكتم اللُّقَطة ولا يعرفها.





ومن أكل أموال الناس بالباطل: المكس، وهو أخذ الضرائب بغير حق، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾، والمكَّاس من أكبر أعوان الظلمة، والله يقول: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾.





ومن أكل أموال الناس بالباطل: مماطلة الإنسان بحق عليه مع قدرته على الوفاء سواء كان هذا الحق لله كالكفارات أو للعباد كالأجرة أو أرش جناية أو دَين ونحوه، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مطل الغني ظلم".





ومن أكل أموال الناس بالباطل: مخالفة شرط الواقف، قال الله سبحانه: ﴿ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾.






27- الظلم:


روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الظلم ظلمات يوم القيامة"، وروى الترمذي وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أتدرون من المفلس" ؟ قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا فيقعد فيقتص هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار".





ومن الظلم: ضرب الناس بغير مسوغ شرعي وترويع المسلم والإشارة إليه بسلاح، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه، حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه".





ومن أشد الظلم: ظلم اليتيم والمرأة، روى ابن ماجه وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم إني أُحرِّج حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة".





ومن الظلم: الإضرار في الوصية، روى النسائي في السنن الكبرى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " الإضرار في الوصية من الكبائر، ثم تلا ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾.





28- ظلم القاضي في الحكم متعمدا أو لكونه جاهلا:


روى أبو داود وصححه الألباني عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق فجار في الحكم، فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار ".





29- الحكم بغير ما أنزل الله:


قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾، وقال الله تعالى : ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾، وقال الله تعالى : ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.





30- أخذ الرشوة:


روى أبو داود بسند صحيح عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الراشي والمرتشي".





قال العلماء : إنما تلحق اللعنة الراشي إذا قصد بها أذية مسلم أو ينال بها ما لا يستحق، أما إذا أعطى مالاً ليتوصل إلى حق له ويدفع عن نفسه ظلماً فإنه غير داخل في اللعنة، والإثم على من اضطره إليها.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2014-06-03, 06:56 AM
غربة غربة غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-06-03
المشاركات: 55
غربة
افتراضي

الكبائر المائة
محمد بن علي بن جميل المطري

الكبائر المائة الثابتة في الكتاب والسنة


(41 - 50)

41- قتل الإنسان نفسه:روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله


صلى الله عليه وآله وسلم: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا".

42- المُحلِّل والمحلَّل له:
روى ابن ماجه وصححه الألباني عن علي وابن عباس رضي الله عنهما قالا: "لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المحلل، والمحلل له".

43- عدم التنزه من البول:
روى أحمد بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " أكثر عذاب القبر في البول " أي بسبب البول.

44- التغوط في الطرق:
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اتقوا اللعَّانين" قالوا: وما اللعَّانان يا رسول الله؟ قال: "الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم".

45- الغلو في الدين:
الغلوّ في الدِّين هو التّشدّد حتّى مجاوزة الحدّ، والفرق بين التمسك والتشدد: أن التمسك بالشرع بلا إفراط ولا تفريط واجب وهو محمود، والتنطع والتشدد محرم وهو مذموم، قال الله سبحانه: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112]، وروى النسائي وصححه الألباني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين"، وروى مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثا.

46- كتمان العلم الشرعي:
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 159، 160]، وروى الترمذي وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سُئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة".

47- أمر الناس بالخير وترك فعله وعدم العمل بالعلم:
قال الله تعالى: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44]، وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3].

وروى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه".

48- النفاق:
النفاق نوعان:
الأول: النّفاق الأكبر، وهو أن يظهر الإنسان الإيمان ويبطن ما يناقضه كلّه أو بعضه.

الثّاني: النّفاق الأصغر، وهو نفاق العمل، وهو أن يظهر الإنسان علانية ويبطن ما يخالف ذلك، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً * إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً ﴾ [النساء: 145، 146].

ومن النفاق: إظهار الصلاح في الملأ وانتهاك المحارم في الخلوات، روى ابن ماجه وصححه الألباني عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا" ، قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا أن لا نكون منهم، ونحن لا نعلم، قال: "أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها".

ومن النفاق: ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "تجدون من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه".


49- الكذب:
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب صِدِّيقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب كذابا".

ومن ذلك: مَن يكذب ليُضحِك به القوم، روى الترمذي بسند حسن عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ويل للذي يُحدِّث بالحديث ليُضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له".

ومن ذلك: من تحلَّم ولم ير شيئا، روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من تحلَّم بحلم لم يره كُلِّف أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل".

ومن ذلك: من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم، روى البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص وأبي بكرة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام".

وأعظم الكذب: الكذب على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله عز وجل : ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 60]، وقال: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل: 116]، وفي الحديث المتواتر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار"، وروى مسلم في مقدمة صحيحه عن المغيرة بن شعبة وسمرة بن جندب رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من حدث عني بحديث يُرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين".

50- الخيانة:
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".

والصلاة أمانة والوضوء أمانة والغسل أمانة والوزن أمانة والكيل أمانة، ومن الأمانة: حفظ الودائع، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27].

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2014-06-03, 06:57 AM
غربة غربة غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-06-03
المشاركات: 55
غربة
افتراضي

الكبائر المائة
محمد بن علي بن جميل المطري

الكبائر المائة الثابتة في الكتاب والسنة


(51 - 60)


51- المكر والخديعة والغدر:
روى الحاكم وصححه الألباني عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «المكر والخديعة والخيانة في النار»، وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ".

