![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
معــركـة المطاحن في ريف دمشق: دروس وعبر
عبد الغني محمد المصري لان الله امرنا ان نسير في الارض كي نتفكر ونعتبر من قصص الاولين، ولان رسولنا الكريم قال "اعقلها وتوكل"، واول العقل هو الاخذ بالاسباب، والاستشارة، والاستخارة، فما خاب من استخار، وما ضل من استشار، كما اخبرنا نبي العزة والرحمة، فالأولى بنا كأمة ان نعتبر من الدروس الجارية، كي لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. لقد حدثت معركة المطاحن منذ ايام قليلة في جنوب الريف الشرقي للغوطة الشرقية، وقد ارسل لي احد الاصدقاء ما جرى، وادلى بدلوه في ذلك، وقد كان في كلامه كثير من العبر قد تفيد الثورة في بعض محطاتها القادمة، وهنا تبرز التساؤلات الاتية: قصة المعركة: ---------------- -- الريف الشرقي يحوي اكثر من مليون مدني محاصر، وقد اتفق تجمع للكتائب على اقتحام المطاحن، وتحرير الطحين الموجود فيها، واعادته الى اهله. -- موقع المطاحن جنوب الريف الشرقي، هو موقع شبه صحراوي حاله حال المطار، والعتيبة، وغيرها، حيث لا ينفع فيها السيطرة المستمرة، وانما فقط القنص، ورمي الهاون، والالغام للمدرعات والسيارات، بهدف استنزاف النظام الى اقصى حد، وجعل وجوده مكلفا جدا، مما يجعل الجنود والضباط ترفض الخدمة في نقطة مشتعلة، مما يؤدي الى تهتك نقاط الحصار، وايجاد فجوات دائمة فيه. -- وقد نجحت الكتائب في ذلك، حيث تم تحرير ما بين 200 الى 300 طن من الطحين. -- إلا انه هناك كم كبير من المدنيين الذين هجموا على الطحين مع تحقيق المجاهدين للنصر. -- قدمت بعد ذلك طائرات النظام، وبدأت في القصف، فقررت بعض الكتائب الانسحاب على اعتبار ان الحملة قد حققت هدفها في السيطرة على كميات كبيرة من الطحين، وهناك كتائب اخرى رأت المقاومة والانتقام لمن قتل من المدنيين نتيجة القصف. -- كانت نتيجة المعركة استشهاد مدنيين ومقاتلين، ومقتل عدد كبير من عصابات النظام، وتدمير لآلياته. -- الكتائب التي لم تنسحب خونت الكتائب التي انسحبت. هل تحققت الاهداف العسكرية؟: ----------------------------------- يقاس نجاح اية حملة عسكرية او موقعة على تحقيقها لاهدافها، وقد حققت الحملة نجاحات عدة منها: -- حققت هدف المعركة الاساسي وهو تحرير كميات الطحين. -- تم تدمير 6 دبابات واسقاط طيارتين واحدة عادية والتانية استطلاع و مقتل اكثر من 200 من عصابات النظام المجرمة. -- تم اسقاط طائرة، وقتل احد اكثر طياري النظام المطلوبين للجيش الحر، حيث يحمل الرقم 6 على لائحة الطيارين المطلوبين للثوار. -- في المعارك التي جرت قرب المطاحن في الجسر الخامس تم قتل احد كبار المطلوبين للثوار وهو المجوسي المجرم عمران الشمري (عمران ابو علي) وهو عراقي وكان في استقبال نجاد وهو احد اهم قادة "لواء ذو الفقار" وهو لواء جديد تم تشكيله غالبيته من المجوس العراقيين بعد ضعف لواء ابو الفضل العباس ..حيث توجد صورة للمجحوم مع نجاد اثناء زيارة الست زينب قبل سنوات. -- الا ان هناك خسائر حدثت نتيجة القصف، ونتيجة عدم الالتزام بهدف المعركة وهو الحصول على الطحين ثم الانسحاب، حيث كانت الخسائر كالآتي: *** استشهد اكثر من 100 مدني من الذين كانوا على عجلة لاحضار الطحين لاولادهم واهلهم. -- استشهد حوالي 80 شهيد من الجيش الحر. عموما نجحت العملية من منظور عسكري بحت، رغم الخسائر في الجانبين المدني والعسكري. ماهي اهم العبر من المعركة؟ ---------------------------------- -- وجوب الالتزام بهدف المعركة، وعدم الخروج مهما كانت المغريات لتحقيق المزيد من النصر، لانه قد يكون في التسرع افخاخ عسكرية او خسائر الثورة في غنى عنها، إلا اذا قرر قائد العمليات، وبعد التشاور مع اقرانه الاستمرار فيها، لكنه يكون قرارا جماعيا لكل الكتائب وليس لبعضها فقط. وقد حصلت معظم الخسائر نتيجة تجاوز الهدف المتفق عليه. -- حياة اية مقاتل، وبعد تحقيق الهدف من المواجهة اهم كثيرا، من مواجهة معروف ان نهايتها الاستشهاد. فالحفاظ على حياة المقاتل ينبغي ان تكون اولوية، اذ ان استمرارية الوجود النوعي لهذه الفئة من الشباب هو من يحافظ على زخم الثورة، ويرعب النظام. ووجوده اهم كثيرا من قتل خمسة او عشرة مجرمين، اذ يمكنه قتل عشرات آخرين ولكن على دفعات. -- عدم وجود قائد واحد للعملية، وهنا نتحدث عن قائد تعرف كل الكتائب ان طاعته واجبة شرعا، ومن يخالفه فهو آثم، وانه هو الذي يقرر بداية العملية ونهايتها -لانه بالتأكيد كان هناك قائدا للعملية-. -- وجوب التاكيد، على ابعاد المدنيين عن مسرح العمليات لأية معركة، حيث ان تكاثرهم مع بوادر النصر، قد يحدث خللا، او ارباكا للمقاتلين، وقد يكون وجود شهداء من المدنيين هو ما جعل فريق من الشباب يصر على المواجهة انتقاما لهم. -- حصل تخوين من بعض الكتائب التي قاومت لاخواتها التي انسحبت، والسبب في ذلك هو عدم وجود قائد حقيقي يلتزم بقراره الجميع للاستمرار او الانسحاب بعد مشاورة اقرانه. اخيرا، لقد كانت عملية رائعة، ناجحة في جوانب عديدة منها، وان كان هناك خلل في جوانب اخرى، سبب خسائر فادحة، حيث يعود السبب الاهم في ذلك عدم وجود قائد يلتزم الجميع بقراره. وتبقى من اهم العمليات على مستوى الثورة، التي يجب التوقف امامها ودراسة نقاط القوة والضعف لأخذ العبر، والدروس فيما هو قادم من الايام، والله اعلم. |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|