#1
|
|||
|
|||
هل هرمجدون حقيقة ؟
الفروقِ الأساسية بين " الملحمة " ، وبين " هرمجدون " :
الأول : أن خبر الملحمة ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، كما تقدم ، أما " هرمجدون " : فاصطلاح نصراني ، إسرائيلي لا يُدرى مدى مصداقيته ، ولا ثبوته ، وهو مجرد اسم للموضع الذي يدَّعى أن المعركة ستقع فيه ، في حين ثبت عنه صلى الله عليه وسلم تسمية موضع الملحمة بأنه " الأعماق " ، أو " دابق " - موضعان بالشام ، قرب حلب . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا فَيُقَاتِلُونَهُمْ ) . رواه مسلم ( 2897 ) . الثاني : ستقع الملحمة بين أهل الإسلام أتباع خير الأنام صلى الله عليه وسلم ، وبين الروم النصارى الضالين ، في حين يدَّعي أهل الكتاب أن معركة " هرمجدون " طرفاها: قوى الشر ، ممثلة - في زعمهم - في المسلمين ، ومن حالفهم - من الوثنيين ، ويدخل في هذا اللفظ عندهم : الصينيون ، والكوريون ، والفيتناميون ، واليابانيون ، والذين تسميهم التوراة : " يأجوج ومأجوج " - ، وقوى الخير ، وهم النصارى - في زعمهم - . الثالث : ثبت أن الله عز وجلَّ ينصر المسلمين على أعدائهم في " الملحمة " ، في حين يدَّعي أصحاب " هرمجدون " أن الغلبة ستكون لهم على " قوى الشر " ، وهم المسلمون - في زعمهم - . الرابع : يحدد أهل الكتاب موعد " هرمجدون " ، وينتظرون فيه مسيحهم على رأس الألف ، سواءً الأولى ، أو الثانية ، فإن طال الزمان فسينتظرون في الألف الثالثة ، أما الأحاديث النبوية الشريفة : فلم تحدد موعداً للملحمة سوى أنها من أشراط الساعة . إن " هرمجدون " ضد السنن الكونية ، والشرعية ، و " الملحمة " متوافقة معها . " هرمجدون " : يأس ، وقنوط ، والملحمة : بشرى ، وأمل . اسماعيل المقدم |
أدوات الموضوع | |
|
|