52- عدم الوفاء بالعهد:
قال الله تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾، وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره ".

ومن الكبائر: عدم الوفاء بالنذر، قال الله سبحانه: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [التوبة: 75 - 77].

53- المنان:
المنان هو الذي يُعطي شيئا أو يتصدق به ثم يمن به ولو على أهل بيته، روى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم» قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث مرارا، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: «المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب».

54- التكذيب بالقدر:
روى أحمد بسند حسن عن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: دخلت على عبادة، وهو مريض أتخايل فيه الموت فقلت: يا أبتاه أوصني واجتهد لي. فقال: أجلسوني. فلما أجلسوه قال: يا بني إنك لن تطعم طعم الإيمان، ولن تبلغ حقَّ حقيقةِ العلمِ بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره قال: قلت: يا أبتاه وكيف لي أن أعلم ما خير القدر من شره؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك. يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن أول ما خلق الله القلم، ثم قال: اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة " يا بني إن مت ولست على ذلك دخلت النار.

55- التجسس والتسمع لكلام الناس وهم له كارهون:
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من استمع إلى حديث قوم، وهم له كارهون، أو يفرون منه، صب في أذنه الآنُك يوم القيامة » والآنك: الرصاص المذاب.

56- الغِيبة:
الغِيبة هي ذِكْر الإنسان بما يكره مما هو فيه، قال الله تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾، وقال: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].

والبهتان أشدّ من الغيبة، وهو ذِكْر الإنسان بما يكره مما ليس فيه، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذكرك أخاك بما يكره» قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته».

57- النميمة:
النميمة هي نقل الحديث بين الناس على جهة الإفساد بينهم، ثبت في الصحيحين عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لا يدخل الجنة نمام».

58- السب واللعن:
روى البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، وفي الصحيحين عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لعن المؤمن كقتله".

ومن ذلك: أن يلعن الرجل والديه، روى البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه» قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: «يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه».


ومن أعظم السب: سب الصحابة رضوان الله عليهم؛ لأن الله أمرنا أن نستغفر لهم ذنوبهم فلا معصوم إلا الأنبياء قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]، وروى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد، ذهبا ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه»، وروى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار»، وروى أحمد في مسنده بسند صحيح عن أنس بن مالك عن أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " رأيت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دماء بعض، وسبق ذلك من الله تعالى كما سبق في الأمم قبلهم، فسألته أن يوليني شفاعة يوم القيامة فيهم ففعل ".

59- اتباع الهوى والإعراض عن الحق:
الهوى هو ميل النّفس إلى الشّهوة، قال الله تعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 43، 44]، وروى الطبراني في المعجم الأوسط وحسنه الألباني عن ابن عمر رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه".

ومن ذلك: ترك السنة واتباع البدع، روى أبو داود وصححه الألباني عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة».

60- تصوير ذوات الأرواح بالنحت والرسم:
روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " الذين يصنعون الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم "، وفي الصحيحين أيضا عن عائشة رضي الله عنها: قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سفر، وقد سترت بقِرام لي على سهوة لي فيها تماثيل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هتكه وقال: «أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله»، وفي صحيح مسلم أن رجلا جاء إلى ابن عباس فقال: إني رجل أصور هذه الصور، فأفتني فيها، فقال له: ادن مني، فدنا منه، حتى وضع يده على رأسه، قال: أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «كل مصور في النار، يجعل له، بكل صورة صورها، نفسا فتعذبه في جهنم» وقال: إن كنت لا بد فاعلا، فاصنع الشجر وما لا نفس له.


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 ياسين تيفي   فارلي   مكتب مراجعة   كورة سيتي kooracity   اشتراك كاسبر الرسمي   بطاقات ايوا   عطر فرموني جذاب   خولة لفن الحياكة   يلا شوت   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة   نشتري اثاث مستعمل   شركة تنظيف شقق بالرياض   شركة تنظيف منازل بالرياض   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   يلا شوت الجديد 
 شركة تنظيف منازل بجدة   افضل شركة نقل عفش بجدة   أفضل شركة تنظيف خزانات بجدة   افضل شركة نقل عفش بجدة   أفضل شركة تنظيف بالطائف   أفضل شركة تنظيف خزانات بجدة 
 شراء اثاث مستعمل بالرياض   تنسيق حدائق   شركة تنظيف في دبي   شراء اثاث مستعمل بالرياض   شركة تنظيف خزانات بجدة 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل   yalla shoot   يلا شوت   يلا شوت   jeddah certified translation 
 شركة تنظيف منازل بالرياض 
 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 
 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 
 شركة الرائعون   شركة عزل خزانات   شركة عزل اسطح في الرياض   شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح شينكو   شركة عزل خزانات بجدة   شركة عزل خزانات في مكة   شركة عزل خزانات المياه بالطائف   شركة تنظيف مكيفات بجدة   شركة تنظيف بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بتبوك 
 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 
 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة نقل عفش جدة   شركة غسيل خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجده   شركة نقل عفش بجده   شركة تنظيف بالبخار بالطائف   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض || شركة عزل خزانات بجدة
شركة تنظيف خزانات بجدة || شركة تنظيف بجدة || شركة تنظيف بالبخار بجدة || شركة مكافحة حشرات بجدة || المهندسين للخدمات المنزلية
 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 دوت سبورت   كورة سيتي   بث مباشر مباريات اليوم 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »01:06 AM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى